Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 22-24)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله { والذين صبروا } يعني على أمر الله { ابتغاء وجه ربهم } يعني ابتغاء رضا ربهم { وأقاموا الصلاة } يعني وأتموها { وأنفقوا مما رزقناهم } يعني من الأموال { سراً وعلانية } يعني في حق الله وطاعته { ويدرؤون } يعني يدفعون { بالحسنة السيئة } يعني يردون معروفاً على من يسيء إليه { أولئك لهم عقبى الدار } يعني دار الجنة . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن الضحاك - رضي الله عنه { ويدرؤون بالحسنة السيئة } قال : يدفعون بالحسنة السيئة . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله { ويدرؤون بالحسنة السيئة } قال : يدفعون الشر بالخير ، لا يكافئون الشر بالشر ، ولكن يدفعونه بالخير . أما قوله تعالى : { جنات عدن } أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة قصراً يقال له عدن ، حوله البروج والمروج له خمسة آلاف باب ، عند كل باب خمسة آلاف حيرة ، لا يدخله أو لا يسكنه إلا نبي أو صديق أو شهيد أو امام عادل " . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - قال : قرأ عمر - رضي الله عنه - على المنبر { جنات عدن } فقال : أيها الناس ، هل تدرون ما جنات عدن ؟ قصر في الجنة له عشرة آلاف باب ، على كل باب خمسة وعشرون ألفاً من الحور العين ، لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد . وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - في قوله { جنات عدن } قال : بطنان الجنة ، يعني وسطها . وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر ، عن الحسن - رضي الله عنه - قال : { جنات عدن } وما يدريك ما جنات عدن ؟ … قال : قصر من ذهب ، لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله { جنات عدن } قال : مدينة وسط الجنة ، فيها الرسل والأنبياء والشهداء وأئمة الهدى ، والناس حولهم بعد ، والجنات حولها . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن - رضي الله عنه - أن عمر قال لكعب : ما عدن ؟ قال : هو قصر في الجنة ، لا يدخله إلا نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل . وأخرج ابن مردويه ، عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جنة عدن قضيب غرسه الله بيده ، ثم قال له : كن فكان " . أما قوله تعالى : { يدخلونها ومن صلح من آبائهم } الآية . أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - قال : يدخل الرجل الجنة فيقول : أين أمي ، أين ولدي ، أين زوجتي ، ؟ ؟ … فيقال : لم يعملوا مثل عملك . فيقول : كنت أعمل لي ولهم ، ثم قرأ { جنات عدن يدخلونها ومن صلح } يعني من آمن بالتوحيد بعد هؤلاء { من آباءهم وأزواجهم وذرياتهم } يدخلون معهم { والملائكة يدخلون عليهم من كل باب } قال : يدخلون عليهم على مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات ، معهم التحف من الله ما ليس لهم في جنات عدن ، ويقولون لهم : { سلام عليكم بما صبرتم } يعني على أمر الله تعالى { فنعم عقبى الدار } يعني دار الجنة . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - { ومن صلح من آبائهم } قال : من آمن في الدنيا . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي مجلز - رضي الله عنه - في الآية قال : علم الله تعالى أن المؤمن يحب أن يجمع الله تعالى له أهله وشمله في الدنيا ، فأحب أن يجمعهم له في الآخرة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه قرأ { جنات عدن يدخلونها ومن صلح … } حتى ختم الآية قال : إنه لفي خيمة من درة مجوفة ، ليس فيها صدع ولا وصل ، طولها في الهواء ستون ميلاً ، في كل زاوية منها أهل ومال . لها أربعة آلاف مصراع من ذهب ، يقوم على كل باب منها سبعون ألفاً من الملائكة ، مع كل ملك هدية من الرحمن ليس مع صاحبه مثلها ، لا يصلون إليه إلا بإذن بينه وبينهم حجاب . وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : أخس أهل الجنة منزلاً يوم القيامة له قصر من درة جوفاء ، فيها سبعة آلاف غرفة ، لكل غرفة سبعون ألف باب ، يدخل عليه من كل باب سبعون ألفاً من الملائكة بالتحية والسلام . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه - في قوله { سلام عليكم بما صبرتم } قال : على دينكم { فنعم عقبى الدار } قال : فنعم ما أعقبكم الله تعالى من الدنيا الجنة . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله { سلام عليكم بما صبرتم } قال : صبروا على فضول الدنيا . وأخرج أبو الشيخ , عن محمد بن نصر الحارثي - رضي الله عنه - { سلام عليكم بما صبرتم } قال : على الفقر في الدنيا . وأخرج أحمد والبزار وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حيان وأبو الشيخ والحاكم وصححه ، وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية ، والبيهقي في شعب الإِيمان ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أول من يدخل الجنة من خلق الله تعالى ، فقراء المهاجرين الذين تسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء ، فيقول الله تعالى لمن يشاء من الملائكة : ائتوهم فحيوهم . فتقول الملائكة : ربنا نحن سكان سمائك وخيرتك من خلقك ، أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم ؟ ! … قال الله تعالى : إن هؤلاء عبادي كانوا يعبدونني في الدنيا ولا يشركون بي شيئاً ، وتسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء ، فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } " . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : إن المؤمن ليكون متكئاً على أريكته إذا دخل الجنة ، وعنده سماطان من خدم ، وعند طرف السماطين باب مبوّب ، فيقبل الملك فيستأذن ، فيقول أقصى الخدم للذي يليه : ملك يستأذن ، ويقول الذي يليه للذي يليه : ملك يستأذن ، حتى يبلغ المؤمن فيقول : ائذنوا له . فيقول أقربهم إلى المؤمن : ائذنوا . ويقول الذي يليه للذي يليه : ائذنوا ، حتى تبلغ أقصاهم الذي عند الباب فيفتح له ، فيدخل فيسلم عليه ثم ينصرف . وأخرج ابن المنذر وابن مردويه ، عن أنس - رضي الله عنه - : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي أحداً كل عام ، فإذا تفوّه الشعب ، سلم على قبور الشهداء ، فقال : { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } " . وأخرج ابن جرير عن محمد بن إبراهيم - رضي الله عنه - قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي قبور الشهداء على رأس كل حول فيقول { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } وأبو بكر وعمر وعثمان " .