Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 89, Ayat: 1-5)
Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَٱلْفَجْرِ } ، قيل : جواب القسم مذكور ، وهو قوله تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } [ الفجر : 14 ] ، قاله ابن الأنباري . وقيل : محذوف ، لدلالة المعنى عليه ، أي : ليجازي كل واحد بما عمل ، بدليل ما فعل بالقرون الخالية . وقدَّره الزمخشريُّ : ليُعذبنَّ ، قال : يدل عليه قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ } إلى قوله " فصبَّ " . وقدره أبو حيَّان : بما دلت عليه خاتمة السورة قبله ، أي : لإيابهم إلينا وحسابهم علينا . وقال مقاتل : " هل " هنا : في موضع " إنَّ " تقديره : " إنَّ في ذلك قسماً لذي حجر ، فـ " هل " هذا في موضع جواب القسم . انتهى . وهذا قول باطل ؛ لأنه لا يصلح أن يكون مقسماً عليه تقدير تسليم أنَّ التركيب هكذا ، وإنما ذكرناه للتنبيه على سقوطه . وقيل : ثم مضاف محذوف ، أي : صلاة الفجر ، أو ربِّ الفجر . والعامة : على عدم التنوين في : " الفَجْرِ ، والوَتْرِ ، ويَسْرِ " . وأبو الدينار الأعرابي : بتنوين الثلاثة . قال ابن خالويه : هذا ما روي عن بعض العرب أنه يقف على آخر القوافي : بالتنوين ، وإن كان فعلاً ، وإن كان فيه الألف واللام ؛ قال الشاعر : [ الوافر ] @ 5189 - أقِلِّي اللَّوْمَ عَاذلَ والعِتابَنْ وقُولِي إنْ أصَبْتُ لَقدْ أصَابَنْ @@ يعني : هذا تنوين الترنُّم ، وهو أن العربي إذا أراد ترك الترنُّم - وهو : مدّ الصوت - نوَّن الكلمة ، وإنما يكن في الروي المطلق . وقد عاب بعضهم النحويين تنوين الترنم ، وقال : بل ينبغي أن يسموه بتنوين تركه ، ولهذا التنوين قسيم آخر ، يسمى : التنوين الغالي وهو ما يلحقُ الرويَّ المقيد ؛ كقوله : [ الرجز ] @ 5190 - خَـاوِي المُختَـرَقْنْ @@ على أن بعض العروضيين أنكروا وجوده ، ولهذين التنوينين أحكام مخالفة لحكم التنوين مذكورة في علم النحو . والحاصل : أن هذا القارئ أجرى الفواصل مجرى القوافي ، وله نظائر منها : " الرَّسُولا ، والسَّبِيلا ، والظُّنُونَا " " في الأحزاب 10 و 66 و 67 " و " المتعال " في الرعد و " عَشْرٍ " هنا . قال الزمخشري : فإن قيل : فما بالها منكرة من بين ما أقسم به ؟ قلت : لأنها ليال مخصوصة من نفس جنس الليالي العشر بعض منها ، أو مخصوصة بفضيلة ليست لغيرها ، فإن قلت : فهلا عرفت بلام العهد ؛ لأنها ليال معلومة معهودة ؟ . قلت : لو فعل ذلك لم تستقل بمعنى الفضيلة الذي في التنكير ؛ ولأن الأحسن أن تكون الكلمات متجانسة ، ليكون الكلام أبعد من الإلغاز والتَّعميَة . يعني بتجانس اللامات ، أن تكون كلها إمَّا للجنس ، وإما للعهد , والغرض الظاهر أن اللامات في : " الفجر " وما معه ، للجنس ، فلو جيء بالليالي معرفة بلام العهد لفات التجانس . أقسم سبحانه : بالفجر ، وليال عشر ، والشفع والوتر ، والليل إذا يسر : أقسام خمسة . واختلف في " الفجرِ " ، فقال عليٌّ وابنُ الزُّبيرِ وابنُ عبَّاسٍ - رضي الله عنهم - : " الفَجْر " هنا : انفجار الظلمة عن النهار من كل يوم . قال ابنُ الخطيب : أقسم تعالى بما يحصل فيه ، من حصول النور ، وانتشار الناس ، وسائر الحيوان في طلب الأرزاق ، وذلك مشاكل لنشور الموتى ، وفيه عبرة لمن تأمل ، كقوله تعالى : { وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } [ التكوير : 18 ] ، ومدح بكونه خالقاً ، فقال سبحانه : { فَالِقُ ٱلإِصْبَاحِ } [ الأنعام : 96 ] . وعن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما - أنه : النهار كله ، وعبر عنه بالفجر ؛ لأنه أوله . وروى ابن محيصن عن عطيَّة عن ابن عبَّاسٍ : يعني : فجر المحرم . قال قتادةُ : هو فجر أول يوم من المحرم منه تنفجر السنة ، وعنه أيضاً : صلاة الصبح . وروى ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس قال : يريد صبيحة يوم النحر ؛ لأن الله تعالى جعل لكل يوم ليلة قبله إلا يوم النحر لم يجعل له ليلة قبله ولا ليلة بعده ؛ لأن يوم عرفة له ليلتان ليلة قبله وليلة بعده ، فمن أدرك الموقف الليلة التي بعد عرفة فقد أدرك الحج إلى طلوع فجر يوم النحر ، وهذا قول مجاهد . وقال عكرمة : " والفجر " قال : انشقاق الفجر من يوم الجمعة . وعن محمد بن كعب القرظي : " والفجر " قال : آخر أيام العشر إذا رفعت أو دفعت من جمع . وقال الضحاك : فجر ذي الحجة ؛ لأن الله تعالى قرن به الأيام ، فقال تعالى : { وَلَيالٍ عَشْرٍ } أي ليال عشر من ذي الحجة . وقيل : هي العيون التي تنفجر منها المياه . قوله : { وَلَيالٍ عَشْرٍ } . العامة : على " ليالٍ " بالتنوين ، " عشر " صفة لها . وقرأ ابنُ عباسٍ : " وليالِ عشرٍ " بالإضافة . فبعضهم قال : " ليال " في هذه القراءة دون ياء ، وبعضهم قال : " وليالي عشر " بالياء ، وهو القياس . وقيل : المراد : ليالي أيام عشر ، وكان من حقه على هذا أن يقال : عشرة ؛ لأن المعدود مذكر . ويجاب عنه : بأنه إذا حذف المعدود جاز الوجهان ، ومنه : " وأتْبعَهُ بِستٍّ مِنْ شوَّالٍ " . وسمع الكسائي : صمنا من الشهر خمساً . فصل في المراد بالعشر قال ابنُ عبَّاسٍ ومجاهدٌ والسديُّ والكلبيُّ : هو عشر ذي الحجة . وقال مسروقٌ : هي العشرة المذكورة في قوله - تعالى - في قصة موسى - عليه الصلاة والسلام : { وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ } [ الأعراف : 142 ] ، وهي أفضل أيام السنةِ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَا مِنْ أيَّام العَملِ الصَّالحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى الله - تعَالَى - مِنْ عَشْرِ ذِي الحجَّةِ " ؛ ولأن ليلة يوم النَّحرِ داخلة فيه رخّصه الله تعالى موفقاً لمن يدرك الموقف يوم عرفة . وعن ابن عبَّاسٍ أيضاً : هي العشرُ الأواخر من رمضان . وقال الضحاكُ : أقسم الله - تعالى - بها لشرفها بليلة القدرِ ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان ، شد المئزرَ ، وأيقظ أهله للتهجد . وعن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما - ويمان والطبريُّ : هو العشر الأول من المحرم ؛ لأن آخرها يوم عاشوراء ، ولصومه فضل عظيم . قوله : { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } . قرأ الأخوان : بكسر الواو من : " الوِتْرِ " . والباقون : بفتحها ، وهما لغتان ، كالحَبْرِ والحِبْر ، والفتح : لغة قريش ومن والاها ، والكسر : لغة تميم . وهاتان اللغتان في : " الوتر " ، مقابل " الشفع " ، فأما في " الوتر " بمعنى : التِّرة ، فبالكسر وحده . قال الزمخشريُّ : ونقل الأصمعي فيه اللغتين أيضاً . وقرأ أبو عمرو في رواية يونس عنه : بفتح الواو وكسر التاء ، فيحتملُ أن تكون لغة ثالثة ، وأن يكون نقل كسرة الراء إلى التاء ، إجراءً للوصل مجرى الوقف . فصل في الشفع والوتر قال ابنُ الخطيب : " الشَّفْعُ والوتْرُ " : هو الذي تسميه العرب ، الخساء والركاء ، وتسميه العامة : الزَّوجُ والفَرْدُ . قال يونس : أهل العالية يقولون : " الوَتْرُ " بالفتح في العدد ، و " الوِتْر " بالكسر في الذحل ، وتميم يقولون : بكسر الواو فيهما ، تقول : " أوترت أوتر إيتاراً " أي : جعلته وتراً ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم : " من اسْتَجْمرَ فليُوتِرْ " . واختلف في الشفع والوتر ، فروى عمران بن حصين - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الشَّفعُ والوتر : الصَّلاة , مِنْها شَفعٌ ، ومِنهَا وتْرٌ " . قال جابر بن عبد الله : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " { والفَجْرِ وليَالٍ عَشْرٍ } قال : " هُو الصُّبْحُ وعَشْرُ النَِّحْرِ ، والوترُ : يومُ عرفَة ، والشَّفعُ : يومُ النَّحْرِ " " . وهو قول ابن عباس وعكرمة ، واختاره النحاس وقال : حديث ابن الزبير عن جابر ، وهو الذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أصح إسناداً من حديث عمران بن حصين ، فيوم عرفة : وتر ؛ لأنه تاسعها ، ويوم النحر : شفع ؛ لأنه عاشرها . وعن أبي أيوب ، قال : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى : { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } ، قال : " الشَّفْعُ : يَومُ عَرفَةَ ويوْمُ النَِّحْرِ ، والوترُ : ليْلَةُ يَوْمِ النَّحْرِ " . وقال مجاهدٌ وابنُ السميفع وابنُ عباسٍ : الشفع : خلقه ، قال الله تعالى : { وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً } [ النبأ : 8 ] ، والوتْرُ : هو الله عز وجل . فقيل لمجاهد : أترويه عن أحد ؟ قال : نعم ، عن أبي سعيدٍ الخدريِّ عن رسول الله عليه وسلم . ونحوه قال محمدُ بن سيرين ، ومسروق ، وأبُو صالحٍ وقتادةُ ، قالوا : الشَّفع : الخلقُ ، قال تعالى : { وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } [ الذاريات : 49 ] : الكفر والإيمان ، والشقاوة والسعادة ، والهدى والضلال ، والنور والظلمة ، والليل والنهار ، والحر والبرد ، والشمس والقمر ، والصيف والشتاء ، والسماء والأرض ، والإنس والجن ، والوَتْر : هو الله تعالى ، قال تعالى : { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ } [ الإخلاص : 1 ، 2 ] . وقال صلى الله عليه وسلم : " إنَّ للهِ تِسْعَة وتسْعِينَ اسْماً ، واللهُ وترٌ يُحِبُّ الوِتْرِ " . وعن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنه - : الشَّفعُ : صلاة الصبح ، والوَتْرُ : صلاة المغرب . وقال الربيعُ بنُ أنس وأبو العالية : هي صلاة المغرب فالشفع منها : الركعتان الأوليان ، والوتر : الثالثة . وقال ابنُ الزبير : الشفع : الحادي عشر ، والثاني عشر من أيَّام منى ، والوتر : اليوم الثالي ، قال تعالى : { فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلاۤ إِثْمَ عَلَيْهِ } [ البقرة : 203 ] . وقال عطاءٌ والضحاكُ : الشفعُ : عشر ذي الحجة ، والوتر : أيام منى الثلاثة . وقيل : الشفع والوتر : آدم - عليه الصلاة والسلام - كان وتراً ، فشفع بزوجته حواء ، رواه ابن أبي نجيحٍ ، وحكاه القشيريُّ عن ابن عباس [ رضي الله عنهما . وفي رواية : الشفع آدم وحواء ، والوتر هو الله تعالى . وقيل : الشفع درجات الجنة ، وهي ثمان ، والوتر هي دركات النار ، وهي سبع ، كأنه أقسم بالجنة والنار . قاله الحسين بن الفضل . وقيل : الشفع : الصفا والمروة ، والوتر : الكعبة . وقال مقاتل بن حيان : الشفع الأيام والليالي ، والوتر الذي لا ليلة بعده ، وهو يوم القيامة . وقيل غير ذلك ] . قال ابنُ الخطيبِ : كل هذه الوجوه محتملة ، والظاهر لا شعار له بشيء من هذه الأشياء على التعيين ، فإن ثبت في شيء منها خبرٌ عن الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، أو إجماع من أهل التأويل ، حكم بأنه المراد ، وإن لم يثبت ، وجب أن يكون الكلام على طريقة الجواز ؛ لا على القطع ، ولقائل أن يقول : إني أحمل الكلام على الكل ؛ لأن الألف واللام في : " الشفع والوتر " يفيد العموم . قوله : { وَٱللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ } ، هذا قسم خامس ، بعدما أقسم بالليالي العشر على الخصوص ، أقسم بالليل علىالعموم ، ومعنى " يَسْر " أي : يسرى فيه ، كما يقال : ليل نائم ، ونهار صائم ؛ قال : [ الطويل ] @ 5191 - لَقدْ لُمْتِنَا يا أم غِيلانَ في السُّرَى ونِمْتِ ، ومَا لَيْلُ المَطِيِّ بِنائمِ @@ ومنه قوله تعالى : { بَلْ مَكْرُ ٱلْلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَآ } [ سبأ : 33 ] ، وهذا قول أكثر أهل المعاني ، وهو قول القتيبي والأخفش . وقال أكثر المفسرين : معنى " يَسْر " : سار فذهب . وقال قتادةُ وأبو العاليةِ : جاء وأقبل . وقيل : المراد : ينقص ، كقوله : { إِذْ أَدْبَرَ } [ المدثر : 33 ] ، { إِذَا عَسْعَسَ } [ التكوير : 17 ] . و " يَسْرِ " : منصوب بمحذوف ، هو فعل القسم ، أي : أقسم به وقت سراه ، وحذف ياء " يَسْري " وقفاً ، وأثبتها وصلاً ، نافع وأبو عمرو ، وأثبتها في الحالين ابن كثير ، وحذفها في الحالين الباقون لسقوطها في خط المصحف الكريم . وإثباتها هو الأصل ؛ لأنها لام فعل مضارع مرفوع ، وحذفها لموافقة المصحف ، وموافقة رءوس الآي ، وجرياً للفواصل مجرى القوافي . ومن فرق بين حالتي الوقف والوصل ؛ فلأن الوقف محل استراحة . قال الزمخشري : " وياء " يسري " تحذف في الدَّرج اكتفاء عنها بالكسرة ، وأما في الوقف فتحذف مع الكسرة " . وهذه الأسماء كلها مجرورة بالقسم ، والجواب محذوف ، [ تقديره : ] ليعذبن ، بدليل قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } [ الفجر : 6 ] ، إلى قوله : { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } [ الفجر : 13 ] وقد تقدم الكلام على ذلك . قوله : { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } . قيل : " هل " على بابها من الاستفهام الذي معناه التقرير ، كقولك : ألم أنعم عليك إذا كنت قد أنعمت . وقيل : المراد بذلك : التوحيد ، لما أقسم به وأقسم عليه ، والمعنى : بل في ذلك مقنع لذي حجر ، ومعنى " لذي حجر " : لذي لبٍّ وعقلٍ ؛ فقال الشاعر : [ الطويل ] @ 5192 - وكَيْفَ يُرَجَّى أنْ تَتُوبَ وإنَّمَا يُرَجَّى مِنَ الفِتْيَانِ من كَانَ ذَا حِجْرِ @@ وقال أبو مالك : " لذِي حِجْرٍ " : أي : لذي ستر من الناس . وقال الحسن : لذِي حِلْم . قال الفراء : الكل يرجع إلى معنى واحد : لذي حِجْر ، ولذي عَقْل , ولذي حِلْم ، ولذي ستر ، الكل بمعنى العقل . وأصل الحِجْر : المنع ، يقال لمن ملك نفسه ومنعها إنه لذو حجر . [ ومنه سمي الحجر : المنع ، لامتناعه بصلابته ، ومنه : حجر الحاكم على فلان أي : منعه من التصرف ، ولذلك سميت الحجرة حجرة ، لامتناع ما فيها بها ] . وقال الفراء : العرب تقول : إنه لذو حجر إذا كان قاهراً لنفسه ضابطاً لها ، كأنه أخذ من قولك : حجرت على الرجل . والمعنى : أن كلَّ ذلك دال على أن كل ما أقسم الله تعالى به من هذه الأشياء فيه دلائل وعجائب على التوحيد والربوبية ، فهو حقيق بأن يقسم به لدلالته على خالقه . قال القاضي : وهذه الآية تدل على أن القسم واقع برب هذه الأمور ؛ لأن الآية دالة على أن هذه مبالغة في القسم ، والمبالغة لا تحصل إلا في القسم بالله تعالى ؛ ولأن النهي قد ورد بأن يحلف العاقل بغير الله تعالى .