Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 42-45)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله { إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين } قال " كان أبو هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " خير نساء ركبن الإبل نساء قريش . أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده " قال أبو هريرة : ولم تركب مريم بنت عمران بعيراً قط " أخرجه الشيخان بدون الآية . وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن مردويه عن علي سمعت رسول الله يقول : " خير نسائها مريم بنت عمران ، وخير نسائها خديجة بنت خويلد " . وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفضل نساء العالمين خديجة ، وفاطمة ، ومريم ، وآسية امرأة فرعون " . وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله اصطفى على نساء العالمين أربعاً : آسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم " . وأخرج أحمد والترمذي وصححه وابن المنذر وابن حبان والحاكم عن أنس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، وآسية إمرأةَ فرعون " وأخرجه ابن أبي شيبة عن الحسن . مرسلاً . وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء : " إلا مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام " . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير " عن فاطمة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم البتول " . وأخرج ابن جرير عن عمار بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين " . وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ، ثم فاطمة ، ثم خديجة ، ثم آسية امرأة فرعون " . وأخرج ابن عساكر من طريق مقاتل عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " أربع نسوة سيدات عالمهن : مريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ، وأفضلهن عالماً فاطمة " . وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فاطمة سيدة نساء العالمين بعد مريم ابنة عمران ، وآسية امرأة فرعون ، وخديجة ابنة خويلد " . وأخرج ابن أبي شيبة عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير نساء ركبن الإبل نساء قريش . أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه على بعل في ذات يده ، ولو علمت أن مريم ابنة عمران ركبت بعيراً ما فضلت عليها أحداً " . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { إن الله اصطفاك وطهرك } قال : جعلك طيبة ايماناً . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي { وطهرك } قال : من الحيض { واصطفاك على نساء العالمين } قال : على نساء ذلك الزمان الذي هم فيه . وأخرج ابن جرير عن ابن إسحق قال : كانت مريم حبيساً في الكنيسة ومعها في الكنيسة غلام اسمه يوسف ، وقد كان أمه وأبوه جعلاه نذيراً حبيساً فكانا في الكنيسة جميعاً ، وكانت مريم إذا نفذ ماؤها وماء يوسف أخذا قلتيهما فانطلقا إلى المفازة التي فيها الماء ، فيملآن ثم يرجعان والملائكة في ذلك مقبلة على مريم { يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين } فإذا سمع ذلك زكريا قال : إن لابنة عمران لشأنا . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد { يا مريم اقنتي لربك } قال : اطيلي الركود يعني القيام . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد قال : لما قيل لها { اقنتي لربك } قامت حتى ورمت قدماها . وأخرج ابن جرير عن الأوزاعي قال : كانت مريم تقوم حتى يسيل القيح من قدميها . وأخرج ابن عساكر عن ابن سعيد قال : كانت مريم تصلي حتى ترم قدماها . وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير { اقنتي لربك } قال : اخلصي . وأخرج عن قتادة قال { اقنتي لربك } قال : أطيعي ربك . وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن ابن مسعود أنه كان يقرأ " واركعي واسجدي في الساجدين " . وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله { وما كنت لديهم } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله { وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم } قال : إن مريم عليها السلام لما وضعت في المسجد اقترع عليها أهل المصلى وهم يكتبون الوحي ، فاقترعوا بأقلامهم أيهم يكفلها فقال الله لمحمد : { وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون } . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم } قال : ألقوا أقلامهم في الماء فذهبت مع الجرية ، وصعد قلم زكريا فكفلها زكريا . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع قال : ألقوا أقلامهم يقال : عصيهم تلقاء جرية الماء ، فاستقبلت عصا زكريا عليه السلام جرية الماء فقرعهم . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج قال { أقلامهم } قال : التي يكتبون بها التوراة . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد . مثله . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عطاء { أقلامهم } يعني قداحهم . وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس قال " لما وهب الله لزكريا يحيى ، وبلغ ثلاث سنين بشر الله مريم بعيسى . فبينما هي في المحراب إذ قالت الملائكة - وهو جبريل وحده - { يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك } من الفاحشة { واصطفاك } يعني اختارك { على نساء العالمين } عالم امتها { يا مريم اقنتي لربك } يعني صلي لربك يقول : اركدي لربك في الصلاة بطول القيام ، فكانت تقوم حتى ورمت قدماها { واسجدي واركعي مع الراكعين } يعني مع المصلين مع قراء بيت المقدس . يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك } يعني بالخبر { الغيب } في قصة زكريا ويحيى ومريم { وما كنت لديهم } يعني عندهم { إذ يلقون أقلامهم } في كفالة مريم ثم قال يا محمد يخبر بقصة عيسى { إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيهاً في الدنيا } يعني مكيناً عند الله في الدنيا من المقربين في الآخرة { ويكلم الناس في المهد } يعني في الخرق { وكهلاً } ويكلمهم كهلاً إذا اجتمع قبل أن يرفع إلى السماء { ومن الصالحين } يعني من المرسلين " . وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن وهب قال : لما استقر حمل مريم وبشرها جبريل . وثقت بكرامة الله واطمأنت ، فطابت نفساً واشتد ازرها ، وكان معها في المحررين ابن خال لها يقال له يوسف ، وكان يخدمها من وراء الحجاب ، ويكلمها ويناولها الشيء من وراء الحجاب وكان أول من اطلع على حملها هو ، واهتم لذلك واحزنه ، وخاف منه البلية التي لا قبل له بها ، ولم يشعر من اين اتيت مريم ، وشغله عن النظر في أمر نفسه وعمله لأنه كان رجلاً متعبداً حكيماً ، وكان من قبل أن تضرب مريم الحجاب على نفسها تكون معه ، ونشأ معها . وكانت مريم إذا نفد ماؤها وماء يوسف أخذا قلتيهما ثم انطلقا إلى المفازة التي فيها الماء ، فيملآن قلتيهما ثم يرجعان إلى الكنيسة والملائكة مقبلة على مريم بالبشارة { يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك } فكان يعجب يوسف ما يسمع . فلما استبان ليوسف حمل مريم وقع في نفسه من أمرها حتى كاد أن يفتتن ، فلما أراد أن يتهمها في نفسه ذكر ما طهرها الله واصطفاها ، وما وعد الله أمها أنه يعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم ، وما سمع من قول الملائكة { يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك } فذكر الفضائل التي فضلها الله تعالى بها وقال : إن زكريا قد أحرزها في المحراب فلا يدخل عليها أحد وليس للشيطان عليها سبيل فمن أين هذا ؟ فلما رأى من تغير لونها ، وظهور بطنها ، عظم ذلك عليه ، فعرض لها فقال : يا مريم هل يكون زرع من غير بذر ؟ قالت : نعم . قال : وكيف ذلك ؟ ! قالت : إن الله خلق البذر الأول من غير نبات ، وأنبت الزرع الأول من غير بذر ، ولعلك تقول : لولا أنه استعان عليه بالبذر لغلبه حتى لا يقدر على أنْ يخلقه ولا ينبته . قال يوسف : أعوذ بالله أن أقول ذلك . قد صدقت وقلت بالنور والحكمة ، وكما قدر أن يخلق الزرع الأول وينتبه من غير بذر ، يقدر على أن يجعل زرعاً من غير بذر ، فاخبريني هل ينبت الشجر من غير ماء ولا مطر ؟ قالت : ألم تعلم أن للبذور والزرع والماء والمطر والشجر خالقاً واحداً ! فلعلك تقول لولا الماء والمطر لم يقدر على أن ينبت الشجر . قال : أعوذ بالله أن أقول ذلك ! قد صدقت . فاخبريني هل يكون ولد أو رجل من غير ذكر ؟ قالت : نعم . قال : وكيف ذلك ؟ قالت : ألم تعلم أن الله خلق آدم وحواء امرأته من غير حبل ولا أنثى ولا ذكر قال : بلى . فاخبريني خبرك ؟ قالت : بشرني الله { بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم } إلى قوله { ومن الصالحين } فعلم يوسف أن ذلك أمر من الله لسبب خير أراده بمريم ، فسكت عنها . فلم تزل على ذلك حتى ضربها الطلق ، فنوديت أن أخرجي من المحراب فخرجت . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك } قال : شافهتها الملائكة بذلك . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { يبشرك بكلمة منه } قال : عيسى هو الكلمة من الله . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : لم يكن من الأنبياء من له اسمان إلا عيسى ومحمد عليهما السلام . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم قال : المسيح الصديق . وأخرج ابن جرير عن سعيد قال : إنما سمي المسيح لأنه مسح بالبركة . وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن عبد الرحمن الثقفي . أن عيسى كان سائحاً ولذلك سمي المسيح . كان يمسي بأرض ويصبح بأخرى ، وانه لم يتزّوج حتى رفع . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { ومن المقربين } يقول : ومن المقربين عند الله يوم القيامة .