Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 18-23)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات } الآية . قال : سجود ظل هذا كله { وكثير من الناس } قال : المؤمنون { وكثير حق عليه العذاب } قال : هذا الكافر سجود ظله وهو كاره . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال : سجود كل شيء فيئه ، وسجود الجبال فيئها . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : الثوب يسجد . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن أبي العالية رضي الله عنه قال : ما في السماء من شمس ولا قمر ولا نجم ، إلا يقع ساجداً حتى يغيب ، ثم لا ينصرف حتى يؤذن له فيأخذ ذات اليمين حتى يرجع إلى معلمه . وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال : إذا فاء الفيء لم يبق شيء من دابة ولا طائر إلا خر لله ساجداً . وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن دينار رضي الله عنه قال : سمعت رجلاً يطوف بالبيت ويبكي ، فإذا هو طاوس ! فقال : عجبت من بكائي ؟ قلت : نعم . قال : ورب هذه البنية ، إن هذا القمر ليبكي من خشية الله ولا ذنب له . وأخرج أحمد في الزهد عن ابن أبي مليكة رضي الله عنه قال : مر رجل على عبدالله بن عمرو وهو ساجد في الحجر وهو يبكي فقال : أتعجب أن أبكي من خشية الله وهذا القمر يبكي من خشية الله … ؟ وأخرج ابن أبي حاتم عن طاوس رضي الله عنه في الآية قال : لم يستثن من هؤلاء أحداً ، حتى إذا جاء ابن آدم استثناه فقال { وكثير من الناس } قال : والذي أحق بالشكر هو أكثرهم . وأخرج ابن أبي حاتم واللالكائي في السنة والخلعي في فوائده ، عن علي أنه قيل له : إن ههنا رجلاً يتكلم في المشيئة . فقال له علي : يا عبدالله ، خلقك الله لما يشاء أو لما شئت ؟ قال : بل لما يشاء . قال : فيمرضك إذا شاء أو إذا شئت ؟ قال : بل إذا شاء . قال : فيشفيك إذا شاء أو إذا شئت ؟ قال : بل إذا شاء . قال : فيدخلك الجنة حيث شاء أو حيث شئت ؟ قال : بل حيث شاء . قال : والله لو قلت غير ذلك لضربت الذي فيه عيناك بالسيف . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل ، عن أبي ذر رضي الله عنه أنه كان يقسم قسماً إن هذه الآية { هذان خصمان اختصموا في ربهم … } إلى قوله { ان الله يفعل ما يريد } نزلت في الثلاثة والثلاثة الذين تبارزوا يوم بدر وهم : حمزة بن عبد المطلب ، وعبيدة بن الحارث ، وعليّ بن أبي طالب ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة . قال علي رضي الله عنه : أنا أول من يجثو في الخصومة على ركبتيه بين يدي الله يوم القيامة . وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والنسائي وابن جرير والبيهقي من طريق قيس بن عبادة ، عن علي رضي الله عنه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة . قال قيس : فيهم نزلت { هذان خصمان اختصموا في ربهم } قال : هم الذين بارزوا يوم بدر : علي وحمزة وعبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد ابن عتبة . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : لما بارز علي وحمزة وعبيدة وعتبة وشيبة والوليد ، قالوا لهم : تكلموا نعرفكم . قال : أنا علي ، وهذا حمزة ، وهذا عبيدة . فقالوا : أكفاء كرام ! فقال علي : أدعوكم إلى الله وإلى رسوله . فقال عتبة : هلم للمبارزة . فبارز علي شيبة فلم يلبث أن قتله ، وبارز حمزة عتبة فقتله ، وبارز عبيدة الوليد فصعب عليه فأتى علي فقتله . فأنزل الله { هذان خصمان … } . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية قال : لما التقوا يوم بدر قال لهم عتبة بن ربيعة : لا تقتلوا هذا الرجل ، فإنه إن يكن صادقاً فأنتم أسعد الناس بصدقه ، وإن يكن كاذباً فأنتم أحق من حقن دمه . فقا أبو جهل بن هشام : لقد امتلأت رعباً . فقال عتبة : ستعلم أينا الجبان المفسد لقومه . قال : فبرز عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة ، فنادوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقالوا : " ابعث إلينا أكفاءنا نقاتلهم . فوثب غلمة من الأنصار من بني الخزرج ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلسوا … قوموا يا بني هاشم . فقام حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث فبرزوا لهم ، فقال عتبة : تكلموا نعرفكم أن تكونوا أكفاءنا قاتلناكم . قال حمزة : أنا حمزة بن عبد المطلب … أنا أسد الله وأسد رسوله . فقال عتبة : كفء كريم ! فقال علي : أنا علي بن أبي طالب … فقال : كفء كريم ! فقال عبيدة . أنا عبيدة بن الحارث … فقال عتبة : كفء كريم ! فأخذ حمزة شيبة بن ربيعة ، وأخذ علي بن أبي طالب عتبة بن ربيعة ، وأخذ عبيدة الوليد . فأما حمزة ، فأجاز على شيبة ، وأما علي فاختلفا ضربتين [ ] ، فأقام فأجاز على عتبة ، وأما عبيدة فأصيبت رجله . قال : فرجع هؤلاء وقتل هؤلاء ، فنادى أبو جهل وأصحابه : لنا العزى ولا عزى لكم ، فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم : قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار . فأنزل الله { هذان خصمان اختصموا في ربهم … } . وأخرج عبد بن حميد عن لاحق بن حميد قال : نزلت هذه الآية يوم بدر { هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار } في عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة . ونزلت { إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات } إلى قوله { وهدوا إلى صراط الحميد } في علي بن أبي طالب وحمزة وعبيدة بن الحارث . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله { هذان خصمان اختصموا في ربهم } قال : مثل المؤمن والكافر اختصامهما في البعث . وأخرج ابن جرير عن مجاهد وعطاء بن أبي رباح والحسن قال : هم الكافرون والمؤمنون اختصموا في ربهم . وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { هذان خصمان اختصموا في ربهم } قال : هم أهل الكتاب ، قالوا للمؤمنين نحن أولى بالله وأقدم منكم كتاباً ، ونبينا قبل نبيكم . وقال المؤمنون : نحن أحق بالله ، آمنا بمحمد وآمنا بنبيكم وبما أنزل الله من كتاب ، وأنتم تعرفون كتابنا ونبينا ثم تركتموه وكفرتم به حسداً ، فكان ذلك خصومتهم في ربهم . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة قال : اختصم المسلمون وأهل الكتاب ، فقال أهل الكتاب : نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم ، ونحن أولى بالله منكم وقال المسلمون : إن كتابنا يقضي على الكتب كلها ونبينا خاتم الأنبياء ، فنحن أولى بالله منكم ، فأفلج الله أهل الإسلام على من ناوأهم فأنزل الله { هذان خصمان اختصموا في ربهم … } إلى قوله { عذاب الحريق } . وأخرج ابن جرير عن عكرمة في قوله { هذان خصمان اختصموا في ربهم } قال : هما الجنة والنار اختصمتا فقالت النار : خلقني الله لعقوبته . وقالت الجنة : خلقني الله لرحمته . وأخرج ابن جرير عن مجاهد { فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار } قال : الكافر قطعت له ثياب من نار ، والمؤمن يدخله الله جنات تجري من تحتها الأنهار . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير في قوله { قطعت لهم ثياب من نار } من نحاس ، وليس من الآنية شيء إذا حمي اشتد بأحر منه . وفي قوله { يصب من فوق رؤوسهم الحميم } قال : النحاس يذاب على رؤوسهم . وفي قوله { يصهر به ما في بطونهم } قال : تسيل أمعاؤهم والجلود ، قال : تتناثر جلودهم حتى يقوم كل عضو بحياله . وأخرج ابن أبي حاتم عن إبراهيم التيمي ، أنه قرأ قوله { قطعت لهم ثياب من نار } قال : سبحان من قطع من النار ثياباً . وأخرج أبو نعيم في الحلية عن وهب بن منبه قال : كسي أهل النار والعري كان خيراً لهم ، وأعطوا الحياة والموت كان خيراً لهم . وأخرج عبد بن حميد والترمذي وصححه ، وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه ، عن أبي هريرة أنه تلا هذه الآية فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الحميم ليصب على رؤوسهم فينفذ الجمجمة ، حتى يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدمه وهو الصهر ، ثم يعاد كما كان " . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : يأتيه الملك يحمل الإناء بكليتين من حرارته ، فإذا أدناه من وجهه يكرهه فيرفع مقمعة معه فيضرب بها رأسه فيفدغ دماغه ، ثم يفرغ الإناء من دماغه فيصل إلى جوفه من دماغه . فذلك قوله { يصهر به ما في بطونهم والجلود } . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية ، عن سعيد ابن جبير قال : إذا جاء أهل النار في النار استغاثوا بشجرة الزقوم فأكلوا منها فاختنست جلود وجوههم ، فلو أن ماراً يمر بهم يعرفهم لعرف جلود وجوههم بها ، ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثون بماء كالمهل ، وهو الذي قد سقطت عنه الجلود و { يصهر به ما في بطونهم } يمشون وأمعاؤهم تساقط وجلودهم ، ثم يضربون . بمقامع من حديد فيسقط كل عضو على حياله يدعون بالويل والثبور . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { يصهر به ما في بطونهم والجلود } قال : يمشون وأمعاؤهم تساقط وجلودهم . وفي قوله { ولهم مقامع من حديد } قال : يضربون بها فيقع كل عضو على حياله . وأخرج ابن الأنباري والطستي في مسائله ، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { يصهر } قال : يذاب { ما في بطونهم } إذا شربوا الحميم . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر : @ سخنت صهارته فظل عثانه في شيطل كعب به تتردد وظل مرتثياً للشمس تصهره حتى إذا الشمس قامت جانباً عدلاً @@ وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { يصهر به ما في بطونهم والجلود } قال : يسقون ماء إذا دخل بطونهم أذابها والجلود مع البطون . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله { يصهر به ما في بطونهم } قال : يذاب إذابة . وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك مثله . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة { يصهر به } قال : يذاب . وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله { يصهر به } قال : يذاب كما يذاب الشحم . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن أبي حاتم ، عن الضحاك في قوله { ولهم مقامع } قال : مطارق . وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن قال : كان عمر يقول : أكثروا ذكر النار ، فإن حرها شديد وإن قعرها بعيد وإن مقامعها حديد . وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في البعث ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن مقمعاً من حديد وضع في الأرض فاجتمع الثقلان ، ما أقلوه في الأرض ، ولو ضرب الجبل بمقمع من حديد لتفتت ثم عاد كما كان " . وأخرج ابن المبارك وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه ، عن سلمان قال : النار سوداء مظلمة لا يضيء لهبها ولا جمرها . ثم قرأ { كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها } . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي جعفر القاري ، أنه قرأ هذه الآية { كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم } فبكى وقال : أخبرني زيد بن أسلم في هذه الآية ان أهل النار في النار لا يتنفسون . وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل بن عياض في الآية قال : والله ما طمعوا في الخروج ؛ لأن الأرجل مقيدة والأيدي موثقة ، ولكن يرفعهم لهبها وتردهم مقامعها . وأخرج البخاري ومسلم عن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة " . وأخرج النسائي والحاكم عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ، ومن شرب الخمر في الدنيا لم يشربه في الآخرة ، ومن شرب في آنية الذهب والفضة لم يشرب في الآخرة " . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لباس أهل الجنة وشراب أهل الجنة وآنية أهل الجنة " . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه ، عن ابن الزبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة " قال ابن الزبير من قبل نفسه : ومن لم يلبسه في الآخرة لم يدخل الجنة ؛ لأن الله تعالى قال : { ولباسهم فيها حرير } . وأخرج النسائي والحاكم وابن حبان عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ، وإن دخل الجنة لبسه أهل الجنة ولم يلبسه " .