Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 26-28)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج البخاري في تاريخه وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وآت ذا القربى حقه } قال : أمره بأحق الحقوق ، وعلمه كيف يصنع إذا كان عنده ، وكيف يصنع إذا لم يكن ، فقال : { وإما تعرضن عنهم إبتغاء رحمة من ربك } قال : إذا سألوك وليس عندك شيء انتظرت رزقاً من الله { فقل لهم قولاً ميسوراً } يقول : إن شاء الله يكون شبه العدة . قال : سفيان رحمه الله والعدة من النبي صلى الله عليه وسلم دين . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وآت ذا القربى حقه } الآية . قال : هو أن تصل ذا القرابة ، وتطعم المسكين ، وتحسن إلى ابن السبيل . وأخرج ابن جرير ، عن علي بن الحسين رضي الله عنه أنه قال لرجل من أهل الشام : أقرأت القرآن ؟ قال : نعم . قال : أفما قرأت في بني إسرائيل ؟ { وآت ذا القربى حقه } قال : وإنكم للقرابة الذي أمر الله أن يؤتى حقه ؟ قال : نعم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في الآية . قال : كان ناس من بني عبد المطلب يأتون النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه ، فإذا صادفوا عنده شيئاً أعطاهم ، وإن لم يصادفوا عنده شيئاً سكت لم يقل لهم نعم ، ولا ، لا . والقربى ، قربى بني عبد المطلب . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { وآت ذي القربى حقه والمسكين وابن السبيل } قال : هو أن توفيهم حقهم إن كان يسيراً ، وإن لم يكن عندك { فقل لهم قولاً ميسوراً } وقل لهم الخير . وأخرج البخاري في الأدب المفرد وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وآت ذى القربى حقه } الآية . قال : بدأ فأمره بأوجب الحقوق ، ودله على أفضل الأعمال إذا كان عنده شيء . فقال : { وآت ذي القربى حقه والمسكين وابن السبيل } وعلمه إذا لم يكن عنده شيء كيف يقول . فقال : { وإما تعرضن عنهم إبتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولاً ميسوراً } عدة حسنة كأنه قد كان ، ولعله أن يكون إن شاء الله { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك } لا تعطي شيئاً { ولا تبسطها كل البسط } تعطي ما عندك { فتقعد ملوماً } يلومك من يأتيك بعد ، ولا يجد عندك شيئاً { محسوراً } قال : قد حسرك من قد أعطيته . وأخرج البخاري في الأدب ، " عن كليب بن منفعة رضي الله عنه قال : قال جدي يا رسول الله ، من أبر ؟ قال : " أمك وأباك وأختك وأخاك ومولاك الذي يلي ذاك حق واجب ورحم موصولة " . وأخرج أحمد والبخاري والبخاري في الأدب وابن ماجة والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان ، عن المقدام بن معديكرب - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله يوصيكم بأمهاتكم ، ثم يوصيكم بآبائكم ، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب " . وأخرج البخاري في الأدب ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ما أنفق الرجل نفقة على نفسه وأهله يحتسبها ، إلا آجره الله فيها ، وابدأ بمن تعول ، فإن كان فضل فالأقرب الأقرب ، وإن كان فضل فناول . وأخرج البخاري في الأدب والبيهقي في شعب الإيمان واللفظ له ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احفظوا أنسابكم تصلوا أرحامكم ، فإنه لا بعد للرحم إذا قربت ، وإن كانت بعيدة ، ولا قرب لها إذا بعدت ، وإن كانت قريبة ، وكل رحم آتية يوم القيامة امام صاحبها تشهد له بصلته إن كان وصلها ، وعليه بقطيعته إن كان قطعها " . وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن مسعود رضي الله عنه " أن أعرابياً قال : " يا رسول الله ، إني رجل موسر ، وإن لي أماً وأباً وأختاً وأخاً وعماً وعمة وخالاً وخالة ، فأيهم أولى بصلتي ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك أدناك " " . وأخرج أحمد والحاكم والبيهقي ، عن أبي رمثة التيمي تيم الرباب قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب ويقول : " يد المعطي العليا أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك " . وأخرج الطبراني والحاكم والشيرازي في الألقاب والبيهقي ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل ليَعْمر للقوم الديار ويُكثر لهم الأموال وما نظر إليهم منذ خلقهم بغضاً قيل يا رسول الله ، وبم ذلك : قال : بصلتهم أرحامهم " . وأخرج البيهقي وابن عدي وابن لال في مكارم الأخلاق وابن عساكر ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أهل البيت إذا تواصلوا أجرى الله عليهم الرزق ، وكانوا في كنف الرحمن عز وجل " . وأخرج البيهقي وابن جرير والخرائطي في مكارم الأخلاق من طريق أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أعجل الطاعة ثواباً صلة الرحم ، حتى إن أهل البيت ليكونون فجاراً ، فتنمو أموالهم ويكثر عددهم إذا وصلوا الرحم ، وإن أعجل المعصية عقاباً ، البغي ، واليمين الفاجرة ، تذهب المال ، وتعقم الرحم ، وتدع الديار بلاقع " . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن ثعلبة بن زهدم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب : " يد المعطي العليا ، ويد السائل السفلى ، وابدأ بمن تعول ، أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك " . وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية { وآت ذي القربى حقه } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك . وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت { وآت ذي القربى حقه } أقطع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاطمة فدكا . وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعطي وكيف يعطي وبمن يبدأ فأنزل الله { وآت ذي القربى حقه والمسكين وابن السبيل } فأمر الله أن يبدأ بذي القربى ، ثم بالمسكين وابن السبيل ومن بعدهم . قال : { ولا تبذر تبذيراً } يقول الله عز وجل : ولا تعط مالك كله فتقعد بغير شيء . قال : { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك } فتمنع ما عندك ، فلا تعطي أحداً { ولا تبسطها كل البسط } فنهاه أن يعطي إلا ما بين له . وقال له : { وأما تعرضن عنهم } يقول : تمسك عن عطائهم { فقل لهم قولاً ميسوراً } يعني قولاً معروفاً ، لعله أن يكون ، عسى أن يكون . وأخرج أحمد والحاكم وصححه ، " عن أنس أن رجلاً قال : يا رسول الله إني ذو مال كثير وذو أهل وولد وحاضرة ، فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع ؟ قال : " تخرج الزكاة المفروضة ، فإنها مطهرة تطهرك ، وتصل أقاربك ، وتعرف حق السائل ، والجار والمسكين " فقال : يا رسول الله ، أقلل لي ؟ قال : { فآت ذي القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيراً } قال : حسبي رسول الله " . وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله : { ولا تبذر تبذيراً } قال : التبذير ، إنفاق المال في غير حقه . وأخرج ابن جرير ، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كنا أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - نتحدث أن التبذير النفقة في غير حقه . وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في الأدب وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { إن المبذرين } قال : هم الذين ينفقون المال في غير حقه . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في قوله : { ولا تبذر تبذيراً } يقول : لا تعط مالك كله . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : من السرف ، أن يكتسي الإنسان ويأكل ويشرب مما ليس عنده ، وما جاوز الكفاف فهو التبذير . وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : ما أنفقت على نفسك وأهل بيتك في غير سرف ولا تبذير ، وما تصدقت فلك ، وما أنفقت رياء وسمعة ، فذلك حظ الشيطان . وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر ، عن عطاء الخراساني رضي الله عنه قال : " جاء ناس من مزينة يستحملون رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " لا أجد ما أحملكم عليه " { تولوا وأعينهم تفيض من الدمع } [ التوبة : 92 ] حزناً ظنوا ذلك ، من غضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله تعالى { وإما تعرضن عنهم إبتغاء رحمة من ربك } الآية . قال : الرحمة ، الفيء . وأخرج ابن جرير من طريق الخراساني ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { إبتغاء رحمة } قال : رزق . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { وإما تعرضن عنهم إبتغاء رحمة من ربك ترجوها } قال : انتظار رزق الله . وأخرج ابن جرير ، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : { وإما تعرضن عنهم } يقول : لا تجد شيئاً تعطيهم { ابتغاء رحمة من ربك } يقول : انتظار رزق الله من ربك ، نزلت فيمن كان يسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - من المساكين . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { فقل لهم قولاً ميسوراً } قال : ليناً سهلاً ، سيكون إن شاء الله تعالى فأفعل ، سنصيب إن شاء الله فأفعل . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في قوله : { فقل لهم قولاً ميسوراً } يقول : قل لهم نعم وكرامة ، وليس عندنا اليوم ، فإن يأتنا شيء نعرف حقكم . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله : { قولاً ميسوراً } قال : قولاً جميلاً ، رزقنا الله وإياك بارك الله فيك . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { فقل لهم قولاً ميسوراً } قال : العدة . قال سفيان : والعدة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دين ، والله أعلم .