Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 15-15)

Tafsir: Naẓm ad-durar fī tanāsub al-ayāt wa-s-suwar

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ولما كانت دعوة الأمر واضحة السبل جلية المناهج في جميع كتبه ، وكلها إلى الناظرين وبين دعوة الحكم بقوله : { ولله } أي الملك الأعلى { يسجد } أي يخضع وينقاد ويتذلل كما بين عند قوله { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك } [ هود : 119 ] { من في السماوات والأرض } لجميع أحكامه النافذة وأقضيته الجارية { طوعاً } والطوع : الانقياد للأمر الذي يدعى إليه من قبل النفس { وكرهاً } قال الرازي رحمه الله : والكافر في حكم الساجد وإن أباه لما به من الحاجة الداعية إلى الخضوع ، واعلم أن سجود كل صنف هو تذلـله وتسخره وانقياده لما أريد له ، فكل موجود جماد وحيوان عاقل وغير عاقل وروحاني وغير روحاني مسخر لأمر من له الخلق والأمر ؛ وقال الشيخ محيي الدين النووي رضي الله عنه في شرح المهذب : أصله - أي السجود - الخضوع والتذلل ، وكل من تذلل وخضع فقد سجد ، وسجود كل موات في القرآن طاعته لما سخر له - هذا أصله في اللغة ، ثم قيل لمن وضع جبهته في الأرض : سجد ، لأنه غاية الخضوع . ولما كانت الظلال مسخرة لما أراد سبحانه ، لا قدرة لأحد على تغيير ذلك بوجه ، قال : { وضلالهم } أي أيضاً تسجد له بامتدادها على الأرض ، تقصر تارة بارتفاع الشمس وتطول أخرى بانحطاطها ، لا يقدرون على منع ظلالهم من ذلك حيث يكون لهم ظلال ، وذلك { بالغدو } جمع غداة ، وهي البكرة : أول النهار { والآصال * } جمع أصيل ، دائماً في جميع البلاد ، وفي وسط النهار في بعض البلاد ؛ والظل : ستر الشخص ما بإزائه ، والفيء : الذي يرجع بعد ذهاب ضوئه ، والأصيل : العشيّ ما بين العصر إلى المغرب - كأنه أصل الليل الذي ينشأ منه . ومادة " صلا " - واوية ويائية مهموزة وغير مهموزة بتراكيبها الأحد عشر ، وهي : صلو ، صول ، لصو ، لوص ، وصل ، صلي ، صيل ، لصي ، ليص ، أصل ، صأل - تدور على الوصالة ، فالصلاة وصلة بين العبد وربه سواء كانت دعاء أو استغفاراً أو رحمة أو حسن الثناء من الله على رسوله ، أو ذات الأركان ، وصلوات اليهود لمتعبداتهم من ذلك في الأصل ، والصلا : وسط الظهر منا ، أو من كل ذي أربع ، أو ما انحدر من الوركين ، أو الفرجة بين الجاعرة والذنب - يجوز أن يكون من ذلك ، لأنه يقرب من غيره من الأعضاء إذا انثنى الحيوان ، ويجوز أن يكون شبه بالعود المعوج الذي يقوم بإصلائه النار ، وأصلت الناقة وصليت - إذا استرخى صلواها لقرب نتاجها ، والمصلّي من خيل الحلبة : الذي يجيء على إثر السابق ، فإنه يواصله ، وصلى الحمار أتنه : طردها وقحمها الطريق - فكأنه بذلك قومها بعد أن كانت معوجة ، أو أراد مواصلتها ؛ صال الرجل صولة - إذا سطا واستطال ، لأن ذلك مواصلة على وجه القهر والغلبة ، وكذا صال الفحل على الإبل - إذا قاتلها ، والعير - إذا حمل على العانة فشلها ، وصال على كذا : وثب ، وصاوله : واثبه ، والتصويل : إخراجك الشيء بالماء ، لأن ذلك سبب الخلوص ، وإذا خلص الشيء تواصلت أجزاؤه ، لأن ذلك المخرج كان حائلاً بينها ، والتصويل - أيضاً : كنس نواحي البيدر ، لأنه سبب لتواصل ما كان متفرقاً ، ومن ذلك المصول - كمنبر : شيء ينقع فيه الحنظل لتذهب مرارته ، وبهاء : المكنسة ، والصيلة - بالكسر : عقدة العذبة - لتواصل محل العقد بعضه ببعض وبه يتماسك اتصال بعض العمامة ببعض ، والجراد يصول في مشواه ، من التصويل ، أي يساط ، بمعنى يخلط بالتقليب فيتواصل منه ما كان متفرقاً ، وصال يصيل - لغة في يصول ، وصيل له - كذا بالكسر : قيض وأتيح ، لأنه صار مقارناً له ، ولصوت الرجل عبته وقذفته - لأنك وصلت به العيب ، وفلان لا يلصو إلى ريبة ، أي لا ينضمُّ إليها ولا ينضاف ؛ واللوص : اللمح من خلل باب ونحوه كالملاوصة - كأنه وصلة بالنظر من موضع غير معهود ، أو لأنه سبب الوصلة إلى ما يراد ، ولاوص : نظر كأنه يختل ليروم أمراً ، والشجرة : أراد أن يقطعها بالفأس ، فلاوص في نظره يمنة ويسرة كيف يأتيها وكيف يضربها - لأن حاصل ذلك المواصلة على وجه الشدة كما تقدم في صال عليه ، وتلوص : تلوى وتقلب ، ومنه أليص - أي أرعش ، وألاصه على الشيء : أداره عليه وأراده منه - كأنه طلب منه مواصلته ، واللواص - كسحاب : الفالوذ كالملوص كمعظم ، والعسل الصافي - لأنه أهل للمواصلة ، ولوص : أكل ، واللوص : وجع الأذن والنحر ، واللوصة ؛ وجع الظهر - كأنه لشدته لا مواصل للبدن سواه ، ولاص : حاد - أي سلب الوصلة ؛ والوصلة - التي هي مدار المادة وكأنها الحقيقة التي تشعبت منها فروعها - هي الضم وهي التئام الشيء بالشيء ، وكل ما اتصل بشيء فالذي بينهما وصلة ، وضدها الفرقة ، والوصل : ضد القطع ، والأوصال المفاصل ومجتمع العظام ، لأنها موضع اتصال العظم بالآخر ، والوصلان - بالكسر والضم : طبقاً الظهر ، ويقال : هما العجز والفخذ ، والوصيلة : الشاة تلد ذكراً ثم تلد أنثى ، فتصل أخاها ، وفيها خلاف كثير كله يدور على الوصلة ، ووصل الشيء بالشيء : لأمه ، ووصل الشيء وإلى الشي : بلغه وانتهى إليه ، وأوصله واتصل : لم ينقطع ، ووصله وواصله - كلاهما يكون في عفاف الحب ودعارته ، والوصائل جمع وصيلة - لثياب حمر مخططة يمنية يتخذها الناس دروعاً يشق من جانبيها ، كأنه لأنها توصل بغيرها أو يقطع بعضها ثم يوصل بها لتصير دروعاً ، والوصيلة : العمارة والخصب والرفقة والسيف - لأن ذلك أهل لأن يوصل ، والوصيلة : كبة الغزل لشدة التباس بعضها ببعض ، والأرض الواسعة - لأن اتصالها لم يحل بينه جبال ، وليلة الوصل : آخر ليالي الشهر ، لأنها تصل بين الشهرين ، وحرف الوصل : الذي بعد الروي - لأنه وصل حركة حرف الروي ، ووصيلك : من يدخل ويخرج معك ، وتَصِلُ : بئر ببلاد هذيل ، واتصل الرجل - إذا انتسب ، لأنه وصل نفسه بمن انتسب إليهم ، والموصول : دابة كالدبر تلسع الناس ، كأنه من السلب ؛ وصليت اللحم : شويته - لأنك وصلته بالنار ، وصليته : ألقيته في النار للإحراق ، والصلاء - ككساء : الشواء أو النار كالصلى فيهما ، وكأن منه : صلّىعصاه على النار ، أي أحماها ليقومها - لأن كلاًّ منهما وصله بالنار للإصلاح ، وأصليته النار : أدخلته إياها وأثويته فيها ، وصلى يده بالنار : سخنها - لأنه وصلها بها ، وصلي النار - كرضي : قاسى حرها ، وصليت فلاناً : درايته وخاتلته وخدعته - كل ذلك لإرادة مواصلته لأمر ، والصلاية - ويهمز : الجبهة ، لكثرة مباشرتها الأرض في الصلاة ، ومدق الطيب - لمواصلة الدق ، وصليت للصيد تصلية - إذا نصبت له شركاً ليقع فيه فتصل إليه ، ومنه الحديث " إن للشيطان مصالي وفخوخاً " جمع مصلاة وفخ ، والصليان - بكسر ثم تشديد - قال في مختصر العين : نبت معروف ، وقال القزاز : وهو شجر له جعثن ضخم ، ربما جرد وسطه ونبت ما حوله ، وهو من أفضل المراعي وهو خبز الإبل ، وقيل : إن الخيل تأكله ولونه أصهب - انتهى . فسمي بذلك لكثرة مواصلة الإبل له ؛ ولصيت الرجل كرميت ورضيت - إذا عبته وقذفته بالفجور ، وقال القزاز : وقيل : هو أن يضيفه إلى ربية ، ولصي إليه : انضم إليه لريبة ؛ ولاص يليص : حاد ، ولصته أليصه وألصته - إذا أزعجته أو حركته لتنتزعه - كأنه من السلب ، وألصته عن كذا - إذا راودته عنه ، يمكن أن يكون سلباً وأن يكون إيجاباً ؛ والأصل : أسفل كل شيء - لأن جميع الأشياء واصله إليه ، وأصل - ككرم : صار ذا أصل أو ثبت أو رسخ كتأصل ، والرأي : جاد - كل ذلك تشبيه بالأصل ، والأصيل : من له أصل ، والعاقب الثابت الرأي ، وقد أصل - ككرم ، والأصيل : العشيّ - لأنه وصلة ما بين النهار والليل ، أو الليل ، أو لأنه لما آذن بتصرم النهار كان كأنه اجتثه من أصله ، ومنه الأصيل - للهلاك والموت كالأصيلة فيهما ، ولقيتهم مؤصلاً أي بالأصيل ، وأخذه بأصلته - محركاً ، وأصيلته أي كله بأصله ، وأصيلتك : جميع مالك أو نخلتك ، والأصل - ككتف : المستأصل ، وأصله علماً : قتله - كأنه أدام مواصلته حتى أتقنه ، والأصلة - محركة : حية قصيرة تساورالإنسان - قاله في مختصر العين ، وفي القاموس : حية صغيرة أو عظيمة تهلك بنفخها ، فإن نظرت إلى المساورة فهو من المواصلة - كما تقدم في صال عليه ، وإن نظرت إلى الهلاك فهو من الاستئصال ، وأصل الماء - كفرح : أسن من حمأة ، واللحم : تغير ، يجوز أن يكون من الوصلة أي لشدة مواصلة الحمأة للماء والهواء للحم ، وأن يكون من الأصيل أي الهلاك بجملته وأصله ، وأن يكون من سلب المواصلة ؛ وصؤل البعير - ككرم صآلة : واثب الناس أو صار يقتل الناس ويعدو عليهم ، وصئيل الفرس : صهيله - لمواصلة نغماته ، وهذا وقد مضى عند قوله تعالى في سورة هود عليه السلام { صلواتك تأمرك } إشارة إلى هذا - والله سبحانه وتعالى أعلم .