Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 6-6)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ } المرادُ منه : إعلام رسُول اللَّهِ بأنَّهم ينصرون ، وجدالهم قولهم : ما كان خُروجنا إلاَّ للعير ، وهلاَّ قلت لنا لنستعدّ ونتأهبّ للقتالِ ؛ لأنَّهم كانُوا يكرهون القتال ثُم إنَّه تعالى شبَّه حالهم في فرط فزعهم بحال من يُجَرّ إلى القتل ، ويُسَاق إلى الموت وهو شاهد لأسبابه ناظر إلى موجباته ، ومنه قوله عليه السَّلامُ : " من نفى ابنه وهو ينظر إليه " أي يعلم أنَّه ابنه ، كقوله تعالى : { يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } [ النبأ : 40 ] أي يعلم وكان خوفهم لأمور : أحدها : قلَّة العدد . وثانيها : كانوا رجَّالة ، روي أنه ما كان فيهم إلا فارسان . وثالثها : قلة السلاح . قوله : يُجَادلُونك يحتمل أن يكون مُسْتأنفاً إخباراً عن حالهم بالمجادلةِ ، ويحتمل أن يكون حالاً ثانية أي : أخرجك في حال مجادلتهم إيَّاك ، ويحتمل أن يكون حالاً من الضَّمير في لكارهُون ، أي : لكارِهُونَ في حال جدالٍ . والظاهرُ أنَّ الضميرَ المرفوع يعودُ على الفريق المتقدِّم . ومعنى المجادلة قولهم : كيف تُقاتل ولم نستعد للقتال ؟ ويجوزُ أن يعود على الكفَّارِ ، وجدالهم ظاهر . قوله : بَعْدَ ما تبيَّن منصوب بالجدال ، و " ما " مصدرية ، أي : بعد تَبينِهِ ووضوحه ، وهو أقبحُ من الجدال في الشَّيء قبل إيضاحه . وقرأ عبد الله " بُيِّن " مبنياً للمفعول من : بَيَّنتُهُ أي : أظهرته ، وقوله : " وهُمُ ينظرُونَ " حالٌ من مفعول يُساقُونَ .