Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 87-100)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله : { قال أما من ظلم } قال : من أشرك . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { فسوف نعذبه } قال : القتل . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : كان عذابه أن يجعلهم في بقر من صفر ، ثم توقد تحتهم النار حتى يتقطعوا فيها . وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن المنذر ، عن مسروق رضي الله عنه في قوله : { فله جزاء الحسنى } قال : الحسنى له جزاء . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { وسنقول له من أمرنا يسراً } قال : معروفاً . والله تعالى أعلم . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة ، عن ابن جريج في قوله : { حتى إذا بلغ مطلع الشمس } الآية . قال : حدثت عن الحسن عن سمرة بن جندب … قال : " قال النبي صلى الله عليه وسلم : { لم نجعل لهم من دونها ستراً } أنها لم يبن فيها بناء قط ، كانوا إذا طلعت الشمس دخلوا أسراباً لهم حتى تزول الشمس " . وأخرج الطيالسي والبزار في أماليه وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله : { تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً } قال : أرضهم لا تحتمل البناء ، فإذا طلعت الشمس تغور في المياه ، فإذا غابت خرجوا يتراعون كما ترعى البهائم . ثم قال الحسن : هذا حديث سمرة . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : ذكر لنا أنهم بأرض لا يثبت لهم فيها شيء ، فهم إذا طلعت دخلوا في أسراب حتى إذا زالت الشمس خرجوا إلى حروثهم ومعايشهم . وأخرج ابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل في الآية قال : ليست لهم أكناف ، إذا طلعت الشمس طلعت عليهم ، ولأحدهم أذنان يفترش واحدة ويلبس الأخرى . وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { وجدها تطلع على قوم } الآية . قال : يقال لهم الزنج . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال : تطلع على قوم حمر قصار ، مساكنهم الغيران ، فيلقى لهم سمك أكثر معيشتهم . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { بما لديه خبراً } قال : علماً . وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { حتى إذا بلغ بين السدين } قال : الجبلين ، أرمينية وأذربيجان . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { قوماً لا يكادون يفقهون قولاً } قال : الترك . وأخرج سعيد بن منصور عن تميم بن جذيم ، أنه كان يقرأ { لا يكادون يفقهون قولاً } . وأخرج ابن أبي حاتم عن عبدالله بن مسعود قال : " أتينا نبي الله صلى الله عليه وسلم يوماً وهو في قبة آدم له ، فخرج إلينا فحمد الله ثم قال : " أبشركم أنكم ربع أهل الجنة . فقلنا : نعم يا رسول الله ؟ فقال : أبشركم أنكم ثلث أهل الجنة . فقلنا : نعم يا نبي الله ؟ قال : والذي نفسي بيده ، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ، إن مثلكم في سائر الأمم كمثل شعرة بيضاء في جنب ثور أسود ، أو شعرة سوداء في جنب ثور أبيض ، إن بعدكم يأجوج ومأجوج ، إن الرجل منهم ليترك بعده من الذرية ألفاً فما زاد ، وأن وراءهم ثلاث أمم : منسك وتاويل وتاريس لا يعلم عدتهم إلا الله " " . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طريق البكالي ، عن عبدالله بن عمر قال : إن الله جزأ الملائكة والإنس والجن عشرة أجزاء ، تسعة أجزاء منهم الملائكة ، وجزء واحد الجن والإنس . وجزأ الملائكة عشرة أجزاء ، تسعة أجزاء منهم الكروبيون الذي يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، وجزء واحد لرسالاته ولخزائنه وما يشاء من أمره . وجزأ الإنس والجن عشرة أجزاء ، فتسعة منهم الجن ، والإنس جزء واحد فلا يولد من الإنس ولد إلا ولد من الجن تسعة . وجزأ الإنس عشرة أجزاء ، تسعة منهم يأجوج ومأجوج ، وجزء سائر الناس والسماء ذات الحبك . قال : السماء السابعة والحرم بحيالة العرش . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية ، أن يأجوج ومأجوج يزيدون على الإنس الضعفين ، وأن الجن يزيدون على الإنس الضعفين ، وأن يأجوج ومأجوج رجلان اسمهما يأجوج ومأجوج . وأخرج عبد الرزاق ابن أبي حاتم عن قتادة قال : إن الله جزأ الإنس عشرة أجزاء ، تسعة منهم يأجوج ومأجوج ، وجزء سائر الناس . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة ، عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال : صوّرت الدنيا على خمس صور ، على صورة الطير برأسه والصدر والجناحين والذنب ، فالمدينة ومكة واليمن الرأس ، والصدر مصر والشام ، والجناح الأيمن العراق ، وخلف العراق أمة يقال لها واق ، وخلف واق أمة يقال وقواق ، وخلف ذلك من الأمم ما لا يعلمه إلا الله تعالى . والجناح الأيسر السند وخلف السند الهند ، وخلف الهند أمة يقال لها ناسك ، وخلف ذلك أمة يقال لها منسك ، وخلف ذلك من الأمم ما لا يعلمه إلا الله تعالى . والذنب من ذات الحمام إلى مغرب الشمس ، وشر ما في الطير الذنب . وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عبدة بن أبي لبابة ، أن الدنيا سبعة أقاليم : فيأجوج ومأجوج في ستة أقاليم ، وسائر الناس في إقليم واحد . وأخرج ابن جرير عن وهب بن جابر الحيواني قال : سألت عبدالله بن عمرو عن يأجوج ومأجوج : أمن آدم هم ؟ قال : نعم ، ومن بعدهم ثلاث أمم لا يعلم عددهم إلا الله ، تاويل وتاريس ومنسك . وأخرج ابن جرير عن عبدالله بن عمرو قال : يأجوج ومأجوج لهم أنهار يلقون ما شاؤوا ، ونساء يجامعون ما شاؤوا ، وشجر يلقحون ما شاؤوا ، ولا يموت رجل إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً . وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ ، عن حسان بن عطية قال : يأجوج ومأجوج أمتان ، في كل أمة أربعمائة ألف أمة لا تشبه واحدة منهم الأخرى ، ولا يموت الرجل منهم حتى ينظر في مائة عين من ولده . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن كعب قال : خلق يأجوج ومأجوج ثلاث أصناف ، صنف أجسامهم كالأرز ، وصنف أربعة أذرع طول وأربعة أذرع عرض ، وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى يأكلون مشائم نسائهم . وأخرج ابن المنذر عن خالد الأشج قال : إن بني آدم وبني إبليس ثلاثة أثلاث : فثلثان بنو إبليس وثلث بنو آدم ، وبنو آدم ثلاثة أثلاث : ثلثان يأجوج ومأجوج ، وثلث سائر الناس . والناس بعد ثلاث أثلاث ، ثلث الأندلس وثلث الحبشة وثلث سائر الناس العرب والعجم . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال : يأجوج ومأجوج ثنتان وعشرون قبيلة ، فسد ذو القرنين على إحدى وعشرين قبيلة وترك قبيلة ، وهم الأتراك . وأخرج ابن المنذر عن علي بن أبي طالب ، أنه سئل عن الترك فقال : هم سيارة ليس لهم أصل ، هم من يأجوج ومأجوج ، لكنهم خرجوا يغيرون على الناس فجاء ذو القرنين فسدّ بينهم وبين قومهم ، فذهبوا سيارة في الأرض . وأخرج ابن المنذر عن حسان بن عطية قال : إن يأجوج ومأجوج خمس وعشرون أمة ، ليس منها أمة تشبه الأخرى . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي المثنى الأملوكي قال : إن الله ذرأ لجهنم يأجوج ومأجوج ، لم يكن فيهم صديق قط ولا يكون أبداً . وأخرج ابن جرير وابن أبي شيبة عن عبدالله بن سلام قال : ما مات رجل من يأجوج ومأجوج إلا ترك ألف ذرية لصلبه فصاعداً . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إن يأجوج ومأجوج شبر وشبران ، وأطوالهم ثلاثة أشبار وهم من ولد آدم . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والطبراني والبيهقي في البعث وابن مردويه وابن عساكر ، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ، ولو أرسلوا لأفسدوا على الناس معايشهم ، ولا يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً ، وإن من ورائهم ثلاث أمم : تاويل وتاريس ومنسك " . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر قال : الجن والإنس عشرة أجزاء ، فتسعة أجزاء يأجوج ومأجوج ، وجزء واحد سائر الناس . وأخرج النسائي وابن مردويه من طريق عمرو بن أوس عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن يأجوج ومأجوج لهم نساء يجامعون ما شاؤوا ، وشجر يلقحون ما شاؤوا ، ولا يموت رجل منهم إلا ترك من ذريته ألفاً فصاعداً " . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عدي وابن عساكر وابن النجار ، " عن حذيفة قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج فقال : يأجوج أمة ومأجوج أمة ، كل أمة بأربعمائة أمة … لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل من صلبه ، كل قد حمل السلاح . قلت : يا رسول الله ، صفهم لنا . قال : هم ثلاثة أصناف ، صنف منهم أمثال الأرز . قلت : وما الأرز ؟ قال : شجر بالشام ، طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد ، وصنف منهم يفترش إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى لا يمرون بفيل ولا وحش ولا جمل ولا خنزير إلا أكلوه ، ومن مات منهم أكلوه ، مقدمتهم بالشام وساقتهم يشربون أنهار المشرق وبحيرة طبرية " . وأخرج نعيم بن حماد في الفتن وابن مردويه بسند واه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بعثني الله ليلة أسري بي إلى يأجوج ومأجوج ، فدعوتهم إلى دين الله وعبادته فأبوا أن يجيبوني ، فهم في النار مع من عصى من ولد آدم وولد إبليس " . وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن أبي بكر النسفي ، " أن رجلاً قال : " يا رسول الله ، قد رأيت سد يأجوج ومأجوج . قال : انعته لي . قال : كالبرد المحبر ، طريقة سوداء وطريقة سوداء . قال : قد رأيته " " . وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث ، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم ، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم : ارجعوا ، فستفتحونه غداً ولا يستثني . فإذا أصبحوا وجدوه قد رجع كما كان ، فإذا أراد الله بخروجهم على الناس ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستفتحونه إن شاء الله - ويستثني - فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه ، فيحفرونه ويخرجون على الناس فيستقون المياه ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهم إلى السماء فترجع مخضبة بالدماء ، فيقولون : قهرنا من في الأرض وعلونا من في السماء قسوة وعلواً . فيبعث الله عليهم نغفاً في أعناقهم فيهلكون . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فوالذي نفس محمد بيده ، إن دواب الأرض لتَسْمَن وتبطر وتشكر شكراً من لحومهم " . وأخرج البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش قالت : استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من نومه وهو محمر وجهه وهو يقول : " لا إله إلا الله … ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه - وحلق - قلت : يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : نعم ، إذا كثر الخبث " . وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه - وعقد بيده تسعين " . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن حبيب الأرجاني في قوله : { إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض } قال : كان فسادهم أنهم كانوا يأكلون الناس . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { فهل نجعل لك خرجاً } قال : أجراً عظيماً . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : ما صنع الله فهو السد ، وما صنع السد الناس فهو السد . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { ما مكني فيه ربي خير } قال : الذي أعطاني ربي هو خير من الذي تبذلون لي من الخراج . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { أجعل بينكم وبينهم ردماً } قال : هو كأشد الحجاب . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { زبر الحديد } قال : قطع الحديد . وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن نافع بن الأزرق قال : أخبرني عن قوله { زبر الحديد } قال : قطع الحديد . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه وهو يقول : @ تلظى عليهم حين شد حميمها بزبر الحديد والحجارة شاجر @@ وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { بين الصدفين } قال : الجبلين . وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي ، أنه كان يقرأ { بين الصدفين } بفتحتين ، قال : يعني بين الجبلين . وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن ، أنه كان يقرأ { بين الصدفين } بضمتين . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { بين الصدفين } قال : رأس الجبلين . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { قطراً } قال : النحاس . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : { قطراً } قال : نحاساً . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : { آتوني أفرغ عليه قطراً } قال : نحاسا . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : { آتوني أفرغ عليه قطراً } قال : نحاسا ليلزم بعضه بعضاً . وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { فما اسطاعوا أن يظهروه } قال : ما استطاعوا أن يرتقوه . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن جريج في قوله : { فما اسطاعوا أن يظهروه } يقول : أن يعلوه { وما استطاعوا له نقباً } قال : من أسفله . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : { فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء } قال : جعله طريقاً كما كان . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : { فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء } قال : لا أدري الجبلين يعني به أم ما بينهما . وأخرج سعيد بن منصور عن الربيع بن خيثم ، أنه كان يقرأ { جعله دكاء } ممدوداً . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : قال علي بن أبي طالب ، إن يأجوج ومأجوج خلف السد ، لا يموت الرجل منهم حتى يولد له ألف لصلبه ، وهم يغدون كل يوم على السد فيلحسونه وقد جعلوه مثل قشر البيض ، فيقولون : نرجع غداً ونفتحه ، فيصبحون وقد عاد إلى ما كان عليه قبل أن يلحس ، فلا يزالون كذلك حتى يولد فيهم مولود مسلم ، فإذا غدوا يلحسون قال لهم : قولوا بسم الله ، فإذا قالوا بسم الله فأرادوا أن يرجعوا حين يمسون ، فيقولون : نرجع غداً فنفتحه . فيصبحون وقد عاد إلى ما كان عليه فيقول : قولوا إن شاء الله . فيقولون : إن شاء الله . فيصبحون وهو مثل قشر البيض فينقبونه فيخرجون منه على الناس ، فيخرج أول من يخرج منهم سبعون ألفاً عليهم التيجان ، ثم يخرجون من بعد ذلك أفواجاً فيأتون على النهر مثل نهركم هذا - يعني الفرات - فيشربونه حتى لا يبقى منه شيء ، ثم يجيء الفوج منهم حتى ينتهوا إليه فيقولون : لقد كان ههنا ماء مرة ، وذلك قول الله : { فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء } والدكّ ، التراب { وكان وعد ربي حقاً } . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن كعب قال : إن يأجوج ومأجوج ينقرون السد بمناقرهم ، حتى إذا كادوا أن يخرقوه قالوا : نرجع إليه غداً فنفرغ منه ، فيرجعون إليه وقد عاد كما كان ، فيرجعون فهم كذلك ، وإذا بلغ الأمر ألقي على بعض ألسنتهم يقولون : نأتي إن شاء الله غداً ، فنفرغ منه فيأتونه وهو كما هو فيخرقونه فيخرجون ، فيأتي أولهم على البحيرة فيشربون ما كان فيها من ماء ، ويأتي أوسطهم عليها فيلحسون ما كان فيها من الطين ، ويأتي آخرهم عليها فيقولون : قد كان ههنا مرة ماء . فيرمون بسهامهم نحو السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون : قهرنا من في الأرض وظهرنا على من في السماء ، فيدعو عليهم عيسى ابن مريم فيقول : اللهم لا طاقة لنا بهم ولا يد ، فاكفناهم بما شئت . فيبعث الله عليهم دوداً يقال له النغف ، فيأخذهم في أقفائهم فيقتلهم حتى تنتن الأرض من ريحهم ، ثم يبعث الله عليهم طيراً فتنقل أبدانهم إلى البحر ، ويرسل الله إليهم السماء أربعين يوماً فينبت الأرض ، حتى أن الرمانة لتشبع أهل البيت . وأخرج ابن المنذر عن كعب قال : عرض أسكفة يأجوج ومأجوج التي تفتح لهم أربعة وعشرون ذراعاً تحفيها حوافر خيلهم ، والعليا اثنا عشر ذراعاً تحفيها أسنة رماحهم . وأخرج ابن المنذر عن عبدالله بن عمرو قال : إذا خرج يأجوج ومأجوج ، كان عيسى ابن مريم في ثلثمائة من المسلمين في قصر بالشام ، يشتد عليهم أمرهم فيدعون الله أن يهلكهم فيسلط عليهم النغف فتنتن الأرض منهم ، فيدعون الله أن يطهر الأرض منهم فيرسل الله مطراً فيسيل منهم إلى البحر ، ثم يخصب الناس حتى أن العنقود يشبع منه أهل البيت . وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه ، عن عبدالله بن عمرو قال : يأجوج ومأجوج يمر أولهم بنهر مثل دجلة ، ويمر آخرهم فيقول : قد كان في هذا النهر مرة ماء ، ولا يموت رجل إلا ترك ألفاً من ذريته فصاعداً ، ومن بعدهم ثلاثة أمم ما يعلم عدتهم إلا الله : تاريس وتاويل وناسك أو منسك . وأخرج أبو يعلى والحاكم وصححه وابن عساكر ، عن أبي هريرة " عن النبي صلى الله عليه وسلم في السد قال : يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه قال الذي عليهم : ارجعوا … فستخرقونه غداً . قال : فيعيده الله كأشد ما كان حتى إذا بلغوا مدتهم وأراد الله ، قال الذي عليهم : ارجعوا فستخرقونه غداً إن شاء الله - واستثنى - فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه فيخرقونه ويخرجون على الناس فيسقون المياه ، وينفر الناس منهم فيرمون سهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء فيقولون : قهرنا أهل الأرض وغلبنا في السماء قسوة وعلوّاً ، فيبعث الله عليهم نغفاً في أقفائهم فيهلكهم . قال : والذي نفسي بيده ، إن دواب الأرض لتسمن وتبطر وتشكر شكراً من لحومهم " . وأخرج الحاكم وصحه عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا أعلم بما مع الدجال منه ، معه نهران أحدهما نار تأجج في عين من رآه ، والآخر ماء أبيض فإن أدركه أحد منكم فليغمض ويشرب من الذي يراه ناراً فإنه ماء بارد ، وإياكم والآخر فإنه الفتنة ، واعلموا أنه مكتوب بين عينيه " كافر " يقرؤه من يكتب ومن لا يكتب ، وإن إحدى عينيه ممسوحة عليها ظفرة ، إنه يطلع من آخر أمره على بطن الأردن على ثنية أفيق ، وكل أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الأردن ، وأنه يقتل من المسلمين ثلثا ويهزم ثلثا ويبقى ثلث ويجن عليهم الليل فيقول بعض المؤمنين لبعض : ما تنتظرون أن تلحقوا إخوانكم في مرضاة ربكم ؟ من كان عنده فضل طعام فليغدُ به على أخيه ، وصلّوا حتى ينفجر الفجر ، وعجلوا الصلاة ، ثم أقبلوا على عدوكم . فلما قاموا يصلون ، نزل عيسى ابن مريم أمامهم فصلى بهم ، فلما انصرف قال : هكذا فرّجوا بيني وبين عدو الله فيذوب ، وسلط الله عليهم من المسلمين فيقتلونهم ، حتى أن الشجر والحجر لينادي : يا عبدالله ، يا عبد الرحمن … يا مسلم ، هذا يهودي فاقتله . فيقتلهم الله ويُنْصر المسلمون فيكسرون الصليب ويقتلون الخنزير ويضعون الجزية ، فبينما هم كذلك أخرج الله يأجوج ومأجوج ، فيشرب أولهم البحيرة ويجيء آخرهم وقد انتشفوه ولم يدعوا فيه قطرة فيقولون : ظهرنا على أعدائنا ، قد كان ههنا أثر ماء . فيجيء نبي الله وأصحابه وراءه حتى يدخلوا مدينة من مدائن فلسطين يقال لها " لد " فيقولون : ظهرنا على من في الأرض ، فتعالوا نقاتل من في السماء ، فيدعو الله نبيه عند ذلك فيبعث الله عليهم قرحة في حلوقهم فلا يبقى منهم بشر ، فيؤذي ريحهم المسلمين فيدعو عيسى ، فيرسل الله عليهم ريحاً فتقذفهم في البحر أجمعين " . وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الزاهرية قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مقفل المسلمين من الملاحم دمشق ، ومقفلهم من الدجال بيت المقدس ، ومقفلهم من يأجوج ومأجوج بيت الطور على الناس " . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله : { وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض } قال : ذلك حين يخرجون على الناس . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله : { وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض } قال : هذا أول يوم القيامة ، ثم ينفخ في الصور على أثر ذلك . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق هارون بن عنترة ، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله : { وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض } قال : الجن والإنس يموج بعضهم في بعض . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن هرون بن عنترة ، عن شيخ من بني فزارة في قوله : { وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض } قال : إذا ماج الجن والإنس بعضهم في بعض ، قال إبليس : أنا أعلم لكم علم هذا الأمر ، فيظعن إلى المشرق فيجد الملائكة قد نطقوا الأرض ، ثم يظعن إلى المغرب فيجد الملائكة قد نطقوا الأرض ، ثم يظعن يميناً وشمالاً حتى ينتهي إلى أقصى الأرض فيجد الملائكة قد نطقوا الأرض فيقول : ما من محيص ، فبينما هو كذلك إذ عرض له طريق كأنه شواظ ، فأخذ عليه هو وذريته . فبينما هو كذلك إذ هجم على النار فخرج إليه خازن من خزان النار فقال : يا إبليس ، ألم تكن لك المنزلة عند ربك ؟ ألم تكن في الجنان ؟ فيقول : ليس هذا يوم عتاب ، لو أن الله افترض عليّ عبادةً لعبدتُه عبادة لم يعبده أحد من خلقه . فيقول : إن الله قد فرض عليك فريضة . فيقول : ما هي ؟ فيقول : يأمرك أن تدخل النار . فيتلكأ عليه فيقول به وبذريته بجناحه فيقذفهم في النار ، فتزفر جهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثا لركبتيه .