Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 88, Ayat: 21-24)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَذَكِّرْ } أي : عظهم يا محمد وخوفهم . { إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ } : واعظ . { لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ } أي بمسلّط فتقتلهم ، ثم نسختها آية السيف . وقرأ العامة : " بمصيطر " بالصَّاد . وهشام : بالسِّين . وخلف : بإشمام الصاد زاياً بلا خلاف . وعن خلاَّد : وجهان . وقرأ هارون الأعور : " بمصيطر " - بفتح الطاء - اسم مفعول ، لأن " سيطر " عندهم متعدٍّ . [ ويدل على ذلك فعل المطاوعة ، وهو تسيطر ، ولم يجيء اسم على مفعل إلا مسيطر ، ومبيقر ، ومهيمن ، ومبيطر ؛ من سيطر ، وهيمن ، وبيطر ، وقد جاء مجيمر اسم وادٍ ، ومديبر ، ويمكن أن يكون أصلهما مجمر ومدبر ، فصغراً . قال شهاب الدين : قد تقدم أن بعضهم جعل مهيمناً مصغراً ، وتقدم أنه خطأ عظيم ، وذلك في سورة المائدة ] . قال القرطبيُّ : " وفي الصحاح : المسيطر والمصيطر : المسلط على الشيء ، ليشرف عليه ويتعهَّد أحواله ، ويكتب عمله ، وأصله من السطر ؛ لأن معنى السطر ألاَّ يتجاوز ، فالكتاب مسطر ، والذي يفعله مسطر ومسيطر ، يقال : سيطرت علينا ، وقال تعالى : { لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسَيْطِرٍ } ، وسطره أي : صرعه " . قوله { إِلاَّ مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ } استثناء منقطع ، أي : لكن من تولّى عن الوعظ والتذكر ، فيعذبه الله العذاب الأكبر ، وهو جهنم الدائم عذابها ، وإنما قال : " الأكبر " ؛ لأنهم عذّبوا في الدنيا بالجوع ، والقَحْط ، والأسْر ، والقَتْل ، ويؤيد هذا التأويل : قراءة ابن مسعود : " إلا مَنْ تَوَلَّى وكَفَر فإنَّه يُعَذِّبُهُ الله " . وقيل : هو استثناء متصل ، والمعنى : لست مسلَّطاً إلى على من تولى وكفر ، فأنت مسلَّط عيله بالجهاد ، والله - تعالى - يعذبه ذلك العذاب الأكبر ، فلا نسخ في الآية على هذا التقدير . وقرأ ابنُ عبَّاسٍ وزيد بن عليٍّ ، وزَيْدُ بنُ أسلمَ ، وقتادةُ : " ألا " حرف استفتاح وتنبيه ؛ كقول امرئ القيس : [ الطويل ] @ 5187 - الاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ … @@ و " مَنْ " على هذا شرط ، فالجملة مقدرة شرطية ، والجواب : " فيعذبه الله " ، والمبتدأ بعد الفاء مضمر ، والتقدير : فهو يعذبه الله ؛ لأنه لو أريد الجواب بالفعل الذي بعد الفاء لكان : " إلا من تولى وكفر يعذبه الله " . [ قال شهال الدين : أو موصول مضمن معناه ] .