Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 43-48)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : لما بعث الله محمداً رسولاً أنكرت العرب ذلك ، ومن أنكر منهم قالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد . فأنزل الله : { أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم } [ يونس : 2 ] وقال : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون } يعني فاسألوا أهل الذكر والكتب الماضية : أبشرا كانت الرسل الذين أتتهم أم ملائكة ؟ فإن كانوا ملائكة أتتكم ، وإن كانوا بشراً فلا تنكروا أن يكون رسولاً . ثم قال : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحى إليهم من أهل القرى } [ يوسف : 109 ] أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً } قال : قالت العرب { لولا أنزل علينا الملائكة } [ المائدة : 73 ] قال الله : ما أرسلت الرسل إلا بشراً { فاسألوا } يا معشر العرب { أهل الذكر } وهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى ، الذين جاءتهم قبلكم { إن كنتم لا تعلمون } أن الرسل الذين كانوا من قبل محمد كانوا بشراً مثله ، فإنهم سيخبرونكم أنهم كانوا بشراً مثله . وأخر الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن ابن عباس { فاسألوا أهل الذكر } يعني مشركي قريش ، أن محمداً رسول الله في التوراة والإنجيل . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله : { فاسألوا أهل الذكر } قال : نزلت في عبد الله بن سلام ونفر من أهل التوراة ، وكانوا أهل كتب يقول : فاسألوهم { إن كنتم لا تعلمون } أن الرجل ليصلي ويصوم ويحج ويعتمر ، وأنه لمنافق . قيل : يا رسول الله ، بماذا دخل عليه النفاق ؟ قال : يطعن على إمامه ، وإمامه من قال الله في كتابه : { فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون } . وأخرج ابن مردويه عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا ينبغي للعالم أن يسكت عن علمه ، ولا ينبغي للجاهل أن يسكت على جهله . وقد قال الله { فاسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون } فينبغي للمؤمن أن يعرف عمله على هدى أم على خلافه " . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { بالبينات } قال : الآيات { والزبر } قال : الكتب . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي عن أصحابه في قوله : { بالبينات والزبر } قال : { البينات } الحلال والحرام الذي كانت تجيء به الأنبياء { والزبر } كتب الأنبياء { وأنزلنا إليك الذكر } قال : هو القرآن . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : { لتبين للناس ما نزل إليهم } قال : ما أحل لهم وما حرم عليهم . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { لتبين للناس ما نزل إليهم } قال : أرسله الله إليهم ليتخذ بذلك الحجة عليهم . وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله : { ولعلهم يتفكرون } قال : يطيعون . وأخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً أخبرنا بما يكون إلى قيام الساعة ، عقله منا من عقله ونسيه من نسيه . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : { أفأمن الذين مكروا السيئات } قال : هو نمرود بن كنعان وقومه . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { أفأمن الذين مكروا السيئات } أي الشرك . وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله : { أفأمن الذين مكروا السيئات } قال : تكذيبهم الرسل وأعمالهم بالمعاصي . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { أو يأخذهم في تقلبهم } قال : في اختلافهم . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { أو يأخذهم في تقلبهم } قال : إن شئت أخذته في سفره . وفي قوله : { أو يأخذهم على تخوف } يقول : إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه . وتخوف بذلك . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { أو يأخذهم في تقلبهم } قال : في أسفارهم . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله : { أو يأخذهم في تقلبهم } يعني على أي حال كانوا بالليل والنهار { أو يأخذهم على تخوف } يعني أن يأخذ بعضاً بالعذاب ويترك بعضاً ، وذلك أنه كان يعذب القرية فيهلكها ويترك الأخرى . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { أو يأخذهم على تخوف } قال : ينقص من أعمالهم . وأخرج ابن جرير من طريق عطاء الخراساني ، عن ابن عباس في قوله : { أو يأخذهم على تخوف } قالوا : ما نرى إلا أنه عند تنقص ما نردده من الآيات ، فقال عمر : ما أرى إلا أنه على ما تنتقصون من معاصي الله . فخرج رجل ممن كان عند عمر فلقي أعرابياً فقال : يا فلان ، ما فعل ربك . فقال : قد تخيفته . يعني تنقصته . فرجع إلى عمر فأخبره فقال : قدر الله ذلك . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : { أو يأخذهم على تخوف } قال : يأخذهم بنقص بعضهم بعضاً . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : { أو يأخذهم على تخوف } قال : كان يقال : التخوف ، هو التنقص … تنقصهم من البلد والأطراف . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤُا ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله } قال : ظل كل شيء فيه ، وظل كل شيء سجوده . { فاليمين } أول النهار { والشمائل } آخر النهار . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله : { أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيؤُا ظلاله } قال : إذا فَاءَ الْفَيءُ توجه كل شيء ساجداً لله قِبَلَ القبلة من بيت أو شجر . قال : فكانوا يستحبون الصلاة عند ذلك . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة ، عن الضحاك في الآية قال : إذا فاء الفيء ، لم يبق شيء من دابة ولا طائر إلا خر لله ساجداً . وأخرج عبد بن حميد والترمذي وابن المنذر وأبو الشيخ ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أربع قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلين من صلاة السحر " . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وليس من شيء إلا وهو يسبح الله تلك الساعة " ثم قرأ { يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجداً لله … } الآية كلها . وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد بن إبراهيم قال : صلوا صلاة الآصال حتى يفيء الفيء قبل النداء بالظهر ، من صلاها فكأنما تهجد بالليل . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال : فيء كل شيء ظله ، وسجود كل شيء فيه سجود الخيال فيها . وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال : إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في الآية في قوله : { يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل } قال : الغدو والآصال ، إذا فاء ظل كل شيء . أما الظل بالغداة فعن اليمين ، وأما بالعشي فعن الشمائل . إذا كان بالغداة سجدت لله ، وإذا كان بالعشي سجدت له . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غالب الشيباني قال : أمواج البحر صلاته . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { داخرون } قال : صاغرون . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر ، عن قتادة في قوله { وهم داخرون } قال : صاغرون .