Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 68-73)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير عن مجاهد قال : تلوت هذه الآية على عبدالله بن عمر فقال : أتدري يا مجاهد من الذي أشار بتحريق إبراهيم بالنار ؟ قلت : لا . قال : رجل من أعراب فارس ، يعني الأكراد . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لما جمع لإبراهيم عليه السلام ما جمع وألقي في النار ، جعل خازن المطر يقول : متى أومر بالمطر فأرسله ؟ فكان أمر الله أسرع ، قال الله : { كوني برداً وسلاماً } فلم يبق في الأرض نار إلا طفئت . وأخرج أحمد والطبراني وأبو يعلى وابن أبي حاتم ، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن إبراهيم حين ألقي في النار لم تكن في الأرض دابة إلا تطفئ عنه النار غير الوزغ ، فإنه كان ينفخ على إبراهيم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله " وأخرج ابن مردويه عن أم شريك ، " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الأوزاغ وقال : " كانت تنفخ على إبراهيم " " . وأخرج عبد الرزاق في المصنف ، أخبرنا معمر عن قتادة عن بعضهم ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كانت الضفدع تطفئ النار عن إبراهيم ، وكانت الوزغ تنفخ عليه ، ونهى عن قتل هذا وأمر بقتل هذا " . وأخرجه ابن المنذر فقال : أخبرنا أبو سعيد الشامي عن أبان عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الضفدع ، فإن صوته تسبيح وتقديس وتكبير ، إن البهائم استأذنت ربها في أن تطفئ النار عن إبراهيم فأذن للضفادع ، فتراكبت عليه فأبدلها الله بحر النار برد الماء " . وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم وابن مردويه والخطيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما ألقي إبراهيم في النار قال : اللهم إنك في السماء واحد ، وأنا في الأرض واحد أعبدك " . وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر ، عن ابن عمرو قال : أول كلمة قالها إبراهيم حين ألقي في النار ، حسبنا الله ونعم الوكيل . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر ، عن كعب قال : ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن المنهال بن عمرو قال : أخبرت أن إبراهيم ألقي في النار فكان فيها إما خمسين وإما أربعين ، قال : ما كنت أياماً وليالي قط أطيب عيشاً إذ كنت فيها ، وددت أن عيشي وحياتي كلها مثل عيشي إذ كنت فيها . وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال : لما ألقي إبراهيم خليل الرحمن في النار قال الملك خازن المطر : يا رب ، إن خليلك إبراهيم رجا أن يؤذن له فيرسل المطر ، فكان أمر الله أسرع من ذلك فقال : { يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم } فلم يبق في الأرض نار إلا طفئت . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن شعيب الجبائي قال : الذي قال حروقه ، هبون . فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله : { قلنا يا نار } قال : كان جبريل هو الذي قالها . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : لو لم يتبع بردها { سلاماً } لمات إبراهيم من بردها ، فلم يبق في الأرض يومئذ نار إلا طفئت ، ظننت أنها هي تعنى . وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر ، عن علي في قوله : { قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً } قال : لولا أنه قال : { وسلاماً } لقتله بردها . وأخرج ابن أبي حاتم عن شمر بن عطية قال : لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار ، نادى الملك الذي يرسل المطر : رب ، خليلك رجا أن يؤذن له فيرسل المطر . فقال الله : { يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم } فلم يبق في الأرض يومئذ نار إلا بردت . وأخرج أحمد في الزهد وعبد بن حميد من طريق أبي هلال ، عن بكر بن عبدالله المزني قال : لما أرادوا أن يلقوا إبراهيم في النار ، جاءت عامة الخليقة فقالت : " يا رب ، خليلك يلقى في النار فائذن لنا نطفئ عنه . قال : هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره ، وأنا آلهه ليس له إله غيري ، فإن استغاثكم فأغيثوه ، وإلا فدعوه " قال : وجاء ملك القطر قال : " يا رب ، خليلك يلقى في النار فائذن لي أن أطفئ عنه بالقطر . قال : هو خليلي ليس لي في الأرض خليل غيره ، وأنا إلهه ليس له إله غيري ، فإن استعان بك فأعنه وإلا فدعه " . قال : فلما ألقي في النار دعا بدعاء نسيه أبو هلال فقال الله عز وجل : { يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم } قال : فبردت في المشرق والمغرب فما أنضجت يومئذ كراعاً . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير ، عن قتادة قال : قال كعب : ما انتفع أحد من أهل الأرض يومئذ بنار ولا أحرقت النار يومئذ شيئاً ، إلا وثاق إبراهيم . وقال قتادة : لم تأت دابة يومئذ إلا أطفأت عنه النار ، إلا الوزغ . وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال : يذكرون أن جبريل كان مع إبراهيم في النار يمسح عنه العرق . وأخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال : لما ألقي إبراهيم في النار قعد فيها ، فأرسلوا إلى ملكهم فجاء ينظر متعجباً … ! فطارت منه شرارة فوقعت على إبهام رجله فاشتعل كما تشتعل الصوفة . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : خرج إبراهيم من النار يعرق لم تحرق النار إلا وثاقه ، فأخذوا شيخاً منهم فجعلوه على نار كذلك فاحترق . وأخرج عبد بن حميد عن سليمان بن صرد . وكان قد أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - أن إبراهيم لما أرادوا أن يلقوه في النار ، جعلوا يجمعون له الحطب فجعلت المرأة العجوز تحمل على ظهرها ، فيقال لها : أين تريدين ؟ فتقول : أذهب إلى هذا الذي يذكر آلهتنا . فلما ذهب به ليطرح في النار { قال إني ذاهب إلى ربي سيهدين } [ الصافات : 99 ] فلما طرح في النار قال : حسبي الله ونعم الوكيل . فقال الله : { يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم } فقال أبو لوط - وكان عمه - إن النار لم تحرقه من أجل قرابته مني . فأرسل الله عنقاً من النار فأحرقته . وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير ، عن علي بن أبي طالب في قوله : { قلنا يا نار كوني برداً } قال : بردت عليه حتى كادت تؤذيه ، حتى قيل : { وسلاماً } قال : لا تؤذيه . وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لو لم يقل : { وسلاماً } لقتله البرد . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال : إن أحسن شيء قاله أبو إبراهيم لما رفع عنه الطبق وهو في النار ، وجده يرشح جبينه فقال عند ذلك : نعم الرب ربك يا إبراهيم . وأخرج ابن جرير عن شعيب الجبائي قال : ألقي إبراهيم في النار وهو ابن ست عشرة سنة ، وذبح إسحاق وهو ابن سبع سنين . وأخرج ابن جرير عن معتمر بن سليمان التيمي ، عن بعض أصحابه قال : جاء جبريل إلى إبراهيم وهو يوثق ليلقى في النار قال : يا إبراهيم ، ألك حاجة ؟ قال : أما إليك فلا . وأخرج ابن جرير عن أرقم ، أن إبراهيم عليه السلام قال : حين جعلوا يوثقونه ليلقوه في النار : " لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين ، لك الحمد ولك الملك لا شريك لك " . وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله : { قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً } قال : السلام لا يؤذيه بردها ، ولولا أنه قال : { سلاماً } لكان البرد أشد عليه من الحر . وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله : { فأرادوا به كيداً فجعلناهم الأخسرين } قال : ألقوا شيخاً في النار منهم لأن يصيبوا نجاته كما نجا إبراهيم فاحترق . وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي مالك في قوله : { إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين } قال : الشام . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بن كعب في قوله : { إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين } قال : الشام . وما من ماء عذب إلا يخرج من تلك الصخرة التي ببيت المقدس ، يهبط من السماء إلى الصخرة ثم يتفرق في الأرض . وأخرج ابن عساكر عن عبدالله بن سلام قال : بالشام من قبور الأنبياء ألفا قبر وسبعمائة قبر ، وإن دمشق معقل الناس في آخر الزمان من الملاحم . وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس ، قال لوط : كان ابن أخي إبراهيم عليهما السلام . وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال : لما هرب إبراهيم من كوثي وخرج من النار ، ولسانه يومئذ سرياني ، فلما عبر الفرات من حران غيّر الله لسانه فقلب عبرانياً حيث عبر الفرات ، وبعث نمرود في نحو أثره وقال : لا تدعوا أحداً يتكلم بالسريانية إلا جئتموني به ، فلقوا إبراهيم يتكلم بالعبرانية فتركوه ولم يعرفوا لغته . وأخرج ابن عساكر عن حسان بن عطية قال : أغار ملك نبط على لوط عليه السلام فسباه وأهله ، فبلغ ذلك إبراهيم فأقبل في طلبه في عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر ، فالتقى هو وتلك النبط في صحراء معفور ، فعبى إبراهيم ميمنة وميسرة وقلباً ، وكان أول من عبى الحرب هكذا ، فاقتتلوا فهزمهم إبراهيم واستنقذ لوطاً وأهله . وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية { ونجيناه } يعني إبراهيم { ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين } قال : هي الأرض المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين ؛ لأن كل ماء عذب في الأرض منها يخرج ، يعني من أصل الصخرة التي في بيت المقدس ، يهبط من السماء إلى الصخرة ثم يتفرق في الأرض . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر ، عن قتادة رضي الله عنه { ونجيناه ولوطاً } قال : كانا بأرض العراق ، فانجيا إلى أرض الشام . وكان يقال : الشام عماد دار الهجرة ، وما نقص من الأرض زيد في الشام ، وما نقص من الشام زيد في فلسطين . وكان يقال : هي أرض المحشر والمنشر ، وفيها ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام وبها يهلك الله شيخ الضلالة الدجال . وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { إلى الأرض التي باركنا فيها } قال : الشام . وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب رضي الله عنه في قوله : { إلى الأرض التي باركنا فيها } قال : إلى حران . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما { ووهبنا له إسحاق } قال : ولداً { ويعقوب نافلة } قال : ابن ابن . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه { ووهبنا له إسحاق } قال : أعطاه { ويعقوب نافلة } قال : عطية . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الكلبي في الآية قال : دعا بالحق فاستجيب له وزيد يعقوب . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الحكم قال : النافلة ابن الابن . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { وجعلناهم أئمة يهدون } الآية . قال : جعلهم الله أئمة يقتدى بهم في أمر الله .