Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 59-65)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : { فخلف من بعدهم خلف } قال : هم اليهود والنصارى . وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد { فخلف من بعدهم خلف } قال : من هذه الأمة يتراكبون في الطرق ، كما تراكب الأنعام لا يستحيون من الناس ، ولا يخافون من الله في السماء . وأخرج عبد بن حميد ، عن مجاهد في قوله : { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة } قال : عند قيام الساعة - ذهاب صالح أمة محمد - ينزو بعضهم إلى بعض في الآزقة زناة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن محمد بن كعب القرظي في قوله : { أضاعوا الصلاة } يقول : تركوا الصلاة . وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود في قوله : { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة } قال : ليس إضاعتها تركها قد يضيع الإنسان الشيء ولا يتركه ، ولكن إضاعتها إذا لم يصلها لوقتها . وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم في قوله : { أضاعوا الصلاة } قال : صلوها لغير وقتها . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن القاسم بن مخيمرة في قوله : { أضاعوا الصلاة } قال : أخروا الصلاة عن ميقاتها ولو تركوها كفروا . وأخرج ابن أبي حاتم والخطيب في المتفق والمفترق ، عن عمر بن عبد العزيز في قوله : { أضاعوا الصلاة } قال : لم يكن إضاعتهم تركها ولكن أضاعوا المواقيت . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن كعب قال : والله إني لأجد صفة المنافقين في التوراة : شرابين للقهوات : تباعين للشهوات ، لعانين للكعبات ، رقادين عن العتمات ، مفرطين في الغدوات ، تراكين للصلوات تراكين للجمعات ، ثم تلا هذه الآية { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات } . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن الأشعث قال : أوحى الله إلى داود عليه السلام أن القلوب المعلقة بشهوات الدنيا عني محجوبة . وأخرج البيهقي في شعب الإيمان ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال : اغتسلت أنا وآخر ، فرآنا عمر بن الخطاب ، وأحدنا ينظر إلى صاحبه ، فقال : إني لأخشى أن تكونا من الخلف الذين قال الله فيهم : { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً } . وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان ، عن أبي سعيد الخدري : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتلا هذه الآية { فخلف من بعدهم خلف } فقال : يكون خلف من عبد ستين سنة { أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا } ثم يكون خَلَفٌ : يقرؤون القرآن لا يعدو تراقيهم ، ويقرأ القرآن ثلاثة : مؤمن ومنافق وفاجر " . وأخرج أحمد والحاكم وصححه ، " " عن عقبة بن عامر سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : سيهلك من أمتي أهل الكتاب وأهل اللين " قلت يا رسول الله ، ما أهل اللين ؟ قال : قوم يتبعون الشهوات ويضيعون الصلوات " . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه ، " عن عائشة أنها كانت ترسل بالصدقة لأهل الصدقة وتقول : لا تعطوا منها بربرياً ، ولا بربرية ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : هم الخلف الذين قال الله : { فخلف من بعدهم خلف } " . وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " " يكون في أمتي من يقتل على الغضب ، ويرتشي في الحكم ، ويضيع الصلوات ، ويتبع الشهوات ، ولا تردّ له راية " قيل : يا رسول الله ، أمؤمنون هم ؟ قال : بالإيمان يقرؤون " . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { فسوف يلقون غياً } قال : خسراً . وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث من طرق ، عن ابن مسعود في قوله : { فسوف يلقون غياً } قال : الغي نهر أو واد في جهنم من قيح بعيد القعر خبيث الطعم يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات . وأخرج ابن المنذر والبيهقي في البعث ، عن البراء بن عازب في الآية قال : الغي ، واد في جهنم بعيد القعر منتن الريح . وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن صخرة زنة عشر أواق قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها سبعين خريفاً ثم تنتهي إلى غي وأثام ، قلت : وما غي وأثام ؟ قال : نهران في أسفل جهنم يسيل فيها صديد أهل النار ، وهما اللذان ذكر الله في كتابه { فسوف يلقون غياً } { ومن يفعل ذلك يلق أثاماً } [ الفرقان : 68 ] " . وأخرج ابن مردويه من طريق نهشل ، عن الضحاك ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الغي واد في جهنم " . وأخرج البخاري في تاريخه ، عن عائشة في قوله : { غياً } قالت : نهر في جهنم . وأخرج ابن المنذر ، عن شقي بن ماتع قال : إن في جهنم وادياً يسمى { غياً } يسيل دماً وقيحاً ، فهو لمن خلق له . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { يلقون غياً } قال : سوءاً { إلا من تاب } قال : من ذنبه { وآمن } قال : بربه { وعمل صالحاً } قال : بينه وبين الله . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { لا يسمعون فيها لغواً } قال باطلاً . وأخرج عبد بن حميد وهناد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { لا يسمعون فيها لغواً } قال : لا يستبون . وفي قوله : { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً } قال : ليس فيها بكرة ولا عشي يؤتون به على النحو الذي يحبون من البكرة والعشي . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً } قال : يؤتون به في الآخرة على مقدار ما كانوا يؤتون به في الدنيا . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الوليد بن مسلم قال : سألت زهير بن محمد ، عن قوله : { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً } قال : ليس في الجنة ليل ولا شمس ولا قمر ، هم في نور أبداً ، ولهم مقدار الليل والنهار ، يعرفون مقدار الليل بإرخاء الحجب ، وإغلاق الأبواب ، ويعرفون مقدار النهار برفع الحجب وفتح الأبواب . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق أبان عن الحسن ، وأبي قلابة قالا : " قال رجل يا رسول الله ، هل في الجنة من ليل ؟ قال : وما هيجك على هذا ؟ ! قال : سمعت الله يذكر في الكتاب { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً } فقلت الليل من البكرة ، والعشي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس هناك ليل ، وإنما هو ضوء نور ، يرد الغدو على الرواح ، والرواح على الغدوّ ، وتأتيهم طرف الهدايا من الله ، لمواقيت الصلوات التي كانوا يصلون فيها في الدنيا ، وتسلم عليهم الملائكة " . وأخرج ابن المنذر ، عن يحيى بن أبي كثير قال : كانت العرب في زمانها إنما لها أكلة واحدة ، فمن أصاب أكلتين ، سمي فلاناً الناعم . فأنزل الله تعالى يرغب عباده فيما عنده { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً } . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن قال : كانوا يعدون النعيم ، أن يتغدى الرجل ، ثم يتعشى . قال الله لأهل الجنة : { ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا } . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من غداة من غدوات الجنة ، كل الجنة غدوات ، إلا أن يزف إلى وليّ الله تعالى فيها زوجة من الحور العين أدناهن التي خلقت من زعفران " . وأخرج عبد بن حميد ، عن عاصم أنه قرأ { تلك الجنة التي نورث } بالنون مخففة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن شوذب في قوله : { تلك الجنة التي نورث من عبادنا } قال : ليس من أحد إلا وله في الجنة منزل وأزواج ، فإذا كان يوم القيامة ، ورث الله المؤمن كذا وكذا منزلاً من منازل الكفار . فذلك قوله : { من عبادنا } . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن داود بن أبي هند في قوله : { من كان تقياً } قال : موحداً . وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وعبد بن حميد والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي في الدلائل ، عن ابن عباس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا " فنزلت : { وما نتنزل إلا بأمر ربك } إلى آخر الآية . زاد ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم ، فكان ذلك الجواب لمحمد . وأخرج ابن مردويه ، عن أنس قال : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي البقاع أحب إلى الله وأيها أبغض إلى الله ؟ قال : ما أدري حتى أسأل جبريل ، وكان قد أبطأ عليه فقال : لقد أبطأت عليّ حتى ظننت أن بربي عليّ موجدة ! … فقال : { وما نتنزل إلا بأمر ربك } " . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم ، عن عكرمة قال : " أبطأ جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم أربعين يوماً ثم أنزل ، فقال له النبي - صلى الله عليهه وسلم - " ما نزلت حتى اشتقت إليك " فقال له جبريل : " أنا كنت إليك أشوق ولكني مأمور " فأوحى الله إلى جبريل أن قل له : { وما نتنزل إلا بأمر ربك } " . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي قال : احتبس جبريل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة حتى حزن واشتد عليه ، فشكا إلى خديجة ، فقالت خديجة : لعل ربك قد ودعك أو قلاك ، فنزل جبريل بهذه الآية : { ما ودعك ربك وما قلى } [ الضحى : 2 ] قال : يا جبريل ، احتبست عني حتى ساء ظني ، فقال جبريل : { وما نتنزل إلا بأمر ربك } . وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد قال : " لبث جبريل عن النبي - صلى الله عليه وسلم اثني عشرة ليلة ، فلما جاءه قال : " لقد رثت حتى ظن المشركون كل ظن " فنزلت الآية . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد قال : " أبطأت الرسل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أتاه جبريل فقال : " ما حبسك عني " قال : كيف نأتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم ، ولا تنقون براجمكم ، ولا تأخذون شواربكم ولا تستاكون وقرأ { وما نتنزل إلا بأمر ربك } " . وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : احتبس جبريل ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ، وحزن فأتاه جبريل وقال : يا محمد : { وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا } يعني من الدنيا { وما خلفنا } يعني من الآخرة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عكرمة { له ما بين أيدينا } قال : الدنيا { وما خلفنا } قال : الآخرة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير - رضي الله عنه - { له ما بين أيدينا } قال : من أمر الآخرة { وما خلفنا } من أمر الدنيا { وما بين ذلك } ما بين الدنيا والآخرة . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { وما بين ذلك } قال : ما بين النفختين . وأخرج هناد وابن المنذر ، عن أبي العالية { وما بين ذلك } قال : ما بين النفختين . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي { وما كان ربك نسياً } قال : { ما كان ربك } لينساك يا محمد . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبزار والطبراني وابن مردويه والبيهقي في سننه والحاكم وصححه ، عن أبي الدرداء رفع الحديث قال : ما أحل الله في كتابه فهو حلال ، وما حرم فهو حرام ، وما سكت عنه فهو عافية ، فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئاً . ثم تلا { وما كان ربك نسيا } . وأخرج ابن مردويه من حديث جابر مثله . وأخرج الحاكم عن سلمان " سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم عن السمن والجبن [ ] والفراء فقال : " الحلال ما أحل الله في كتابه ، والحرام ما حرم الله في كتابه ، وما سكت عنه فهو مما عفا عنه " " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { هل تعلم له سميا } قال : هل تعلم للرب مثلاً أو شبها . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { هل تعلم له سميا } قال : ليس أحد يسمى الرحمن غيره . وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { هل تعلم له سميا } يا محمد هل تعلم لإلهك من ولد ؟ . وأخرج الطستي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : { هل تعلم له سمياً } قال : هل تعلم له ولداً ؟ قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت الشاعر وهو يقول :