Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 27-28)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة في قوله { ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به ثمرات مختلفاً ألوانها } قال : أحمر وأصفر { ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها } أي جبال حمر { وغرابيب سود } والغرابيب السود يعني لونه كما اختلفت ألوان هذه الجبال ، وألوان الناس والدواب والأنعام كذلك { إنما يخشى الله من عباده العلماء } قال : كان يقال كفى بالرهبة علماً . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { ثمرات مختلفاً ألوانها } قال : الأبيض ، والأحمر ، والأسود وفي قوله { ومن الجبال جدد بيض } قال : طرائق بيض يعني الألوان . وأخرج البزار عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيصبغ ربك ؟ قال " نعم . صبغاً لا ينقض . أحمر . وأصفر . وأبيض " " . وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله { جدد } قال : طرائق . طريقة بيضاء ، وطريقة خضراء . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت الشاعر وهو يقول : @ قد غادر السبع في صفحاتها جدداً كأنها طرق لاحت على أكم @@ وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله { ومن الجبال جدد بيض } قال : طرائق بيض { وغرابيب سود } قال : جبال سود . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : { الغرابيب الأسود } الشديد السواد . وأخرج ابن المنذر من طريق ابن جريج عن ابن عباس في قوله { مختلفاً ألوانها } قال : منها الأحمر والأبيض والأخضر والأسود ، وكذلك ألوان الناس منهم الأحمر والأسود والأبيض ، وكذلك الدواب ، والأنعام . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله { ومن الجبال جدد } قال : طرائق تكون في الجبل بيض وحمر ، فتلك الجدد { وغرابيب سود } قال : جبال سود { ومن الناس والدواب والأنعام … } . قال : كذلك اختلاف الناس والدواب والأنعام ، كاختلاف الجبال . ثم قال { إنما يخشى الله من عباده العلماء } فلا فضل لما قبلها . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله { ومن الجبال جدد بيض } قال : طرائق مختلفة ، كذلك اختلاف ما ذكر من اختلاف ألوان الناس والدواب والأنعام ، كذلك كما اختلفت هذه الأنعام تختلف الناس في خشية الله كذلك . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : الخشية والايمان والطاعة والتشتت في الألوان . وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما { إنما يخشى الله من عباده العلماء } قال : العلماء بالله الذين يخافونه . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { إنما يخشى الله من عباده العلماء } قال : الذين يعلمون أن الله على كل شيء قدير . وأخرج ابن أبي حاتم وابن عدي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ليس العلم من كثرة الحديث ، ولكن العلم من الخشية . وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبي كثير قال : العالم من خشي الله . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن صالح أبي الخليل رضي الله عنه في قوله { إنما يخشى الله من عباده العلماء } قال : أعلمهم بالله أشدهم له خشية . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سفيان عن أبي حيان التيمي عن رجل قال : كان يقال العلماء ثلاثة . عالم بالله ، وعالم بأمر الله ، وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله ، وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله . فالعالم بالله وبأمر الله : الذي يخشى الله ، ويعلم الحدود والفرائض . والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله : الذي يخشى الله ولا يعلم الحدود ولا الفرائض ، والعالم بأمر الله ليس بعالم بالله : الذي يعلم الحدود والفرائض ، ولا يخشى الله . وأخرج ابن أبي حاتم وابن عدي عن مالك بن أنس رضي الله عنه قال : إن العلم ليس بكثرة الرواية ، إنما العلم نور يقذفه الله في القلب . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال : الإِيمان من خشي الله بالغيب ، ورغب فيما رغب الله فيه ، وزهد فيما أسخط الله . ثم تلا { إنما يخشى الله من عباده العلماء } . وأخرج عبد بن حميد عن مسروق قال : كفى بالمرء علماً أن يخشى الله ، وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعمله . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد وعبد بن حميد والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : كفى بخشية الله علماً ، وكفى باغترار المرء جهلاً . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال : الفقيه من يخاف الله . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن العباس العمي قال : بلغني أن داود عليه السلام قال : سبحانك ! تعاليت فوق عرشك ، وجعلت خشيتك على من في السموات والأرض ، فأقرب خلقك إليك أشدهم لك خشية ، وما علم من لم يخشك ، وما حكمة من لم يطع أمرك . وأخرج أحمد في الزهد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ليس العلم بكثرة الرواية ، ولكن العلم الخشية . وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي والحاكم عن الحسن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " العلم علمان : علم في القلب ، فذاك العلم النافع . وعلم على اللسان ، فتلك حجة الله على خلقه " . وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال : بحسب المرء من العلم أن يخشى الله . وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ، وبنهاره إذا الناس يفطرون ، وبحزنه إذا الناس يفرحون ، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبصمته إذا الناس يخلطون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون ، وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون صخاباً ، ولا صياحاً ، ولا حديداً . وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن وهب بن منبه قال : أقبلت مع عكرمة أقود ابن عباس رضي الله عنهما بعدما ذهب بصره حتى دخل المسجد الحرام ، فإذا قوم يمترون في حلقة لهم عند باب بني شيبة فقال : أمل بي إلى حلقة المراء ، فانطلقت به حتى أتاهم ، فسلم عليهم ، فارادوه على الجلوس ، فأبى عليهم وقال : انتسبوا إليّ أعرفكم فانتسبوا إليه فقال : أما علمتم أن لله عباداً أسكتتهم خشيته من غير عي ولا بكم ، إنهم لهم الفصحاء ، النطقاء ، النبلاء ، العلماء بأيام الله ، غير أنهم إذا ذكروا عظمة الله طاشت عقولهم من ذلك ، وانكسرت قلوبهم ، وانقطعت ألسنتهم ، حتى إذا استقاموا من ذلك سارعوا إلى الله بالأعمال الراكية ، فأين أنتم منهم ؟ ثم تولى عنهم ، فلم ير بعد ذلك رجلان . وأخرج الخطيب فيه أيضاً عن سعيد بن المسيب قال : وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه للناس ثماني عشرة كلمة حكم كلها قال : ما عاقبت من عصى الله فيك مثل أن تطيع الله فيه ، وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك منه ما يغلبك ، ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شراً أنت تجد لها في الخير محملاً ، ومن عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء الظن به . من كتم سره كانت الخيرة في يده ، وعليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم فإنهم زينة في الرخاء ، عدة في البلاء ، وعليك بالصدق وإن قتلك ، ولا تعرض فيما لا يعني ، ولا تسأل عما لم يكن ، فإن فيما كان شغلاً عما لم يكن ، ولا تطلب حاجتك إلى من لا يحب نجاحها لك ، ولا تهاون بالحلف الكاذب فيهلكك الله ، ولا تصحب الفجار لتعلم من فجورهم ، واعتزل عدوك ، واحذر صديقك إلا الأمين ، ولا أمين إلا من خشي الله ، وتخشع عند القبور ، وذل عند الطاعة ، واستعصم عند المعصية ، واستشر الذين يخشون الله ، فإن الله تعالى يقول { إنما يخشى الله من عباده العلماء } . وأخرج عبد بن حميد عن مكحول قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العالم والعابد فقال : " فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم . ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية { إنما يخشى الله من عباده العلماء } ثم قال إن الله وملائكته ، وأهل السماء ، وأهل الأرض ، والنون في البحر ، ليصلون ، على معلمي الخير " .