Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 75-77)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن أبي حاتم ، عن السدي رضي الله عنه في الآية قال : الذي { يصطفى } من الناس هم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام . وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله اصطفى موسى بالكلام وإبراهيم بالخلة " . وأخرج الحاكم وصححه ، عن أنس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : " موسى بن عمران صفي الله " . وأخرج البغوي في معجمه والباوردي وابن قانع والطبراني وابن عساكر ، " عن زيد بن أبي أوفى رضي الله عنه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد المدينة فجعل يقول : " أين فلان ؟ أين فلان ؟ " فلم يزل يتفقدهم ، وينصب إليهم حتى اجتمعوا عنده فقال : إني محدثكم فاحفظوه وعوه وحدثوا به من بعدكم ، إن الله اصطفى من خلقه خلقاً " ثم تلا هذه الآية { الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس } خلقاً يدخلهم الجنة " وإني مصطفٍ منكم من أحب أن اصطفيه ، ومؤاخ بينكم كما آخى الله بين الملائكة ، قم يا أبا بكر . فقام فجثا بين يديه . فقال : إن لك عندي يداً أن الله يجزيك بها ، فلو كنت متخذاً خليلاً ، لاتخذتك خليلاً ، فأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي ، وحرك قميصه بيده . ثم قال : ادن يا عمر ، فدنا ثم قال : ادن يا عمر ، فدنا ثم قال : كنت شديد الثغب علينا أبا حفص ، فدعوت الله أن يعز الدين بك ، أو بأبي جهل ، ففعل الله ذلك لك ، وكنت أحبهما إليّ ، فأنت معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة . ثم تنحى وآخى بينه وبين أبي بكر ، ثم دعا عثمان بن عفان فقال : ادن يا عثمان ادن يا عثمان ، فلم يزل يدنو منه حتى ألصق ركبته بركبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم نظر اليه ثم نظر إلى السماء فقال : سبحان الله العظيم ثلاث مرات ، ثم نظر إلى عثمان فإذا ازراره محلولة ، فزرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده ثم قال : اجمع عطفي ردائك على نحرك ، فإن لك شأناً في أهل السماء ، أنت ممن يرد عليّ الحوض ، وأوداجه تشخب دماً فأقول من فعل هذا بك ؟ فتقول فلان . وذلك كلام جبريل ، وذلك إذا هتف من السماء : إلا أن عثمان أمير على كل خاذل . ثم دعا عبد الرحمن بن عوف فقال : ادن يا أمين الله والامين في السماء ، يسلط الله على مالك بالحق ، أما ان لك عندي دعوة وقد أخرتها . قال : خر لي يا رسول الله . قال : حملتني يا عبد الرحمن أمانة ، أكثر الله مالك وجعل يحرك يده ثم تنحى ، وآخى بينه وبين عثمان ، ثم دخل طلحة والزبير فقال : ادنوا مني فدنوا منه فقال : " أنتما حواري كحواري عيسى ابن مريم " ثم آخى بينهما ، ثم دعا سعد بن أبي وقاص ، وعمار بن ياسر فقال : يا عمار ، قتلتك الفئة الباغية . ثم آخى بينهما ، ثم دعا أبا الدرداء وسلمان الفارسي فقال : " يا سلمان أنت منا أهل البيت وقد آتاك الله العلم الأول ، والعلم الآخر ، والكتاب الأول ، والكتاب الآخر . ثم قال إلا أنشدك يا أبا الدرداء ؟ قال : بلى يا رسول الله ، قال : إن تنقدهم ينقدوك وإن تتركهم لا يتركوك ، وإن تهرب منهم يدركوك ، فاقرضهم عرضك ليوم فقرك " فآخى بينهما ، ثم نظر في وجوه أصحابه فقال : " ابشروا وقروا عيناً ، فأنتم أول من يرد عليّ الحوض ، وأنتم في أعلى الغرف " . ثم نظر إلى عبدالله بن عمر ، فقال : الحمد لله الذي يهدي من الضلالة ، فقال علي : يا رسول الله ، ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت ما فعلت بأصحابك غيري ! فإن كان من سخط علي ، فلك العتبى والكرامة . فقال : " والذي بعثني بالحق ، ما أخرتك إلا لنفسي فأنت عندي بمنزلة هارون من موسى ووارثي . فقال : يا رسول الله ، ما أرث منك ؟ قال : ما ورثت الأنبياء . قال : وما ورثت الأنبياء قبلك ؟ قال : كتاب الله وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة ، مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي ، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه . الآية { اخواناً على سرر متقابلين } " الاخلاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله : { يا أيها الذين آمنوا اركعوا } قال إنما هي أدب وموعظة .