Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 36-40)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك } قال : أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فرحوا بكتاب الله وبرسوله صلى الله عليه وسلم ، وصدقوا به { ومن الأحزاب من ينكر بعضه } يعني اليهود والنصارى والمجوس . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد - رضي الله عنه - في قوله { والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك } قال : هذا من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب ، يفرحون بذلك . وقرأ { ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به } [ يونس : 40 ] { ومن الأحزاب من ينكر بعضه } قال : الأحزاب ، الأمم اليهود والنصارى والمجوس ، منهم من آمن به ، ومنهم من أنكره . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { ومن الأحزاب } قال : من أهل الكتاب { من ينكر بعضه } قال : بعض القرآن . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ؛ عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { وإليه مآب } قال : إليه مصير كل عبد . وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله { ما لك من الله من ولي ولا واق } قال : من أحد يمنعك من عذاب الله تعالى . وأخرج ابن ماجة وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التبتل ، وقرأ قتادة - رضي الله عنه - { ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية } . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن سعد بن هشام قال : دخلت على عائشة - رضي الله عنها - فقلت : إني أريد أن أتبتل . قالت : لا تفعل ، أما سمعت الله يقول { ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية } . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي ، عن أبي أيوب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربع من سنن المرسلين : التعطر والنكاح والسواك والختان " . وأخرجه عبد الرزاق في المصنف بلفظ " الختان والسواك والتعطر والنكاح من سنتي " . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله { لكل أجل كتاب } يقول : لكل كتاب ينزل من السماء أجل فيمحو الله من ذلك ما يشاء { ويثبت وعنده أم الكتاب } . وأخرج ابن شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - . قال : قالت قريش حين أنزل { وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله } ما نراك يا محمد تملك من شيء ولقد فرغ من الأمر . فأنزلت هذه الآية تخويفاً لهم ووعيداً لهم { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت } إنا إن شئنا أحدثنا له من أمرنا ما شئنا ، ويحدث الله تعالى في كل رمضان فيمحو الله ما يشاء { ويثبت } من أرزاق الناس ومصائبهم ، وما يعطيهم وما يقسم لهم . وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت } قال : ينزل الله تعالى في كل شهر رمضان إلى سماء الدنيا ، يدبر أمر السنة إلى السنة في ليلة القدر ، فيمحو ما يشاء ، إلا الشقوة والسعادة ، والحياة والممات . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { يمحواْ الله ما يشاء } هو الرجل ، يعمل الزمان بطاعة الله ، ثم يعود لمعصية الله فيموت على ضلاله ، فهو الذي يمحو والذي يثبت ، الرجل يعمل بمعصية الله تعالى وقد سبق له خير حتى يموت وهو في طاعة الله سبحانه وتعالى . وأخرج ابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت } قال : من أحد الكتابين هما كتابان يمحو الله ما يشاء من أحدهما ويثبت { وعنده أم الكتاب } أي جملة الكتاب . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : إن لله لوحاً محفوظاً مسيرة خمسمائة عام من درة بيضاء ، له دفتان من ياقوت ، والدفتان لوحان لله كل يوم ثلاث وستون لحظة يمحو ما يشاء { ويثبت وعنده أم الكتاب } . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله تعالى ينزل في ثلاث ساعات يبقين من الليل فينسخ الذكر في الساعة الأولى منها ، ينظر في الذكر الذي لا ينظر فيه أحد غيره ، فيمحو ما يشاء ويثبت . ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن ، وهي داره التي لم ترها عين ولم تخطر على قلب بشر ، لا يسكنها من بني آدم غير ثلاثة : النبيين والصديقين والشهداء ، ثم يقول : طوبى لمن نزلك . ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى السماء الدنيا بروحه وملائكته ، فتنتفض ، فيقول : قومي بعزتي ، ثم يطلع إلى عباده فيقول : هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من داع فأجيبه ؟ حتى يصلي الفجر ، وذلك قوله { إن قرآن الفجر كان مشهوداً } [ الإِسراء : 78 ] يقول : يشهده الله وملائكة الليل والنهار " . وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه بسند ضعيف ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت } إلا الشقوة والسعادة ، والحياة والموت " . وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن مردويه ، عن الكلبي - رضي الله عنه - في الآية قال : " يمحو من الرزق ويزيد فيه ، ويمحو من الأجل ويزيد فيه " . فقيل له : من حدثك بهذا ؟ قال : أبو صالح عن جابر بن عبد الله بن رباب الأنصاري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - " أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قوله { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت } قال : " ذلك كل ليلة القدر ، يرفع ويخفض ويرزق ، غير الحياة والموت والشقاوة والسعاة ، فإن ذلك لا يزول " . وأخرج ابن مردويه وابن عساكر ، " عن علي - رضي الله عنه - أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقال له " لأقرن عينيك بتفسيرها ، ولأقرن عين أمتي بعدي بتفسيرها ، الصدقة على وجهها ، وبر الوالدين ، واصطناع المعروف ؛ يحول الشقاء سعادة ويزيد في العمر ويقي مصارع السوء " . وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : لا ينفع الحذر من القدر ، ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر . وأخرج ابن جرير عن قيس بن عباد - رضي الله عنه - قال : العاشر من رجب ، هو يوم يمحو الله فيه ما يشاء . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب ، عن قيس بن عباد - رضي الله عنه - قال : لله أمر في كل ليلة العاشر من أشهر الحرام ، أما العشر من الأضحى ، فيوم النحر . وأما العشر من المحرم ، فيوم عاشوراء . وأما العشر من رجب ، ففيه { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت } قال : ونسيت ما قال في ذي القعدة . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال وهو يطوف بالبيت : اللهم إن كنت كتبت علي شقاوة أو ذنباً فامحه ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ، وعندك أم الكتاب فاجعله سعادة ومغفرة . وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن أبي الدنيا في الدعاء ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : ما دعا عبد قط بهذه الدعوات ، إلا وسع الله له في معيشته ؛ يا ذا المن ولا يمن عليه ، يا ذا الجلال والإِكرام ، يا ذا الطول ، لا إله إلا أنت ظهر اللاجين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين ، إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقياً فامح عني اسم الشقاء ، وأثبتني عندك سعيداً ، وإن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب محروماً مقتراً عليّ رزقي ، فامح حرماني ويسر رزقي وأثبتني عندك سعيداً موفقاً للخير ، فإنك تقول في كتابك الذي أنزلت { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } . وأخرج يعقوب بن سفيان وأبو نعيم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كان أبو رومي من شر أهل زمانه ، وكان لا يدع شيئاً من المحارم إلا ارتكبه ، فلما غدا على النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم من بعيد قال : " مرحباً بأبي رومي ، وأخذ يوسع له المكان ، فقال : يا أبا رومي ، ما عملت البارحة ؟ قال : ما عسى أن أعمل يا نبي الله ؟ أنا شر أهل الأرض ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله قد حول مكتبك إلى الجنة ، فقال { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } " . وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت } قال : إن الله ينزل كل شيء يكون في السنة في ليلة القدر ، فيمحو ما يشاء من الآجال والأرزاق والمقادير ، إلا الشقاء والسعادة ، فإنهما ثابتان . وأخرج ابن جرير عن منصور - رضي الله عنه - قال : سألت مجاهداً - رضي الله عنه - فقلت : أرأيت دعاء أحدنا يقول : اللهم إن كان اسمي في السعداء فأثبته فيهم ، وإن كان في الأشقياء فامحه منهم ، واجعله في السعداء ؟ … فقال : حسن . ثم لقيته بعد ذلك بحول أو أكثر من ذلك ، فسألته عن ذلك فقال { انا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين * فيها يفرق كل أمر حكيم } [ الدخان : 3 - 4 ] قال : يعني في ليلة القدر ، ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة ، ثم يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء . فأما كتاب الشقاء والسعادة ، فهو ثابت لا يغير . وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت } قال : إلا الحياة والموت ، والشقاء والسعادة ، فإنهما لا يتغيران . وأخرج ابن جرير ، عن شقيق بن أبي وائل قال : كان مما يكثر أن يدعو بهؤلاء الدعوات : اللهم إن كنت كتبتنا أشقياء ، فامحنا واكتبنا سعداء ؛ وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت ، وعندك أم الكتاب . وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني ، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه كان يقول : اللهم إن كنت كتبتني في السعداء ، فأثبتني في السعداء ؛ وإن كنت كتبتني في الأشقياء ، فامحني من الأشقياء وأثبتني في السعداء ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب . وأخرج ابن جرير عن كعب - رضي الله عنه - أنه قال لعمر - رضي الله عنه - يا أمير المؤمنين ، لولا آية في كتاب الله ، لأنبأتك بما هو كائن إلى يوم القيامة . قال : وما هي ؟ قال : قول الله { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } . وأخرج ابن جرير عن الضحاك - رضي الله عنه - في الآية ، قال : يقول انسخ ما شئت واصنع في الآجال ما شئت ، وإن شئت زدت فيها وإن شئت نقصت { وعنده أم الكتاب } قال : جملة الكتاب وعلمه ، يعني بذلك ما ينسخ منه وما يثبت . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في المدخل ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت } قال : يبدل الله ما يشاء من القرآن فينسخه ، ويثبت ما يشاء فلا يبدله { وعنده أم الكتاب } يقول : وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ ، وما يبدل وما يثبت ، كل ذلك في كتاب الله تعالى . وأخرج ابن جرير عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت } قال : هي مثل قوله { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها } [ البقرة : 106 ] وقوله { وعنده أم الكتاب } أي جملة الكتاب وأصله . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في الآية قال { يمحواْ الله ما يشاء } مما ينزل على الأنبياء { ويثبت } ما يشاء مما ينزل على الأنبياء { وعنده أم الكتاب } لا يغير ولا يبدل . وأخرج ابن جرير عن ابن جريج - رضي الله عنه - { يمحواْ الله ما يشاء } قال : ينسخ { وعنده أم الكتاب } قال : الذكر . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت } قال : يمحو الله الآية بالآية { وعنده أم الكتاب } قال : أصل الكتاب . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله { لكل أجل كتاب } قال : أجل بني آدم في كتاب { يمحواْ الله ما يشاء } قال : من جاء أجله { ويثبت } قال : من لم يجيء أجله بعد ، فهو يجري إلى أجله . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال : { يمحواْ الله } رزق هذا الميت { ويثبت } رزق هذا المخلوق الحي . وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت } قال : يثبت في البطن الشقاء والسعادة ، وكل شيء هو كائن ، فيقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء . وأخرج الحاكم عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ { يمحواْ الله ما يشاء ويثبت } مخففة . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وعنده أم الكتاب } قال : الذكر . وأخرج ابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - { وعنده أم الكتاب } قال : الذكر . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير ، عن سيار عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه سأل كعباً رضي الله عنه عن أم الكتاب ، فقال : علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون . فقال لعلمه : كن كتاباً . فكان كتاباً . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي - رضي الله عنه - { وعنده أم الكتاب } يقول : عنده الذي لا يبدل .