Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 22, Ayat: 78-78)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن مردويه ، عن عبد الرحمن بن عوف قال : قال لي عمر ألسنا كنا نقرأ فيما نقرأ { وجاهدوا في الله حق جهاده } في آخر الزمان كما جاهدتم في أوله قلت : بلى . فمتى هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : إذا كانت بنو أمية الأمراء ، وبنو المغيرة الوزراء . وأخرجه البيهقي في الدلائل عن المسور بن مخرمة . قال : قال عمر لعبد الرحمن بن عوف فذكره . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الضحاك رضي الله عنه في قوله : { وجاهدوا في الله حق جهاده } قال : جاهدوا عدو محمد حتى يدخلوا في الإسلام . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن الحسن رضي الله عنه { وجاهدوا في الله حق جهاده } قال : ان الرجل ليجاهد في الله حق جهاده وما ضرب بسيف . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مقاتل رضي الله عنه { وجاهدوا في الله حق جهاده } يعني العمل أن يجتهدوا فيه . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه { وجاهدوا في الله حق جهاده } قال : يطاع فلا يعصى . وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج - رضي الله عنه - { وجاهدوا في الله حق جهاده } قال : لا تخافوا في الله لومة لائم { هو اجتباكم } قال : استخلصكم . وأخرج ابن مردويه ، عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله " . وأخرج ابن جرير وابن مردويه والحاكم وصححه ، " عن عائشة - رضي الله عنها - أنها سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية { وما جعل عليكم في الدين من حرج } قال : من ضيق " . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن محمد قال : قال أبو هريرة لابن عباس أما علينا في الدين من حرج ؛ في أن نسرق أو نزني قال : بلى . قال : { فما جعل عليكم في الدين من حرج } قال : الأصر الذي كان على بني إسرائيل وضع عنكم . وأخرج ابن أبي حاتم ، من طريق ابن شهاب ، أن ابن عباس كان يقول : في قوله : { ما جعل عليكم في الدين من حرج } توسعة الإسلام ؛ ما جعل الله من التوبة ومن الكفارات . وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عثمان بن بشار ، عن ابن عباس { وما جعل عليكم في الدين من حرج } قال : هذا في هلال رمضان ؛ إذا شك فيه الناس ، وفي الحج ، إذا شكوا في الهلال ، وفي الأضحى وفي الفطر وفي أشباهه . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير أن ابن عباس سئل ، عن الحرج ؟ فقال : ادعوا لي رجلاً من هذيل فجاءه فقال : ما الحرج فيكم ؟ فقال : الحرجة من الشجر التي ليس لها مخرج . فقال ابن عباس : هذا الحرج الذي ليس له مخرج . وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في سننه من طريق عبيدالله بن أبي يزيد ، ان ابن عباس سئل عن الحرج ؟ فقال : ههنا أحد من هذيل ؟ فقال رجل : أنا . فقال : ما تعدون الحرجة فيكم ؟ قال : الشيء الضيق . قال : هو ذاك . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عكرمة قال : الحرج الضيق لم يجعله ضيقاً ، ولكنه جعله واسعاً { أحل لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع } { وما ملكت أيمانكم } { وحرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير } . وأخرج محمد بن يحيى الذهلي في الزهريات وابن عساكر ، عن ابن شهاب قال : سأل عبد الملك بن مروان علي بن عبدالله ، عن هذه الآية ؟ { وما جعل عليكم في الدين من حرج } فقال علي بن عبدالله : الحرج ، الضيق ؛ جعل الله الكفارات مخرجاً من ذلك . سمعت ابن عباس يقول ذلك . وأخرج البيهقي في سننه ، عن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر قال : قرأ عمر بن الخطاب هذه الآية { ما جعل عليكم في الدين من حرج } ثم قال : ادعوا لي رجلاً من بني مدلج . قال عمر : ما الحرج فيكم ؟ قال : الضيق . وأخرج أحمد ، عن حذيفة بن اليمان قال : غاب عنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً فلم يخرج حتى ظننا أن لن يخرج ، فلما خرج سجد سجدة ، فظننا أن نفسه قد قبضت ! فلما رفع رأسه قال : " إن ربي عز وجل إستشارني في أمتي ماذا أفعل بهم ؟ فقلت : ما شئت أي رب ؛ هم خلقك وعبادك ، فاستشارني الثانية ؟ فقلت له كذلك ، فقال : لا أخزيك في أمتك يا محمد ، وبشرني : إن أول من يدخل الجنة من أمتي معي سبعون ألفاً مع كل ألف سبعون ألفاً ليس عليهم حساب . ثم أرسل إلي ادع تجب ، وسل تعط ، فقلت لرسوله : أو معطي ربي سؤلي ؟ قال : ما أرسلني إليك إلا ليعطيك . ولقد أعطاني ربي عز وجل ولا فخر ، وغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ، وأنا أمشي حياء ، وأعطاني أن لا تجوع أمتي ولا تغلب ، وأعطاني الكوثر ، فهو نهر في الجنة يسيل في حوضي ، وأعطاني العز والنصر والرعب ، يسعى بين يدي أمتي شهراً ، وأعطاني : أني أول الأنبياء أدخل الجنة ، وطيب لي ولأمتي الغنيمة ، وأحل لنا كثيراً ممن شدد على من قبلنا ، ولم يجعل علينا من حرج ، فلم أجد لي شكراً إلا هذه السجدة " . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مقاتل بن حيان في قوله : { وما جعل عليكم في الدين من حرج } يقول : لم يضيق الدين عليكم ، ولكن جعله واسعاً لمن دخله ، وذلك أنه ليس مما فرض عليهم فيه ، إلا ساق إليهم عند الاضطرار رخصة ؛ والرخصة في الدنيا فيها وسع عليهم رحمة منه ، إذا فرض عليهم الصلاة في المقام أربع ركعات ، وجعلها في السفر ركعتين وعند الخوف من العدو ركعة ، ثم جعل في وجهة رخصة ؛ أن يوميء إيماء أن لم يستطيع السجود ، في أي نحو كان وجهه ، لمن تجاوز عن السيئات منه والخطأ ، وجعل في الوضوء والغسل رخصة ، إذا لم يجد الماء أن يتيمموا الصعيد ، وجعل الصيام على المقيم واجباً ، ورخص فيه للمريض ، والمسافر عدة من أيام أخر ، فمن لم يطق فإطعام مسكين مكان كل يوم ، وجعل في الحج رخصة ؛ إن لم يجد زاداً أو حملاناً أو حبس دونه ، وجعل في الجهاد رخصة ؛ إن لم يجد حملاناً أو نفقة ، وجعل عند الجهد والاضطرار من الجوع : أن رخص في الميتة والدم ولحم الخنزير قدر ما يرد نفسه ؛ لا يموت جوعاً في أشباه هذا في القرآن ، وسعة الله على هذه الأمة رخصة منه ساقها إليهم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي في قوله : { ملة أبيكم إبراهيم } قال : دين أبيكم . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق ، عن ابن عباس في قوله { هو سماكم المسلمين من قبل } قال الله عز وجل { سماكم } . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد في قوله : { هو سماكم المسلمين } قال الله عز وجل { سماكم من قبل } قال الكتب كلها { وفي الذكر } { وفي هذا } ، قال : القرآن . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { هو سماكم } قال الله { سماكم المسلمين من قبل وفي هذا } أي في كتابكم : { ليكون الرسول شهيداً عليكم } أنه قد بلغكم { وتكونوا شهداء على الناس } أن رسلهم قد بلغتهم . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، عن سفيان في قوله : { هو سماكم المسلمين } قال الله عز وجل { من قبل } قال : في التوراة والإنجيل { وفي هذا } قال : القرآن { ليكون الرسول شهيداً عليكم } قال : { بأعمالكم وتكونوا شهداء على الناس } قال : على الأمم بأن الرسل قد بلغتهم . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في الآية قال : لم يذكر الله بالإسلام والإيمان غير هذه الأمة ، ذكرت بهما جميعاً ولم يسمع بأمة ذكرت بالإسلام والإيمان غيرها . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : { هو سماكم المسلمين } قال إبراهيم : ألا ترى إلى قوله { ربنا واجعلنا مسلمين لك } الآية : كلها . وأخرج الطيالسي وأحمد وابن حبان والبخاري في تاريخه والترمذي وصححه والنسائي والموصلي وابن خزيمة وابن حبان والبوردي وابن قانع والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الشعب ، عن الحارث الأشعري ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " " من دعا بدعوى الجاهلية ، فإنه من جثاء جهنم " قال رجل : يا رسول الله ، وإن صام وصلّى ؟ قال : نعم . " فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين والمؤمنين عباد الله " " . وأخرج ابن أبي شيبة ، عن عبدالله بن يزيد الأنصاري قال : تسموا بأسمائكم التي سماكم الله بها : بالحنيفية والإسلام والإيمان . وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وإسحق بن راهويه في مسنده ، عن مكحول : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " تسمى الله باسمين ، سمى بها أمتي : هو السلام ، وسمى أمتي المسلمين ، وهو المؤمن ، وسمى أمتي المؤمنين ، والله تعالى أعلم " .