Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 26-27)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال " ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يجعل له ملك فارس والروم في أمته . فأنزل الله { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء … } الآية " . وأخرج ابن المنذر عن الحسن قال " جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا محمد سل ربك { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء } إلى قوله { وترزق من تشاء بغير حساب } ثم جاءه جبريل فقال : يا محمد فسل ربك { وقل رب أدخلني مدخل صدق … } [ الإسراء : 80 ] الآية . فسأل ربه بقول الله تعالى فأعطاه ذلك " . وأخرج الطبراني عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية من آل عمران { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء … } إلى آخر الآية " . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : اسم الله الأعظم { قل اللهم مالك الملك } إلى قوله { بغير حساب } . وأخرج ابن أبي الدنيا في الدعاء عن معاذ بن جبل قال : " شكوت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ديناً كان عليَّ فقال : يا معاذ أتحب أن يقضى دينك ؟ قلت : نعم . قال { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، تعطي منهما ما تشاء ، وتمنع منهما ما تشاء ، اقض عني ديني فلو كان عليك ملء الأرض ذهباً أدي عنك " . وأخرج الطبراني " عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة ، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى معاذاً فقال : يا معاذ ما لي لم أرك ؟ فقال اليهودي عليَّ وقية من تبر ، فخرجت إليك فحسبني عنك فقال : ألا أعلمك دعاء تدعو به فلو كان عليك من الدين مثل صبير أداه الله عنك ، فادع الله يا معاذ { قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعزُّ من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ، تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب } رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء منهما ، ارحمني رحمة تغنني بها عن رحمة من سواك ، اللهم أغنني من الفقر ، واقض عني الدين ، وتوفني في عبادتك وجهاد في سبيلك " . وأخرج الطبراني في الصغير بسند جيد عن أنس بن مالك قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد ديناً لأداه الله عنك ؟ قل يا معاذ { اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك " . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { تؤتي الملك من تشاء } قال : النبوة . وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير { قل اللهم مالك الملك } أي رب العباد الملك لا يقضي فيهم غيرك { تؤتي الملك من تشاء } أي أن ذلك بيدك لا إلى غيرك { إنك على كل شيء قدير } أي لا يقدر على هذا غيرك بسلطانك وقدرتك . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن مسعود في قوله { تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل } قال : يأخذ الصيف من الشتاء ويأخذ الشتاء من الصيف { وتخرج الحي من الميت } يخرج الرجل الحي من النطفة الميتة { وتخرج الميت من الحي } يخرج النطفة الميتة من الرجل الحي . وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله { تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل } قال : قصر أيام الشتاء في طول ليله ، وقصر ليل الصيف في طول نهاره . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل } قال : ما نقص من الليل يجعله في النهار وما نقص من النهار يجعله في الليل . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي { تولج الليل في النهار } حتى يكون الليل خمس عشرة ساعة والنهار تسع ساعات { وتولج النهار في الليل } حتى يكون النهار خمس عشرة ساعة والليل تسع ساعات . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد { تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل } قال : أخذ أحدهما من صاحبه . وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك في قوله { تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل } قال : يأخذ النهار من الليل حتى يكون أطول منه ويأخذ الليل من النهار حتى يكون أطول منه . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس { تخرج الحي من الميت } قال : يخرج النطفة الميتة من الحي ، ثم يخرج من النطفة بشراً حياً . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي } قال : الناس الأحياء من النطف والنطف ميتة تخرج من الناس الأحياء ، ومن الأنعام والنبات كذلك . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة { تخرج الحي من الميت } قال : هي البيضة تخرج من الحي وهي ميتة ثم يخرج منها الحي . وأخرج ابن جرير عن عكرمة { تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي } قال : النخلة من النواة والنواة من النخلة ، والحبة من السنبلة والسنبلة من الحبة . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مالك . مثله . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن { تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي } يعني المؤمن من الكافر والكافر من المؤمن ، والمؤمن عبد حي الفؤاد والكافر عبد ميت الفؤاد . وأخرج سعد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات وأبو الشيخ في العظمة عن سلمان قال : خمر الله طينة آدم أربعين يوماً ، ثم وضع يده فيه فارتفع على هذه كل طيب ، وعلى هذه كل خبيث ، ثم خلط بعضه ببعض ، ثم خلق منها آدم . فمن ثم { تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي } يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن . وأخرج ابن مردويه من طريق أبي عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما خلق الله آدم عليه السلام أخرج ذريته فقبض قبضة بيمينه فقال : هؤلاء أهل الجنة ولا أبالي ، وقبض بالأخرى قبضة فجاء فيها كل رديء فقال : هؤلاء أهل النار ولا أبالي ، فخلط بعضهم ببعض فيخرج الكافر من المؤمن ويخرج المؤمن من الكافر " فذلك قوله { تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي } . وأخرج ابن مردويه من طريق أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود أو عن سلمان " عن النبي صلى الله عليه وسلم { تخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي } قال : المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن " . وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق الزهري في قوله { تخرج الحي من الميت } عن عبدالله بن عبدالله " أن خالدة ابنة الأسود بن عبد يغوث دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من هذه ؟ قيل : خالدة بنت الأسود قال : سبحان الله الذي يخرج الحي من الميت . وكانت امرأة صالحة وكان أبوها كافراً " وأخرج ابن مسعود من طريق أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم . مثله . وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ " يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي " خفيفة . وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن وثاب ، أنه قرأ " يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي " وقرأ { إلى بلد ميت } [ فاطر : 9 ] مثقلات كلهن . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في قوله { وترزق من تشاء بغير حساب } قال : لا يخرجه بحساب يخاف أن ينقص ما عنده . أن الله لا ينقص ما عنده . وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران { بغير حساب } قال : غدقاً . وأخرج ابن جرير عن محمد بن جعفر بن الزبير { تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي } أي بتلك القدرة التي تؤتي الملك بها من تشاء وتنزعها ممن تشاء { وترزق من تشاء بغير حساب } لا يقدر على ذلك غيرك ، ولا يصنعه إلا أنت . أي وإن كنت سلطت عيسى عليه السلام على الأشياء التي تزعمونه إنه إله . من إحياء الموتى ، وإبراء الأسقام ، وخلق الطير من الطين ، والخبر عن الغيوب لأجعله به آية للناس ، وتصديقاً له في نبوته التي بعثته بها إلى قومه ، فإن من سلطاني وقدرتي ما لم أعطه . تمليك الملوك بأمر النبوّة ووضعها حيث شئت ، وإِيلاج الليل في النهار وإيلاج النهار في الليل ، وإخراج الحي من الميت وإخراج الميت من الحي ، ورزق من شئت من بر وفاجر بغير حساب ، وكل ذلك لم أسلط عيسى عليه ولم أملكه إياه ، أفلم يكن لهم في ذلك عبرة وبينة أن لو كان له إلهاً كان ذلك كله إليه ، وهو في علمهم يهرب من الملوك ، وينتقل منهم في البلاد من بلد إلى بلد .