Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 14-18)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج البيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء تأويل هذه الآية على رأس ستين سنة { ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لآتوها } قال : لأعطوها يعني إدخال بني حارثة أهل الشام على المدينة . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله { ولو دخلت عليهم من أقطارها } قال : من نواحيها { ثم سئلوا الفتنة لآتوها } قال : لو دعوا إلى الشرك لأجابوا . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ولو دخلت عليهم من أقطارها } قال : من أطرافها { ثم سئلوا الفتنة } يعني الشرك . وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ولو دخلت عليهم من أقطارها } أي لو دخل عليهم من نواحي المدينة { ثم سئلوا الفتنة } قال : الشرك { لآتوها وما تلبثوا بها إلا يسيراً } يقول : لأعطوه طيبة به أنفسهم { وما تلبثوا بها إلا يسيراً } { ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل } قال : كان ناس غابوا عن وقعة بدر ورأوا ما أعطى الله سبحانه أهل بدر من الفضيلة والكرامة قالوا : لئن أشهدنا الله قتالاً لنقاتلن ، فساق الله إليهم ذلك حتى كان في ناحية المدينة . فصنعوا ما قص الله عليكم . وفي قوله { قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم … } قال : لن تزدادوا على آجالكم التي أجلكم الله ، وذلك قليل وإنما الدنيا كلها قليل . وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الربيع بن خثيم رضي الله عنه في قوله { وإذاً لا تمتعون إلا قليلاً } قال : ما بينهم وبين الأجل . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { قد يعلم الله المعوقين منكم } قال : المنافقين يعوقون الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله { قد يعلم الله المعوقين منكم … } قال : هذا يوم الأحزاب ، انصرف رجل من عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف فقال له : أنت ههنا في الشواء والرغيف والنبيذ ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف . قال : هلم الي لقد بلغ بك وبصاحبك - والذي يحلف به - لا يستقي لها محمد أبداً قال : كذبت - والذي يحلف به - وكان أخاه من أبيه وأمه ، والله لأخبرن النبي صلى الله عليه وسلم بأمرك ، وذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره ، فوجده قد نزل جبريل عليه السلام بخبره ، { قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلاً } . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { قد يعلم الله المعوقين منكم } قال : هؤلاء أناس من المنافقين كانوا يقولون : لاخوانهم : ما محمد وأصحابه إلا أكلة رأس ، ولو كانوا لحماً لالتهمهم أبو سفيان وأصحابه ، دعوا هذا الرجل فإنه هالك { والقائلين لإخوانهم } أي من المؤمنين { هلم إلينا } أي دعوا محمداً وأصحابه فإنه هالك ومقتول { ولا يأتون البأس إلا قليلاً } قال : لا يحضرون القتال إلا كارهين . وان حضروه كانت أيديهم من المسلمين ، وقلوبهم من المشركين .