Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 90, Ayat: 11-20)

Tafsir: al-Lubāb fī ʿulūm al-kitāb

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } . قال الفراءُ والزجاجُ : ذكر " لا " مرة واحدة ، والعرب لا تكاد تفرد : " لا " مع الفعل الماضي ، حتى تعيد " لا " ، كقوله تعالى : { فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ } [ القيامة : 31 ] وإنَّما أفردها لدلالة آخر الكلام على معناه ، فيجوز أن يكون قوله تعالى : { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } قائماً مقام التكرير ، فكأنه قال : فلا اقتحم العقبة ولا آمن . وقال الزمخشريُّ : هي متكررة في المعنى ؛ لأن معنى : " فلا اقتحم العقبة : فلا فكَّ رقبة ، ولا أطعم مسكيناً " . ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك ؟ . قال أبو حيَّان : ولا يتم له هذا إلا على قراءة : " فكّ " فعلاً ماضياً . وقال الزجاج والمبردُ وأبو عليٍّ ، وذكره البخاري عن مجاهد : أن قوله تعالى : { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يدل على أن " لا " بمعنى : " لم " ، ولا يلزم التكرير مع " لم " ، فإن كررت " لا " كقوله : { فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ } [ القيامة : 31 ] ، فهو كقوله تعالى : { لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ } [ الفرقان : 67 ] . فصل في معنى الآية المعنى : فهلاَّ أنفق ماله في اقتحام العقبة ، الذي يزعم أنه أنفقه في عداوة محمد صلى الله عليه وسلم هلا أنفقه في اقتحام العقبة ، فيأمن ، والاقتحامُ : الرمي بالنفس في شيء من غير روية ، يقال منه : قحم في الأمر قُحُوماً ، أي : رمى بنفسه فيه من غير روية ، وقَحَّم الفرس فارسه تقحيماً على وجهه : إذا رماه وتقحيم النفس في الشيء : إدخالها فيه من غير روية ، والقُحْمَةُ - بالضم - المهلكة والسَّنة الشديدة ، يقال : أصاب العرب القُحْمَةُ : إذا أصابهم قحط [ فدخلوا الريف ] والقُحَمُ : صعاب الطريق . وقال عطاء : يريد عقبة جهنم . وقال مجاهدٌ والضحاك : هي الصراطُ . قال الواحدي : وهذا فيه نظر ؛ لأن من المعلوم أن هذا الإنسان وغيره ، لم يقتحموا عقبة جهنم , ولا جاوزوها . وقال ابن العربي : قال مجاهد : اقتحام العقبة في الدنيا ؛ لأنه فسره بعد ذلك ، بقوله : " فكُّ رقَبةٍ " أو أطعم في يومٍ يتيماً ، أو مسكيناً ، وهذه الأعمال إنما تكون في الدنيا . وقال الحسنُ ومقاتلٌ : هذا مثلٌ ضربه الله تعالى ، لمجاهدة النفس ، والشيطان في أعمال البر . قال القفال : قوله تعالى : { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } ، معناه : فلا أنفق ماله فيما فيه اقتحام العقبة . وقيل : معنى قوله تعالى : { فَلاَ ٱقتَحَمَ } دعاء ، أي : فلا نجا ولا سلم ، من لم ينفق ماله في كذا وكذا . وقيل : شبه عظيم الذنوب ، وثقلها بعقبةٍ ، فإذا أعتق رقبة ، أو عمل صالحاً ، كان مثله مثل من اقتحم العقبة ، وهي الذنوب تضره ، وتؤذيه وتثقله . ثم قال تعالى : { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } . قال سفيان بن عيينة : كل شيء قال فيه : " وَمَا أدْرَاكَ " ، فقد أخبر به ، وكل شيء قال فيه : " ومَا يُدرِيكَ " ، فإنه لم يخبره به ، وما أدراك ما اقتحام العقبة ، وهذا تعظيم لإلزام أمر الدين ، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ليعلمه اقتحام العقبة ، ثم إنه تعالى فسر العقبة بقوله : { فَكُّ رَقَبَةٍ } . قوله : { فَكُّ رَقَبَةٍ } . قرأ أبو عمرو وابن كثيرٍ والكسائي : " فكَّ " : فعلاً ماضياً ، و " رَقَبةٌ " : نصباً ، " أو أطْعَمَ " : فعلاً ماضياً . والباقون : " فكُّ " : يرفع الكاف اسماً ، " رقَبَةٍ " : خفض بالإضافة ، " أوْ إطْعَامٌ " : اسم مرفوع أيضاً . فالقراءة الأولى : الفعل فيها ، بدل من قوله : " اقتحم " ، فهو بيان له ، فكأنه قيل : فلا فك رقبة ولا أطعم . والثانية : مرتفع فيها : " فكُّ " ، على إضمار مبتدأ ، أي : هو فك رقبة ، " أو إطعام " على معنى الإباحة ، وفي الكلام حذف مضاف ، دل عليه " فلا اقتحم " ، تقديره : وما أدراك ما اقتحام العقبة ، فالتقدير : اقتحام العقبة فك رقبة ، أو إطعام ، وإنما احتيج إلى تقدير هذا المضاف ليطابق المفسر والمفسر ؛ ألا ترى أن المفسِّر - بكسر السين - مصدر ، والمفسَّر - بفتح السين - وهو العقبة غير مصدر ، فلو لم يقدر مضافاً ، لكان المصدر ، وهو " فك " مفسراً للعين ، وهي العقبة . وقرأ أميرُ المؤمنين وأبو رجاء : " فكَّ ، أو أطعمَ " فعلين - كما تقدم - إلا أنهما نصبا : " ذا " الألف . وقرأ الحسنُ : " إطعام " ، و " ذا " بالألف أيضاً ، وهو على هاتين القراءتين : مفعول : " أطعم " ، أو " إطعام " ، و " يتيماً " حينئذ بدل منه أو نعت له ، وهو في قراءة العامة : " ذي " بالياء : نعت لـ " يوم " ، على سبيل المجاز ، وصف اليوم بالجوع مبالغة ، كقولهم : ليلك قائم ، ونهارك صائم ، والفاعل لـ " إطعام " : محذوف ، وهذا أحد المواضع التي يطرد فيها حذف الفاعل وحده عند البصريين . فصل في الاستفهام في الآية قال ابنُ زيدٍ ، وجماعة من المفسرين : معنى الكلام الاستفهام على معنى الإنكار ، تقديره : هلاَّ أقتحم العقبة ، تقول : هلا أنفق ماله في فك الرقاب ، وإطعام السغبان ، فيكون خيراً له من إنفاقه في عداوة محمد عليه الصلاة والسلام . فصل في الفرق بين الفك والرق الفكّ : التفريق ، ومنه فكُّ القيد , وفكُّ الرقبة ، فرق بينها وبين صفة الرق بإيجاد الحرفة ، وإبطال العبودية ، ومنه فكُّ الرهن ، وهو إزالته عن المرتهن ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أيُّمَا امرئٍ مُسْلمٍ أعتقَ امْرءاً مُسْلِمَاً كَانَ فِكاكَه مِنَ النَّارِ يَجرِي على كُلِّ عَضوٍ مِنهُ عُضواً مِنهُ " الحديث . وسمي المرقوق رقبة ؛ لأنه بالرق كالأسير المربوط في رقبته ، وسمي عتقها فكَّا كفك الأسير من الأسْر ؛ قال : [ البسيط ] @ 5214 - كَـمْ مِـنْ أسِيـرٍ فَكَكنَـاهُ بِـلاَ ثَمَـنٍ وجَـرِّ نَاصِيـةٍ كُنَّـا مَواليهَـا @@ قال الماورديُّ : ويحتمل ثانياً : إنه أراد فك رقبته ، وخلاص نفسه ، باجتناب المعاصي ، وفعل الطاعات ، ولا يمتنع الخبر من هذا التأويل ، وهو أشبه بالصواب . فص في أن العتق أفضل من الصدقة قال أبو حنيفة - رضي الله عنه - : العِتْقُ أفضل من الصدقة ، وعند صاحبيه الصدقة أفضل ، والآية أدلّ على قول أبي حنيفة ، لتقديم العتق على الصدقة . قوله : { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } ، أي : مجاعة ، والسَّغبُ : الجوع ، والسَّاغبُ : الجائع . قال شهابُ الدِّين : والمسغبةُ : الجوع مع التعب ، وربما قيل في العطش مع التعب . قال الراغب : يقال سغَبَ الرجل يسغبُ سغباً وسغوباً فهو ساغبٌ ، وسغبان ، والمسغبةُ : مفعل منه . وأنشد أبو عبيدة : [ الطويل ] @ 5215 - فَلَوْ كُنْت جاراً يَا بْنَ قَيْسٍ بن عاصمٍ لمَا بتَّ شَبْعَاناً وجاركَ سَاغِبا @@ فصل إطعام الطعام فضيلة ، وهو مع السغب الذي هو الجوع أفضل . وقال النخعي في قوله تعالى : { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } ، قال : في يوم عزيز فيه الطَّعام . قوله : { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } ، أي : قرابة . قال الزمخشريُّ : " والمَسْغبَةُ ، والمَقربةُ ، والمَتربةُ : مفعلات ، من سغبَ إذا جاع ، وقرب في النسب ، قال : فلان ذو قرابتي وذو مقربتي ، وترب إذا افتقر " . وهذه الآية تدل على أن الصدقة على الأقارب ، أفضل منها على الأجانب . واليتيم : قال بعض العلماء : اليتيمُ في الناس من قبل الأب ، وفي البهائمِ من قبلِ الأمَّهاتِ . وقال بعضهم : اليتيمُ : " الذي يموت أبواه " . قال قيس بن الملوح : [ الطويل ] @ 5216 - إلى اللهِ أشْكُو فَقْدَ لَيْلَى كَما شَكَا إلى الله فَقْدَ الوَالِدَيْنِ يَتِيمُ @@ ويقال : يتم الرجل يتماً : إذا ضعف . قوله : { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } ، أي : لا شيء له ، حتى كأنه قد لصق بالتراب من الفقر يقال : ترب أي افتقر حتى لصق جلده بالتراب ، فأما أترب بالألف فمعناه استغنى نحو : أثرى أي صار مالكه كالتراب وكالثرى . قال المفسرون : هو الذي ليس له مأوى إلا التراب . وقال ابن عباس : هو المطروح على الطريق الذي لا بيت له . وقال مجاهد : الذي لا يقيه من التراب لباس ولا غيره . وقال قتادة : إنه ذو العيال . وقال عكرمة عن ابن عباس : ذو المتربة هو البعيد عن وطنه ، ليس له مأوى إلاَّ التراب . فصل في أن المسكين قد يملك شيئاً احتجوا بهذه الآية على أن المسكين قد يملك شيئاً ؛ لأنه لو كان المسكين هو الذي لا يملك شيئاً - ألبتة - لكان تقييده بقوله : " ذا مَتْربة " تكرير . قوله : { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } . التراخي في الإيمان ، وتباعده في المرتبة والفضيلة عن العتق والصدقة ، لا في الوقت ؛ لأن الإيمان هو السابق ، ولا يثبت عمل إلاَّ به . قاله الزمخشري وقيل : المعنى : ثُمَّ كان في عاقبة أمره من الذين وافوا الموت على الإيمان ؛ لأنَّ الموافاة عليه شرط في الانتفاع بالطَّاعات . وقيل : التراخي في الذكر . قال المفسرون : معناه أنه لا يقتحم العقبة من فك رقبته ، أو أطعم في يوم ذي مسغبة ، حتى يكون من الذين آمنوا ، أي : صدقوا ، فإنّ شرط قبول الطاعات الإيمان بالله تعالى ، فالإيمان بعد الإنفاق لا ينفع ، قال تعالى في المنافقين : { وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ } [ التوبة : 54 ] . وقيل : { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي : فعل هذه الأشياء وهو مؤمن ثم بقي على إيمانه حتى الوفاة [ فيكون المعنى : ثم كان مع تلك الطاعات من الذين آمنوا ] ، نظيره قوله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ } [ طه : 82 ] . وقيل : المعنى : ثم كان من الذين يؤمنون بأن هذا نافع لهم عند الله تعالى . وقيل : أتى بهذه القرب لوجه الله - تعالى - ثم آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : إن " ثُمَّ " بمعنى : الواو ، أي : وكان هذا المعتق للرقبة ، والمطعم في المسغبةِ ، من الذين آمنوا . قوله : { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ } ، أي : أوصى بعضهم بعضاً على طاعة الله ، وعن معاصيه ، وعلى ما أصابهم من البلاء والمصائب ، { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ } ، أي : بالرحمة على الخلق فإنَّهم إذا فعلوا ذلك ، رحموا اليتيم والمسكين ، ثم إنه تعالى بينهم ، فقال تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } ، أي : الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم ، قاله محمد بن كعب القرظي . [ وقال يحيى بن سلام : لأنهم ميامين على أنفسهم . وقال ابن زيد : لأنهم أخذوا من شق آدم الأيمن . وقال ميمون بن مهران لأن منزلتهم عن اليمين ] . قوله : { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا } ، أي : القرآن ، { هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } أي : يأخذون كتبهم بشمائلهم قاله محمد بن كعب ، وقال يحيى بن سلام : لأنهم مشائيم على أنفسهم . وقال ابن زيد : لأنهم أخذوا من شق آدم الأيسر . وقال ميمون : لأن منزلتهم على اليسار . قال القرطبي : ويجمع هذه الأقوال أن يقال : إن أصحاب الميمنة أصحاب الجنة ، وأصحاب المشئمة أصحاب النار . قوله : { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ } ، قرأ أبو عمروٍ وحمزةُ وحفصٌ : بالهمزة . والباقون : بلا همز . فالقراءة الأولى : من " آصَدتُ الباب " أي : أغلقته ، أوصده ، فهو مؤصد ، قيل : ويحتمل أن يكون من " أوْصدْتُ " ، ولكنه همز الواو السَّاكنة لضمة ما قبلها ، كما همز { بِٱلسُّوقِ وَٱلأَعْنَاقِ } [ ص : 33 ] . والقراءة الثانية - أيضاً - تحتمل المادتين ، ويكون قد خفف الهمزة ، لسكونها بعد ضمة . وقد نقل الفرَّاء عن السوسي الذي قاعدته إبدال مثل هذه الهمزة ، أنه لا يبدل هذه ، وعللوا ذلك بالإلباس وأيقن أنه قرأ : " مؤصدة " بالواو من قاعدته تخفيف الهمزة . والظاهر أن القراءتين من مادتين : الأولى من " آصَدَ , يُوصِدُ " كـ " أكرم يكرم " ، والثانية من " أوْصَدَ ، يُوصِدُ " مثل " أوصل يوصل " . وقال الشاعر : [ الطويل ] @ 5217 - تَحِنُّ إلى أجْبَالِ مكَّةَ نَاقتِي ومِنْ دُونهَا أبْوابُ صَنعاءُ مُؤصَدَهْ @@ أي : مغلقة ؛ وقال آخر : [ الكامل ] @ 5218 - قَوْمٌ يُعَالِـجُ قُمَّـلاً أبْناؤُهُـمْ وسَـلاسِـلاً حِـلقـاً وبَـابـاً مُؤصـدا @@ وكان أبو بكر راوي عاصم يكره الهمز في هذا الحرف ، وقال : لنا إمام يهمز : " مؤصدة " ، فأشتهي أن أسد أذني إذا سمعته . قال شهابُ الدِّين : وكأنه لم يحفظ عن شيخه إلا ترك الهمزة مع حفظ حفص إياه عنه ، وهو أضبط لحرفه من أبي بكر ، على ما نقله الفراء ، وإن كان أبو بكر أكبر وأتقن ، وأوثق عند أهل الحديث . وقال القرطبيُّ : وأهل اللغة يقولون : أوصدت الباب وآصدته ، أي : أغلقته ، فمن قال : أوصدت ، فالاسم : الوصاد . ومن قال : آصدته ، فالاسم : الإصاد . قال الفراء : ويقال من هذا " الأصيد " ، وهو الباب المطبق ، ومعنى " مؤصدة " أي : مغلقة . قوله تعالى : { عَلَيْهِمْ نَارٌ } ، يجوز أن تكون جملة مستأنفة ، وأن تكون خبراً ثانياً ، وأن يكون الخبر وحده : " عَلَيْهِمْ " ، و " نارٌ " : فاصل به ، وهو الأحسن . وقيل : معنى " عليهم نار " ، أي : أحاطت النَّار بهم ، كقوله تعالى : { أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } [ الكهف : 29 ] . والله أعلم . روى الثَّعلبيُّ عن أبيٍّ - رضي الله عنه - قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ قَرَأَ { لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } أعْطَاهُ اللهُ الأمْنَ مِنْ غَضبهِ يَوْمَ القِيامَةِ " .