Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 23-25)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وقضى ربك أَلاَّ تعبدوا إلا إياه } قال : التزقت الواو بالصاد ، وأنتم تقرؤونها { وقضى ربك } . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك ، عن ابن عباس رضي الله عنهما . وأخرج أبو عبيد وابن منيع وابن المنذر وابن مردويه من طريق ميمون بن مهران ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزل الله هذا الحرف على لسان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - " ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه " فالتصقت إحدى الواوين بالصاْد ، فقرأ الناس { وقضى ربك } ولو نزلت على القضاء ، ما أشرك به أحد . وأخرج الطبراني ، عن الأعمش قال : كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقرأ " ووصى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه " . وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر ، عن الضحاك بن مزاحم - رضي الله عنه - أنه قرأها " ووصى ربك " قال : إنهم ألصقوا إحدى الواوين بالصاد فصارت قافاً . وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وقضى ربك } قال : أمر . وأخرج ابن المنذر ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه } قال : عهد ربك ألا تعبدوا إلا إياه . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { وبالوالدين إحساناً } يقول : براً . وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف } فيما تميط عنهما من الأذى الخلاء والبول ، كما كانا لا يقولانه ، فيما كانا يميطان عنك من الخلا , والبول . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في الآية قال : { لا تقل لهما أف } فما سواه . وأخرج الديلمي ، عن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - مرفوعاً ، لو علم الله شيئاً من العقوق أدنى من { أف } لَحَرَّمَهُ . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عروة رضي الله عنه في قوله : { وقل لهما قولاً كريماً } قال : لا تمنعهما شيئاً أرادا . وأخرج عبد الرزاق في المصنف ، عن الحسن - رضي الله عنه - أنه سئل ما برّ الوالدين ؟ قال : أن تبذل لهما ما ملكت ، وأن تطيعهما فيما أمراك به ، إلا أن يكون معصية . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الحسن - رضي الله عنه - أنه قيل له : إلام ينتهي العقوق ؟ قال : أن يحرمهما ويهجرهما ويحد النظر إلى وجههما . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن رضي الله عنهما في قوله : { وقل لهما قولاً كريماً } قال : يقول : يا أبت ، يا أمه ، ولا يسميهما بأسمائهما . وأخرج ابن مردويه ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : " أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم ومعه شيخ فقال : " " من هذا معك ؟ " قال : أبي . قال : " لا تمشين أمامه ، ولا تقعدن قبله ، ولا تدعه باسمه ، ولا تستب له " " . وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد رضي الله عنه في قوله : { وقل لهما قولاً كريماً } قال : إذا دعواك فقل لهما لبيكما وسعديكما . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { وقل لهما قولاً كريماً } قال : قولاً ليناً سهلاً . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن أبي الهداج التجيبي قال : قلت لسعيد بن المسيب - رضي الله عنه - كل ما ذكر الله في القرآن من بر الوالدين فقد عرفته إلا قوله : { وقل لهما قولاً كريماً } ما هذا القول الكريم ؟ قال ابن المسيب : قول العبد المذنب للسيد الفظ . وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عروة في قوله : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } قال : تلين لهما حتى لا يمتنعا من شيء أحباه . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } يقول اخضع لوالديك كما يخضع العبد للسيد الفظ الغليظ . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنهما في قوله : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } قال : لا ترفع يديك عليهما إذا كلمتهما . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عروة رضي الله عنه في قوله : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } قال : إن أغضباك ، فلا تنظر إليهما شزراً ، فإنه أوّل ما يعرف غضب المرء بشدة نظره إلى من غضب عليه . وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما برَّ أباه من حدّ إليه الطرف " . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن زهير بن محمد - رضي الله عنه - في قوله : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } قال : إن سباك أو لعناك ، فقل رحمكما الله غفر الله لكما . وأخرج ابن جرير ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أنه قرأ { واخفض لهما جناح الذل } بكسر الذال . وأخرج ، عن عاصم الجحدري رضي الله عنه مثله . وأخرج البخاري في الأدب المفرد ، عن أبي مرة مولى عقيل : أن أبا هريرة - رضي الله عنه - كانت أمه في بيت وهو في آخر ، فكان يقف على بابها ويقول : السلام عليك يا أمتاه ورحمة الله وبركاته فتقول : وعليك يا بني ، فيقول : رحمك الله كما ربيتني صغيراً ، فتقول : رحمك الله كما بررتني كبيراً . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً } ثم أنزل الله بعد هذا { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى } [ التوبة : 113 ] . وأخرج البخاري في الأدب المفرد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر من طرق ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وإما يبلغن عندك الكبر } إلى قوله : { كما ربياني صغيراً } قد نسختها الآية التي في براءة { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } [ التوبة : 113 ] الآية . وأخرج ابن المنذر والنحاس وابن الأنباري في المصاحف ، عن قتادة رضي الله عنه قال : نسخ من هذه الآية حرف واحد ، لا ينبغي لأحد من المسلمين أن يستغفر لوالديه إذا كانوا مشركين ، ولم يقل { رب ارحمهما كما ربياني صغيراً } ولكن ليخفض لهما جناح الذل من الرحمة ، وليقل لهما قولاً معروفاً . قال الله تعالى : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين } . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله : { ربكم أعلم بما في نفوسكم } قال : تكون البادرة من الولد إلى الوالد ، فقال الله : { إن تكونوا صالحين } أي تكون النية صادقة ببرهما { فإنه كان للأوّابين غفوراً } للبادرة التي بدرت منه . وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله : { إنه كان للأوّابين غفوراً } قال : الرجاعين إلى الخير . وأخرج سعيد بن منصور وهناد وابن أبي حاتم والبيهقس , عن الضحاك - رضي الله عنه - في قوله : { إنه كان للأوّابين } قال : الرجاعين من الذنب إلى التوبة ، ومن السيئات إلى الحسنات . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { للأوّابين } قال : للمطيعين المحسنين . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { للأوّابين } قال : للتوّابين . وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه - قال : الأوّاب ، التوّاب . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن مردويه ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - أي العمل أحب إلى الله ؟ قال : " " الصلاة على وقتها " قلت : ثم أي ؟ قال : " ثم بر الوالدين " قلت : ثم أي ؟ قال : " ثم الجهاد في سبيل الله " " . وأخرج البخاري في الأدب المفرد ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : رضا الله في رضا الوالد ، وسخط الله في سخط الوالد . وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد وأبو داود والترمذي وحسنه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان ، " عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده قال : قلت يا رسول الله ، من أبر ؟ قال : " أمك . قلت : من أبر ؟ قال : أمك . قلت : من أبر ؟ قال : أمك . قلت : من أبر ؟ قال : أباك ، ثم الأقرب فالأقرب " . وأخرج البخاري في الأدب المفرد والبيهقي ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه أتاه رجل فقال : إني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني ، وخطبها غيري فأحبت أن تنكحه ، فغرت عليها فقتلتها ، فهل لي من توبة ؟ قال : أمك حية ؟ قال : لا . قال : تب إلى الله ، وتقرب إليه ما استطعت . فذهبت فسألت ابن عباس - رضي الله عنهما - لم سألت عن حياة أمه ؟ فقال : إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله من بر الوالدة . وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن ماجة والبيهقي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " أتى رجل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ما تأمرني ؟ قال : " بر أمك ، ثم عاد فقال : بر أمك ، ثم عاد فقال : بر أمك ، ثم عاد الرابعة فقال : بر أباك " وأخرج البخاري في الأدب المفرد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما من مسلم له والدان يصبح إليهما محسناً إلا فتح الله له بابين - يعني من الجنة - وإن كان واحداً فواحد ، وإن أغضب أحدهما ، لم يرض الله عنه ، حتى يرضى عنه . قيل : وإن ظلماه ؟ ؟ قال : وإن ظلماه . وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في الأدب المفرد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن المنذر والبيهقي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : " لا يجزي ولد والده ، إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه " . وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الأدب والحاكم وصححه والبيهقي ، عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال : " جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يبايعه على الهجرة ، وترك أبويه يبكيان قال : " فارجع إليهما وأضحكهما كما أبكيتهما " . " وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : " جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يريد الجهاد ، فقال : " ألك والدان ؟ قال : نعم . قال : ففيهما فجاهد " . وأخرج البخاري في الأدب ومسلم والبيهقي ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : " رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه قالوا يا رسول الله من ؟ قال : من أدرك والديه عند الكبر أو أحدهما فدخل النار " . وأخرج البخاري في الأدب والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان ، عن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " من بر والديه طوبى له زاد الله في عمره " . وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبخاري في الأدب والبيهقي ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه أبصر رجلين ، فقال : لأحدهما ما هذا منك ؟ فقال أبي ، فقال : لا تسمه . وفي لفظ لا تدعه باسمه ، ولا تمش أمامه ، ولا تجلس قبله حتى يجلس ، ولا تستب له . وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " رضا الله في رضا الوالدين ، وسخط الله في سخط الوالدين " . وأخرج سعيد وابن أبي شيبة وأحمد والنسائي وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي ، " عن معاوية بن جابر ، عن أبيه قال : أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم أستشيره في الجهاد ، فقال : " ألك والدة ؟ قال نعم . قال : اذهب فالزمها فإن الجنة عند رجليها " . وأخرج عبد الرزاق ، عن طلحة رضي الله عنه " أن رجلاً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا رسول الله ، إني أريد الغزو ، وقد جئت إليك أستشيرك ؟ فقال : " هل لك من أم ؟ قال : نعم . قال : فالزمها فإن الجنة عند رجليها ، ثم الثانية ، ثم الثالثة " " كمثل ذلك . وأخرج ابن مردويه والبيهقي ، عن أنس - رضي الله عنه - " أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : إني أشتهي الجهاد ولا أقدر عليه ، فقال : " هل بقي أحد من والديك ؟ قال : أمي ، قال : فاتق الله فيها ، فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد ، فإذا دعتك أمك فاتق الله وبرّها " " . وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لنومك على السرير بين والديك تضحكهما ويضحكانك أفضل من جهادك بالسيف في سبيل الله " . وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي ، عن خداش بن سلامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوصي امرأ بأمه ثلاث مرار ، وأوصي امرأ بأبيه مرتين ، وأوصي امرأً بمولاه الذي يليه ، وإن كان عليه منه أذى يؤذيه . وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " الوالد وسط أبواب الجنة ، فاحفظ ذلك الباب ، أو ضَيِّعْهُ " . وأخرج البيهقي ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني أراني في الجنة ، فبينا أنا فيها إذ سمعت صوت رجل بالقرآن ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : حارثة بن النعمان ، كذلك البر كذلك البر " . وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " " نمت فرأيتني في الجنة ، فسمعت قارئاً ، يقرأ ، فقلت من هذا ؟ " قالوا : حارثة بن النعمان ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " كذلك البر كذلك البر كذلك البر " قال : وكان أبر الناس بأمه " . وأخرج البيهقي ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " مر رجل له جسم - يعني خلقاً - فقالوا : لو كان هذا في سبيل الله ! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " لعله يكد على أبوين شيخين كبيرين ، فهو في سبيل الله . لعله يكد على صبية صغار ، فهو في سبيل الله . لعله يكد على نفسه ليغنيها عن الناس ، فهو في سبيل الله " . وأخرج البيهقي ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يمد الله في عمره ، ويزيد في رزقه ، فليبر والديه وليصل رحمه " . وأخرج البيهقي ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما من ولد بار ينظر إلى والديه نظرة رحمة ، إلا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة قالوا : وإن نظر كل يوم مائة مرة ؟ قال : نعم . الله أكبر وأطيب " . وأخرج البيهقي ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " " إذا نظر الولد إلى والده - يعني - فسرّ به ، كان للولد عتق نسمة " قيل : يا رسول الله ، وإن نظر ثلاثمائة وستين نظرة ؟ قال : " الله أكبر من ذلك " " . وأخرج البيهقي ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : النظر إلى الوالد عبادة ، والنظر إلى الكعبة عبادة ، والنظر إلى المصحف عبادة ، والنظر إلى أخيك ؛ حباً له في الله عبادة . وأخرج البيهقي وضعفه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قبل بين عيني أمه كان له ستراً من النار " . وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني أذنبت ذنباً عظيماً فهل لي من توبة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألك والدان قال : لا . قال : ألك خالة ؟ قال : نعم . قال : فبرها إذن " " . وأخرج البيهقي عن أم أيمن رضي الله عنها " أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بعض أهل بيته فقال : لا تشرك بالله وإن عذبت وإن حرقت ، وأطع ربك ووالديك وإن أمراك أن تخرج من كل شيء فاخرج ، ولا تترك الصلاة متعمداً ؛ فإنه من ترك الصلاة متعمداً فقد برئت منه ذمة الله ، إياك والخمر ، فإنها مفتاح كل شر ، وإياك والمعصية ؛ فإنها تسخط الله ، لا تنازِعَنَّ الأمر أهله ؛ وإن رأيت أنه لك ، لا تفر من الزحف ؛ وإن أصاب الناس موت ، وأنت فيهم فأثبت ، أنفق على أهلك من طولك ، ولا ترفع عصاك عنهم وأخفهم في الله عز وجل " . وأخرج أحمد والبخاري في الأدب وأبو داود وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي ، عن أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه قال : كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - " فقال رجل : " يا رسول الله ، هل بقي علي من بر أبوي شيء بعد موتهما أبرهما به ؟ قال : نعم . خصال أربع : الدعاء لهما ، والاستغفار لهما ، وانفاذ عهدهما ، وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما " . وأخرج البخاري في الأدب ومسلم وأبو داود والترمذي وابن حبان والبيهقي ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أبر البر أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه بعد أن يولي الأب " . وأخرج البخاري في الأدب ، عن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - قال : والذي بعث محمداً بالحق ، إنه لفي كتاب الله ، لا تقطع من كان يصل أباك ، فتطفئ بذلك نورك . وأخرج الحاكم والبيهقي من طريق محمد بن طلحة ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال لرجل من العرب كان يصحبه - يقال له عفير - يا عفير ، كيف سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الودّ ؟ قال : سمعته يقول : " الودّ يتوارث ، والعداوة كذلك " . وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والحاكم والبيهقي ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يدخل الجنة عاق ، ولا ولد زنا ، ولا مدمن خمر ، ولا منان " . وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة والنسائي والبيهقي ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل الجنة عاق والديه ، ولا منان ، ولا ولد زنية ، ولا مدمن خمر ، ولا قاطع رحم ، ولا من أتى ذات رحم " . وأخرج البيهقي وضعفه ، عن طلق بن علي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لو أدركت والدي أو أحدهما وأنا في صلاة العشاء ، وقد قرأت فيها بفاتحة الكتاب ، فنادى يا محمد ، لأجبتهما لبيك " . وأخرج البيهقي وضعفه من طريق الليث بن سعد حدثني يزيد بن حوشب الفهري ، عن أبيه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لو كان جريج الراهب فقيهاً عالماً ، لعلم أن إجابته أمه أفضل من عبادته ربه " . وأخرج البيهقي عن مكحول قال : إذا دعتك والدتك وأنت في الصلاة فأجبها ، وإذا دعاك أبوك فلا تجبه حتى تفرغ من صلاتك . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دعتك أمك في الصلاة فأجبها ، وإذا دعاك أبوك فلا تجبه " . وأخرج أحمد والبيهقي ، عن أبي مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أدرك والديه أو أحدهما ثم دخل النار من بعد ذلك ، فأبعده الله وأسحقه " . وأخرج أحمد والبيهقي ، عن سهل بن معاذ ، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " " من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولا يطهرهم " قيل : من أولئك يا رسول الله ؟ قال : " المتبرئ من والديه رغبة عنهما ، والمتبرئ من ولده ، ورجل أنعم عليه قوم فكفر نعمتهم وتبرأ منهم " . وأخرج البيهقي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة من قتل نبياً ، أو قتله نبي ، أو قتل أحد والديه ، والمصوّرون ، وعالم لم ينتفع بعلمه " . وأخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي والبيهقي والطبراني والخرائطي في مساوئ الأخلاق من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة ، عن أبيه عن جده أبي بكرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة ، إلا عقوق الوالدين ، فإنه يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات ، ومن رايا رايا الله به ، ومن سمع سمع الله به " . وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي ، عن طاوس رضي الله عنه قال : إن من السنة أن توقر أربعة : العالم ، وذو الشيبة ، والسلطان ، والوالد . قال : ويقال أن من الجفاء : أن يدعو الرجل والده باسمه . وأخرج عبد الرزاق والبيهقي ، عن كعب - رضي الله عنه - أنه سئل عن العقوق ما تجدونه في كتاب الله عقوق الوالدين ؟ قال : إذا أقسم عليه لم يبره ، وإذا سأله لم يعطه ، وإذا ائتمنه خان ، فذلك العقوق . وأخرج البيهقي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث دعوات مستجابات : دعاء الوالد على ولده ، ودعوة المظلوم ، ودعوة المسافر " . وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي ، عن محمد بن النعمان يرفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له وكتب برّاً " . وأخرج البيهقي ، عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الرجل ليموت والداه وهو عاق لهما فيدعو لهما من بعدهما ، فيكتبه الله من البارين " . وأخرج البيهقي ، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن العبد يموت والداه أو أحدهما ، وإنه لهما لعاق فلا يزال يدعو لهما ويستغفر لهما حتى يكتبه الله بارّاً " . وأخرج البيهقي عن الأوزاعي رضي الله عنه قال : بلغني أن من عق والديه في حياتهما ثم قضى ديناً إن كان عليهما واستغفر لهما ولم يستسب لهما كتب بارّاً ، ومن بر والديه في حياتهما ثم لم يقض ديناً إذا كان عليهما ولم يستغفر لهما واستسب لهما كتب عاقاً " . وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " " من أصبح مطيعاً لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من الجنة ، وإن كان واحداً فواحداً ، ومن أمسى عاصياً لله في والديه أصبح له بابان مفتوحان من النار ، وإن كان واحداً فواحداً " قال رجل : وإن ظلماه ؟ قال : " وإن ظلماه وإن ظلماه وإن ظلماه " " . وأخرج البيهقي ، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر رضي الله عنه قال : كان أبي يبيت على السطح يروح على أمه ، وعمي يصلي إلى الصباح ، فقال له أبي ما يسرني أن ليلتي بليلتك . وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد والبيهقي ، عن عبد الله بن المبارك قال : قال محمد بن المنكدر ، بات عمر أخي يصلي ، وبت أغمز رجل أمي ، وما أحب أن ليلتي بليلته . وأخرج ابن سعد ، عن محمد بن المنكدر : أنه كان يضع خده على الأرض ثم يقول لأمه : يا أمه ، قومي فضعي قدمك على خدي . وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي ، عن طاوس قال : كان رجل له أربعة بنين فمرض فقال أحدهم : إما أن تمرضوه ، وليس لكم من ميراثه شيء ، وأما أن أمرضه وليس لي من ميراثه شيء ، قالوا : بل مرضه وليس لك من ميراثه شيء ، فمرضه حتى مات ولم يأخذ من ماله شيئاً ، فأتي في النوم فقيل له : ائت مكان كذا وكذا ، فخذ منه مائة دينار ، فقال في نومه أفيها بركة ؟ قالوا : لا . فأصبح فذكر ذلك لامرأته ، فقالت له خذها ، فإن من بركتها : أن تكتسي منها وتعيش بها ، فأبى ، فلما أمسى أتي في النوم فقيل له : ائت مكان كذا وكذا فخذ منه عشرة دنانير ، فقال : فيها بركة ؟ قالوا : لا : فأصبح فذكر ذلك لامرأته ، فقالت له مثل ذلك ، فأبى أن يأخذها ، فأتي في النوم في الليلة الثالثة : أن ائت مكان كذا وكذا فخذ منه ديناراً ، فقال : أفيه بركة ؟ قالوا : نعم . فذهب فأخذ الدينار ، ثم خرج به إلى السوق ، فإذا هو برجل يحمل حوتين ، فقال بكم هذان ، فقال بدينار ، فأخذهما منه بالدينار ، ثم انطلق بهما ، فلما دخل بيته شق الحوتين فوجد في بطن كل واحد منهما درة لم ير الناس مثلها ، فبعث الملك بدرة ليشتريها ، فلم توجد إلا عنده ، فباعها بوقر ثلاثين بغلاً ذهباً ، فلما رآها الملك قال : ما تصلح هذه إلا بأخت ، فاطلبوا مثلها وإن أضعفتم . قال : فجاؤوا فقالوا : عندك أختها نعطيك ضعف ما أعطيناك ؟ قال : أو تفعلون ؟ قالوا : نعم . فأعطاهم أختها بضعف ما أخذوا الأولى . وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي ، عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه قال : " لما قدم أبو موسى وأبو عامر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعوه وأسلموا . قال : " ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا ؟ قالوا تركناها في أهلها . قال : فإنها قد غفر لها . قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال : ببرها والدتها قال : كانت لها أم عجوز كبيرة ، فجاءهم النذير : إن العدو يريد أن يغير عليكم الليلة ، فارتحلوا ليلحقوا بعظيم قومهم ، ولم يكن معها ما تحتمل عليه ، فعمدت إلى أمها ، فجعلت تحملها على ظهرها ، فإذا أعيت وضعتها ، ثم ألصقت بطنها ببطن أمها ، وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء حتى نجت " . وأخرج البيهقي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ طلع شاب فقلنا : لو كان هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله ، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم مقالتنا . فقال : " وما في سبيل الله ، إلا من قتل ، ومن سعى على والديه ، فهو في سبيل الله ، ومن سعى على عياله ، فهو في سبيل الله ، ومن سعى على نفسه يغنيها فهو في سبيل الله تعالى " " . وأخرج الحاكم ، " عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يا رسول الله ، أي الناس أعظم حقاً على المرأة . قال : " زوجها . قلت : فأي الناس أعظم حقاً على الرجل . قال : أمه " . وأخرج الحاكم عن علي رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لعن الله من ذبح لغير الله ، ثم تولى غير مولاه ، ولعن الله العاق لوالديه ، ولعن الله من نقض منار الأرض " . وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً " عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم ، وبروا آبائكم تبركم أبناؤكم ، ومن أتاه أخوه متنصلاً فليقبل ذلك منه محقاً كان أو مبطلاً ، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض " . وأخرج الحاكم ، عن جابر رضي الله عنه مرفوعاً " بروا آباءكم " . وأخرج أحمد والحاكم وصححه ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : " إن رجلاً هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " قد هاجرت من الشرك - ولكنه الجهاد - هل لك أحد باليمن ؟ قال : أبواي قال : أذنا لك ؟ قال : لا . قال : فارجع فاستأذنهما ، فإن أذنا لك مجاهد ، وإلاّ ، فبرّهما " . وأخرج أحمد في الزهد ، عن وهب بن منبه رضي الله عنه أن موسى - عليه الصلاة والسلام - سأل ربه عز وجل فقال : يا رب ، بم تأمرني ؟ قال : " بأن لا تشرك بي شيئاً " قال : وبم ؟ قال : " وتبر والدتك " قال : وبم ؟ قال : وبوالدتك قال : وبم ؟ قال : بوالدتك ؟ قال وهب رضي الله عنه : إن البر بالوالدين يزيد في العمر ، والبر بالوالدة ينبت الأصل . وأخرج أحمد في الزهد ، عن عمرو بن ميمون رضي الله عنه قال : رأى موسى عليه السلام رجلاً عند العرش ، فغبطه بمكانه ، فسأل عنه فقالوا : نخبرك بعمله ، لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله ، ولا يمشي بالنميمة ، ولا يعق والديه . قال : " أي رب ، ومن يعق والديه " ؟ قال : " يستسب لهما حتى يسبا " . وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن ماجة ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه : " أن رجلاً أتاه فقال : إن امرأتي بنت عمي وإني أحبها ، وإن والدتي تأمرني أن أطلقها ، فقال : لا آمرك أن تطلقها ، ولا آمرك أن تعصي والدتك ، ولكن أحدثك حديثاً سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سمعته يقول : " " إن الوالدة أوسط باب من أبواب الجنة " فإن شئت فأمسك وإن شئت فدع " . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الحسن رضي الله عنه قال : للأم ثلثا البر وللأب الثلث . وأخرج أحمد وابن ماجة ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل الجنة عاق ولا مدمن خمر ولا مكذب بقدر " . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بر الوالدين يجزئ من الجهاد " . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قيل له : ما حق الوالد على الولد ؟ قال : لو خرجت من أهلك ومالك ما أديت حقهما . وأخرج ابن أبي شيبة وهناد ، عن علي بن أبي طالب قال : إذا مالت الأفياء ، وراحت الأرواح ، فاطلبوا الحوائج إلى الله ، فإنها ساعة الأوّابين ، وقرأ { فإنه كان للأوّابين غفوراً } . وأخرج هناد ، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه في قوله : { فإنه كان للأوّابين غفوراً } قال : الأوّاب الذي يذنب ، ثم يستغفر ، ثم يذنب ، ثم يستغفر ، ثم يذنب ثم يستغفر . وأخرج هناد ، عن عبيد بن عمير رضي الله عنه في قوله : { فإنه كان للأوّابين غفوراً } قال : الأوّاب الذي يتذكر ذنوبه في الخلاء ، فيستغفر منها .