Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 10-51)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه { وإذ نادى ربك موسى } قال : حين نودي من جانب الطور الأيمن . وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { ولهم عليّ ذنب } قال : قتل النفس التي قتل فيهم وفي قوله { وفعلت فعلتك التي فعلت } قال : قتل النفس أيضاً . وفي قوله { فعلتها إذاً وأنا من الضالين } قال : من الجاهلين . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ولهم عليّ ذنب } قال : قتل النفس . وفي قوله { ألم نربّك فينا وليداً } قال : التقطه آل فرعون فربوه وليداً حتى كان رجلاً { وفعلت فعلتك التي فعلت } قال : قتلت النفس التي قتلت { وأنت من الكافرين } قال : فتبرأ من ذلك نبي الله قال : { فعلتها إذاً وأنا من الضالين } قال : من الجاهلين . قال : وهي في بعض القراءة { إذن وأنا من الجاهلين } فإنما هو شيء جهله ولم يتعمده . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله { وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين } قال : من فرعون على موسى حين رباه . يقول : كفرت نعمتي . وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه { وتلك نعمة تمنها عليَّ أن عبدت بني إسرائيل } قال : قهرتهم واستعملتهم . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين } قال : للنعمة . إن فرعون لم يكن يعلم ما الكفر ؟ وفي قوله { قال فعلتها إذاً وأنا من الضالين } قال : من الجاهلين . وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن جريج قال في قراءة ابن مسعود " فعلتها إذن وأنا من الجاهلين " . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { فوهب لي حكماً } قال : النبوة . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه { وتلك نعمة تمنها عليَّ } قال : يقول موسى لفرعون : أتمن عليَّ يا فرعون بأن اتخذت بني إسرائيل عبيداً وكانوا أحراراً فقهرتهم واتخذتهم عبيداً . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { قال فرعون وما رب العالمين } إلى قوله { إن كنتم تعقلون } قال : فلم يزده إلا رغماً . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين } يقول : مبين له خلق حية { ونزع يده } يقول : وأخرج موسى يده من جيبه { فإذا هي بيضاء } تلمع { للناظرين } ينظر إليها ويراها . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال : أقبل موسى بأهله فسار بهم نحو مصر حتى أتاها ليلاً ، فتضيف على أمه وهو لا يعرفهم في ليلة كانوا يأكلون منها الطقشيل ، فنزل في جانب الدار ، فجاء هارون ، فلما أبصر ضيفه سأل عنه أمه ، فأخبرته أنه ضيف فدعاه فأكل معه ، فلما قعدا فتحدثا فسأله هارون من أنت ؟ قال : أنا موسى . فقام كل واحد منهما إلى صاحبه فاعتنقه ، فلما أن تعارفا قال له موسى : يا هارون انطلق بي إلى فرعون فإن الله قد أرسلنا إليه . قال هارون : سمعاً وطاعة فقامت أمهما فصاحت وقالت : أنشدكما بالله أن لا تذهبا الى فرعون فيقتلكما ، فأبيا فانطلقا إليه ليلاً ، فأتيا الباب ، فضرباه ، ففزع فرعون وفزع البواب فقال فرعون : من هذا الذي يضرب ببابي هذه الساعة ؟ فأشرف عليهما البواب فكلمهما فقال له موسى : { إنا رسول رب العالمين } ففزع البواب ، فأتى فرعون فأخبره فقال : إن ههنا إنساناً مجنوناً يزعم أنه رسول رب العالمين فقال : أدخله ، فدخل فقال : إنه رسول رب العالمين . { قال فرعون : وما رب العالمين } قال : { ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى } [ طه : 50 ] قال : { إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين . فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين } [ الأعراف : 106 ] والثعبان الذكر من الحيات فاتحة فمها لحيها الأسفل في الأرض والأعلى على سورة القصر ، ثم توجهت نحو فرعون لتأخذه ، فلما رآها ذعر منها ووثب فأحدث ولم يكن يحدث قبل ذلك وصاح : يا موسى خذها وأنا أؤمن بك وأرسل معك بني إسرائيل . فأخذها موسى فصارت عصا فقالت السحرة في نجواهم { إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهم } [ طه : 63 ] فالتقى موسى وأمير السحرة فقال له موسى : أرأيت أن غلبتك غداً أتؤمن بي ، وتشهد أن ما جئت به حق ؟ قال الساحر : لآتين غداً بسحر لا يغلبه شيء ، فوالله لئن غلبتني لأؤمنن بك ، ولأشهدن أنك حق ؛ وفرعون ينظر إليهما . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله { وقيل للناس هل أنتم مجتمعون } قال : كانوا بالاسكندرية قال : ويقال بلغ ذنب الحية من وراء البحيرة يومئذ قال : وهزموا وسلم فرعون وهمت به فقال : خذها يا موسى . وكان مما بلي الناس به منه أنه كان لا يضع على الأرض شيئاً ، فاحدث يومئذ تحته ، وكان ارساله الحية في القبة الخضراء . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون } قال : فوجدوا الله أعز منه . وأخرج ابن أبي حاتم عن بشر بن منصور قال : بلغني أنه لما تكلم ببعض هذا { وقالوا بعزة فرعون } قالت الملائكة : قصمه ورب الكعبة فقال الله " تالون عليَّ قد أمهلته أربعين عاماً " . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله { لا ضير } قال : يقولون لا يضرنا الذي تقول ، وإن صنعت بنا وصلبتنا { إنا إلى ربنا منقلبون } يقول : انا إلى ربنا راجعون . وهو مجازينا بصبرنا على عقوبتك ايانا ، وثباتنا على توحيده ، والبراءة من الكفر به ، وفي قوله { أن كنا أول المؤمنين } قال : كانوا كذلك يومئذ أول من آمن بآياته حين رآها .