Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 11-11)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { والله خلقكم من تراب } يعني خلق آدم من تراب { ثم من نطفة } يعني ذريته ، { أو يزوّجهم ذكراناً وإناثاً } [ الشورى : 50 ] . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وما يعمر من معمر … } الآية . يقول : ليس أحد قضيت له طول العمر والحياة إلا وهو بالغ ما قدرت له من العمر ، وقد قضيت له ذلك ، فإنما ينتهي له الكتاب الذي قدرت له لا يزاد عليه ، وليس أحد قضيت له أنه قصير العمر والحياة ببالغ العمر ، ولكن ينتهي إلى الكتاب الذي كتب له . فذلك قوله { ولا ينقص من عمره إلا في كتاب } يقول : كل ذلك في كتاب عنده . وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد في قوله { وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره } يقول : لم يخلق الناس كلهم على عمر واحد . لهذا عمر ، ولهذا عمر هو أنقص من عمره ، كل ذلك مكتوب لصاحبه بالغ ما بلغ . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره } قال : ما من يوم يعمر في الدنيا إلا ينقص من أجله . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله { وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره } قال : ليس يوم يسلبه من عمره إلا في كتاب كل يوم في نقصان . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن جبير في قوله { وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره } إلا في كتاب ، قال : مكتوب في أوّل الصحيفة عمره كذا وكذا ، ثم يكتب في أسفل ذلك ذهب يوم ذهب يومان حتى يأتي على آخر عمره . وأخرج ابن أبي حاتم عن حسان بن عطية في قوله { ولا ينقص من عمره } قال : كل ما ذهب من يوم وليلة ، فهو نقصان من عمره . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج عن مجاهد في قوله { وما يعمر من معمر } إلا كتب الله له أجله في بطن أمه { ولا ينقص من عمره } يوم تضعه أمه بالغاً ما بلغ يقول : لم يخلق الناس كلهم على عمر واحد . لذا عمر ، ولذا عمر هو أنقص من عمر هذا ، وكل ذلك مكتوب لصاحبه بالغاً ما بلغ . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال : ألا ترى الناس يعيش الإِنسان مائة سنة . وآخر يموت حين يولد ، فهو هذا . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال : ليس من مخلوق إلا كتب الله له عمره جملة ، فكل يوم يمر به أو ليلة يكتب : نقص من عمر فلان كذا وكذا … حتى يستكمل بالنقصان عدة ما كان له من أجل مكتوب ، فعمره جميعاً في كتاب ، ونقصانه في كتاب . وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن أبي مسلم الخراساني في الآية قال : لا يذهب من عمر إنسان يوم ، ولا شهر ، ولا ساعة ، إلا ذلك مكتوب ، محفوظ ، معلوم . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : أما العمر فمن بلغ ستين سنة . وأما الذي ينقص من عمره ، فالذي يموت قبل أن يبلغ ستين سنة . وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { وما يعمر من معمر } قال : في بطن أمه . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { ولا ينقص من عمره } قال : ما لفظت الأرحام من الأولاد من غير تمام . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يدخل الملك على النطفة بعدما تستقر في الرحم بأربعين أو بخمس وأربعين ليلة فيقول : أي رب أشقي ، أم سعيد ؟ أذكر ، أم أنثى ؟ فيقول الله … ويكتبان ، ثم يكتب عمله ، ورزقه ، وأجله ، وأثره ، ومصيبته ، ثم تنطوي الصحيفة فلا يزاد فيها ، ولا ينقص منها " . وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والنسائي وأبو الشيخ عن عبد الله بن مسعود قال : قالت أم حبيبة : اللهم أمتعني بزوجي النبي صلى الله عليه وسلم ، وبأبي أبي سفيان ، وبأخي معاوية . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فإنك سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة ، وأرزاق مقسومة ، ولن يعجل شيئاً قبل حله ، أو يؤخر شيئاً عن حله ، ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب النار ، أو عذاب القبر ، كان خيراً وأفضل " . وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كان في بني إسرائيل اخوان ملكان على مدينتين ، وكان أحدهما باراً برحمه ، عادلاً على رعيته . وكان الآخر عاقاً برحمه ، جائراً على رعيته . وكان في عصرهما نبي ، فأوحى الله إلى ذلك النبي أنه قد بقي من عمر هذا البار ثلاث سنين ، وبقي من عمر هذا العاق ثلاثون سنة ، فأخبر النبي رعية هذا ، ورعية هذا ، فأحزن ذلك رعية العادل ، وأفرح ذلك رعية الجائر ، ففرقوا بين الأمهات والأطفال ، وتركوا الطعام والشراب ، وخرجوا إلى الصحراء يدعون الله تعالى أن يمتعهم بالعادل ، ويزيل عنهم ، الجائر ، فأقاموا ثلاثاً ، فأوحى الله إلى ذلك النبي : أن أخبر عبادي أني قد رحمتهم ، وأجبت دعاءهم ، فجعلت ما بقي من عمر هذا البار لذلك الجائر ، وما بقي من عمر الجائر لهذا البار ، فرجعوا إلى بيوتهم ومات العاق لتمام ثلاث سنين ، وبقي العادل فيهم ثلاثين سنة . ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير } " .