Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 18, Ayat: 27-29)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { ملتحداً } قال : ملجأ . وأخرج ابن الأنباري في الوقف ، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : { ولن تجد من دونه ملتحداً } ما الملتحد ؟ قال : المدخل في الأرض ، قال فيه خصيب الضمري : @ يا لهف نفسي ولهف غير محدثه عليّ وما عن قضاء الله ملتحد @@ وأخرج ابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان ، عن سلمان قال : جاءت المؤلفة قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : عيينة بن بدر ، والأقرع بن حابس ، فقالوا : يا رسول الله ، لو جلست في صدر المجلس وتغيبت عن هؤلاء وأرواح جبابهم - يعنون سلمان ، وأبا ذر وفقراء المسلمين ، وكانت عليهم جباب الصفوف - جالسناك أو حادثناك وأخذنا عنك ، فأنزل الله { واتل ما أوحي إليك من كتاب رَبك } إلى قوله : { أعتدنا للظالمين ناراً } يهددهم بالنار . وأخرج أبو الشيخ عن سلمان قال : " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله ، فقال : " الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي ، معكم المحيا والممات " " . وأخرج عبد بن حميد عن سلمان قال : نزلت هذه الآية فيّ وفي رجل دخل على النبي صلى الله عليه وسلم - ومعي شن خوص - فوضع مرفقه في صدري فقال : تَنَحَّ . حتى ألقاني على البساط ، ثم قال : يا محمد ، إنا ليمنعنا كثيراً من أمرك هذا وضرباؤه ، أن ترى لي قدماً وسواداً ، فلو نَحّيْتَهُمْ إذا دخلنا عليك ، فإذا خرجنا أذنت لهم إذا شئت . فلما خرج أنزل الله { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم } إلى قوله : { وكان أمره فرطاً } . وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه ، " عن عبد الرحمن بن سهل بن حنيف قال : نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بعض أبياته { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي } فخرج يلتمسهم فوجد قوماً يذكرون الله ، فيهم ثائر الرأس وجاف الجلد وذو الثوب الواحد ، فلما رآهم جلس معهم وقال : " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرني أن أصبر نفسي معهم " " . وأخرج البزار عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا : " جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل يقرأ سورة الحجر وسورة الكهف ، فسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا المجلس الذي أمرت أن أصبر نفسي معهم " " . وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر من طريق عمر بن ذر ، عن أبيه : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى نفر من أصحابه - منهم عبد الله بن رواحة - يذكرهم بالله ، فلما رآه عبدالله سكت ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذكّر أصحابك . فقال : يا رسول الله ، أنت أحق . فقال : أما إنكم الملأ الذين أمرني أن أصبر نفسي معهم ، ثم تلا { واصبر نفسك } الآية " . وأخرج الطبراني في الصغير وابن مردويه من طريق عمر بن ذر : حدثني مجاهد عن ابن عباس قال : " مر النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن رواحة وهو يذكر أصحابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إنكم للملأ الذين أمرني الله أن أصبر نفسي معهم . ثم تلا { واصبر نفسك } الآية . قال : إنه ما جلس عدتكم إلا جلس معه عدتهم جليسهم من الملائكة ، إن سبّحوا الله سبحوه ، وإن حَمَدوا الله حمدوه ، وإن كبّروا الله كبروه … يصعدون إلى الرب وهو أعلم فيقولون : ربنا ، إن عبادك سبحوك فسبحنا ، وكبروك فكبرنا ، وحمدوك فحمدنا . فيقول ربنا : يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم . فيقولون : فيهم فلان الخطاء . فيقول : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " " . وأخرج أحمد عن أبي أمامة قال : " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قاصّ يقص ، فأمسك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قصّ ، فلأن أقعد غدوة إلى أن تشرق الشمس ، أحب إلي من أن أعتق أربع رقاب " . وأخرج أبو يعلى وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وأبو نصر السجزي في الإبانة ، " عن أبي سعيد قال : أتى علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ناس من ضعفة المسلمين ، ورجل يقرأ علينا القرآن ويدعو لنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم ، ثم قال : بشر فقراء المسلمين بالنور التام يوم القيامة ، يدخلون الجنة قبل الأغنياء بنصف يوم ، مقدار خمسمائة عام . هؤلاء في الجنة يتنعمون وهؤلاء يحاسبون " " . وأخرج أحمد في الزهد ، عن ثابت قال : " كان سلمان في عصابة يذكرون الله ، فمر النبي فكفوا فقال : ما كنتم تقولون ؟ قلنا : نذكر الله . قال : فإني رأيت الرحمة تنزل عليكم فأحببت أن أشارككم فيها . ثم قال : الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معهم " . وأخرج أحمد عن أنس ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله لا يريدون بذلك إلا وجهه ، إلا ناداهم منادٍ من السماء أن : قوموا مغفوراً لكم ، قد بدلت سيئاتكم حسنات " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن نافع قال : أخبرني عبد الله بن عمر في هذه الآية { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم } أنهم الذين يشهدون الصلوات المكتوبة . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس مثله . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده في قوله : { واصبر نفسَكَ } الآية . قال : نزلت في صلاة الصبح وصلاة العصر . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عبيدالله بن عبدالله بن عدي بن الخيار في هذه الآية قال : هم الذين يقرأون القرآن . وأخرج ابن مردويه من طريق جويبر عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا } قال : نزلت في أمية بن خلف ، وذلك أنه دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمر كرهه الله من طرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة ، فأنزل الله { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا } يعني ، من ختمنا على قلبه ، يعني التوحيد { واتبع هواه } يعني الشرك { وكان أمره فرطاً } يعني فرطا في أمر الله وجهالة بالله . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن بريدة قال : دخل عيينة بن حصن على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم حار وعنده سلمان عليه جبة من صوف ، فثار منه ريح العرق في الصوف ، فقال عيينة : يا محمد ، إذا نحن أتيناك فأخرج هذا وضرباءه من عندك ؛ لا يؤذونا ؛ فإذا خرجنا فأنت وهم أعلم . فأنزل الله { ولا تطع من أغفلنا قلبه } الآية . وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع قال : حدثنا " أن النبي صلى الله عليه وسلم تصدى لأمية بن خلف وهو ساه غافل عما يقال له ، فأنزل الله { ولا تطع من أغفلنا قَلبَه } الآية . فرجع إلى أصحابه وخلى عن أمية ، فوجد سلمان يذكرهم فقال : " الحمد لله الذي لم أفارق الدنيا حتى أراني أقواماً من أمتي أمرني أن أصبر نفسي معهم " " . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق مغيرة ، عن إبراهيم في قوله : { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي } قال : هم أهل الذكر . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر من طريق منصور ، عن إبراهيم في قوله : { واصبر نفسَكَ } الآية . قال : لا تطردهم عن الذكر . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم ، عن أبي جعفر في الآية قال : أمر أن يصبر نفسه مع أصحابه يعلمهم القرآن . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { مع الذين يدعون ربهم } قال : يعبدون ربهم . وقوله : { ولا تعد عيناك عنهم } يقول : لا تتعداهم إلى غيرهم . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي هاشم في الآية قال : كانوا يتفاضلون في الحلال والحرام . وأخرج الحكيم الترمذي ، عن سعيد بن جبير في قوله : { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي } قال : المفاضلة في الحلال والحرام . وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن إبراهيم ومجاهد { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي } قال : الصلوات الخمس . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : نزلت { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا } في عيينة بن حصن ؛ قال للنبي صلى الله عليه وسلم : لقد آذاني ريح سلمان الفارسي ، فاجعل لنا مجلساً معك لا يجامعنا فيه ، واجعل لهم مجلساً منك لا نجامعهم فيه . فنزلت . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله { وكان أمره فرطاً } قال : ضياعاً . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { وقل الحق من ربكم } قال : الحق هو القرآن . وأخرج حنيش في الاستقامة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات ، عن ابن عباس في قوله : { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } يقول : من شاء الله له الإيمان آمن ، ومن شاء الله له الكفر كفر ، وهو قوله : { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين } [ التكوير : 29 ] . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } قال : هذا تهديد ووعيد . وأخرج ابن أبي حاتم عن رباح بن زياد قال : سألت عمر بن حبيب عن قوله : { فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر } قال : حدثني داود بن نافع أن مجاهداً كان يقول : فليس بمعجزي وعيد من الله . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { أحاط بهم سرادقها } قال : حائط من نار . وأخرج أحمد والترمذي وابن أبي الدنيا في صفة النار ، وابن جرير وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " السرادق النار أربعة جدر كافة ، كل جدار منها أربعون سنة " . وأخرج أحمد والبخاري في تاريخه ، وابن أبي الدنيا وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث ، عن يعلى بن أمية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " إن البحر من جهنم " ثم تلا { ناراً أحاط بهم سرادقها } " . وأخرج عبد الرزاق في المصنف ، عن قتادة أن الأحنف بن قيس كان لا ينام في السرادق ويقول : لم يذكر السرادق إلا لأهل النار . وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب ، عن أبي سعيد الخدري ، " عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { بماء كالمهل } ، قال : كعكر الزيت ، فإذا أقرب إليه سقطت فروة وجهه فيه " وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { كالمهل } يقول : أسود كعكر الزيت . وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عطية قال : سئل ابن عباس عن المهل قال : ماء غليظ كدردي الزيت . وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير ، عن سعيد بن جبير في قوله : { كالمهل } قال : كدردي الزيت . وأخرج عبد بن حميد عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : المهل ، دردي الزيت . وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك في قوله : { كالمهل } قال : المهل ، دردي الزيت . وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني ، عن ابن مسعود أنه سئل عن المهل فدعا بذهب وفضة ، فإذا به قلما ذاب . قال : هذا أشبه شيء بالمهل الذي هو شراب أهل النار ، ولونه لون السماء ، غير أن شراب أهل النار أشد حراً من هذا . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { كالمهل } قال : القيح والدم أسود كعكر الزيت . وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله : { كالمهل } قال : أسود ، وهي سوداء وأهلها سود . وأخرج ابن المنذر عن خصيف قال : المهل ، النحاس إذا أذيب فهو أشد حراً من النار . وأخرج عبد بن حميد عن الحكم في قوله : { كالمهل } قال : مثل الفضة إذا أذيبت . وأخرج عبد بن حميد ، عن سعيد بن جبير في قوله : { كالمهل } قال : أشد ما يكون حراً . وأخرج ابن جرير عن ابن عمر قال : هل تدرون ما المهل ؟ مهل الزيت : يعني آخره . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { وساءت مرتفقاً } قال : مجتمعاً . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { وساءت مرتفقاً } قال : منزلاً . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : { وساءت مرتفقاً } قال : عليها مرتفقون على الحميم حين يشربون ، والإرتفاق هو المتكأ .