Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 66-79)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : { ويقول الإنسان } الآية قال : قالها العاصي بن وائل . وأخرج عبد بن حميد ، عن عاصم أنه قرأ { لسوف أخرج } برفع الألف { أولا يذكر الإنسان } خفيفة بنصب الياء ورفع الكاف . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { جثياً } قال : قعوداً . وفي قوله { عتياً } قال : معصية . وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { عتيا } قال : عصيا . وأخرج الحاكم ، عن ابن عباس قال : لا أدري كيف قرأ النبي صلى الله عليه وسلم { عتياً } أو { جثياً } فإنهما جميعاً بالضم . وأخرج عبدالله بن أحمد في زوائد الزهد والبيهقي في البعث ، عن عبدالله بن باباه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كأني أراكم بالكوم دون جهنم جاثين " . وأخرج عبد بن حميد ، عن عاصم أنه قرأ { جثياً } برفع الجيم { وعتياً } برفع العين وصليا برفع الصاد . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في قوله : { حول جهنم جثياً } قال : قياماً . وأخرج ابن المنذر . عن ابن جريج { ثم لننزعن } قال لنبدأن . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { ثم لننزعن } الآية : قال : { لننزعن من كل } أهل دين قادتهم ورؤوسهم في الشر . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : { أيهم أشد على الرحمن عتياً } قال : في الدنيا . وأخرج هناد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن أبي الأحوص { ثم لننزعن من كل شيعة } الآية . قال : يبدأ بالأكابر فالأكابر جرماً . وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في البعث ، عن ابن مسعود قال : يحشر الأوّل على الآخر ، حتى إذا تكاملت العدة أثارهم جميعاً ، ثم بدأ بالأكابر فالأكابر جرماً ، ثم قرأ { فوربك لنحشرنهم } إلى قوله : { عتياً } . وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي ، عن مجاهد في قوله : { لننزعن من كل شيعة } قال : من كل أمة أشد على الرحمن { عتياً } قال : كفراً . وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : { ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صلياً } يقول : إنهم أولى بالخلود في جهنم . وأخرج الحرث بن أبي أسامة وابن جرير بسند حسن عن ابن عباس قال : إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم ، وزيد في سعتها كذا وكذا ، وجمع الخلائق بصعيد واحد ، جنهم وإنسهم ، فإذا كان ذلك اليوم قيضت هذه السماء الدنيا عن أهلها على وجه الأرض ، ولأهل السماء وحدهم أكثر من أهل الأرض جنهم وإنسهم بضعف ، فإذا نثروا على وجه الأرض ، فزعوا إليهم فيقولون : أفيكم ربنا ؟ فيفزعون من قولهم ويقولون : سبحان ربنا ! ليس فينا وهو آت . ثم تقاض السماء الثانية ، ولأهل السماء الثانية وحدهم ، أكثر من أهل السماء الدنيا ، ومن جميع أهل الأرض ، بضعف جنهم وإنسهم ، فإذا نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض فيقولون : أفيكم ربنا ؟ فيفزعون من قولهم ، ويقولون : سبحان ربنا ! ليس فينا وهو آت ، ثم تقاض السموات : سماء سماء ، كلما قيضت سماء عن أهلها ، كانت أكثر من أهل السموات التي تحتها ، ومن جميع أهل الأرض بضعف ، فإذا نثروا على أهل الأرض ، يفزع إليهم أهل الأرض ، فيقولون لهم مثل ذلك ، فيرجعون إليهم مثل ذلك ، حتى تقاض السماء السابعة ، فلأهل السماء السابعة ، أكثر من أهل ست سموات ، ومن جميع أهل الأرض بضعف ، فيجيء الله فيهم ، والأمم جثيّ صفوف ، فينادي مناد : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، ليقم الحمادون لله على كل حال ، فيقومون ، فيسرحون إلى الجنة ، ثم ينادي الثانية : ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ، أين الذين كانت { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون } [ السجدة : 16 ] فيقومون فيسرحون إلى الجنة ، ثم ينادي الثالثة ، ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ؟ أين الذين { لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار } [ النور : 37 ] فيقومون فيسرحون إلى الجنة . فإذا أخذ كل من هؤلاء ثلاثة ، خرج عنق من النار فأشرف على الخلائق له عينان تبصران ولسان فصيح فيقول : إني وكلت منكم بثلاثة : بكل جبار عنيد ، فتلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فتحبس بهم في جهنم ، ثم تخرج ثانية فتقول : إني وكلت منكم بمن آذى الله تعالى ورسوله ، فتلقطهم من الصفوف لقط الطير حَبَّ السمسم ، فتحبس بهم في جهنم ، ثم تخرج ثالثة فتقول : إني وكلت بأصحاب التصاوير ، فتلقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم ، فتحبس بهم في جهنم ، فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ، ومن هؤلاء ثلاثة : نشرت الصحف ، ووضعت الموازين ، ودعي الخلائق للحساب . وأخرج أحمد وعبد بن حميد والحكيم الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في البعث ، عن أبي سمية قال : اختلفنا في الورود فقال بعضنا : لا يدخلها مؤمن ، وقال بعضهم : يدخلونها جميعاً { ثم ينجي الله الذين اتقوا } فلقيت جابر بن عبدالله ، فذكرت له فقال : وأهوى بأصبعيه إلى أذنيه صمتاً ، إن لم أكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها ، فتكون على المؤمن برداً وسلاماً ، كما كانت على إبراهيم ، حتى أن للنار ضجيجاً من بردهم { ثم ينجّي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثياً } " . وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث ، عن مجاهد قال : خاصم نافع بن الأزرق ابن عباس فقال ابن عباس : الورود الدخول : وقال نافع : لا . فقرأ ابن عباس { إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون } [ الأنبياء : 98 ] وقال : وردوا أم لا ، وقرأ { يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار } [ هود : 98 ] أوردوا أم لا ، أما أنا وأنت فسندخلها ، فانظر هل نخرج منها أم لا . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { وإن منكم إلا واردها } قال : يردُهَا البَرّ والفاجر . ألم تسمع قوله : { فأوردهم النار وبئس الورد المورود } [ هود : 98 ] وقوله : { ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً } [ مريم : 86 ] . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن ابن عباس : أن رجالاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كانوا يطلبون العاص بن وائل بدين فأتوه يتقاضونه ، فقال : ألستم تزعمون أن في الجنة ذهباً وفضة وحريراً ومن كل الثمرات ؟ قالوا : بلى . قال : فإن موعدكم الآخرة . والله لأوتين مالاً وولداً ، ولأوتين مثل كتابكم الذي جئتم به . فقال الله : { أفرأيت الذي كفر بآياتنا } الآيات . وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن قال : كان لرجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - دين على رجل من المشركين فأتاه يتقاضاه ، فقال ألست مع هذا الرجل ؟ قال : نعم . قال أليس يزعم أن لكم جنة وناراً وأموالاً وبنين ؟ قال : بلى . قال : اذهب ، فلست بقاضيك إلا ثمة . فأنزلت { أفرأيت الذي كفر بآياتنا } إلى قوله : { ويأتينا فرداً } . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { أطلع الغيب } يقول : أطلعه الله الغيب ؟ يقول : ما له فيه { أم اتخذ عند الرحمن عهداً } بعمل صالح قدمه . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما { أم اتخذ عند الرحمن عهداً } قال : لا إله إلا الله ، يرجو بها . والله أعلم .