Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 85, Ayat: 17-22)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { هَلُ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْجُنُودِ } ، أي : قد أتاك يا محمد خبر الجموع الكافرة المكذبة لأنبيائهم [ تَسْلِيَةً له بذلك ] . قوله تعالى : { فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ } . يجوز أن يكون بدلاً من الجنود ، وحينئذ فكان ينبغي أن يأتي البدل مطابقاً للمبدل منه في الجمعية . فقيل : هو على حذف مضاف ، أي : جنود فرعون . وقيل : المراد فرعون وقومه ، واستغني بذكره عن ذكرهم ؛ لأنهم أتباعه . ويجوز أن يكون منصوباً بإضمار : أعني ؛ لأنه لما لم يطابق ما قبله وجب قطعه . والمعنى : أنك قد عرفت ما فعل بهم حين كذبوا بأنبيائهم ورسلهم . قوله : { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي تَكْذِيبٍ } ، أي : هؤلاء الذين لا يؤمنون بك في تكذيب لك كدأب من قبلهم ، وإنما خُصَّ فرعون وثمود ؛ لأن ثموداً في بلاد العرب ، وقصتهم عندهم مشهورة ، وإن كانوا من المتقدِّمين ، وأمر فرعون كان مشهوراً عند أهل الكتاب وغيرهم ، وكان من المتأخرين في الهلاك فدلَّ بهما على أمثالهما ، والله أعلم . قوله : { وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِمْ مُّحِيطٌ } ، أي : يقدر على أن ينزل بهم ما أنزل بفرعون ، والمحاط به المحصور . وقيل : والله أعلم بهم فيجازيهم . قوله : { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ } العامة : على تبعية مجيد لـ " قرآن " ، وقرأ ابن السميفع بإضافة " قرآن " لـ " مجيد " . فقيل : هو على حذف مضاف ، أي : قرآن رب مجيد . كقوله : [ الوافر ] @ 5158 - ولَكِنَّ الغِنَى ربّ غَفُور @@ أي : غنى رب غفور . وقيل : بل هو من إضافة الموصوف إلى صفته ، فتتحد القراءتان ، ولكن البصريين لا يجيزون هذا لئلا يلزم إضافة الشيء إلى نفسه ، ويتأولون ما ورد . ومعنى " مَجِيدٌ " أي : متناهٍ في الشرف والكرم والبركة . وقيل : " مَجِيدٌ " أي : غير مخلوق . قوله : { فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } ، قرأ نافع : برفع " محفوظ " : نعتاً لـ " قرآن " . والباقون : بالجر ؛ نعتاً للوح . والعامة : على فتح اللام ، وقرأ ابن السميفع وابن يعمر : بضمها . قال الزمخشري : يعني اللوح فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح ، " محفوظ " من وصول الشياطين إليه . وقال أبو الفضل : " اللّوح " : الهواء ، وتفسير الزمخشري بالمعنى ، وهو الذي أراده ابن خالويه . قال القرطبي : " فِي لوحٍ محفُوظٍ " أي : مكتوب في لوح ، وهو محفوظ عند الله - تعالى - من وصول الشياطين إليه . وقيل : هو أم الكتاب ، ومنه انتسخ القرآن والكتب . وقال بعض المفسرين : " اللوح " شيء يلوح للملائكة فيقرءونه . وفي " الصِّحاح " : لاح الشيء يلوح لوحاً ولواحاً : عطش ، وكل عظم عريض ، واللوح : الذي يكتب فيه ، واللُّوح : بالضم ، الهواء بين السماء والأرض . وأنشد دريد : [ الرجز ] @ 5159 - عقـابُ لُـوحِ الجَـوِّ أعْلَـى مَتْنَـا @@ قال ابن الخطيب : قال - هاهنا - : " فِي لَوْحٍ مَحفُوظٍ " ، وقال في آية أخرى : { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ } [ الواقعة : 77 ، 78 ] فيحتمل أن يكون الكتاب المكنون ، هو اللوح المحفوظ ، ثم كونه محفوظاً يحتمل أن يكون محفوظاً عن اطلاع الخلق عليه سوى الملائكة المقربين ، ويحتمل أن يكون المراد : ألاَّ يتغيَّر ولا يتبدل . والله أعلم . روى الثعلبي عن أبيٍّ - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَرَأ سُورةَ { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } أعْطَاهُ اللهُ تعَالَى بعددِ كُلِّ يوم جُمعةٍ ، وكُلُّ يَوْم عَرفة ، يكُونُ في دَارِ الدُّنْيَا عَشْرَ حسَناتٍ " .