Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 20-21)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق } فعليكم بالوفاء بالعهد ولا تنقضوا الميثاق ، فإن الله قد نهى عنه وقدم فيه أشد التقدمة ، وذكره في بضع وعشرين آية ، نصيحة لكم وتقدمة إليكم وحجة عليكم ، وإنما تعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل وأهل العلم بالله ، وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يقول في خطبته " لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له " . وأخرج الخطيب وابن عساكر ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن البر والصلة ، ليخففان سوء العذاب يوم القيامة " ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب } . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله { والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل } يعني ، من إيمان بالنبيين وبالكتب كلها { ويخشون ربهم } يعني ، يخافون في قطيعة ما أمر الله به أن يوصل . { ويخافون سوء الحساب } يعني شدة الحساب . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل } قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ، كان يقول : " اتقوا الله وصلوا الأرحام ، فإنه أبقى لكم في الدنيا وخير لكم في الآخرة " وذكر لنا أن رجلاً من خثعم ، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فقال : " أنت الذي تزعم أنك رسول الله ؟ قال : نعم . قال : فأي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : الايمان بالله . قال : ثم ماذا ؟ قال : صلة الرحم " وكان عبد الله بن عمرو يقول : إن الحليم ليس من ظلم ثم حلم ، حتى إذا هيجه قوم اهتاج ، ولكن الحليم من قدر ثم عفا ، وإن الوصول ليس من وصل ثم وصل ، فتلك مجازاة ، ولكن الوصول من قطع ثم وصل وعطف على من لا يصله . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن ابن جرير في قوله { ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل } قال : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا لم تمش إلى ذي رحمك برجلك ، ولم تعطه من مالك ، فقد قطعته " .