Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 243-244)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج وكيع والفريابي وابن جرير وابن المنذر والحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت } قال : كانوا أربعة آلاف خرجوا فراراً من الطاعون ، وقالوا : نأتي أرضاً ليس بها موت ، حتى إذا كانوا بموضع كذا وكذا ، قال لهم الله : موتوا . فمر عليهم نبي من الأنبياء ، فدعا ربه أن يحييهم حتى يعبدوه فأحياهم . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس في الآية قال : كانوا أربعة آلاف من أهل قرية يقال لها داوردان ، خرجوا فارين من الطاعون . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق أسباط عن السدي عن أبي مالك في الآية قال : كانت قرية يقال لها داوردان قريب من واسط ، فوقع فيهم الطاعون ، فأقامت طائفة وهربت طائفة ، فوقع الموت فيمن أقام وسلم الذين أجلوا ، فلما ارتفع الطاعون رجعوا إليهم ، فقال الذين بقوا : اخواننا كانوا أحزم منا لو صنعنا كما صنعوا سلمنا ، ولئن بقينا إلى أن يقع الطاعون لنصنعن كما صنعوا . فوقع الطاعون من قابل فخرجوا جميعاً ، الذين كانوا أجلوا والذين كانوا أقاموا وهم بضعة وثلاثون ألفاً ، فساروا حتى أتوا وادياً فسيحا فنزلوا فيه وهو بين جبلين ، فبعث الله إليهم ملكين ، ملكاً بأعلى الوادي وملكاً بأسفله ، فناداهم : أن موتوا فماتوا . فمكثوا ما شاء الله ، ثم مر بهم نبي يقال له حزقيل ، فرأى تلك العظام فوقف متعجباً لكثرة ما يرى منهم ، فأوحى الله إليه أن ناد أيتها العظام إن الله يأمرك أن تجتمعي ، فاجتمعت العظام من أعلى الوادي وأدناه حتى التزق بعضها ببعض كل عظم من جسد التزق بجسده ، فصارت أجساداً من عظام لا لحم ولا دم ، ثم أوحى الله إليه أن ناد أيتها العظام إن الله يأمرك أن تكتسي لحماً فاكتست لحماً ، ثم أوحى الله إليه أن ناد أيتها الأجساد إن الله يأمرك أن تقومي فبعثوا أحياء . فرجعوا إلى بلادهم فأقاموا لا يلبسون ثوباً إلا كان عليهم كفناً دسماً ، يعرفهم أهل ذلك الزمان أنهم قد ماتوا ، ثم أقاموا حتى أتت عليهم آجالهم بعد ذلك قال أسباط : وقال منصور عن مجاهد : كان كلامهم حين بعثوا أن قالوا سبحانك اللهم ربنا وبحمدك لا إله إلا أنت … ! وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن عبد العزيز في قوله تعالى { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم } قال : هم من أذرعات . وأخرج عن أبي صالح في الآية قال : كانوا تسعة آلاف . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت } قال : مقتهم الله على فرارهم من الموت ، فأماتهم الله عقوبة ثم بعثهم إلى بقية آجالهم ليستوفوها ، ولو كانت آجال القوم جاءت ما بعثوا بعد موتهم . وأخرج ابن جرير عن أشعث بن أسلم البصري قال : بينا عمر يصلي ويهوديان خلفه قال أحدهما لصاحبه : أهو هو ؟ فلما انتعل عمر قال : أرأيت قول أحدكما لصاحبه أهو هو ؟ قالا : إنا نجده في كتابنا قرناً من حديد يعطى ما يعطى حزقيل الذي أحيا الموتى بإذن الله . فقال عمر : ما نجد في كتاب الله حزقيل ولا أحيا الموتى بإذن الله إلا عيسى . قال : أما تجد في كتاب الله { ورسلا لم نقصصهم عليك } [ النساء : 164 ] ؟ فقال عمر : بلى . قال : وأما احياء الموتى فسنحدثك أن بني إسرائيل وقع عليهم الوباء ، فخرج منهم قوم حتى إذا كانوا على رأس ميل أماتهم الله ، فبنوا عليهم حائطاً حتى إذا بليت عظامهم بعث الله حزقيل ، فقام عليهم فقال ما شاء الله ، فبعثهم الله له ، فأنزل الله في ذلك { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف … } الآية . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن هلال بن يساف في الآية قال : هؤلاء قوم من بني إسرائيل ، كانوا إذا وقع فيهم الطاعون خرج أغنياؤهم وأشرافهم ، وأقام فقراؤهم وسفلتهم فاستحر القتل على المقيمين ولم يصب الآخرين شيء ، فلما كان عام من تلك الأعوام قالوا : لو صنعنا كما صنعوا نجونا ، فظعنوا جميعاً فأرسل عليهم الموت فصاروا عظاماً تبرق ، فجاءهم أهل القرى فجمعوهم في مكان واحد ، فمر بهم نبي فقال : يا رب لو شئت أحييت هؤلاء فعمروا بلادك وعبدوك . فقال : قل كذا وكذا ، فتكلم به ، فنظر إلى العظام تركب ، ثم تكلم فإذا العظام تكسى لحماً ، ثم تكلم فإذا هم قعود يسبحون ويكبرون ، ثم قيل لهم { وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم } . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن الحسن في الآية قال : هم قوم فروا من الطاعون ، فأماتهم الله قبل آجالهم عقوبة ومقتاً ، ثم أحياهم ليكملوا بقية آجالهم . وأخرج ابن جرير عن وهب بن منبه . أن كالب بن يوقنا لما قبضه الله بعد يوشع خلف في بني إسرائيل حزقيل من بوزى وهو ابن العجوز ، وإنما سمي ابن العجوز لأنها سألت الله الولد وقد كبرت فوهبه لها ، وهو الذي دعا للقوم الذين ذكر الله في كتابه في قوله { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم } الآية . وأخرج عبد بن حميد عن وهب قال : أصاب ناساً من بني إسرائيل بلاء وشدة من زمان ، فشكوا ما أصابهم وقالوا : يا ليتنا قد متنا فاسترحنا مما نحن فيه ، فأوحى الله إلى حزقيل أن قومك صاحوا من البلاء ، وزعموا أنهم ودوا لو ماتوا واستراحوا ، وأي راحة لهم في الموت ، أيظنون أني لا أقدر على أن أبعثهم بعد الموت ؟ فانطلق إلى جبانة كذا وكذا ، فإن فيها أربعة آلاف قال وهب : وهم الذين قال الله { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت } فقم فناد فيهم ، وكانت عظامهم قد تفرقت كما فرقتها الطير والسباع ، فنادى حزقيل : أيتها العظام إن الله يأمرك أن تجتمعي ، فاجتمع عظام كل إنسان منهم معاً ، ثم قال : أيتها العظم إن الله يأمرك أن ينبت العصب والعقب ، فتلازمت واشتدت بالعصب والعقب ، ثم نادى حزقيل فقال : أيتها العظام ان الله يأمرك أن تكتسي اللحم . فاكتست اللحم وبعد اللحم جلداً فكانت أجساداً ، ثم نادى حزقيل الثالثة فقال : أيتها الأرواح إن الله يأمرك أن تعودي في أجسادك . فقاموا بإذن الله فكبروا تكبيرة رجل واحد . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت } يقول : عدد كثير خرجوا فراراً من الجهاد في سبيل الله ، فأماتهم الله حتى ذاقوا الموت الذي فروا منه ، ثم أحياهم وأمرهم أن يجاهدوا عدوهم ، فذلك قوله تعالى { وقاتلوا في سبيل الله واعلموا أن الله سميع عليم } وهم الذين قالوا لنبيهم { ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله } [ البقرة : 246 ] . وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في الآية قال : كانوا أربعين ألفا وثمانية آلاف حظر عليهم حظائر ، وقد أروحت أجسادهم وأنتنوا ، فإنها لتوجد اليوم في ذلك السبط من اليهود تلك الريح ، خرجوا فراراً من الجهاد في سبيل الله ، فأماتهم ثم أحياهم فأمرهم بالجهاد ، فذلك قوله { وقاتلوا في سبيل الله } . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال : خرجوا فراراً من الطاعون وهم ألوف ليست الفرقة أخرجتهم كما يخرج للحرب والقتال قلوبهم مؤتلفة ، فلما كانوا حيث ذهبوا يبتغون الحياة قال الله لهم : موتوا ، ومر رجل بها وهي عظام تلوح ، فوقف ينظر فقال { أنى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام } [ البقرة : 259 ] . وأخرج البخاري والنسائي عن عائشة قالت " " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطاعون فأخبرني أنه كان عذاباً يبعثه الله على من يشاء وجعله رحمة للمؤمنين ، فليس من رجل يقع الطاعون ويمكث في بلده صابراً محتسباً يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد " " . وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن عبد الرحمن بن عوف " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الطاعون : إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه " . وأخرج سيف في الفتوح عن شرحبيل بن حسنة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فإن الموت في أعناقكم ، وإذا كان بأرض فلا تدخلوها فإنه يحرق القلوب " . وأخرج عبد بن حميد عن أم أيمن " أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بعض أهله فقال : وإن أصاب الناس موتان وأنت فيهم فاثبت " . وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب الطواعين وأبو يعلى والطبراني في الأوسط وابن عدي في الكامل عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون . قلت : يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون ؟ قال : غدة كغدة البعير ، المقيم بها كالشهيد والفار منه كالفار من الزحف " . وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبزار وابن خزيمة والطبراني عن جابر بن عبد الله { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً … } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أهل الإِسلام اقرضوا الله من أموالكم يضاعفه لكم أضعافاً كثيرة . فقال له ابن الدحداحة : يا رسول الله لي مالان مال بالعالية ومال في بني ظفر ، فابعث خارصك فليقبض خيرهما . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفروة بن عمر : انطلق فانظر خيرهما فدعه واقبض الآخر ، فانطلق فأخبره فقال : ما كنت لاقرض ربي شر ما أملك ولكن أقرض ربي خير ما أملك ، إني لا أخاف فقر الدنيا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رب عذق مدلل لابن الدحداح في الجنة " . وأخرج ابن سعد عن الشعبي قال " استقرض رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل تمراً فلم يقرضه قال : لو كان هذا نبياً لم يستقرض ، فأرسل إلى أبي الدحداح فاستقرضه فقال : والله لأنت أحق بي وبمالي وولدي من نفسي ، وإنما هو مالك فخذ منه ما شئت واترك لنا ما شئت ، فلما توفي أبو الدحداح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رب عذق مدلل لأبي الدحداح في الجنة " . وأخرج ابن اسحق وابن المنذر عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً … } الآية . في ثابت بن الدحداحة حين تصدق بماله . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عمر بن الخطاب في قوله { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً } قال : النفقة في سبيل الله . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : ذكر لنا أن رجلاً على عهد النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع هذه الآية قال : أنا أقرض الله ، فعمد إلى خير مال له فتصدق به . وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله { فيضاعفه له أضعافاً كثيرة } قال : هذا التضعيف لا يعلم أحد ما هو . وأخرج أحمد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي عثمان النهدي قال : بلغني عن أبي هريرة حديث أنه قال : إن الله ليكتب لعبده المؤمن بالحسنة الواحدة ألف ألف حسنة ، فحججت ذلك العام ولم أكن أريد أن أحج إلا لألقاه في هذا الحديث ، فلقيت أبا هريرة فقلت له ؟ فقال : ليس هذا قلت : ولم يحفظ الذي حدثك ، إنما قلت أن الله ليعطي العبد المؤمن بالحسنة الواحدة ألفي ألف حسنة ، ثم قال أبو هريرة : قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " الفار من الطاعون كالفار من الزحف ، والصابر فيه كالصابر في الزحف " .