Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 57-67)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال : لما خرج قوم إبراهيم إلى عيدهم مروا عليه فقالوا : يا إبراهيم ، ألا تخرج معنا ؟ قال : إني سقيم ، وقد كان بالأمس قال : { تالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين } فسمعه ناس منهم ، فلما خرجوا انطلق إلى أهله فأخذ طعاماً ثم انطلق إلى آلهتهم فقرّبه إليهم فقال : ألا تأكلون ؟ فكسرها إلا كبيرهم ، ثم ربط في يده الذي كسر به آلهتهم ، فلما رجع القوم من عيدهم دخلوا فإذا هم بآلهتهم قد كسرت ، وإذا كبيرهم في يده الذي كسر به الأصنام ، قالوا : من فعل هذا بآلهتنا ؟ فقال الذين سمعوا إبراهيم قال : { تالله لأكيدن أصنامكم } سمعنا فتى يذكرهم . فجادلهم عند ذاك إبراهيم . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : { وتالله لأكيدن أصنامكم } قال : قول إبراهيم حين استتبعه قومه إلى عيدهم فأبى وقال : إني سقيم ، فسمع منه وعيده أصنامهم رجل منهم استأخر ، وهو الذي قال : { سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم } ، وجعل إبراهيم الفأس التي أهلك بها أصنامهم مسندة إلى صدر كبيرهم الذي تُرِك . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة ، أن أبا إبراهيم خليل الرحمن كان يعمل هذه الأصنام ثم يشكها في حبل ويحمل إبراهيم على عنقه ويدفع إليه المشكوك يدور يبيعها ، فجاء رجل يشتري فقال له إبراهيم : ما تصنع بهذا حين تشتريه ؟ قال : أسجد له . قال له إبراهيم : أنت شيخ تسجد لهذا الصغير ! إنما ينبغي للصغير أن يسجد للكبير فعندها { قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم } . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { وتالله لأكيدن أصنامكم } قال : ترى أنه قال ذلك من حيث لا يسمعون { فجعلهم جذاذاً } قال : قطعاً { إلا كبيراً لهم } يقول : إلا كبير آلهتهم وأنفسها وأعظمها في أنفسهم . { لعلهم إليه يرجعون } قال : كايدهم بذلك لعلهم يتذكرون أو يبصرون . وفي قوله : { قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون } قال : كرهوا أن يأخذوه بغير بينة . وفي قوله : { أنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم … } إلى قوله : { أنتم الظالمون } قال : وهذه هي الخصلة التي كايدهم بها { ثم نكسوا على رؤوسهم } قال : أدركت القوم غيرة سوء فقالوا : { لقد علمت ما هؤلاء ينطقون } . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : { جذاذاً } قال : حطاماً . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { جذاذاً } قال : فتاتاً . وأخرج ابن جرير وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : { بل فعله كبيرهم هذا } قال : عظيم آلهتهم . وأخرج أبو داود والترمذي وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم يكذب إبراهيم في شيء قط إلا في ثلاث كلهن في الله : قوله إني سقيم ولم يكن سقيماً ، وقوله لسارة أختي ، وقوله : { بل فعله كبيرهم هذا } " . وأخرج أبو يعلى عن أبي سعيد ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يأتي الناس إبراهيم فيقولون له : اشفع لنا إلى ربك . فيقول : إني كذبت ثلاث كذبات . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ما منها كذبة إلا ما حل بها عن دين الله ، قوله : { إني سقيم } [ الصافات : 89 ] وقوله : { بل فعله كبيرهم هذا } وقوله لسارة إنها أختي " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله : { فرجعوا إلى أنفسهم } قال : نظر بعضهم إلى بعض . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد { ثم نكسوا على رؤوسهم } قال : في الرأي . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله : { أف } يعني الرديء من الكلام .