Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 75-85)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد بن حميد عن عاصم رضي الله عنه أنه قرأ { فلا أقسم } ممدودة مرفوعة الألف { بمواقع النجوم } على الجماع . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { فلا أقسم بمواقع النجوم } على الجماع . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { فلا أقسم بمواقع النجوم } قال : نجوم السماء . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه { فلا أقسم بمواقع النجوم } قال : بمساقطها ، قال : وقال الحسن رضي الله عنه : مواقع النجوم انكدارها وانتثارها يوم القيامة . وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي الله عنه { فلا أقسم بمواقع النجوم } قال : بمغايبها . وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { فلا أقسم بمواقع النجوم } قال : بمنازل النجوم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير ومحمد بن نصر وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { فلا أقسم بمواقع النجوم } قال : القرآن { وإنه لقسم لو تعلمون عظيم } قال : القرآن . وأخرج النسائي وابن جرير ومحمد بن نصر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم فرق في السنين ، وفي لفظ : ثم نزل من السماء الدنيا إلى الأرض نجوماً ، ثم قرأ { فلا أقسم بمواقع النجوم } . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما { فلا أقسم بمواقع النجوم } بألف ، قال : نجوم القرآن حين ينزل . وأخرج ابن المنذر وابن الأنباري في كتاب المصاحف وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أنزل القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة ، ثم أنزل إلى الأرض نجوماً ثلاث آيات وخمس آيات وأقل وأكثر ، فقال : { فلا أقسم بمواقع النجوم } . وأخرج الفريابي بسند صحيح عن المنهال بن عمرو رضي الله عنه قال : قرأ عبد الله بن مسعود رضي الله عنه { فلا أقسم بمواقع النجوم } قال : بمحكم القرآن ، فكان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم نجوماً . وأخرج ابن نصر وابن الضريس عن مجاهد رضي الله عنه { فلا أقسم بمواقع النجوم } قال : بمحكم القرآن . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما { فلا أقسم بمواقع النجوم } قال : مستقر الكتاب أوله وآخره . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله : { إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون } قال : القرآن الكريم ، والكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ { لا يمسه إلا المطهرون } قال : الملائكة عليهم السلام هم المطهرون من الذنوب . وأخرج آدم ابن أبي إياس وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في المعرفة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله : { إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون } قال : القرآن في كتابه والمكنون الذي لا يمسه شيء من تراب ولا غبار { لا يمسه إلا المطهرون } قال : الملائكة عليهم السلام . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه { في كتاب مكنون } قال : التوراة والإِنجيل { لا يمسه إلا المطهرون } قال : حملة التوراة والإِنجيل . وأخرج ابن جرير عن قتادة قال : في قراءة ابن مسعود رضي الله عنه : " ما يمسه إلا المطهرون " . وأخرج آدم وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في المعرفة من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما { لا يمسه إلا المطهرون } قال : الكتاب المنزل في السماء لا يمسه إلا الملائكة . وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أنس رضي الله عنه { لا يمسه إلا المطهرون } قال : الملائكة عليهم السلام . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه { لا يمسه إلا المطهرون } قال : ذاكم عند رب العالمين { لا يمسه إلا المطهرون } من الملائكة فاما عندكم فيمسه المشرك والنجس والمنافق الرجس . وأخرج ابن مردويه بسند رواه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم { إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون } قال : عند الله في صحف مطهرة { لا يمسه إلا المطهرون } قال : المقربون . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن علقمة رضي الله عنه قال : أتينا سلمان الفارسي رضي الله عنه فخرج علينا من كن له فقلنا له : لو توضأت يا أبا عبدالله ثم قرأت علينا سورة كذا وكذا قال : إنما قال الله : { في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون } وهو الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة عليهم السلام ، ثم قرأ علينا من القرآن ما شئنا . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله : { في كتاب مكنون } قال : في السماء { لا يمسه إلا المطهرون } قال : الملائكة عليهم السلام . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي العالية رضي الله عنه في قوله : { لا يمسه إلا المطهرون } قال : الملائكة عليهم السلام ليس أنتم يا أصحاب الذنوب . وأخرج ابن المنذر عن النعيمي رضي الله عنه قال : قال مالك رضي الله عنه : أحسن ما سمعت في هذه الآية { لا يمسه إلا المطهرون } أنها بمنزلة الآية التي في عبس { في صحف مكرمة } [ عبس : 13 ] إلى قوله : { كرام بررة } [ عبس : 16 ] . وأخرج ابن المنذر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان لا يمس المصحف إلا متوضئاً . وأخرج عبد الرزاق وابن أبي داود وابن المنذر عن عبدالله بن أبي بكر عن أبيه قال : " في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم : لا تمس القرآن إلا على طهور " . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر والحاكم وصححه عن عبد الرحمن بن زيد قال : كنا مع سلمان فانطلق إلى حاجة فتوارى عنا ، فخرج إلينا فقلنا : لو توضأت فسألناك عن أشياء من القرآن ، فقال : سلوني فإني لست أمسّه إنما يمسه المطهرون ، ثم تلا { لا يمسه إلا المطهرون } . وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يمس القرآن إلا طاهر " . وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن كتب له في عهده " أن لا يمس القرآن إلا طاهر " . وأخرج ابن مردويه عن ابن حزم الأنصاري عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليه : " لا يمس القرآن إلا طاهر " . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { أفبهذا الحديث أنتم مدهنون } قال : مكذبون . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه { أفبهذا الحديث أنتم مدهنون } قال : تريدون أن تمالئوا فيه وتركنوا إليهم . قوله تعالى : { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } . أخرج مسلم وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أصبح من الناس شاكر ، ومنهم كافر ، قالوا : هذه رحمة وضعها الله وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا ، فنزلت هذه الآية { فلا أقسم بمواقع النجوم } حتى بلغ { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } " . وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ " وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون " قال : يعني الأنواء وما مطر قوم إلا أصبح بعضهم كافرًا وكانوا يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فأنزل الله تعالى { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } قال : " بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سافر في حر شديد ، فنزل الناس على غير ماء فعطشوا ، فاستسقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم : " فلعلّي لو فعلت فسقيتم قلتم هذا بنوء كذا وكذا " ، قالوا : يا نبيّ الله ما هذا بحين أنواء ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ ثم قام فصلى ، فدعا الله تعالى ، فهاجت ريح وثاب سحاب ، فمطروا ، حتى سال كل واد ، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يغرف بقدحه ويقول : هذا نوء فلان ، فنزل { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } " . وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي حزرة رضي الله عنه قال : نزلت الآية في رجل من الأنصار في غزوة تبوك ، ونزلوا بالحجر فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يحملوا من مائها شيئاً ثم ارتحل ثم نزل منزلاً آخر ، وليس معهم ماء ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام يصلي ركعتين ، ثم دعا فأرسل سحابة فأمطرت عليهم حتى استقوا منها ، فقال رجل من الأنصار لآخر من قومه يتهم بالنفاق : ويحك قد ترى ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم فأمطر الله علينا السماء فقال : إنما مطرنا بنوء كذا وكذا ، فأنزل الله { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } . وأخرج أحمد وابن منيع وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والخرائطي في مساوىء الأخلاق وابن مردويه والضياء في المختارة عن عليّ رضي الله عنه " عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } قال : شكركم تقولون مطرنا بنوء كذا وكذا ، وبنجم كذا وكذا " . وأخرج ابن جرير عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما مطر قوم من ليلة إلا أصبح قوم بها كافرين ، ثم قال : { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } يقول قائل : مطرنا بنجم كذا وكذا " . وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن عائشة رضي الله عنها قالت : مطر الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر ، قالوا هذه رحمة وضعها الله ، وقال بعضهم : لقد صدق نوء كذا فنزلت هذه الآية { فلا أقسم بمواقع النجوم } حتى بلغ { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } " . وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } قال : يعني الأنواء ، وما مطر قوم إلا أصبح بعضهم كافراً ، وكانوا يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فأنزل الله { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } . وأخرج ابن مردويه قال : " ما فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن إلا آيات يسيرة قوله : { وتجعلون رزقكم } قال : شكركم " . وأخرج ابن مردويه عن عليّ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ " وتجعلون شكركم " . وأخرج ابن مردويه عن أبي عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه قال : قرأ عليّ رضي الله عنه الواقعات في الفجر ، فقال : " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " فلما انصرف قال : إني قد عرفت أنه سيقول قائل : لم قرأها هكذا ؟ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها كذلك ، كانوا إذا مطروا قالوا : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فأنزل الله " وتجعلون شكركم أنكم إذ مطرتم تكذبون " . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي عبد الرحمن رضي الله عنه قال : كان عليّ رضي الله عنه يقرأ " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } فقال : أما الحسن فقال : بئس ما أخذ القوم لأنفسهم لم يرزقوا من كتاب الله إلا التكذيب ، قال : وذكر لنا أن الناس أمحلوا على عهد نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا يا نبي الله : لو استسقيت لنا ؟ فقال : عسى قوم إن سقوا أن يقولوا سقينا بنوء كذا وكذا ، فاستسقى نبي الله ، فمطروا ، فقال رجل : إنه قد كان بقي من الأنواء كذا وكذا ، فأنزل الله { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } قال : قولهم : في الأنواء مطرنا بنوء كذا وكذا ، فيقول : قولوا : هو من عند الله تعالى وهو رزقه . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } قال : الاستسقاء بالأنواء . وأخرج عبد بن حميد عن عوف عن الحسن رضي الله عنه في قوله : { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } قال : تجعلون حظكم منه أنكم تكذبون ، قال عوف رضي الله عنه : وبلغني أن مشركي العرب كانوا إذا مطروا في الجاهلية قالوا مطرنا بنوء كذا وكذا . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والدارمي والنسائي وأبو يعلى وابن حبان عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لو أمسك الله المطر عن الناس ثم أرسله لأصبحت طائفة كافرين ، قالوا : هذا بنوء الذبح يعني الدبران " . وأخرج مالك وعبد الرزاق وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي والبيهقي في الأسماء والصفات عن زيد بن خالد الجهني قال : " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح زمن الحديبية في أثر سماء ، فلما أقبل علينا فقال : " ألم تسمعوا ما قال ربكم في هذه الآية : ما أنعمت على عبادي نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين . فأما من آمن بي وحمدني على سقياي فذلك الذي آمن بي ، وكفر بالكوكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا ، فذلك الذي آمن بالكوكب وكفر بي " " . وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً لأصحابه : " هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : إنه يقول : إن الذين يقولون نسقى بنجم كذا وكذا فقد كفر بالله وآمن بذلك النجم ، والذين يقولون سقانا الله فقد آمن بالله وكفر بذلك النجم " . وأخرج عبد بن حميد عن عبد الله بن محيريز أن سليمان بن عبد الملك دعاه فقال : لو تعلمت علم النجوم فازددت إلى علمك ، فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أخوف ما أخاف على أمتي ثلاث : حيف الأئمة وتكذيب بالقدر وإيمان بالنجوم " . وأخرج عبد بن حميد عن رجاء بن حيوة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مما أخاف على أمتي التصديق بالنجوم والتكذيب بالقدر وظلم الأئمة " . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن جابر السوائي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أخاف على أمتي ثلاثاً استسقاء بالأنواء وحيف السلطان وتكذيباً بالقدر " . وأخرج أحمد عن معاوية الليثي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون الناس مجدبين ، فينزل الله عليهم رزقاً من رزقه فيصبحون مشركين ، قيل له : كيف ذاك يا رسول الله ؟ قال : يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا " . وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله ليصبح القوم بالنعمة أو يمسيهم بها فيصبح بها قوم كافرين يقولون مطرنا بنوء كذا وكذا " . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله : " وتجعلون شكركم " يقول : على ما أنزلت عليكم من الغيث والرحمة ، يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا ، وكان ذلك منهم كفراً بما أنعم الله عليهم . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ما مطر قوم إلا أصبح بعضهم كافراً يقولون : مطرنا بنوء كذا وكذا ، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما " وتجعلون شكركم أنكم تكذبون " . وأخرج ابن جرير عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله : { وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون } قال : كان ناس يمطرون فيقولون مطرنا بنوء كذا وكذا . قوله تعالى : { فلولا إذا بلغت الحلقوم } الآيات . أخرج ابن ماجة عن أبي موسى رضي الله عنه قال : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : متى تنقطع معرفة العبد من الناس قال : إذا عاين " . وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : احضروا موتاكم وذكروهم فإنهم يرون ما لا ترون . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأبو بكر المروزي في كتاب الجنائز عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : احضروا موتاكم ولقنوهم لا إله إلا الله فإنهم يرون ويقال لهم . وأخرج سعيد بن منصور والمروزي عن عمر رضي الله عنه قال : لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ، واعقلوا ما تسمعون من المطيعين منكم ، فإنه يجلي لهم أمور صادقة . وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وأبو يعلى من طريق أبي يزيد الرقاشي عن تميم الداري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يقول الله لملك الموت : انطلق إلى وليي فائتني به فإني قد جربته بالسراء والضراء فوجدته حيث أحب ، فائتني به لأريحه من هموم الدنيا وغمومها . فينطلق إليه ملك الموت ومعه خمسمائة من الملائكة معهم أكفان وحنوط من حنوط الجنة ومعهم ضبائر الريحان ، أصل الريحانة واحد وفي رأسها عشرون لوناً ، لكل لون منها ريح سوى ريح صاحبه ، ومعهم الحرير الأبيض فيه المسك الأذفر ، فيجلس ملك الموت عند رأسه ، وتحتوشه الملائكة ويضع كل ملك منهم يده على عضو من أعضائه ، ويبسط ذلك الحرير الأبيض والمسك الأذفر تحت ذقنه ، ويفتح له باب إلى الجنة ، فإن نفسه لتعلل عنده ذلك بطرف الجنة مرة بأزواجها ومرة بكسوتها ومرة بثمارها ، كما يعلل الصبيّ أهله إذا بكى ، وإن أزواجه ليبتهشن عند ذلك ابتهاشاً ، وتنزو الروح نزواً ، ويقول ملك الموت : أخرجي أيتها الروح الطيبة إلى سدر مخضود وطلح ممدود وماء مسكوب ، وملك الموت أشد تلطفاً به من الوالدة بولدها ، يعرف أن ذلك الروح حبيب إلى ربه ، كريم على الله فهو يلتمس بلطفه تلك الروح رضا الله عنه ، فسلّ روحه كما تسل الشعرة من العجين ، وإن روحه لتخرج والملائكة حوله يقولون : { سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون } [ النحل : 32 ] وذلك قوله : { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم } [ النحل : 32 ] قال : فأما إن كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم ، قال : روح من جهد الموت وروح يؤتى به عند خروج نفسه وجنة نعيم أمامه . فإذا قبض ملك الموت روحه يقول الروح للجسد : لقد كنت بي سريعاً إلى طاعة الله بطيئاً عن معصيته ، فهنيئاً لك اليوم فقد نجوت وأنجيت ، ويقول الجسد للروح : مثل ذلك ، وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله عليها ، كل باب من السماء كان يصعد منه عمله وينزل منه رزقه أربعين ليلة ، فإذا اقبضت الملائكة روحه أقامت الخمسمائة ملك عند جسده لا يقلبه بنو آدم لشق إلا قلبته الملائكة عليهم السلام قبلهم ، وعلته بأكفان قبل أكفانهم وحنوط قبل حنوطهم ، ويقوم من باب بيته إلى باب قبره صفان من الملائكة يستقبلونه بالاستغفار ، ويصيح إبليس عند ذلك صيحة يتصرع منها بعض أعظام جسده ، ويقول لجنوده : الوليل لكم كيف خلص هذا العبد منكم ؟ فيقولون : إن هذا كان معصوماً . فإذا صعد ملك الموت بروحه إلى السماء يستقبله جبريل في سبعين ألفاً من الملائكة كلهم يأتيه من ربه ، فإذا انتهى ملك الموت إلى العرش خرت الروح ساجدة لربها ، فيقول الله لملك الموت : انطلق بروح عبدي فضعه { في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب } [ الواقعة : 28 ] فإذا وضع في قبره جاءت الصلاة فكانت عن يمينه ، وجاء الصيام فكان عن يساره ، وجاء القرآن والذكر فكانا عند رأسه ، وجاء مشيه إلى الصلاة فكان عند رجليه ، وجاء الصبر فكان ناحية القبر ، ويبعث الله عتقاً من العذاب فيأتيه عن يمينه ، فتقول الصلاة : وراءك والله ما زال دائباً عمره كله وإنما استراح الآن حين وضع في قبره ، فيأتيه عن يساره فيقول الصيام مثل ذلك . ، فيأتيه من قبل رأسه فيقول له مثل ذلك ، فلا يأتيه العذاب من ناحية فيلتمس هل يجد لها مساغاً إلا وجد ولي الله قد أحرزته الطاعة ، فيخرج عنه العذاب عندما يرى ، ويقول الصبر لسائر الأعمال : أما إنه لم يمنعني أن أباشره بنفسي إلا أني نظرت ما عندكم ، فلو عجزتم كنت أنا صاحبه ، فأما إذا أجزأتم عنه فأنا ذخر له عند الصراط وذخر له عند الميزان ، ويبعث الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف وأصواتهما كالرعد القاصف وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهب يطآن في أشعارهما بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا ، قد نزعت منهما الرأفة والرحمة إلا بالمؤمنين ، يقال لهما : منكر ونكير ، وفي يد كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع عليها الثقلان لم يقلوها . فيقولان له : اجلس فيستوي جالساً في قبره فتسقط أكفانه في حقويه . فيقولان له : من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول : ربي الله وحده لا شريك له ، والإِسلام ديني ، ومحمد نبي ، وهو خاتم النبيين . فيقولان له : صدقت ، فيدفعان القبر فيوسعانه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره ومن قبل رأسه ومن قبل رجليه ، ثم يقولان له : أنظر فوقك ، فينظر ، فإذا هو مفتوح إلى الجنة ، فيقولان له : هذا منزلك يا وليّ الله ، لما أطعت الله فوالذي نفس محمد بيده إنه لتصل إلى قلبه فرحة لا ترتد أبداً ، فيقال له : أنظر تحتك فينظر تحته فإذا هو مفتوح إلى النار ، فيقولان : يا ولي الله نجوت من هذا فوالذي نفسي بيده إنه لتصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبداً ، ويفتح له سبعة وسبعون باباً إلى الجنة يأتيه ريحها وبردها حتى يبعثه الله تعالى من قبره إلى الجنة وأما الكافر فيقول الله لملك الموت : ويفتح الله لملك الموت انطلق إلى عبدي فائتني به فإني قد بسطت له رزقي وسربلته نعمتي فأبى إلا معصيتي فأئتني به لأنتقم منه اليوم ، فينطلق إليه ملك الموت في أكره صورة رآها أحد من الناس قط ، له اثنتا عشرة عيناً ومعه سفود من النار كثير الشوك ، ومعه خمسمائة من الملائكة معهم نحاس وجمر من جمر جهنم ، ومعهم سياط من النار تأجج فيضربه ملك الموت بذلك السفود ضربة يغيب أصل كل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة وعرق من عروقه ، ثم يلويه ليّاً شديداً ، فينزع روحه من أظفار قدميه ، فيلقيها في عقبيه ، فيسكر عدوّ الله عند ذلك سكرة وتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط ، ثم كذلك إلى حقويه ، ثم كذلك إلى صدره ، ثم كذلك إلى حلقه ، ثم تبسط الملائكة ذلك النحاس وجمر جهنم تحت ذقنه ، ثم يقول ملك الموت : أخرجي أيتها النفس اللعينة الملعونة إلى { سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم } [ الواقعة : 43 ] فإذا قبض ملك الموت روحه قالت الروح للجسد : جزاك الله عني شرّاً فقد كنت بي سريعاً إلى معصية الله بطيئاً بي عن طاعة الله ، فقد هلكت وأهلكت ، ويقول الجسد للروح مثل ذلك ، وتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصي الله تعالى عليها ، وتنطلق جنود إبليس إليه يبشرونه بأنهم قد أوردوا عبداً من بني آدم النار ، فإذا وضع في قبره ضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه فتدخل اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى ويبعث الله إليه حيات دهماء تأخذ بأرنبته وإبهام قدميه ، فتغوصه حتى تلتقي في وسطه ، ويبعث الله إليه الملكين فيقولان له : من ربك ؟ وما دينك ؟ فيقول : لا أدري فيقال له : لا دريت ولا تليت ، فيضربانه ضربة يتطاير الشرار في قبره ، ثم يعود ، فيقولان له : انظر فوقك ، فينظر ، فإذا باب مفتوح إلى الجنة فيقولان له عدو الله لو كنت أطعت الله تعالى ، هذا منزلك فوالذي نفسي بيده إنه ليصل إلى قلبه حسرة لا ترتد أبداً ، ويفتح له باب إلى النار ، فيقال : عدوّ الله هذا منزلك لما عصيت الله ، ويفتح له سبعة وسبعون باباً إلى النار يأتيه حرها وسمومها حتى يبعثه من قبره يوم القيامة إلى النار " .