Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 100-100)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله { مراغماً كثيراً وسعة } قال : المراغم التحول من أرض إلى أرض . والسعة الرزق . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { مراغماً } قال : متزحزحاً عما يكره . وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس . أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { مراغماً } قال : منفسحاً بلغة هذيل . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر : @ واترك أرض جهرة إن عندي رجاء في المراغم والتعادي @@ وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : المراغم المهاجر . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي ، مراغماً قال : مبتغى للمعيشة . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر مراغماً قال منفسحاً . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة { يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة } قال : متحولاً من الضلالة إلى الهدى ، ومن العيلة إلى الغنى . وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء في قوله { وسعة } قال : ورخاء . وأخرج عن ابن القاسم قال : سئل مالك عن قول الله { وسعة } ؟ ! قال : سعة البلاء . وأخرج أبو يعلى وابن أبي حاتم والطبراني بسند رجاله ثقات عن ابن عباس قال : خرج ضمرة بن جندب من بيته مهاجراً فقال لأهله : احملوني فاخرجوني من أرض المشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمات في الطريق قبل أن يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزل الوحي { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله } الآية . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس قال : كان بمكة رجل يقال له ضمرة من بني بكر ، وكان مريضاً فقال لأهله : أخرجوني من مكة فإني أجد الحر . فقالوا أين نخرجك ؟ فأشار بيده نحو طريق المدينة ، فخرجوا به فمات على ميلين من مكة ، فنزلت هذه الآية { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت } . وأخرج أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمرين عن عامر الشعبي قال : سألت ابن عباس عن قوله تعالى { ومن يخرج من بيته مهاجراً … } الآية . قال : نزلت في أكثم بن صيفي قلت : فأين الليثي ؟ قال : هذا قبل الليثي بزمان ، وهي خاصة عامة . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في سننه عن سعيد بن جبير . أن رجلاً من خزاعة كان بمكة فمرض ، وهو ضمرة بن العيص ، أو العيص بن ضمرة بن زنباع ، فلما أمروا بالهجرة كان مريضاً ، فأمر أهله أن يفرشوا له على سريره ، ففرشوا له وحملوه وانطلقوا به متوجهاً إلى المدينة ، فلما كان بالتنعيم مات ، فنزل { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله } . وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير عن أبي ضمرة بن العيص الزرقي الذي كان مصاب البصر وكان بمكة ، فلما نزلت { إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة } [ النساء : 98 ] فقال : إنني لغني ، وإني لذو حيلة . فتجهز يريد النبي صلى الله عليه وسلم ، فأدركه الموت بالتنعيم ، فنزلت هذه الآية { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله } . وأخرج ابن جرير من وجه آخر عن سعيد بن جبير قال : لما نزلت هذه الآية { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } [ النساء : 95 ] رخَّص فيها لقوم من المسلمين ممن بمكة من أهل الضرر حتى نزلت فضيلة المجاهدين على القاعدين ، ورخص لأهل الضرر حتى نزلت { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } [ النساء : 97 ] إلى قوله { وساءت مصيراً } [ النساء : 97 ] قالوا : هذه موجبة حتى نزلت { إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً } [ النساء : 98 ] فقال ضمرة بن العيص أحد بني ليث وكان مصاب البصر : إني لذو حيلة لي مال فاحملوني ، فخرج وهو مريض ، فأدركه الموت عند التنعيم ، فدفن عند مسجد التنعيم ، فنزلت فيه هذه الآية { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت } الآية . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال لما أنزل الله هؤلاء الآيات ورجل من المؤمنين يقال له ضمره ، ولفظ عبد سبرة بمكة ، قال : والله إن لي من المال ما يبلغني إلى المدينة وأبعد منها ، وإني لأهتدي إلى المدينة ، فقال لأهله : أخرجوني - وهو مريض يومئذ - فلما جاوز الحرم قبضه الله فمات ، فأنزل الله { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله … } الآية . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير من وجه آخر عن قتادة قال : لما نزلت { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } [ النساء : 97 ] قال رجل من المسلمين يومئذ وهومريض : والله ما لي من عذر ، إني لدليل بالطريق ، وإني لموسر فاحملوني ، فحملوه فأدركه الموت بالطريق ، فنزل فيه { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله } . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عكرمة قال : لما أنزل الله { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } [ النساء : 97 ] الآيتين . قال رجل من بني ضمرة - وكان مريضاً - أخرجوني إلى الروح ، فأخرجوه حتى إذا كان بالحصحاص مات ، فنزل فيه { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله … } الآية . وأخرج ابن جرير عن علباء بن أحمر قوله { ومن يخرج من بيته … } الآية . قال : نزلت في رجل من خزاعة . وأخرج ابن جرير عن السدي قال : لما سمع - هذه يعني { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم … } [ النساء : 97 ] الآية - ضمرة بن جندب الضمري قال لأهله - وكان وجعاً - : أرحلوا راحلتي فإن الأخشبين قد غماني - يعني جبلي مكة - لعلّي أن أخرج فيصيبني روح ، فقعد على راحلته ثم توجه نحو المدينة فمات في الطريق ، فأنزل الله { ومن يخرج من بيته مهاجراً } الآية . وأما حين توجه إلى المدينة فإنه قال : اللهم إني مهاجر إليك وإلى رسولك . وأخرج سنيد وابن جرير عن عكرمة قال : لما نزلت { إن الذين توفاهم الملائكة … } [ النساء : 97 ] الآية . قال ضمرة بن جندب الجندعي : اللهم أبلغت المعذرة والحجة ، ولا معذرة لي ولا حجة . ثم خرج وهو شيخ كبير فمات ببعض الطريق ، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : مات قبل أن يهاجر ، فلا ندري أعلى ولاية أم لا ؟ فنزلت { ومن يخرج من بيته … } الآية . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك قال : لما أنزل الله في الذين قتلوا مع مشركي قريش ببدر { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } [ النساء : 97 ] الآية . سمع بما أنزل الله فيهم رجل من بني ليث كان على دين النبي صلى الله عليه وسلم مقيماً بمكة ، وكان ممن عذر الله ، كان شيخاً كبيراً ، فقال لأهله : ما أنا ببائت الليلة بمكة . فخرجوا به حتى إذا بلغ التنعيم من طريق المدينة أدركه الموت ، فنزل فيه { ومن يخرج من بيته } الآية . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال : نزلت في رجل من بني ليث أحد بني جندع . وأخرج ابن سعد وابن المنذر عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، أن جندع بن ضمرة الجندعي كان بمكة ، فمرض فقال لبنيه : أخرجوني من مكة فقد قتلني غمها . فقالوا إلى أين ؟ فأومأ بيده نحو المدينة يريد الهجرة ؟ فخرجوا به فلما بلغوا اضاة بني غفار مات ، فأنزل الله فيه { ومن يخرج من بيته … } الآية . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال : هاجر رجل من بني كنانة يريد النبي صلى الله عليه وسلم ، فمات في الطريق ، فسخر به قوم واستهزؤوا به ، وقالوا : لا هو بلغ الذي يريد ولا هو أقام في أهله يقومون عليه ويدفن . فنزل القرآن { ومن يخرج من بيته } الآية . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : خرج رجل من مكة بعد ما أسلم وهو يريد النبي وأصحابه فأدركه الموت في الطريق فمات ، فقالوا : ما أدرك هذا من شيء . فأنزل الله { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله } الآية . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق هشام بن عروة عن أبيه أن الزبير بن العوام قال : هاجر خالد بن حزام إلى أرض الحبشة ، فنهشته حية في الطريق فمات ، فنزلت فيه { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً } . قال الزبير : وكنت أتوقعه وأنتظر قدومه وأنا بأرض الحبشة ، فما أحزنني شيء حزني لوفاته حين بلغني ، لأنه قلَّ أن هاجر أحدٌ من قريش إلا ومعه بعض أهله أو ذي رحمه ، ولم يكن معي أحد من بني أسد بن عبد العزى ، ولا أرجو غيره . وأخرج ابن سعد عن المغيرة بن عبد الرحمن الخزاعي عن أبيه قال : خرج خالد بن حزام مهاجراً إلى أرض الحبشة في المرة الثانية ، فنهش في الطريق فمات قبل أن يدخل أرض الحبشة ، فنزلت فيه { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله … } الآية . وأخرج ابن جرير من طريق ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب . أن أهل المدينة يقولون : من خرج فاصلاً وجب سهمه ، وتأولوا قوله تعالى { ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله } يعني من مات ممن خرج إلى الغزو بعد انفصاله من منزله قبل أن يشهد الوقعة ، فله سهمه من المغنم . وأخرج ابن سعد وأحمد والحاكم وصححه عن عبد الله بن عتيك " سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من خرج من بيته مجاهداً في سبيل الله - وأين المجاهدون في سبيل الله - فخر من دابته فمات فقد وقع أجره على الله ، أو لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على الله ، أو مات حتف أنفه فقد وقع أجره على الله - يعني بحتف أنفه على فراشه ، والله إنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم - ومن قتل قعصاً فقد استوجب الجنة " . وأخرج أبو يعلى والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من خرج حاجاً فمات كتب له أجر الحاج إلى يوم القيامة ، ومن خرج معتمراً فمات كتب له أجر المعتمر إلى يوم القيامة ، ومن خرج غازياً في سبيل الله كتب له أجر الغازي إلى يوم القيامة " .