Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 15-17)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الفترة : المعتوه والأصم والأبكم والشيوخ الذين لم يدركوا الإسلام ، ثم أرسل إليهم رسولاً أن ادخلوا النار ، فيقولون كيف ؟ ولم تأتنا رسل ! قال : وايم الله ، لو دخلوها لكانت عليهم برداً وسلاماً ، ثم يرسل إليهم ، فيطيعه من كان يريد أن يطيعه . قال أبو هريرة رضي الله عنه : اقرأوا إن شئتم { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } . وأخرج إسحق بن راهويه وأحمد وابن حبان وأبو نعيم في المعرفة والطبراني وابن مردويه والبيهقي في كتاب الاعتقاد ، عن الأسود بن سريع - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم : " أربعة يحتجون يوم القيامة : رجل أصم لا يسمع شيئاً ، ورجل أحمق ، ورجل هرم ، ورجل مات في الفطرة ، فأما الأصم ، فيقول : رب ، لقد جاء الإسلام ، وما أسمع شيئاً ، وأما الأحمق ، فيقول : رب ، جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر ، وأما الهرم فيقول : رب ، لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئاً ، وأما الذي مات في الفطرة فيقول : رب ، ما آتاني لك رسول . فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه ، ويرسل إليهم رسولاً أن ادخلوا النار . قال : فوالذي نفس محمد بيده ، لو دخلوها كانت عليهم برداً وسلاماً ، ومن لم يدخلها سحب إليها " . وأخرج ابن راهويه وأحمد وابن مردويه والبيهقي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه مثله ، غير أنه قال في آخره : فمن دخلها كانت عليه برداً وسلاماً ، ومن لم يدخلها سحب إليها . وأخرج قاسم بن أصبغ والبزار وأبو يعلى وابن عبد البر في التمهيد ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يؤتى يوم القيامة بأربعة : بالمولود والمعتوه ومن مات في الفترة والشيخ الهرم الفاني ، كلهم يتكلم بحجته ، فيقول الرب تبارك وتعالى : لعنق من جهنم أبرزي ، ويقول لكم : إني كنت أبعث إلى عبادي رسلاً من أنفسهم ، وإني رسول نفسي إليكم . فيقول لهم : ادخلوا هذه ، فيقول : من كتب عليه الشقاء يا رب ؟ أندخلها ومنها كنا نفر ؟ ! قال : وأما من كتب له السعادة فيمضي فيها ، فيقول الرب : قد عاينتموني فعصيتموني ، فأنتم لرسلي أشد تكذيباً ومعصية ، فيدخل هؤلاء الجنة وهؤلاء النار " . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول والطبراني وأبو نعيم ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقلاً ، وبالهالك في الفترة ، وبالهالك صغيراً ، فيقول الممسوخ عقلاً : يا رب ، لو آتيتني عقلاً ما كان من آتيته عقلاً بأسعد بعقله مني ، ويقول الهالك في الفترة رب لو أتاني منك عهد ما كان من أتاه منك عهد بأسعد بعهدك مني ، ويقول الهالك صغيراً : يا رب ، لو آتيتني عمراً ما كان من أتيته عمراً بأسعد بعمره مني ، فيقول الرب : - تبارك وتعالى - فإني آمركم بأمر أفتطيعوني ؟ فيقولون : نعم وعزتك ، فيقول لهم : اذهبوا فادخلوا جهنم ، ولو دخلوها ما ضرتهم شيئاً ، فخرج عليهم قوابص من نار يظنون أنها قد أهلكت ما خلق الله من شيء ، فيرجعون سراعاً ويقولون : يا ربنا ، خرجنا وعزتك نريد دخولها ، فخرجت علينا قوابص من نار ، ظننا أن قد أهلكت ما خلق الله من شيء ، ثم يأمرهم ثانية ، فيرجعون كذلك ويقولون : كذلك ، فيقول الرب : خلقتكم على علمي ، وإلى علمي تصيرون ، ضميهم ، فتأخذهم النار " . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن أبي صالح رضي الله عنه قال : يحاسب يوم القيامة الذين أرسل إليهم الرسل ، فيدخل الله الجنة من أطاعه ، ويدخل النار من عصاه ، ويبقى قوم من الولدان والذين هلكوا في الفترة ، فيقول : وإني آمركم أن تدخلوا هذه النار ، فيخرج لهم عنق منها ، فمن دخلها كانت نجاته ، ومن نكص فلم يدخلها كانت هلكته . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، عن عبد الله بن شداد رضي الله عنه : " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتاه رجل فسأله عن ذراري المشركين الذين هلكوا صغاراً ؟ فوضع رأسه ساعة ثم قال : أين السائل ؟ فقال : ها أنا يا رسول الله ، فقال : " إن الله تبارك وتعالى إذا قضى بين أهل الجنة والنار لم يبق غيرهم عجّوا ، فقالوا : اللهم ربنا ، لم تأتنا رسلك ولم نعلم شيئاً ، فأرسل إليهم ملكاً ، والله أعلم بما كانوا عاملين ، فقال : إني رسول ربكم إليكم ، فانطلقوا فاتبعوا حتى أتوا النار ، فقال : إن الله يأمركم أن تقتحموا فيها ، فاقتحمت طائفة منهم ، ثم أخرجوا من حيث لا يشعر أصحابهم ، فجعلوا في السابقين المقربين ، ثم جاءهم الرسول فقال : إن الله يأمركم أن تقتحموا في النار ، فاقتحمت طائفة أخرى ، ثم خرجوا من حيث لا يشعرون ، فجعلوا في أصحاب اليمين ، ثم جاء الرسول فقال : إن الله يأمركم أن تقتحموا في النار ، فقالوا : ربنا ، لا طاقة لنا بعذابك ، فأمر بهم ، فجمعت نواصيهم وأقدامهم ثم ألقوا في النار والله أعلم " " . وأخرج ابن جرير من طريق ابن جريج ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { أمرنا مترفيها } قال أمروا بالطاعة فعصوا . وأخرج ابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه قال : سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول ؛ في قوله : { وإذا أردنا أن نهلك قرية } الآية . قال : { أمرنا مترفيها } بحق ، فخالفوه ، فحق عليهم بذلك التدمير . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها } قال : سلطنا شرارها فعصوا فيها ، فإذا فعلوا ذلك ، أهلكناهم بالعذاب . وهو قوله : { وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها } [ الأنعام : 123 ] . وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله وجل : { أمرنا مترفيها } قال : سلطنا عليهم الجبابرة فساموهم سوء العذاب . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو يقول : @ إن يعطبوا يبرموا وإن أمروا يوماً يصيروا للهلك والفقد @@ وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن أبي العالية رضي الله عنه - كان يقرأ { أمرنا مترفيها } مثقلة . يقول : أمرنا عليهم أمراء . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قرأ " آمرنا مترفيها " يعني بالمد . قال : أكثرنا فساقها . وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر ، عن عكرمة - رضي الله عنه - أنه قرأ { أمرنا مترفيها } قال : أكثرناهم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه { أمرنا مترفيها } قال : أكثرنا . وأخرج البخاري وابن مردويه ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية قد أمروا بني فلان .