Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 18-26)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة عن عمرو بن الأحوص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " في حجة الوداع ألا لا يجني جان إلا على نفسه . لا يجني والد على ولده ، ولا مولود على والده " . وأخرج سعيد بن منصور وأبو داود والترمذي والنسائي وابن مردويه عن أبي رمثة قال : انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رأيته قال لأبي : " ابنك هذا ؟ قال : أي ورب الكعبة قال : أما أنه لا يجني عليك ولا تجني عليه . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { ولا تزر وازرة وزر أخرى } " . وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني في قوله { وإن تدع مثقلة إلى حملها } قال : إن تدع نفس مثقلة من الخطايا ذا قرابة أو غير ذي قرابة { لا يحمل } عنها من خطاياها شيء . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء } يكون عليه وزر لا يجد أحداً يحمل عنه من وزره شيئاً . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء } كنحو { ولا تزر وازرة وزر أخرى } . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال : إن الجار يتعلق بجاره يوم القيامة فيقول : يا رب سل هذا لم كان يغلق بابه دوني ، وإن الكافر ليتعلق بالمؤمن ، يوم القيامة فيقول له : يا مؤمن إن لي عندك يداً قد عرفت كيف كنت في الدنيا ، وقد احتجت إليك اليوم فلا يزال المؤمن يشفع له إلى ربه حتى يرده إلى منزلة دون منزلة وهو في النار . وأن الوالد يتعلق بولده يوم القيامة فيقول : يا بني أي والد كنت لك ؟ فيثني خيراً فيقول : يا بني إني احتجت إلى مثقال ذرة من حسناتك أنجو بها مما ترى ، فيقول له ولده : يا أبت ما أيسر ما طلبت ؟ ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئاً ، أتخوّف مثل الذي تخوّفت ، فلا أستطيع أن أعطيك شيئاً . ثم يتعلق بزوجته فيقول : يا فلانة أي زوج كنت لك ؟ فتثني خيراً فيقول لها : فإني أطلب إليك حسنة واحدة تهبيها لي لعلي أنجو مما ترين . قالت : ما أيسر ما طلبت ! ولكني لا أطيق أن أعطيك شيئاً ، أتخوّف مثل الذي تخوّفت . يقول الله { وإن تدع مثقلة إلى حملها … } . ويقول الله { يوم لا يجزي والد عن ولده } [ لقمان : 133 ] و { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه … } [ عبس : 34 ] . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وإن تدع مثقلة إلى حملها } أي إلى ذنوبها { لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى } قال : قرابة قريبة لا يحمل من ذنوبه شيئاً ، ويحمل عليها غيرها من ذنوبها شيئاً { إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب } أي يخشون النار ، والحساب . وفي قوله { ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه } أي من عمل عملاً صالحاً فإنما يعمل لنفسه . وفي قوله { وما يستوي … } . قال : خلق فضل بعضه على بعض ، فأما المؤمن فعبد حي الأثر ، حي البصر ، حي النية ، حي العمل . والكافر عبد ميت الأثر ، ميت البصر ، ميت القلب ، ميت العمل . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة { وما يستوي الأعمى والبصير … } قال : هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن يقول : كما لا يستوي هذا وهذا ، كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله { وما يستوي الأعمى والبصير … } قال : الكافر والمؤمن { ولا الظلمات } قال : الكفر { ولا النور } قال : الايمان { ولا الظل } قال : الجنة { ولا الحرور } قال : النار { وما يستوي الأحياء ولا الأموات } قال : المؤمن والكافر { إن الله يسمع من يشاء } قال : يهدي من يشاء . وأخرج أبو سهل السري بن سهل الجنديسابوري الخامس من حديثه من طريق عبد القدوس عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { فإنك لا تسمع الموتى } [ الروم : 52 ] { وما أنت بمسمع من في القبور } قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف على القتلى يوم بدر ويقول : " هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً يا فلان ابن فلان . ألم تكفر بربك ؟ ألم تكذب نبيك ؟ ألم تقطع رحمك ؟ فقالوا : يا رسول الله أيسمعون ما نقول ؟ قال : ما أنتم بأسمع منهم لما أقول . فأنزل الله { فإنك لا تسمع الموتى } { وما أنت بمسمع من في القبور } ومثل ضربه الله للكفار أنهم لا يسمعون لقوله " . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله { وما أنت بمسمع من في القبور } فكذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع . وفي قوله { وإن من أمةٍ إلا خلا فيها نذير } يقول كل أمة قد كان لها رسول جاءها من الله . وفي قوله { وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم } قال : يعزي نبيه { جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر والكتاب المنير ، ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير } قال : شديد والله لقد عجل لهم عقوبة الدنيا ثم صيرهم إلى النار .