Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 15-23)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن عبد حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق قتادة ، عن الحسن عن قيس بن عباد قال : إن الله لما خلق الأرض جَعَلتْ تَمور ، فقالت الملائكة ما هذه بمُقِرَّة على ظهرها أحداً ، فأصبحت صبحاً ، وفيها رواسيها ، فلم يدروا من أين خلقت ، فقالوا ربنا هل من خلقك شيء أشد من هذا ؟ قال : نعم ، الحديد ، فقالوا : هل من خلقك شيء أشد من الحديد ؟ قال : نعم ، النار . قالوا : ربنا ، هل من خلقك شيء أشد من النار ؟ قال : نعم ! الماء . قالوا : ربنا ، هل من خلقك شيء هو أشد من الماء ؟ قال : نعم الريح . قالوا : ربنا ، هل من خلقك شيء هو أشد من الريح ؟ قال : نعم الرجل . قالوا : ربنا ، هل من خلقك شيء هو أشد من الرجل ؟ قال : نعم المرأة . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله { رواسي } قال : الجبال { أن تميد بكم } قال : أثبتها بالجبال ، ولولا ذلك ما أقرت عليها خلقاً . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله { رواسي أن تميد بكم } قال : حتى لا تميد بكم . كانوا على الأرض تمور بهم لا يستقر بها ، فأصبحوا صبحاً ، وقد جعل الله الجبال ، وهي الرواسي أوتاداً في الأرض . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله { أن تميد بكم } قال : أن تكفأ بكم ، وفي قوله وأنهاراً قال بكل بلدة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله { وسبلاً } قال : السبل هي الطرق بين الجبال . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم و الخطيب في كتاب النجوم ، عن قتادة في قوله { وسبلاً } قال : طرقاً { وعلامات } قال : هي النجوم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله { وعلامات } قال : أنهار الجبال . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر ، عن الكلبي في قوله { وعلامات } قال : الجبال . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله { وعلامات } يعني معالم الطرق بالنهار { وبالنجم هم يهتدون } يعني بالليل . وأخرج أبو الشيخ في العظمة ، عن إبراهيم { وعلامات } قال : هي الاعلام التي في السماء { وبالنجم هم يهتدون } قال : يهتدون به في البحر في أسفارهم . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله { وعلامات وبالنجم هم يهتدون } قال منها ما يكون علامة ، ومنها ما يهتدى به . وأخرج ابن المنذر ، عن مجاهد أنه كان لا يرى بأساً أن يتعلم الرجل منازل القمر . وأخرج ابن المنذر ، عن إبراهيم ، أنه كان لا يرى بأساً أن يتعلم الرجل من النجوم ما يهتدي به . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله { أفمن يخلق كمن لا يخلق } قال : الله هو الخالق الرازق ، وهذه الأوثان التي تعبد من دون الله تُخْلَقُ ولا تخلقُ شيئاً ، ولا تملك لأهلها ضراً ولا نفعاً . قال الله { أفلا تذكرون } وفي قوله { والذين يدعون من دون الله } الآية . قال : هذه الأوثان التي تعبد من دون الله أموات لا أرواح فيها ، ولا تملك لأهلها خيراً ولا نفعاً { إلهكم إله واحد } قال : الله إلهنا ومولانا وخالقنا ورازقنا ولا نعبد ولا ندعو غيره . { الذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة } يقول منكرة لهذا الحديث { وهم مستكبرون } قال مستكبرون عنه . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي ، عن ابن عباس في قوله { لا جرم } يقول بلى . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي مالك في قوله { لا جرم } يعني الحق . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله { لا جرم } قال لا كذب . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله { إنه لا يحب المستكبرين } قال : هذا قضاء الله الذي قضى { إنه لا يحب المستكبرين } وذكر لنا ، " أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ، إنه ليعجبني الجمال ، حتى أود أن علاقة سوطي ، وقبالة نعلي حسن ، فهل ترهب عليّ الكبر ؟ فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : كيف تجد قلبك ؟ قال : أجده عارفاً للحق مطمئناً إليه . قال : فليس ذاك بالكبر ، ولكن الكبر أن تبطر الحق وتغمص الناس ، فلا ترى أحداً أفضل منك ، وتغمص الحق ، فتجاوزه إلى غيره " . وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وعبد بن حميد وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن الحسين بن علي ، أنه كان يجلس إلى المساكين ثم يقول : { إنه لا يحب المستكبرين } . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن علي قال : ثلاث من فعلهن لم يكتب مستكبراً : من ركب الحمار ولم يستنكف ، ومن اعتقل الشاة واحتلبها ، وأوسع للمسكين وأحسن مجالسته . وأخرج مسلم والبيهقي في الشعب ، عن عياض بن حمار المجاشعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : في خطبته " إن الله أوحى إليّ ، أن تواضعوا ، حتى لا يفخر أحد على أحد " . وأخرج البيهقي ، عن عمر بن الخطاب رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله : " من تواضع لي هكذا - وأشار بباطن كفه إلى الأرض وأدناه من الأرض - رفعته هكذا - وأشار بباطن كفه إلى السماء - ورفعها نحو السماء . وأخرج الخطيب والبيهقي ، عن عمر أنه قال على المنبر : يا أيها الناس تواضعوا ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من تواضع لله رفعه الله وقال : انتعش رفعك الله ، فهو في نفسه صغير ، وفي أعين الناس عظيم ، ومن تكبر ، وضعه الله ، وقال : اخسأ خفضك الله ، فهو في أعين الناس صغير ، وفي نفسه كبير ، حتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير " . وأخرج البيهقي ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من آدمي إلا وفي رأسه سلسلتان - سلسلة في السماء وسلسلة في الأرض - وإذا تواضع العبد ، رفعه الملك الذي بيده السلسلة من السماء ، وإذا تجبر جذبته السلسلة التي في الأرض " . وأخرج البيهقي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من أدمي إلا وفي رأسه حكمة - الحكمة بيد ملك - فإن تواضع قيل للملك : ارفع حكمته ، وإن ارتفع ، قيل للملك : ضع حكمته " . وأخرج البيهقي ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من تكبر تعظماً وضعه الله ، ومن تواضع لله تخشعاً رفعه الله " . وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن مردويه والبيهقي ، عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ، ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان " . فقال رجل : يا رسول الله ، الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً ؟ فقال : " إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر من بطر الحق وغمص الناس " " . وأخرج ابن سعد وأحمد والبيهقي ، عن أبي ريحانة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " " لا يدخل شيء من الكبر الجنة " قال قائل : يا رسول الله ، إني أحب أن أتجمل بعلاقة سوطي وشسع نعلي ؟ فقال : إن ذلك ليس بالكبر " إن الله جميل يحب الجمال ، إنما الكبر من سفه الحق ، وغمص الناس بعينيه " " وأخرجه البغوي في معجمه والطبراني ، " عن سوار بن عمرو الأنصاري قال : قلت يا رسول الله ، إني رجل حبب إلي الجمال ، وأعطيت منه ما ترى ، فما أحب أن يفوقني أحد في شسع افمِنَ الكبر ذاك ؟ قال : لا . قلت : فما الكبر يا رسول الله ؟ قال : " من سفه الحق وغمص الناس " " . وأخرج البغوي والطبراني ، عن سوار بن عمرو الأنصاري قال : " سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إني رجل حبب إلي الجمال ، حتى إني لا أحب أحداً يفوقني بشراك ، افمن الكبر ذاك ؟ قال : لا . " ولكن الكبر من غمص الناس وبطر الحق " " . وأخرج ابن عساكر ، عن ابن عمر ، " عن أبي ريحانة قال : " يا رسول الله ، إني لأحب الجمال حتى في نعلي وعلاقة سوطي ، أفمن الكبر ذلك ؟ قال : " إن الله جميل يحب الجمال ، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ، الكبر من سفَّه الحق ، وغمص الناس أعمالهم " " . وأخرج ابن عساكر ، " عن خريم بن فاتك أنه قال : يا رسول الله ، إني لأحب الجمال ، حتى إني لأحبه في شراك نعلي ، وجلاد سوطي ، وإن قومي يزعمون أنه من الكبر ، فقالليس الكبر أن يحب أحدكم الجمال ، ولكن الكبر أن يسفه الحق ويغمص الناس " . وأخرج سمويه في فوائده ، والباوردي ، وابن قانع ، والطبراني ، عن ثابت بن قيس بن شماس قال : ذكر الكبر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " إن الله لا يحب من كان مختالاً فخوراً ، فقال رجل من القوم : والله يا رسول الله ، إن ثيابي لتغسل ، فيعجبني بياضها ، ويعجبني علاقة سوطي ، وشراك نعلي ، فقال النبي : - صلى الله عليه وسلم - ليس ذاك من الكبر ، إنما الكبر : أن تسفه الحق وتغمص الناس " . وأخرج الطبراني ، عن أسامة قال : أقبل رجل من بني عامر فقال : يا رسول الله ، " بلغنا أنك شددت في لبس الحرير والذهب ، وإني لأحب الجمال ، فقال رسول الله : - صلى الله عليه وسلم - " إن الله جميل يحب الجمال ، إنما الكبر من جهل الحق وغمص الناس بعينيه " . وأخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني رجل حبب إليَّ الجمال ، وأعطيت منه ما ترى ؛ حتى ما أحب أن يفوقني أحد بشراك ، أو شسع ، أفمن الكبر هذا ؟ قال : " لا ، ولكن الكبر من بطر الحق وغمص الناس " " . وأخرج الحاكم وصححه ، عن ابن مسعود رضي الله عنه مثله ، وفيه : إن الرجل مالك الرهاوي ، وقال البغي بدل الكبر . وأخرج أحمد في الزهد ، عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أوصى نوح ابنه ، فقال : إني موصيك بوصية وقاصرها عليك حتى لا تنسى ، أوصيك باثنتين ، وأنهاك عن اثنتين ، فأما اللتان أوصيك بهما ، فإني رأيتهما يكثران الولوج على الله عز وجل ، ورأيت الله تبارك وتعالى يستبشر بهما ، وصالح خلقه ، قل : سبحان الله وبحمده ، فإنها صلاة الخلق وبها يرزق الخلق ، وقل : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، فإن السموات والأرض لو كُنَّ حلقة لقصمتها ، ولو كُنَّ في كفةٍ لرجحت بهن ، وأما اللتان أنهاك عنهما ، فالشرك والكبر ، فقال عبد الله بن عمرو : يا رسول الله ، الكبر أن يكون لي حلة حسنة ألبسها ؟ قال : " لا إن الله جميل يحب الجمال " قال : فالكبر أن يكون لي دابة صالحة أركبها ؟ قال : لا ، قال : فالكبر أن يكون لي أصحاب يتبعوني وأطعمهم ؟ قال : لا ، قال : فأيما الكبر يا رسول الله ؟ قال : " أن تسفه الحق وتغمص الناس " " . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن عبد الله بن عمرو قال : لا يدخل حظيرة القدس متكبر . وأخرج عبد بن حميد ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : المتكبرون يجعلون يوم القيامة في توابيت من نار فتطبق عليهم . وأخرج أحمد والدارمي والترمذي والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى وابن حبان والحاكم ، عن ثوبان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من فارق الروح جسده وهو بريء من ثلاث دخل الجنة ، الكبر والدين والغلول " قال ابن الجوزي : في جامع المسانيد كذا روى لنا الكبر ، وقال الدارقطني إنما هو الكنز بالنون والزاي . وأخرج الطبراني عن السائب بن يزيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " قالوا يا رسول الله هلكنا وكيف لنا أن نعلم ما في قلوبنا من دأب الكبر ؟ وأين هو ؟ فقال : " من لبس الصوف ، أو حلب الشاة ، أو أكل مع من ملكت يمينه ، فليس في قلبه إن شاء الله الكبر " " . وأخرج تمام في فوائده وابن عساكر ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لبس الصوف وانتعل المخصوف وركب حماره وحلب شاته وأكل معه عياله ، فقد نحى الله عنه الكبر . أنا عبد ابن عبد أجْلِس جلسة العبد وآكل أكل العبد ، أني قد أوحي إلي أن تواضعوا ولا يبغ أحد على أحد ، أن يد الله مبسوطة في خلقه ، فمن رفع نفسه وضعه الله ، ومن وضع نفسه رفعه الله ، ولا يمشي امرؤ على الأرض شبراً يبتغي سلطان الله الا أكبه الله " . وأخرج أحمد في الزهد عن يزيد بن ميسرة قال : قال عيسى عليه السلام : ما لي لا أرى فيكم أفضل العبادة ؟ قالوا : وما أفضل العبادة يا روح الله ؟ قال : التواضع لله . وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : إنكم لتدعون أفضل العبادة : التواضع . وأخرج البيهقي عن يحيى بن أبي كثير قال : أفضل العمل الورقع ، وخير العبادة التواضع . وأخرج ابن ابي شيبة والبيهقي ، عن ابن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ، كبّه الله على وجهه في النار " . وأخرج البيهقي عن النعمان بن بشير : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن للشيطان مصالي وفخوخاً ، وإن من مصاليه وفخوخه البطر بنعم الله والفخر بعطاء الله والكبر على عباد الله واتباع الهوى في غير ذات الله تعالى " . وأخرج البيهقي عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أنبئكم بأهل النار ؟ كل فظ غليظ مستكبر . الا أنبئكم بأهل الجنة ؟ كل ضعيف متضعف ذي طمرين ، لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره " . وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي ، عن جبير بن مطعم قال : يقولون في التيه : وقد ركبت الحمار ولبست الشملة وحلبت الشاة . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من فعل هذا فليس فيه من الكبر شيء " . وأخرج أحمد في الزهد ، عن عبد الله بن شداد رفع الحديث قال : من لبس الصوف واعتقل الشاة وركب الحمار وأجاب دعوة الرجل الدون أو العبد ، لم يكتب عليه من الكبر شيء . وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو يعلى والحاكم وصححه والبيهقي ، عن عبد الله بن سلام أنه رؤي في السوق على رأسه حزمة حطب ، فقيل له : أليس قد أوسع الله عليك ؟ قال : بلى ، ولكني أردت أن أدفع الكبر ، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر " . وأخرج البيهقي عن جابر قال : " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل رجل ، فلما رآه القوم أثنوا عليه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأرى على وجهه سفعة من النار . فلما جاء وجلس قال : أنشدك بالله ، أجئت وأنت ترى أنك أفضل القوم ؟ قال : نعم " . وأخرج البيهقي عن ابن المبارك ، أنه سئل عن التواضع فقال : التكبر على الأغنياء . وأخرج البيهقي عن ابن المبارك قال : من التواضع أن تضع نفسك عند من هو دونك في نعمة الدنيا ، حتى تعلمه أنه ليس لك فضل عليه لدنياك ، وأن ترفع نفسك عند من هو فوقك في دنياه ، حتى تعلمه أنه ليس لدنياه فضل عليك . وأخرج البيهقي عن ابن مسعود قال : من خضع لغني ووضع له نفسه اعظاماً له وطمعاً فيما قبله ، ذهب ثلثا مروءته وشطر دينه . وأخرج أحمد في الزهد عن عون بن عبد الله قال : قال عبد الله بن مسعود : لا يبلغ عبد حقيقة الإِيمان حتى يحل بذروته ، ولا يحل بذروته حتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى والتواضع أحب إليه من الشرف ، وحتى يكون حامده وذامّه سواء . قال : ففسرها أصحاب عبد الله قالوا : حتى يكون الفقر في الحلال أحب إليه من الغني في الحرام . وحتى يكون التواضع في طاعة الله أحب إليه من الشرف في معصية الله ، وحتى يكون حامده وذامّه في الحق سواء .