Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 4-4)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه ، والبيهقي في سننه عن أبي رافع قال : " جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن عليه فأذن له ، فأبطأ فأخذ رداءه فخرج ، فقال : قد أذنا لك ! قال : أجل ، ولكنا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة ، فنظروا فإذا في بعض بيوتهم جرو . قال أبو رافع : فأمرني أن أقتل كل كلب بالمدينة ففعلت ، وجاء الناس فقالوا : يا رسول الله ، ماذا يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها ؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله { يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوراح مكلبين } فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أرسل الرجل كلبه ، وذكر اسم الله فأمسك عليه ، فليأكل مالم يأكل " . وأخرج ابن جرير عن عكرمة . أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع في قتل الكلاب ، فقتل حتى بلغ العوالي ، فدخل عاصم بن عدي ، وسعد بن خيثمة ، وعويم بن ساعدة ، فقالوا : ماذا أحل لنا يا رسول الله ؟ فنزلت { يسئلونك ماذا أحل لهم … } الآية . وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي قال " لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب قالوا : يا رسول الله ، ماذا أحل لنا من هذه الأمة ؟ فنزلت { يسئلونك ماذا أحل لهم … } الآية " . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير أن عدي بن حاتم وزيد بن المهلهل الطائيين سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا : " يا رسول الله ، قد حرم الله الميتة . فماذا يحل لنا ؟ فنزلت { يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات } " . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عامر . أن عدي بن حاتم الطائي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن صيد الكلاب ، فلم يدرِ ما يقول له حتى أنزل الله عليه هذه الآية في المائدة { تعلمونهن مما علمكم الله } . وأخرج ابن جرير عن عروة بن الزبير عمن حدثه ، " أن رجلاً من الأعراب أتى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه في الذي حرم الله عليه والذي أحل له ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " يحل لك الطيبات ، ويحرم عليك الخبائث ، إلا أن تفتقر إلى طعام لك فتأكل منه حتى تستغني عنه . فقال الرجل : وما فقري الذي يحل لي ، وما غناي الذي يغنيني عن ذلك ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا كنت ترجو نتاجاً فتبلغ من لحوم ماشيتك إلى نتاجك ، أو كنت ترجو غنى تطلبه فتبلغ من ذلك شيئاً ، فاطعم أهلك ما بدا لك حتى تستغني عنه . فقال الأعرابي : ما غناي الذي أدعه إذا وجدته ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا أرويت أهلك غبوقاً من الليل فاجتنب ماحرم الله عليك من طعام ، وأما مالك فإنه ميسور كله ليس فيه حرام " " . وأخرج الطبراني عن صفوان بن أمية ، " أن عرفطة بن نهيك التميمي قال : " يا رسول الله ، إني وأهل بيتي يرزقون من هذا الصيد ولنا فيه قسم وبركة ، وهو مشغلة عن ذكر الله وعن الصلاة في جماعة ، وبنا اليه حاجة ، أفتحله أم أحرمه ؟ قال : أحله ، لأن الله قد أحله نعم العمل ، والله أولى بالعذر ، قد كانت قبلي لله رسل كلهم يصطادون ويطلبون الصيد ، ويكفيك من الصلاة في جماعة إذا غبت غبت عنها في طلب الرزق حبك الجماعة وأهلها ، وحبك ذكر الله وأهله ، وابتغ على نفسك وعيالك حلالاً ، فإن في ذلك جهاد في سبيل الله ، واعلم أن عون الله في صالح التجار " . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله { وما علمتم من الجوارح مكلبين } قال : هي الكلاب المعلمة ، والبازي يعلم الصيد ، والجوارح يعني : الكلاب ، والفهود ، والصقور ، وأشباهها { والمكلبين } الضواري { فكلوا مما أمسكن عليكم } يقول : كلوا مما قتلن ، فإن قتل وأكل فلا تأكل { واذكروا اسم الله عليه } يقول : إذا أرسلت جوارحك فقل بسم الله ، وإن نسيت فلا حرج . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله { من الجوارح مكلبين } قال : الطير ، والكلاب . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { من الجوارح مكلبين } قال : يكالبن الصيد { فكلوا مما أمسكن عليكم } قال : إذا أرسلت كلبك أو طائرك أو سهمك فذكرت اسم الله فأمسك أو قتل فكل . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس : في المسلم يأخذ كلب المجوسي المعلم ، أو بازه ، أو صقره ، مما علمه المجوسي ، فيرسله فيأخذه . قال : لا يأكله وإن سميت ؛ لأنه من تعليم المجوسي ، وإنما قال { تعلمونهن مما علمكم الله } . وأخرج ابن جرير عن الحسن في قوله { وما علمتم من الجوارح } قال : كُلّ ما { تعلمونهن مما علمكم الله } قال : تعلمونهن من الطلب كما علمكم الله . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : إنما المعلم من الكلاب أن يمسك صيده فلا يأكل ، كل منه حتى يأتيه صاحبه . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : إذا أكل الكلب فلا تأكل ، فإنما أمسك على نفسه . وأخرج ابن جرير " عن عدي بن حاتم قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيد البازي . قال : " ما أمسك عليك فكل " " . وأخرج البخاري ومسلم " عن عدي بن حاتم قال " قلت : يا رسول الله ، إني أرسل الكلاب المعلمة واذكر اسم الله ؟ فقال : إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فكل ما أمسكن عليك . قلت : وإن قتلن ؟ قال : وإن قتلن ما لم يشركها كلب ليس منها ، فإنك إنما سميت على كلبك ولم تسمِّ على غيره " " . وأخرج ابن أبي حاتم " عن عدي بن حاتم قال : قلت " يا رسول الله ، إنا قوم نصيد بالكلاب والبزاة ، فما يحل لنا منها ؟ قال : يحل لكم { ما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه } ثم قال : ما أرسلت من كلب وذكرت اسم الله فكل ما أمسك عليك . قلت : وإن قتل ؟ قال : وإن قتل ، مالم يأكل هو الذي أمسك . قلت : إنا قوم نرمي ، فما يحل لنا ؟ قال : ما ذكرت اسم الله وخزقت فكل " " . وأخرج عبد بن حميد عن علي بن الحكم أن نافع بن الأزرق سأل ابن عباس فقال : أرأيت إذا أرسلت كلبي وسميت فقتل الصيد ، آكله ؟ قال : نعم . قال نافع : يقول الله { إلا ما ذكيتم } تقول أنت : وإن قتل ! قال : ويحك يا ابن الأزرق … ! أرأيت لو أمسك على سنور فأدركت ذكاته ، أكان يكون على يأس ؟ والله إني لأعلم في أي كلاب نزلت : في كلاب نبهان من طي ، ويحك يا ابن الأزرق … ! ليكونن لك نبأ . وأخرج عبد بن حميد عن مكحول قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما أمسك عليك الذي ليس بمكلب فأدركت ذكاته فكل ، وإن لم تدرك ذكاته فلا تأكل " . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال : إذا أكل الكلب فلا تأكل ، وإذا أكل الصقر فكل ؛ لأن الكلب تستطيع أن تضربه ، والصقر لا تستطيع . وأخرج عبد بن حميد عن عروة أنه سئل عن الغراب ، أمن الطيبات هو ؟ قال : من أين يكون من الطيبات ، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسقاً ؟ ! .