Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 23-23)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَآ أَنفُسَنَا } : ضررناها بالمِعْصِيَةِ ، وتقدَّمَ تفسِيرُهَا في سُورةِ البقَرةِ ، وأنَّها تَدُلُّ على صدور الذَّنْبِ منه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ ، إلاَّ أنَّا نقُولُ : هذا الذَّنْبُ إنَّمَا صَدَرَ عنه قَبْلَ النُّبُوَّةِ . وفي قوله : { قَالاَ ربَّنَا ظَلَمْنَا أنْفُسنَا } فائدةٌ : حَذْف حرف النداءِ هنا تعظيم المُنَادَى ، وتَنْزِيهُهُ . قال مَكِّي : كَثُر نِدَاءُ الرَّبِّ بحذف " يَا " من القرآن ، وعلّةُ ذلك أن في حذف " يا " من نداء الرَّب معنى التَّعْظِيم والتنزيه ؛ وذلك أنَّ النداءَ فيه طَرَف من معنى الأمر ؛ لأنَّكَ إذا قُلْتَ : يا زيدُ فمعناه : تعال يا زَيْدُ أدعوك يا زَيْدُ ، فحُذِفَتْ " يا " من نداء الرَّبِّ ليزول معنى الأمر وينقص ، لأنَّ " يا " تُؤكِّده ، وتُظهرُ معناهُ ، فكان في حذف " يا " الإجلال ، والتعظيم ، والتنزيه . قوله : { وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ } هذا شرط حُذِفَ جوابه لدلالة جواب القسم المقدَّر عليه ، فإن قيل : حرف الشَّرْطِ لام التَّوْطِئَةِ للقسم مقدرة كقوله : { وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ } [ المائدة : 73 ] ويَدُلُّ على ذلك كثرةُ ورُوُدِ لامِ التَّوْطِئَةِ قبل أداة الشَّرطِ في كلامهم . وتقدَّم إعرابُ ما بعد ذلك في البقرة .