Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 80-84)
Tafsir: Naẓm ad-durar fī tanāsub al-ayāt wa-s-suwar
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ولما كان ربما قيل : إنه لو كان لأصحاب الأيكة بيوت متقنة لمنعتهم من العذاب ؟ عطف عليهم من هم على طريق أخرى من متاجرهم إلى الشام ، وكانوا قد طال اغترارهم بالأمل حتى اتخذوا الجبال بيوتاً ، وكانت آيتهم في غاية الوضوح فكذبوا بها ، تحقيقاً لأن المتعنتين لو رأوا كل آية لقالوا إنما سكرت أبصارنا فقال : { ولقد كذب } . ولما كان السياق للمكذبين وما وقع لهم بتكذيبهم ، قدم فاعل ، فقال مشيراً إلى إتقان بيوتهم : { أصحاب الحجر } وهم ثمود قوم صالح عليه السلام ، وديارهم بين المدينة الشريفة والشام { المرسلين * } أي كلهم بتكذيب رسولهم كما كذب هؤلاء المرسلين بتكذيبك ، لأن الرسل يشهد بعضهم لبعض بالصدق ، فمن كذب واحداً منهم فقد كذب الجميع ، وهم في إثبات الرسالة بالمعجزة على حد سواء ؛ ثم أتبع ذلك قوله : { وءاتيناهم } أي بعظمتنا على يد رسولهم صالح عليه السلام { ءاياتنا } أي كلها ، بإيتاء الناقة وسقيها ودرها وشربها ، لأن الممكنات كلها بالنسبة إلى قدرته على حد سواء ، فمن كذب بواحدة منها فقد كذب بالجميع { فكانوا } أي كوناً هو كالجبلة { عنها } أي الآيات كلها خاصة ، لا عن زينة الدنيا التي تجر إلى الباطل { معرضين * } أي راسخين في الإعراض ، لم يؤمنوا بها ، التفاتاً إلى قوله تعالى { ولو فتحنا عليهم باباً من السماء } - الآيتين ، وتمثيلاً له رداً للمقطع على المطلع ؛ ثم أخبر أنهم كانوا مثل هؤلاء في الأمن من العذاب والغفلة عما يراد بهم مع أنهم كانوا أشد منهم فقال : { وكانوا ينحتون } والنحت : قلع جزء بعد حزء من الجسم على سبيل المسح { من الجبال } التي تقدم أنا جعلناها رواسي { بيوتاً ءامنين * } عليها من الانهدام ، وبها من لحاق ما يكره ، لا كبيوتكم التي لا بقاء لها على أدنى درجة { فأخذتهم } أي فتسبب عن تكذيبهم أن أخذتهم أخذ العذاب والانتقام { الصيحة } حال كونهم { مصبحين * } أي داخلين في الصبح { فما } أي فتسبب عن الصيحة أنه ما { أغنى } أي أجزأ { عنهم ما كانوا } أي بجبلاتهم { يكسبون * } من البيوت والأعمال والعدد والآلات الخبيثة ، لأنه لا يعجزنا شيء لأنه لا كلفة علينا فيما نفعل { إنما نقول له كن فيكون } وفعلنا بهم ذلك لأنهم كانوا على باطل ، فكان تعذيبنا لهم حقاً .