Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 59-60)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج أحمد والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهباً ، وأن ينحي عنهم الجبال فيزرعون ، فقيل له : " إن شئت أن تتأنى بهم ، وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا ، فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم من الأمم " . قال لا : " بل أستأني بهم " " فأنزل الله { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون } . وأخرج أحمد والبيهقي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم : ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهباً ونؤمن لك . قال : " وتفعلون " قالوا : نعم . فدعا فأتاه جبريل - عليه السلام - فقال : " إن ربك يقرئك السلام ويقول لك إن شئت أصبح الصفا لهم ذهباً فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين ، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة " قال : " باب التوبة والرحمة " " . وأخرج البيهقي في الدلائل ، عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال : " قال الناس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لو جئتنا بآية كما جاء بها صالح والنبيون . فقال : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن شئتم دعوت الله فأنزلها عليكم ، وإن عصيتم هلكتم ، فقالوا : لا نريدها " . وأخرج ابن جرير ، عن قتادة قال : " قال أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم : إن كان ما تقول حقاً ، ويسرك أن نؤمن ، فحول لنا الصفا ذهباً ، فأتاه جبريل فقال : " إن شئت كان الذي سألك قومك ، ولكنه إن كان ، ثم لم يؤمنوا لم ينظروا ، وإن شئت استأنيت بقومك " قال : " بل أستأني بقومي " " فأنزل الله : { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون } وأنزل الله { ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون } [ الأنبياء : 6 ] . وأخرج ابن جرير ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون } قال : رحمة لكم أيتها الأمة . قال : إنا لو أرسلنا بالآيات ، فكذبتم بها أصابكم ما أصاب من قبلكم . وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال : لم تؤت قرية بآية فكذبوا بها ، إلا عذبوا وفي قوله : { وآتينا ثمود الناقة مبصرة } قال : آية . وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً } قال : الموت . وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن جرير وابن المنذر ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً } قال : الموت الذريع . واخرج ابن أبي داود في البعث ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً } قال : الموت من ذلك . وأخرج ابن جرير ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً } قال : إن الله يخوّف الناس بما شاء من آياته لعلهم يعتبون ، أو يذكرون ، أو يرجعون . ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه فقال : يا أيها الناس ، إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس } قال : عصمك من الناس . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { إن ربك أحاط بالناس } قال : فهم في قبضته . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { إن ربك أحاط بالناس } قال : أحاط بهم ، فهو مانعك منهم وعاصمك ، حتى تبلغ رسالته . وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل ، عن ابن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } قال : هي رؤيا عين ، أريها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به إلى بيت المقدس ، وليست برؤيا منام { والشجرة الملعونة في القرآن } قال : هي شجرة الزقوم . وأخرج سعيد بن منصور ، عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله : { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك } قال : ما أري في طريقه إلى بيت المقدس . وأخرج ابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر ، عن أم هانئ رضي الله عنها ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أسري به أصبح يحدث نفراً من قريش وهم يستهزئون به ، فطلبوا منه آية ، فوصف لهم بيت المقدس ، وذكر لهم قصة العير . فقال الوليد بن المغيرة : هذا ساحر ، فأنزل الله تعالى : { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } . وأخرج ابن اسحق وابن جرير وابن المنذر ، عن الحسن رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصبح يحدث بذلك ، فكذب به أناس ، فأنزل الله فيمن ارتد : { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } . وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية ، قال : هو ما رأى في بيت المقدس ليلة أسري به . وأخرج ابن جرير ، عن قتادة - رضي الله عنه - { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } يقول : أراه من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس . ذكر لنا أن ناساً ارتدوا بعد إسلامهم حين حدثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمسيره أنكروا ذلك ، وكذبوا به ، وعجبوا منه ، وقالوا أتحدثنا أنك سرت مسيرة شهرين في ليلة واحدة ! . وأخرج ابن جرير ، عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني فلان ينزون على منبره نزو القردة ، فساءه ذلك ، فما استجمع ضاحكاً حتى مات ، وأنزل الله { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عمر رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة ، وأنزل الله في ذلك { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة } يعني الحكم وولده " . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن يعلى بن مرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أريت بني أمية على منابر الأرض ، وسيتملكونكم ، فتجدونهم أرباب سوء " واهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك : فأنزل الله { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } . وأخرج ابن مردويه ، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أصبح وهو مهموم ، فقيل : مالك يا رسول الله ؟ فقال : " إني أريت في المنام كأن بني أمية يتعاورون منبري هذا " فقيل : يا رسول الله ، لا تهتهم فإنها دنيا تنالهم . فأنزل الله : { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر ، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك ، فأوحى الله إليه : " إنما هي دنيا أعطوها " ، فقرت عينه وهي قوله : { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } يعني بلاء للناس . وأخرج ابن مردويه ، " عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لمروان بن الحكم : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : لأبيك وجدك " إنكم الشجرة الملعونة في القرآن " " . وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما في قوله : { وما جعلنا الرؤيا التي أريناك } الآية . قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أري أنه دخل مكة هو وأصحابه ، وهو يومئذ بالمدينة ، فسار إلى مكة قبل الأجل ، فرده المشركون ، فقال أناس قدْ رُدَّ وكان حدثنا أنه سيدخلها ، فكانت رجعته فتنتهم . وأخرج ابن اسحق وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال أبو جهل لما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شجرة الزقوم تخويفاً لهم يا معشر قريش ، هل تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوّفكم بها محمد ؟ قالوا : لا . قال : عجوة يثرب بالزبد والله لئن استمكنا منها لنتزقمنها تزقما . فأنزل الله : { إن شجرة الزقوم طعام الأثيم } [ الدخان : 43 - 44 ] وأنزل الله { والشجرة الملعونة في القرآن } الآية . وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { والشجرة الملعونة في القرآن } قال : هي شجرة الزقوم خوفوا بها . قال أبو جهل : أيخوفني ابن أبي كبشة بشجرة الزقوم ؟ ثم دعا بتمر وزبد فجعل يقول : زقموني . فأنزل الله تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين } [ الصافات : 65 ] وأنزل الله { ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً } . وأخرج ابن المنذر ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { والشجرة الملعونة } قال : ملعونة لأن { طلعها كأنه رؤوس الشياطين } [ الصافات : 65 ] وهم ملعونون . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { ونخوفهم } قال : أبو جهل بشجرة الزقوم { فما يزيدهم } قال : ما يزيد أبا جهل { إلا طغياناً كبيراً } .