Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 18-21)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن أبي حاتم ، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : { من كان يريد العاجلة } قال : من كان يريد بعمله الدنيا ، { عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد } ذاك به . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { من كان يريد العاجلة } قال : من كانت همه ورغبته وطلبته ونيته عجل الله له فيها ما يشاء ، ثم اضطره إلى جهنم { يصلاها مذموماً } في نقمة الله { مدحوراً } في عذاب الله . وفي قوله : { ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك سعيهم مشكوراً } قال : شكر الله له اليسير ، وتجاوز عنه الكثير وفي قوله : { كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك } أي : أن الله قسم الدنيا بين البر والفاجر ، والآخرة : خصوصاً عند ربك للمتقين . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { كلاً نمد } الآية . قال : كلاً نرزق في الدنيا البر والفاجر . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في قوله : { كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء } يقول : نمد الكفار والمؤمنين { من عطاء ربك } يقول : من الرزق . وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { كلاً نمد } الآية قال : نرزق من أراد الدنيا ، ونرزق من أراد الآخرة . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله : { كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء } قال : هؤلاء أصحاب الدنيا ، وهؤلاء أصحاب الآخرة . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله : { كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء } هؤلاء أهل الدنيا ، وهؤلاء أهل الآخرة { وما كان عطاء ربك محظوراً } قال ممنوعاً . واخرج ابن أبي حاتم ، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : { محظوراً } قال ممنوعاً . وأخرج ابن جرير وأبن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض } أي في الدنيا : { وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً } وإن للمؤمنين في الجنة منازل وإن لهم فضائل بأعمالهم . وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : " بين أعلى أهل الجنة وأسفلهم درجة كالنجم يرى في مشارق الأرض ومغاربها " . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : { وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً } قال : إن أهل الجنة بعضهم فوق بعض درجات ، الأعلى يرى فضله على من هو أسفل منه ، والأسفل لا يرى أن فوقه أحداً . وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية ، عن سلمان رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : " ما من عبد يريد أن يرتفع في الدنيا درجة فارتفع ، إلا وضعه الله في الآخرة درجة أكبر منها وأطول " ثم قرأ { وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلاً } . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وهناد وابن أبي الدنيا في صفة الجنة والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : لا يصيب عبد من الدنيا شيئاً ، إلا نقص من درجاته عند الله ، وإن كان على الله كريماً .