Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 1-1)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج ابن الضريس في فضائل القرآن وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن كعب قال : فتحت التوراة { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } وختمت بـ { الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً } الى قوله { وكبره تكبيراً } . وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } قال : هي في التوراة بستمائة آية . وأخرج أبو الشيخ عن قتادة { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض } حمد نفسه فأعظم خلقه . وأخرج ابن أبي حاتم عن علي . أنه أتاه رجل من الخوارج فقال : الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون أليس كذلك ؟ . قال : نعم . فانصرف عنه ثم قال : ارجع . فرجع فقال : أي قل إنما أنزلت في أهل الكتاب . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه أنه أتاه رجل من الخوارج فقرأ عليه { الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور } الآية . ثم قال : أليس الذين كفروا بربهم يعدلون ؟ قال : بلى . فانصرف عنه الرجل ، فقال له رجل من القوم : يا ابن ابزى إن هذا أراد تفسير الآية غير ما ترى إنه رجل من الخوارج . قال : ردوه علي . فلما جاء قال : أتدري فيمن أنزلت هذه الآية ؟ قال : لا . قال : نزلت في أهل الكتاب فلا تضعها في غير موضعها . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد قال : نزلت هذه الآية في الزنادقة { الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور } قال قالوا : إن الله لم يخلق الظلمة ، ولا الخنافس ، ولا العقارب ، ولا شيئاً قبيحاً ، وإنما خلق النور وكل شيء حسن ، فأنزل فيهم هذه الآية . وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال : نزل جبريل مع سبعين ألف ملك معهم سورة الأنعام ، لهم زجل من التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد ، وقال : الحمد لله الذي خلق السموات والأرض فكان فيه رد على ثلاثة أديان منهم ، فكان فيه رد على الدهرية لأن الأشياء كلها دائمة ، ثم قال { وجعل الظلمات والنور } فكان فيه رد على المجوس الذين زعموا أن الظلمة والنور هما المدبران ، وقال : { ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } فكان فيه رد على مشركي العرب ، ومن دعا دون الله إلهاً . وأخرج ابن جرير عن أبي روق قال : كل شيء في القرآن ( جعل ) فهو خلق . وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس { وجعل الظلمات والنور } قال : الكفر والإيمان . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { الحمد لله الذي خلق السمٱوات والأرض وجعل الظلمات والنور } قال : خلق الله السموات قبل الأرض ، والظلمة قبل النور ، والجنة قبل النار { ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } قال : كذب العادلون بالله فهؤلاء أهل الشرك . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله { وجعل الظلمات والنور } قال : الظلمات ظلمة الليل ، والنور نور النهار { ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } قال : هم المشركون . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } قال : يشركون . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله { ثم الذين كفروا بربهم يعدلون } قال : الآلهة التي عبدوها عدلوها بالله تعالى وليس لله عدل ، ولا ند ، وليس معه آلهة ، ولا اتخذ صاحبة ولا ولداً .