Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 24-28)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله { وهدوا إلى الطيب } قال : ألهموا . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله { وهدوا إلى الطيب من القول } قال : في الخصومة ، إذ قالوا : الله مولانا ولا مولى لكم . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن إسماعيل بن أبي خالد { وهدوا إلى الطيب من القول } قال : القرآن { وهدوا إلى صراط الحميد } قال : الإسلام . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك { وهدوا إلى الطيب من القول } قال : الإخلاص { وهدوا إلى صراط الحميد } قال : الإسلام . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { وهدوا إلى الطيب من القول } قال : لا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلا بالله ، الذي قال { إليه يصعد الكلم الطيب } . وأخرج عبد حميد عن ابن عباس قال : الحرم كله هو المسجد الحرام . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله { سواء العاكف فيه والباد } قال : خلق الله فيه سواء . وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير مثله . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { سواء } يعني شرعاً واحداً { العاكف فيه } قال : أهل مكة في مكة أيام الحج { والباد } قال : من كان في غير أهلها من يعتكف به من الآفاق ، قال : هم في منازل مكة ، سواء ، فينبغي لأهل مكة أن يوسعوا لهم حتى يقضوا مناسكهم . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال البادي وأهل مكة سواء في المنزل والحرم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وعطاء { سواء العاكف فيه والباد } قال : سواء في تعظيم البلد وتحريمه . وأخرج عبد بن حميد والبيهقي في شعب الإيمان ، عن قتادة في الآية قال : { سواء } في جواره وأمنه وحرمته { العاكف فيه } أهل مكة { والباد } من يعتكفه من أهل الآفاق . وأخرج عبد بن حميد عن ابن حصين قال : سألت سعيد بن جبير : أعتكف بمكة ؟ قال : لا … أنت معتكف ما أقمت . قال الله { سواء العاكف فيه والباد } . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد في الآية قال : الناس بمكة سواء ، ليس أحد أحق بالمنازل من أحد . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ، عن عبدالله بن عمرو قال : من أخذ من أجور بيوت مكة إنما يأكل في بطنه ناراً . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن عطاء ، أنه كان يكره أن تباع بيوت مكة أو تكرى . وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم أنه كان يكره إجارة بيوت مكة . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عمر ، أن عمر نهى أن تغلق أبواب دور مكة ، فإن الناس كانوا ينزلون منها حيث وجدوا ، حتى كانوا يضربون فساطيطهم في الدور . وأخرج ابن سعد عن عمر بن الخطاب ، أن رجلاً قال له عند المروة : يا أمير المؤمنين ، أقطعني مكاناً لي ولعقبي . فأعرض عنه عمر وقال : هو حرم الله { سواء العاكف فيه والباد } . وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : بيوت مكة لا تحل إجارتها . وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن جريج قال : أنا قرأت كتاب عمر بن عبد العزيز على الناس بمكة ، فنهاهم عن كراء بيوت مكة ودورها . وأخرج ابن أبي شيبة عن القاسم قال : من أكل شيئاً من كراء مكة ، فإنما يأكل ناراً . وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء قال : كان عمر يمنع أهل مكة أن يجعلوا لها أبواباً حتى ينزل الحاج في عرصات الدور . وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر عن أبيه قال : لم يكن للدور بمكة أبواب ، كان أهل مصر وأهل العراق يأتون فيدخلون دور مكة . وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن سابط في قوله { سواء العاكف فيه والباد } قال : البادي ، الذي يجيء من الحج والمقيمون سواء في المنازل ينزلون حيث شاؤوا ولا يخرج رجل من بيته . وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه بسند صحيح ، عن ابن عباس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى { سواء العاكف فيه والباد } قال : " سواء المقيم والذي يرحل " " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله { سواء العاكف فيه والباد } قال : ينزل أهل مكة وغيرهم في المسجد الحرام . وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مكة مباحة لا تؤجر بيوتها ولا تباع رباعها " . وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن علقمة بن نضلة قال : توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر ، وما تدعى رباع مكة إلا السوائب ، من احتاج سكن ومن استغنى أسكن . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد ، عن عمر أنه قال : يا أهل مكة ، لا تتخذوا لدوركم أبواباً لينزل البادي حيث شاء . وأخرج الدارقطني عن ابن عمرو ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من أكل كراء بيوت مكة أكل ناراً " . وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن راهويه وأحمد وعبد بن حميد والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه ، عن ابن مسعود رفعه في قوله { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم } قال : لو أن رجلاً هم فيه بإلحاد وهو بعدن أبين ، لأذاقه الله تعالى عذاباً أليماً . وأخرج سعيد بن منصور والطبراني ، عن ابن مسعود في قوله { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم } قال : من هم بخطيئة فلم يعملها في سوى البيت لم تكتب عليه حتى يعملها ، ومن هم بخطيئة في البيت لم يمته الله من الدنيا حتى يذيقه من عذاب أليم . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في عبد الله بن أنيس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه مع رجلين : أحدهما مهاجري والآخر من الأنصار ، فافتخروا في الأنساب فغضب عبد الله بن أنيس فقتل الأنصاري ثم ارتد عن الإسلام وهرب إلى مكة . فنزلت فيه { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم } يعني من لجأ إلى الحرم { بإلحاد } يعني بميل عن الإسلام . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان ، عن قتادة في قوله { ومن يرد فيه بإلحاد … } . قال : من لجأ إلى الحرم ليشرك فيه عذبه الله . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم } قال : بشرك . وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم } قال : هو أن يعبد فيه غير الله . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم } يعني أن تستحل من الحرام ما حرم الله عليك من لسان أو قتل ، فتظلم من لا يظلمك وتقتل من لا يقتلك . فإذا فعل ذلك فقد وجب له عذاب أليم . وأخرج ابن جرير عن حبيب بن أبي ثابت في قوله { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم } قال : هم المحتكرون الطعام بمكة . وأخرج البخاري في تاريخه وعبد بن حميد وأبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن يعلى بن أمية ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " احتكار الطعام في الحرم إلحاد فيه " . وأخرج سعيد بن منصور والبخاري في تاريخه وابن المنذر ، عن عمر بن الخطاب قال : احتكار الطعام بمكة إلحاد بظلم . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم ، عن ابن عمر قال : بيع الطعام بمكة إلحاد . وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " احتكار الطعام بمكة إلحاد " . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن منيع وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه ، عن مجاهد قال : كان لعبد الله بن عمرو فسطاطان : أحدهما في الحل والآخر في الحرم ، فإذا أراد أن يصلي صلى في الذي في الحرم ، واذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الذي في الحل . فقيل له فقال : كنا نحدَّث أن من الإلحاد فيه أن يقول الرجل : كلا والله وبلى والله . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآيه قال : شتم الخادم في الحرم ظلم فما فوقه . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : تجارة الأمير بمكة إلحاد . وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : أقبل تبع بريد الكعبة ، حتى إذا كان بكراع الغميم بعث الله تعالى عليه ريحاً ، لا يكاد القائم يقوم إلا بمشقة . ويذهب القائم يقعد فيصرع ، وقامت عليه ولقوا منها عناء ، ودعا تبع حبريه فسألهما : ما هذا الذي بعث عليّ ؟ قالا : أو تؤمنا ؟ قال : أنتم آمنون . قالا : فإنك تريد بيتاً يمنعه الله ممن أراده ! قال : فما يذهب هذا عني ؟ قالا : تجرد في ثوبين ثم تقول : لبيك اللهم لبيك ، ثم تدخل فتطوف به فلا تهيج أحداً من أهله . قال : فإن أجمعت على هذا ، ذهبت هذه الريح عني ؟ قالا : نعم . فتجرد ثم لبى فأدبرت الريح كقطع الليل المظلم . وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم } قال : حدثنا شيخ من عقب المهاجرين والأنصار ، أنهم أخبروه أن أيما أحد أراد به ما أراد أصحاب الفيل ، عجل لهم العقوبة في الدنيا وقال : إنما يؤتي استحلاله من قبل أهله . فأخبرني عنهم أنه وجد سطران بمكة مكتوبان في المقام : أما أحدهما ، فكان كتابته : بسم الله والبركة ، وضعت بيتي بمكة طعام أهله اللحم والسمن والتمر ، ومن دخله كان آمناً لا يحله إلا أهله . قال : لولا أن أهله هم الذين فعلوا به ما قد علمت لعجل لهم في الدنيا العذاب . قال : ثم أخبرني أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قبل أن يستحل منه الذي يستحل قال : أجد مكتوباً في الكتاب الأول : عبد الله يستحل به الحرم ، وعنده عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير . فقال : عبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، قال كل واحد منهما : لست قاراً به إلا حاجاً أو معتمراً أو حاجة لا بد منها . وسكت عبد الله بن الزبير فلم يقل شيئاً فاستحل من بعد ذلك . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن مسعود قال : من هم بسيئة لم تكتب عليه حتى يعملها . ولو أن رجلاً كان بعدن أبين حدث نفسه بأن يلحد في البيت ، والإلحاد فيه : أن يستحل فيه ما حرم الله عليه فمات قبل أن يصل إلى ذلك ، أذاقه الله من عذاب أليم . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك في قوله { ومن يرد فيه بإلحاد } قال : ان الرجل ليهم بالخطيئة بمكة وهو بأرض أخرى ، فتكتب عليه وما عملها . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد قال : تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر ، عن عطاء بن أبي رباح { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم } قال : القتل والشرك . وأخرج عبد بن حميد عن ابن أبي مليكة ، أنه سئل عن قوله { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم } قال : ما كنا نشك أنها الذنوب حتى جاء إعلاج من أهل البصرة إلى إعلاج من أهل الكوفة ، فزعموا أنها الشرك . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال : ما من عبد يهم بذنب فيؤاخذه الله بشيء حتى يعمله ، إلا من هم بالبيت العتيق شراً فإنه من هم به شراً عجل الله له . وأخرج عبد بن حميد عن أبي الحجاج في الآية قال : إن الرجل يحدث نفسه أن يعمل ذنباً بمكة فيكتبه الله عليه ذنباً . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن مجاهد قال : رأيت عبد الله بن عمرو بعرفة ، ومنزله في الحل ومسجده في الحرم فقلت له : لم تفعل هذا ؟ ؟ قال : لأن العلم فيه أفضل والخطيئة فيه أعظم . والله أعلم . وأخرج أبو الشيخ وابن عدي وابن مردويه والديلمي بسند ضعيف ، عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " دثر مكان البيت فلم يحجه هود ولا صالح حتى بوأه الله لإبراهيم " . وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه من طريق حارثة بن مضرب ، عن علي بن أبي طالب قال : لما أمر إبراهيم ببناء البيت خرج معه إسماعيل وهاجر ، فلما قدم مكة رأى على رأسه في موضع البيت مثل الغمامة فيه مثل الرأس ، فكلمه فقال : يا إبراهيم ، ابن على ظلي أو على قدري ولا تزد ولا تنقص . فلما بنى خرج وخلف إسماعيل وهاجر . وذلك حين يقول الله { وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت … } . وأخرج عبد الرزاق في المصنف وعبد بن حميد وابن المنذر ، عن عطاء بن أبي رياح قال : لما أهبط الله آدم كان رجلاه في الأرض ورأسه في السماء ، فيسمع كلام أهل السماء ودعاءهم فيأنس إليهم ، فهابت الملائكة منه حتى شكت إلى الله في دعائها وفي صلاتها ، فأخفضه الله إلى الأرض ، فلما فقد ما كان يسمع منهم استوحش حتى شكا إلى الله في دعائه وفي صلاته ، فوجه إلى مكة فكان موضع قدمه قرية وخطوة مفازة ، حتى انتهى إلى مكة فأنزل الله ياقوتة من ياقوت الجنة فكانت على موضع البيت الآن ، فلم يزل يطاف به حتى أنزل الله الطوفان فرفعت تلك الياقوتة ، حتى بعث الله إبراهيم فبناه . فذلك قول الله { وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت … } . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق معمر ، عن قتادة قال : وضع الله البيت مع آدم حين أهبط الله آدم إلى الأرض ، وكان مهبطه بأرض الهند ، وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض ، وكانت الملائكة تهابه فنقص إلى ستين ذراعاً ، فحزن آدم إذ فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم فشكا ذلك إلى الله فقال الله : " يا آدم ، إني قد أهبطت لك بيتاً يطاف به كما يطاف حول عرشي ، ويصلى عنده كما يصلى عند عرشي … فاخرج إليه " فخرج اليه آدم ومدّ له في خطوه ، فكان بين كل خطوتين مفازة . فلم تزل تلك المفاوز بعد على ذلك … وأتى آدم فطاف به ومن بعده من الأنبياء . قال معمر : وأخبرني أبان أن البيت أهبط ياقوتة واحدة أو درة واحدة . قال معمر : وبلغني أن سفينة نوح طافت بالبيت سبعاً ، حتى إذا أغرق الله قوم نوح فقدوا بقي أساسه ، فبوّأه الله لإبراهيم فبناه بعد ذلك . فذلك قول الله { وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت … } . قال معمر : قال ابن جريج : قال ناس : أرسل الله سبحانه سحابه فيها رأس ، فقال الرأس : يا إبراهيم ، إن ربك يأمرك أن تأخذ قدر هذه السحابة . فجعل ينظر إليها ويخط قدرها . قال الرأس : قد فعلت ؟ قال : نعم . ثم ارتفعت فحفر فأبرز عن أساس ثابت في الأرض . قال ابن جريج : قال مجاهد : أقبل الملك والصرد والسكينة مع إبراهيم من الشام ، فقالت السكينة : يا إبراهيم ، ريض على البيت . قال : فلذلك لا يطوف البيت أعرابي ولا ملك من هذه الملوك ، إلا رأيت عليه السكينة والوقار . قال ابن جريج : وقال ابن المسيب : قال علي بن أبي طالب : وكان الله استودع الركن أبا قبيس ، فلما بنى إبراهيم ناداه أبو قبيس فقال : يا إبراهيم ، هذا الركن فيّ فخده . فحفر عنه فوضعه ، فلما فرغ إبراهيم من بنائه قال : قد فعلت يا رب ، فأرنا مناسكنا … أبرزها لنا وعلمناها . فبعث الله جبريل فحج به ، حتى إذا رأى عرفة قال : قد عرفت . وكان أتاها قبل ذلك مرة . قال : فلذلك سميت عرفة ، حتى إذا كان يوم النحر عرض له الشيطان فقال : احصب . فحصبه بسبع حصيات . ثم اليوم الثاني فالثالث فسدّ ما بين الجبلين - يعني إبليس - فلذلك كان رمي الجمار . قال : اعل على ثبير . فعلاه فنادى : يا عباد الله ، أجيبوا الله … يا عباد الله ، أطيعوا الله … فسمع دعوته من بين الأبحر السبع ممن كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان . فهي التي أعطى الله إبراهيم في المناسك قوله : لبيك اللهم لبيك ، ولم يزل على وجه الأرض سبعة مسلمون فصاعداً ، فلولا ذلك هلكت الأرض ومن عليها . وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال : كان البيت غثاة - وهي الماء - قبل أن يخلق الله الأرض بأربعين عاماً ، ومنه دحيت الأرض . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل ، عن السدي قال : إن الله عز وجل أمر إبراهيم أن يبني البيت هو وإسماعيل ، فانطلق إبراهيم حتى أتى مكة فقام هو وإسماعيل وأخذ المعاول لا يدريان أين البيت ، فبعث الله ريحاً يقال لها ريح الخجوج ، لها جناحان ورأس في صورة حية ، فكنست لهما ما حول الكعبة من البيت الأول ، واتبعاها بالمعاول يحفران حتى وضعا الأساس . فذلك حين يقول الله { وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت } فلما بنيا القواعد فبلغ مكان الركن ، قال إبراهيم لإسماعيل : اطلب لي حجراً حسناً أضعه ههنا . قال : يا أبت ، اني كسلان لغب . قال : عليّ ذلك . فانطلق يطلب له حجراً فأتاه بحجر فلم يرضه ، فقال : ائتني بحجر أحسن من هذا . فانطلق يطلب حجراً فجاءه جبريل بالحجر الأسود من الجنة ، وكان أبيض ياقوتة بيضاء مثل الثغامة ، وكان آدم هبط به من الجنة فاسوّد من خطايا الناس ، فجاءه إسماعيل بحجر فوجد عنده الركن فقال : يا أبت ، من جاءك بهذا ؟ قال : جاءني به من هو أنشط منك . فبينما هما يدعوان بالكلمات التي ابتلى بها إبراهيم ربه ، فلما فرغا من البنيان أمره الله أن ينادي . فقال { أذن في الناس بالحج } . وأخرج ابن أبي حاتم عن حوشب بن عقيل قال : سألت محمد بن عباد بن جعفر : متى كان البيت ؟ قال : خلقت الأشهر له . قلت : كم كان طول بناء إبراهيم ؟ قال : ثمانية عشر ذراعاً . قلت : كم هو اليوم قال : ستة وعشرون ذراعاً : قلت : هل بقي من حجارة بناء إبراهيم شيء ؟ قال : حشي به البيت إلا حجرين مما يليا الحجر . وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : قال الله لنبيه { وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود } قال : طواف قبل الصلاة . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الطواف بالبيت بمنزلة الصلاة ، إلا أن الله قد أحل فيه المنطق ، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير " . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عطاء في قوله { للطائفين } قال : الذين يطوفون به { والقائمين } قال : المصلين عنده . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة قال : القائمون ، المصلون . وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن منيع وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في سننه ، عن ابن عباس قال : لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال : ربّ ، قد فرغت . فقال { أذن في الناس بالحج } قال : ربّ ، وما يبلغ صوتي ؟ قال : أذّن وعليّ البلاغ . قال : ربّ ، كيف أقول ؟ قال : يا أيها الناس ، كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق … فسمعه من بين السماء والأرض ، ألا ترى أنهم يجيئون من أقصى الأرض يلبون … ؟ وأخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم والبيهقي ، عن ابن عباس قال : لما بنى إبراهيم البيت ، أوحى الله إليه أن أذن في الناس بالحج . فقال : ألا إن ربكم قد اتخذ بيتاً وأمركم أن تحجوه . فاستجاب له ما سمعه من حجر أو شجر أو أكمة أو تراب أو شيء . فقالوا : لبيك اللهم لبيك . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لما أمر الله إبراهيم أن ينادي في الناس بالحج ، صعد أبا قبيس فوضع أصبعيه في أذنيه ثم نادى : إن الله كتب عليكم الحج فأجيبوا ربكم . فأجابوه بالتلبية في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، وأول من أجابه أهل اليمن . فليس حاج يحج من يومئذ إلى أن تقوم الساعة ، إلا من كان أجاب إبراهيم يومئذ . وأخرج الديلمي بسندٍ واهٍ ، عن علي رفعه : لما نادى إبراهيم بالحج لبى الخلق ، فمن لبى تلبية واحدة حج حجة واحدة ، ومن لبى مرتين حج حجتين ، ومن زاد فبحساب ذلك . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { وأذّن في الناس بالحج } قال : قام إبراهيم عليه السلام على الحجر فنادى : يا أيها الناس ، كتب عليكم الحج … فأسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، فأجاب من آمن ممن سبق في علم الله أن يحج إلى يوم القيامة : لبيك اللهم لبيك . وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير { وأذن في الناس بالحج } قال : وقرت في كل ذكر وأنثى . وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال : لما فرغ إبراهيم من بناء البيت ، أوحى الله إليه أن { أذن في الناس بالحج } فخرج فنادى في الناس : يا أيها الناس ، إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه . فلم يسمعه حينئذ من إنس ولا جن ولا شجرة ولا أكمة ولا تراب ولا جبل ولا ماء ولا شيء ، إلا قال : لبيك اللهم لبيك . وأخرج أبو الشيخ في كتاب الأذان ، عن عبد الله بن الزبير قال : أخذ الأذان من أذان إبراهيم في الحج { وأذن في الناس بالحج } قال : فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة . وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيد بن عمير قال : لما أمر إبراهيم عليه السلام بدعاء الناس إلى الله ، استقبل المشرق فدعا ، ثم استقبل المغرب فدعا ، ثم استقبل الشام فدعا ، ثم استقبل اليمن فدعا ، فأجيب : لبيك لبيك . وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طلحة ، أن الله أوحى إلى إبراهيم عليه السلام أن { أذن في الناس بالحج } فقام على الحجر فقال : يا أيها الناس ، إن الله يأمركم بالحج . فأجابه من كان مخلوقاً في الأرض يومئذ ، ومن كان في أرحام النساء ، ومن كان في أصلاب الرجال ، ومن كان في البحور ، فقالوا : لبيك اللهم لبيك . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال : قال جبريل لإبراهيم { وأذن في الناس بالحج } قال : كيف أؤذن ؟ قال : قل يا أيها الناس ، أجيبوا إلى ربكم ؛ ثلاث مرات . فأجاب العباد فقالوا : لبيك اللهم ربنا لبيك ، لبيك اللهم ربنا لبيك . فمن أجاب إبراهيم يومئذ من الخلق فهو حاج . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال : لما فرغ إبراهيم وإسماعيل من بناء البيت ، أمر إبراهيم أن يؤذن بالحج ، فقام على الصفا فنادى بصوت سمعه ما بين المشرق والمغرب يا أيها الناس ، أجيبوا إلى ربكم . فأجابوه وهم في أصلاب آبائهم فقالوا : لبيك . قال : فإنما يحج البيت اليوم من أجاب إبراهيم يومئذ . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : لما أذن إبراهيم بالحج قال : يا أيها الناس ، أجيبوا ربكم . فلبى كل رطب ويابس . وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب ، عن مجاهد قال : لما أمر إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج ، قام على المقام فنادى بصوت أسمع من بين المشرق والمغرب : يا أيها الناس ، أجيبوا ربكم . وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب ، عن مجاهد قال : قال إبراهيم : كيف أقول ؟ قال : قل يا أيها الناس أجيبوا ربكم . فما خلق الله من جبل ولا شجر ولا شيء من المطيعين له ، إلا ينادي : لبيك اللهم لبيك . فصارت التلبية . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال : تطاول به المقام حتى كان كأطول جبل في الأرض ، فأذن فيهم بالحج فأسمع من تحت البحور السبع وقالوا : لبيك أطعنا … لبيك أجبنا . فكل من حج إلى يوم القيامة ممن استجاب له يومئذ . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال : قيل لإبراهيم { أذن في الناس بالحج } قال : يا رب ، كيف أقول ؟ قال : قل لبيك اللهم لبيك . فكان إبراهيم أول من لبى . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة قال : لما أمر إبراهيم بالحج قام على المقام فنادى نداء سمعه جميع أهل الأرض : ألا إن ربكم قد وضع بيتاً وأمركم أن تحجوه . فجعل الله في أثر قدميه آية في الصخرة . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عطاء قال : صعد إبراهيم على الصفا فقال : يا أيها الناس ، أجيبوا ربكم . فأسمع من كان حياً في أصلاب الرجال . وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير قال : أجاب إبراهيم كل جنّي وإنسي وكل شجر وحجر . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان ، عن ابن عباس قال : لما أمر إبراهيم أن يؤذن في الناس ، تواضعت له الجبال ورفعت له الأرض فقام فقال : يا أيها الناس ، أجيبوا ربكم . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : صعد إبراهيم أبا قبيس فقال : الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن إبراهيم رسول الله … أيها الناس ، إن الله أمرني أن أنادي في الناس بالحج . … أيها الناس ، أجيبوا ربكم . فأجابه من أخذ الله ميثاقه بالحج إلى يوم القيامة . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { وأذن في الناس بالحج } يعني بالناس أهل القبلة ، ألم تسمع أنه قال { إن أول بيت وضع للناس … } [ آل عمران : 96 ] إلى قوله { ومن دخله كان آمناً } [ آل عمران : 97 ] يقول : ومن دخله من الناس الذين أمر أن يؤذن فيهم وكتب عليهم الحج . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ، { يأتوك رجالاً } قال : مشاة { وعلى كل ضامر } قال : الإبل { يأتين من كل فج عميق } قال : بعيد . وأخرج الخطيب في تاريخه عن محمد بن كعب القرظي قال : سمعت ابن عباس يقول : ما آسى على شيء إلا أني لم أكن حججت راجلاً ؛ لأني سمعت الله يقول { يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر } وهكذا كان يقرأوها . وأخرج ابن أبي شيبة وابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما آسى على شيء فاتني ، إلا أني لم أحج ماشياً حتى أدركني الكبر أسمع الله تعالى يقول { يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر } فبدأ بالرجال قبل الركبان . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن مجاهد ، أن إبراهيم وإسماعيل حجا وهما ماشيان . وأخرج ابن خزيمة والحاكم وصححه والبيهقي ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من حج من مكة ماشياً حتى يرجع إلى مكة ، كتب الله له بكل خطوة سبعمائة حسنة من حسنات الحرم . قيل : وما حسنات الحرم ؟ قال : بكل حسنة مائة ألف حسنة " . وأخرج ابن سعد وابن مردويه والضياء في المختارة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن للحاج الراكب بكل خطوة تخطوها راحلته سبعين حسنة ، وللماشي بكل قدم سبعمائة حسنة من حسنات الحرم . قيل : يا رسول الله ، وما حسنات الحرم ! ؟ قال : الحسنة مائة ألف حسنة " . وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الملائكة لتصافح ركاب الحجاج وتعتنق المشاة " . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { يأتوك رجالاً } قال : على أرجلهم { وعلى كل ضامر } قال : الإبل { يأتون من كل فج عميق } يعني مكان بعيد . وأخرج ابن جرير وعبد الرزاق عن مجاهد رضي الله عنه قال : كانوا يحجون ولا يتزوّدون ، فأنزل الله { وتزودوا } [ البقرة : 197 ] . وكانوا يحجون ولا يركبون ، فأنزل الله { يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر } فأمرهم بالزاد ورخص لهم في الركوب والمتجر . وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { من كل فج عميق } قال : طريق بعيد قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر : @ فساروا العناء وسدوا الفجاج بأجساد عادلها آيدات @@ وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر } قال : هم المشاة والركبان . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وعلى كل ضامر } قال : ما تبلغه المطي حتى تضمر . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { من كل فج عميق } قال : طريق بعيد . وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك رضي الله عنه مثله . وأخرج ابن المنذر عن أبي العالية رضي الله عنه { من كل فج عميق } قال : مكان بعيد . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه مثله . وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عبيد بن عمير قال : لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ركباً يريدون البيت فقال : من أنتم ؟ فأجابه أحدثهم سناً فقال : عباد الله المسلمون . فقال : من أين جئتم ؟ قال : من الفج العميق . قال : أين تريدون ؟ قال : البيت العتيق . فقال عمر رضي الله عنه : تأوّلها لعمر الله . فقال عمر رضي الله عنه : من أميركم ؟ فأشار إلى شيخ منهم ، فقال عمر : بل أنت أميرهم لأحدثهم سناً الذي أجابه . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما { ليشهدوا منافع لهم } قال : أسواقاً كانت لهم . ما ذكر الله منافع إلا الدنيا . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ليشهدوا منافع لهم } قال : منافع في الدنيا ومنافع في الآخرة . فأمّا منافع الآخرة ، فرضوان الله عز وجل . وأما منافع الدنيا ، فما يصيبون من لحوم البدن في ذلك اليوم والذبائح والتجارات . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه { ليشهدوا منافع لهم } قال : الأجر في الآخرة والتجارة في الدنيا . وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله { ويذكروا اسم الله } قال : فيما ينحرون من البدن . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { ويذكروا اسم الله } قال : كان يقال : إذا ذبحت نسيكتك فقل بسم الله والله أكبر ، اللهم هذا منك ولك عن فلان ، ثم كل وأطعم كما أمرك الله : الجار والأقرب فالأقرب . وأخرج أبو بكر المروزي في كتاب العيدين وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الأيام المعلومات ، أيام العشر . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : الأيام المعلومات : يوم النحر وثلاثة أيام بعده . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما { في أيام معلومات } يعني أيام التشريق . وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه { في أيام معلومات } يعني أيام التشريق { على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } يعني البدن . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنه قال : الأيام المعلومات والمعدودات ، هن جميعهن أربعة أيام . فالمعلومات ، يوم النحر ويومان بعده . والمعدودات ، ثلاثة أيام بعد يوم النحر . وأخرج ابن المنذر عن علي رضي الله عنه قال : الأيام المعلومات ، يوم النحر وثلاثة أيام بعده . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { في أيام معلومات } قال : قبل يوم التروية بيوم ، ويوم التروية ، ويوم عرفة . وأخرج عبد بن حميد عن عطاء ومجاهد رضي الله عنه قال : الأيام المعلومات ، أيام العشر . وأخرج عن سعيد بن جبير والحسن رضي الله عنه مثله . وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن إبراهيم رضي الله عنه قال : كان المشركون لا يأكلون من ذبائح نسائكم ، فأنزل الله { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير } فرخص للمسلمين ، فمن شاء أكل ومن شاء لم يأكل . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه ، عن مجاهد في الآية قال : هي رخصة ، إن شاء أكل وإن شاء لم يأكل . بمنزلة قوله : { وإذا حللتم فاصطادوا } . وأخرج عبد بن حميد عن عطاء { فكلوا منها وأطعموا } قال : إذا ذبحتم فاهدوا وكلوا وأطعموا وأقلوا لحوم الأضاحي عندكم . وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح الحنفي رضي الله عنه { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير } قال : هي في الأضاحي . وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه قال : إن شاء أكل من الهدي والأضحية ؛ وإن شاء لم يأكل . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { فكلوا منها } أن ابن مسعود كان يقول للذي يبعث : بهديه معه : كُلْ ثلثاً ، وتصدق بالثلث ، واهد لآل عتبة ثلثاً . وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد الله قال : " نحر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل جزور بضعة ، فجعلت في قدر فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي من اللحم وحسوا من المرق " قال سفيان : لأن الله يقول { فكلوا منها } . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { وأطعموا البائس } قال : الزمن . وأخرج الطستي عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قول الله { وأطعموا البائس الفقير } قال : { البائس } الذي لم يجد شيئاً من شدة الحاجة . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت طرفة وهو يقول : @ يغشاهم البائس المدقع والضيف وجار مجاور جنب @@ وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ومجاهد قالا { البائس } الذي يمد كفيه إلى الناس يسأل . وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال : { البائس } المضطر الذي عليه البؤس و { الفقير } الضعيف . وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله و { البائس الفقير } قال : هما سواء . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال : { البائس الفقير } الذي به زمانه وهو فقير .