Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 37-37)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله { فتقبلها ربها بقبول حسن } قال : تقبل من أمها ما أرادت بها الكنيسة فأجرها فيه { وأنبتها نباتاً حسناً } قال : نبتت في غذاء الله . وأخرج ابن جرير عن الربيع وكفلها زكريا قال : ضمها إليه . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال : كفلها زكريا فدخل عليها المحراب فوجد عندها رزقاً عنباً في مكتل في غير حينه { قال أنىٰ لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } قال : إن الذي يرزقك العنب في غير حينه لقادر أن يرزقني من العاقر الكبير العقيم ولداً { هنالك دعا زكريا ربه } فلما بشر بيحيى قال { رب اجعل لي آية قال آيتك ألاَّ تكلم الناس } قال : يعتقل لسانك من غير مرض وأنت سوي . وأخرج عبد بن حميد وآدم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن مجاهد في قوله { وكفلها زكريا } قال : سهمهم بقلمه . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال : كانت مريم ابنة سيدهم وإمامهم فتشاح عليها أحبارهم ، فاقترعوا فيها بسهامهم أيهم يكفلها ، وكان زكريا زوج خالتها . فكفلها وكانت عنده وحضنتها . وأخرج البيهقي في سننه عن ابن مسعود وابن عباس وناس من الصحابة ، إن الذين كانوا يكتبون التوراة إذا جاؤوا إليهم بإنسان محرر واقترعوا عليه أيهم يأخذه فيعلمه ، وكان زكريا أفضلهم يومئذ ، وكان معهم ، وكانت أخت أم مريم تحته ، فلما أتوا بها قال لهم زكريا : أنا أحقكم بها ، تحتي أختها . قال : فخرجوا إلى نهر الأردن ، فألقوا أقلامهم التي يكتبون بها أيهم يقوم قلمه فيكفلها ، فجرت الأقلام ، وقام قلم زكريا على قرنيه كأنه في طين فأخذ الجارية . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { وكفلها زكريا } قال : جعلها معه في محرابه . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود أنه قرأها { وكفلها } مشددة { زكرياء } ممدودة مهموز منصوب . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس { وجد عندها رزقاً } قال : مكتلاً فيه عنب في غير حينه . وأخرج عبد بن حميد عن ابن جرير عن مجاهد { وجد عندها رزقاً } قال : عنباً في غير زمانه . وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن مجاهد { وجد عندها رزقاً } قال : فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف . وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد { وجد عندها رزقاً } قال : علماً . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { وجد عندها رزقاً } قال : وجد عندها ثمار الجنة . فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { وجد عندها رزقاً } قال : الفاكهة الغضة حين لا توجد الفاكهة عند أحد . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك { أنَّى } يعني من أين . وأخرج عن الضحاك { أنى لك هذا } يقول من أتاك بهذا . وأخرج أبو يعلى عن جابر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام أياماً لم يطعم طعاماً حتى شق ذلك عليه ، فطاف في منازل أزواجه فلم يجد عند واحدة منهن شيئاً ، فأتى فاطمة فقال يا بنية هل عندك شيء آكله فإني جائع ؟ فقالت : لا والله . فلما خرج من عندها بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم ، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وقالت : والله لأوثرن بهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي ومن عندي ، وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة طعام ، فبعثت حسناً أو حسيناً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إليها فقالت له : بأبي أنت وأمي قد أتى الله بشيء قد خبأته لك فقال : هلمي يا بنية بالجفنة . فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً ، فلما نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله . فحمدت الله تعالى وقدمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رآه حمد الله وقال : من أين لك هذا يا بنية ؟ قالت : يا أبت { هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } فحمد الله ثم قال : الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل فإنها كانت إذا رزقها الله رزقاً فَسُئِلَتْ عنه { قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب } " .