Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 4-4)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وفي الأرض قطع متجاورات } قال : يريد الأرض الطيبة العذبة التي تخرج نباتها بإذن ربها ، تجاورها السبخة القبيحة المالحة التي لا تخرج ، وهما أرض واحدة وماؤهما شيء ملح وعذب . ففضلت احداهما على الأخرى . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ليس في الأرض ماء ، إلا ما نزل من السماء ، ولكن عروق في الأرض تغيره ، فمن أراد أن يعود الملح عذباً فليصعد الماء من الأرض . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { وفي الأرض قطع متجاورات } قال : السبخة والعذبة والمالح والطيب . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن قتادة - رضي الله عنه { وفي الأرض قطع متجاورات } قال : قرى متجاورات ، قريب بعضها من بعض . وأخرج أبو الشيخ عن الحسن - رضي الله عنه - { وفي الأرض قطع متجاورات } قال : فارس والأهواز والكوفة والبصرة . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { وفي الأرض قطع متجاورات } قال : الأرض تنبت حلواً ، والأرض تنبت حامضاً . وهي متجاورات تسقى بماء واحد . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - { وفي الأرض قطع متجاورات } قال : الأرض الواحدة ، يكون فيها الخوخ والكمثرى والعنب الأبيض والأسود ، وبعضه أكبر حملاً من بعض ، وبعضه حلو وبعضه حامض ، وبعضه أفضل من بعض . وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه ، عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - في قوله { صنوان وغير صنوان } قال : الصنوان ، ما كان أصله واحداً وهو متفرق وغير صنوان ، التي تنبت وحدها . وفي لفظ { صنوان } النخلة في النخلة ملتصقة ، وغير صنوان النخل المتفرق . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما { صنوان } قال : مجتمع النخيل في أصل واحد { وغير صنوان } قال : النخل المتفرق . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { وفي الأرض قطع متجاورات } قال : طيبها عذبها . وخبيثها السباخ . وفي قوله { وجنات من أعناب } قال : جنات وما معها . وفي قوله { صنوان } قال : النخلتان وأكثر في أصل واحد { وغير صنوان } وحدها تسقى { بماء واحد } قال : ماء السماء ، كمثل صالح بني آدم وخبيثهم ، أبوهم واحد . وكذلك النخلة ، أصلها واحد وطعامها مختلف . وهو يشرب بماء واحد . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - في قوله { صنوان وغير صنوان } قال : مجتمع وغير مجتمع { يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل } قال : العنب الأبيض والأسود والأحمر ، والتين الأبيض والأسود ، والنخل الأحمر والأصفر . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ ، عن مجاهد - رضي الله عنه - { صنوان } قال : ثلاث نخلات في أصل واحد ، كمثل ثلاثة من بني أب وأم يتفاضلون في العمل ، كما يتفاضل ثمر هذه النخلات الثلاث في أصل واحد . وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في الآية قال : مثل ضربه الله عز وجل لقلوب بني آدم ، كما كانت الأرض في يد الرحمن طينة واحدة ، فسطحها وبطحها ، فصارت الأرض قطعاً متجاورة ، فينزل عليها الماء من السماء ، فتخرج هذه زهرتها وثمرها وشجرها ، وتخرج نباتها وتحيي موتاها ، وتخرج هذه سبخها وملحها وخبثها ، وكلتاهما { يسقى بماء واحد } فلو كان الماء مالحاً ، قيل إنما استبخت هذه من قبل الماء ، كذلك الناس خلقوا من آدم ، فينزل عليهم من السماء تذكرة فترق قلوب فتخشع وتخضع ، وتقسو قلوب فتلهو وتسهو وتجفو ، قال الحسن - رضي الله عنه - والله ما جالس القرآن أحد ، إلا قام من عنده بزيادة أو نقصان . قال الله تعالى { وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً } [ الإسراء : 82 ] . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير ، عن قتادة - رضي الله عنه - { صنوان } قال : الصنوان ، النخلة التي يكون فيها نخلتان وثلاث ، أصلهن واحد . قال : وحدثني رجل أنه كان بين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وبين العباس قول ، فأسرع إليه العباس " فجاء عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال : يا نبي الله ، ألم تر عباساً ؟ فعل بي وفعل ، فأردت أن أجيبه فذكرت مكانك منه فكففت عنه . فقال : يرحمك الله ، إن عم الرجل صنو أبيه . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير . عن مجاهد - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تؤذوني في العباس ، فإنه بقية آبائي ، وإن عم الرجل صنو أبيه " . وأخرج ابن جرير عن عطاء - رضي الله عنه - وابن أبي مليكة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر : " يا عمر ، أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه ؟ " . وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي وابن مردويه ، عن جابر - رضي الله عنه - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " يا علي ، الناس من شجر شتى ، وأنا وأنت يا علي ، من شجرة واحدة " ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم { وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان } . وأخرج الحاكم وصححه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قرأ { ونفضل بعضها على بعض } بالنون . وأخرج الترمذي وحسنه والبزار وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { ونفضل بعضها على بعض في الأكل } قال : الدقل والفارسي والحلو والحامض . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { ونفضل بعضها على بعض في الأكل } قال : هذا حامض وهذا حلو وهذا دقل وهذا فارسي . وأخرج أبو الشيخ ، عن مجاهد { ونفضل بعضها على بعض في الأكل } قال : هذا حلو وهذا مر وهذا حامض ، كذلك بنو آدم أبوهم واحد ، ومنهم المؤمن والكافر .