Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 7-7)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله " وإذْ يعدُكُمُ " " إذْ " منصوب بفعل مقدر ، أي : اذكر إذْ ، والجمهور على رفع الدال ؛ لأنَّه مضارع مرفوع . وقرأ مسلمة بنُ محاربٍ : بسكونها على التَّخفيفِ لتوالي الحركاتِ . وقرأ ابنُ محيصن " يعدكم اللَّهُ احدى " يوصل همزة أحْدَى تخفيفاً على غير قياس ، وهي نظير قراءة من قرأ : { إِنَّهَا لَحْدَى } [ المدثر : 35 ] بإسقاط الهمزة أجرى همزة القطع مُجْرَى همزة الوصل ، وقرأ أيضاً أحَد بالتَّذكير ؛ لأنَّ الطائفة مؤنث مجازي . فصل إحدى الطائفتين أي : الفرقتين : أحدهما : أبو سفيان مع العير ، الأخرى أبو جهل مع النَّفيرِ ، و " أنَّها لَكُمْ " منصوبُ المحلِّ على البدلِ مِنْ إحْدَى أي : يَعِدُكم أنَّ إحدى الطائفتين كائنة لكم ، أي : تتسلَّطُون عليها تسلُّط المُلاَّكِ ، فهي بدل اشتمال وتوَدُّونَ تريدون : { أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ ٱلشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ } يعني : العير التي ليس فيها قتال والشَّوكةُ : السلاح كسِنان الرُّمح ، والنصل والسَّيف ، وأصلها من النَّبتِ الحديدِ الطرف ، كـ : " شَوْكِ السَّعدانِ " ، يقال منه : رَجُلٌ شائِكٌ ، فالهمزة مِنْ " واوٍ " ، كـ : قائم ، ويجوزُ قلبه بتأخير عينه بعد لامه ، فيقال : شاكٍ ، فيصير كـ : غازٍ ، ووزنهُ حينئذ فالٍ . قال زهيرٌ : [ الطويل ] @ 2672 - لَدَى أسَدٍ شَاكِي السِّلاحِ مُقذَّفٍ لهُ لبدٌ أظفارهُ لمْ تُقلَّمِ @@ ويُوصفُ السلاحُ : بالشَّاكي ، كما يوصف به الرَّجُل ، فيقال : رجلٌ شاكٌ ، وشاكٍ ، وسلاحٌ شاكٌ ، وشاكٍ . فأمَّا " شاكٌ " غير معتل الآخر ، وألفه منقلبةٌ عن عين الكلمة ، ووزنهُ في الأصل على فَعِل بكسر العين ، ولكن قلبت ألفاً ، كما قالوا : كبشٌ صافٌ أي صوف ، وكذلك " شاكٌ " أي : شَوِكٌ . ويحتمل أن يكون محذوف العين ، وأصله " شَائِكٌ " ، فحذفت العين ، فبقي " شاكاً " فألفه زائدةٌ ، ووزنه على هذا " فالٍ " . وأمَّا : " شاكٍ " فمنقوصٌ ، وطريقته بالقلب كما تقدم ومن وصف السلاح بالشاك قوله : [ الوافر ] @ 2673 - وألْبِسُ من رضاهُ في طريقِي سلاحاً يَذْعَرُ الأبطالَ شَاكَا @@ فهذا يحتمل أن يكون محذوف العين ، وأن يكون أصله " شوكاً " ، كـ : صَوِف . ويقال أيضاً : هو شاكٌّ في السلاح ، بتشديد الكافِ ، من " الشِّكَّة " ، وهي السلاح أجمع ، نقله الهرويُّ ، والرَّاغبُ . قال : إنَّكُم تريدون الطائفة التي لا حدة لها ، يعني : العير ، ولكن الله يريدُ التَّوجُّهَ إلى الطائفة الأخرى ليحق الحقَّ بكلماته . وقرأ مسلمة بن محارب : " بكلمته " على التَّوحيدِ ، والمراد به : اسم الجنس فيؤدِّي مؤدَّى الجمع ، والمرادُ بقوله : " بِكلماتِهِ " أي : بأمره إيَّاكم بالقتالِ ، وقيل : بهدايته التي سبقت من إظهار الدّين وإعزازه : { وَيَقْطَعَ دَابِرَ ٱلْكَافِرِينَ } والدَّابرُ الآخر من دبر ، ومنه دابرة الطَّائر وقطع الدَّابر عبارة عن الاستئصال أي : ليستأصلهم حتى لا يبقى منهم أحد .