Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 41-41)
Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ } هذه الجملة محتملة للحاليّة والاستئناف ، ويجوزُ حينئذ في " مهاد " أن تكون فاعلاً بـ " لهم " فتكون الحال من قبيل المفردات ، وأن تكون مبتدأ ، فتكون من قبيل الجمل . و " مِنْ جَهَنَّمَ " حال من " مِهَاد " ؛ لأنَّهُ لو تأخر عنه لكان صفة ، أو متعلق بما تعلَّق به الجار قبله . و " جَهَنَّم " لا تنصرف لاجتماع التَّأنيث والتعريف . وقيل : اشتقاقه من الجهومة ، وهي الغلظ يقال : رجل جهم الوجْهِ أي غَلِيظه ، فسميت بهذا الغلظ أمرها في العذاب . و " المِهَاد " جمع : مَهْدٍ ، وهو الفراشُ . قال الأزهريُّ : " المَهْدُ في اللُّغة الفرش ، يقال للفراش : مِهَادٌ " . قوله : { وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } غواشٍ : جمع غاشية ، وللنُّحاة في الجمع الذي على فواعل إذا كان منقوصاً بقياس خلاف : هل هو مُنْصَرِفٌ أو غير منصرف ؟ . فبعضهم قال : هو مَنْصرفٌ ؛ لأنه قد زال [ منه ] صيغة منتهى الجموع ، فصار وزنُهُ وَزْنَ جَنَاحٍ وَقَذالٍ فانصرف . وقال الجَمْهُورُ : هو ممنوعٌ من الصَّرف ، والتنوين تنوين عوضٍ . واختلف في المعوَّض عَنْهُ ماذا ؟ فالجمهور على أنَّهُ عوض من الياء المَحْذُوفَةِ . وذهب المُبردِ إلى أنَّهُ عوض من حركتها ، والكسرُ ليس كسر إعراب ، وهكذا : حَوَارٍ وموالٍ وبعضهم يجرُّه بالفتحة ، قال : [ الطويل ] @ 2467 - وَلَوْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ مَوْلىً هَجَوْتُهُ ولَكِنَّ عَبْدَ اللَّهِ مَوْلَى مَوَالِيَا @@ وقال آخر : [ الرجز ] @ 2468 - قَدْ عَجِبَتْ مِنِّي وَمِنْ يُعَيْلِيَا لمَّا رَأتْنِي خَلَقاً مُقْلَوْلِيَا @@ وهذا الحكمُ ليس مختصاً بصيغة مفاعل ، بل كلُّ غير منصرف إذا كان منقوصاً ، فحكمهُ ما تقدَّم نحو : يُعيْل تصغير يَعْلَى ويَرْم اسم رجل ، وعليه قوله : " وَمِنْ يُعَيْلِيَا " وبعض العرب يعرب " غواش " ونحوه بالحركاتِ على الحرف الذي قبل الياء المحذوفة ، فيقول : هؤلاء جوارٍ . وقرىء : { ومِنْ فَوْقِهِم غَوَاشٌ } برفع الشين ، وهي كقراءة عبد الله : { وَلَهُ ٱلْجَوَارُ } [ الرحمن : 24 ] برفع الراء . فإن قيل : " غَوَاش " على وزن فواعل ؛ فيكون غير منصرف فكيف دخله التنوين ؟ . فالجوابُ : على مذهب الخَلِيلِ وسيبويهِ أنَّ هذا جمع ، والجمع أثقل من الواحد ، وهو أيضاً الجمع الأكبر الذي تتناهى الجموع إليه ، فزاده ذلك ثقلاً ، ثم وقعت الياء في آخره وهي ثقيلة ، فلمَّا اجتمعت فيه هذه الأشياء خفَّفوه بحذف الياء ، فلَّما حذفوا الياء نقص عن مثال " فوَاعل " فصار غواش بوزن جناح ، فدخلهُ التَّنوين لنقصانه عن هذا المثال . قال المفسِّرون : معنى الآية : الإخبارُ عن إحاطة النَّار بهم من كل جانب قوله : " وكذلِكَ " تقدم مثله [ الأعراف : 40 ] . وقوله : " والظَّالمِيْنَ " يحتمل أن يكون من باب وقوع الظَّاهر موقع المضمر ، والمراد بـ " الظَّالمِينَ " المجرمون ، ويحتمل أن يكونوا غيرهم ، وأنَّهُم يُجزون كجزائهم .