Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 52-62)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : ثم إن الله أمر موسى أن يخرج ببني إسرائيل فقال { أسر بعبادي ليلاً } فأمر موسى بني إسرائيل أن يخرجوا ، وأمرهم أن يستعيروا الحلي من القبط ، وأمر أن لا ينادي أحد منهم صاحبه ، وأن يسرجوا في بيوتهم حتى الصبح ، وأن من خرج منهم أمام بابه يكب من دم حتى يعلم أنه قد خرج ، وأن الله قد أخرج كل ولد زنا في القبط من بني إسرائيل إلى بني إسرائيل ، وأخرج كل ولد زنا في بني إسرائيل من القبط حتى أتوا آباءهم . ثم خرج موسى ببني إسرائيل ليلاً والقبط لا يعلمون ، وألقى على القبط الموت فمات كل بكر رجل منهم ، فأصبحوا يدفنونهم فشغلوا عن طلبهم حتى طلعت الشمس ، وخرج موسى في ستمائة ألف وعشرين ألفاً . لا يعدون ابن عشرين لصغره ، ولا ابن ستين لكبره ، وإنما عدوا ما بين ذلك سوى الذرية . وتبعهم فرعون على مقدمته هامان في ألف ألف وسبعمائة ألف حصان ليس فيها ماذيانة وذلك حين يقول الله { فأرسل فرعون في المدائن حاشرين ، إن هؤلاء لشرذمة قليلون } فكان موسى على ساقة بني إسرائيل ، وكان هارون أمامهم يقدمهم فقال المؤمن لموسى : أين أمرت ؟ قال : البحر . فأراد أن يقتحم فمنعه موسى . فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد ردفهم قالوا : يا موسى { إنا لمدركون } قال موسى { كلا إن معي ربي سيهدين } يقول : سيكفين . فتقدم هارون فضرب البحر فأبى البحر أن ينفتح وقال : من هذا الجبار الذي يضربني ؟ حتى أتاه موسى ، فكناه أبا خالد وضربه { فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم } يقول : كالجبل العظيم ، فدخلت بنو إسرائيل وكان في البحر اثنا عشر طريقاً في كل طريق سبط ، وكانت الطرق إذا انفلقت بجدران فقال كل سبط : قد قتل أصحابنا . فلما رأى ذلك موسى صلى الله عليه وسلم دعا الله ، فجعلها لهم قناطر كهيئة الطبقات ينظر آخرهم إلى أولها حتى خرجوا جميعاً ، ثم دنا فرعون وأصحابه فلما نظر فرعون إلى البحر منفلقاً قال : ألا ترون إلى البحر منفلقاً قد فرق مني ، فانفتح لي حتى أدرك أعدائي فاقتلهم ، فلما قام فرعون على أفواه الطرق أبت خيله أن تقتحم ، فنزل على ماذيانة ، فشامت الحصن ريح الماذيانة فاقتحمت في أثرها حتى إذا هم أولهم أن يخرج ودخل آخرهم . أمر الله البحر أن يأخذهم ، فالتطم عليهم وتفرد جبريل بفرعون يمقله من مقل البحر ، فجعل يدسها في فيه . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } قال : ذكر لنا أن بني إسرائيل الذين قطع بهم موسى البحر كانوا ستمائة ألف مقاتل وعشرين ألفاً فصاعداً . واتبعهم فرعون على ألف ألف حصان ومائتي ألف حصان . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } قال ستمائة ألف وسبعون ألفاً . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير عن أبي عبيدة . مثله . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } قال : كانوا ستمائة ألف . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { لشرذمة } قال : قطعة . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { لشرذمة } قال : الفريد من الناس . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان أصحاب موسى الذين جاوزوا البحر اثني عشر سبط ، فكان في كل طريق اثنا عشر ألفاً كلهم ولد يعقوب عليه السلام " . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } قال : هم يومئذ ستمائة ألف . ولا يحصى عدد أصحاب فرعون . وأخرج ابن مردويه بسندٍ واهٍ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان فرعون عدو الله حيث غرقه الله هو وأصحابه في سبعين قائد ، مع كل قائد سبعون ألفاً . وكان موسى مع سبعين ألفاً حين عبروا البحر " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال : أوحى الله إلى موسى : أن أجمع بني إسرائيل كل أربعة أبيات من بني إسرائيل في بيت ، ثم اذبح أولاد الضان فاضرب بدمائها على كل باب ، فإني سآمر الملائكة أن لا تدخل بيتاً على بابه دم ، وسآمر الملائكة فتقتل أبكار آل فرعون من أنفسهم وأهليهم ، ثم اخبزوا خبز فطيرا فإنه أسرع لكم ، ثم سر حتى تأتي البحر ، ثم قف حتى يأتيك أمري . فلما أن أصبح فرعون قال : هذا عمل موسى وقومه ، قتلوا أبكارنا من أنفسنا وأهلينا . وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر عن يحيى بن عروة بن الزبير قال : إن الله أمر موسى أن يسير ببني إسرائيل ، وقد كان موسى وعد بني إسرائيل أن يسير بهم إذا طلع القمر ، فدعا الله أن يؤخر طلوعه حتى يفرغ ، فلما سار موسى ببني إسرائيل ، أذن فرعون في الناس { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } . وأخرج ابن المنذر عن محمد بن كعب قال : خرج موسى من مصر ومعه ستمائة ألف من بني إسرائيل لا يعدون فيهم أقل من ابن عشرين ولا ابن أكثر من أربعين سنة فقال فرعون : { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } وخرج فرعون على فرس حصان أدهم ومعه ثمانمائة ألف على خيل أدهم سوى ألوان الخيل ، وكان جبريل عليه السلام على فرس شائع يسير بين يدي القوم ويقول : ليس القوم بأحق بالطريق منكم . وفرعون على فرس أدهم حصان . وجبريل على فرس أنثى . فاتبعها فرس فرعون ، وكان ميكائيل في أخرى القوم يقول : الحقوا أصحابكم حتى دخل آخرهم ، وأراد أولهم أن يخرجوا فأطبق عليهم البحر . وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن ميمون قال : لما أراد موسى أن يخرج ببني إسرائيل من مصر بلغ ذلك فرعون فقال : أمهلوهم حتى إذا صاح الديك فأتوهم . فلم يُصِحْ في تلك الليلة الديك ، فخرج موسى ببني إسرائيل وغدا فرعون ، فلما أصبح فرعون أمر بشاة فأتي بها فأمر بها أن تذبح ثم قال : لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع عندي خمسمائة ألف فارس . فاجتمعوا إليه فاتبعهم ، فلما انتهى موسى إلى البحر قال له : وصيه يا نبي الله أين أمرت ؟ قال : ههنا في البحر . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كان طلائع فرعون الذين بعثهم في أثرهم ستمائة ألف ليس فيهم أحد إلا على بهيم . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : كانت سيما خيل فرعون الخرق البيض في أصداغها ، وكانت جريدته مائة ألف حصان . وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار قال : اجتمع آل يعقوب إلى يوسف وهم ستة وثمانون انساناً ذكرهم وأنثاهم . فخرج بهم موسى يوم خرج وهم ستمائة ألف ونيف . وخرج فرعون على أثرهم يطلبهم على فرس أدهم على لونه من الدهم ثمانمائة ألف أدهم سوى ألوان الخيل ، وحالت الريح الشمال . وتحت جبريل فرس وريق وميكائيل يسوقهم لا يشذ منهم شاذة إلا ضمه فقال القوم : يا رسول الله قد كنا نلقى من فرعون من التعس والعذاب ما نلقى فكيف إن صنعا ما صنعنا فأين الملجأ ؟ قال : البحر . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس . أنه قرأ { وإنا لجميع حاذرون } قال : مؤدون مُقِرّون . وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الأسود بن يزيد انه كان يقرأها { وإنا لجميع حاذرون } يقول : مؤدون مقرون . وأخرج عبد بن حميد عن الأسود . أنه كان يقرأها { وإنا لجميع حاذرون } يقول : رادون مستعدون . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير . أنه كان يقرأ { وإنا لجميع حاذرون } يقول : مادّون في السلاح . وأخرج عبد بن حميد عن عمرو بن دينار قال : قرأ عبيد { وإنا لجميع حاذرون } . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الضحاك { وإنا لجميع حاذرون } قال : مؤدون مقوّون في السلاح والكراع . وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود { وإنا لجميع حاذرون } قال : مؤدون مقوّون في السلاح والكرام . وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم . إنه كان يقرأها { وإنا لجميع حاذرون } . وأخرج ابن الأنباري في الوقف عن ابن عباس . أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { وإنا لجميع حاذرون } ما الحاذرون ؟ قال : التامون السلاح قال فيه النجاشي : @ لعمر أبي أتاني حيث أمسى لقد تأذت به أبناء بكر خفيفة في كتاب حاذرات يقودهم أبو شبل هزبر @@ وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة { فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم } قال : كانوا في ذلك في الدنيا ، فأخرجهم الله من ذلك ، وأورثها بني إسرائيل . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ومقام كريم } قال : المنابر . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { فأتبعوهم مشرقين } قال : اتبعهم فرعون وجنوده حين أشرقت الشمس { قال أصحاب موسى إنا لمدركون } قال موسى وكان أعلمهم بالله { كلا إن معي ربي سيهدين } . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { فأتبعوهم مشرقين } مهموزة مقطوعة الألف . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { فأتبعوهم مشرقين } قال : خرج أصحاب موسى ليلاً ، فكسف القمر ليلاً وأظلمت الأرض فقال أصحابه : أن يوسف كان أخبرنا : أنا سننجى من فرعون ، وأخذ علينا العهد لنخرجن بعظامه معنا ، فخرج موسى من ليلته يسأل عن قبره ، فوجد عجوزاً سألها على قبره ، فأخرجته له بحكمها فكان حكمها أن قالت له : احملني فاخرجني معك ، فجعل عظام يوسف في كساء . ثم حمل العجوز على كساء فجعله على رقبته وخيل فرعون في ملء أعنتها خضراء في أعينهم ولا يبرح حسه عن موسى وأصحابه حتى برزوا . وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن عبد الله القسري : إن مؤمن آل فرعون كان امام القوم قال : يا نبي الله أين أمرت ؟ قال : أمامك … قال : وهل أمامي إلا البحر ؟ قال : والله ما كذبت ولا كذبت . ثم سار ساعة فقال مثل ذلك ، فرد عليه موسى مثل ذلك قال موسى وكان أعلم القوم بالله { كلا إن معي ربي سيهدين } .