Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 15-18)
Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله : { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } قال : بلاء { والله عنده أجر عظيم } قال : الجنة . وأخرج ابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : لا يقولن أحدكم : اللهم إني أعوذ بك من الفتنة ، فإنه ليس أحد منكم إلا وهو مشتمل على فتنة ، فإن الله يقول : { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلاتها . وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الضحى قال : قال رجل ، وهو عند عمر : اللهم إني أعوذ بك من الفتنة أو الفتن ، فقال عمر : أتحب أن لا يرزقك الله مالاً ولا ولداً ، أيكم استعاذ من الفتن فليستعذ من مضلاتها . وأخرج ابن مردويه عن كعب بن عياض رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن لكل أمة فتنة ، وإن فتنة أمتي المال " . وأخرج ابن مردويه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : " لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال " . وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال " . وأخرج وكيع في الغرر عن محمد بن سيرين رضي الله عنه قال : قال ابن عمر لرجل : إنك تحب الفتنة . قال : أنا ؟ قال : نعم فلما رأى ابن عمر ما داخل الرجل من ذاك ، قال : تحب المال والولد . وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم وابن مردويه عن بريدة رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران ، يمشيان ويعثران ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما واحداً من ذا الشق ، وواحداً من ذا الشق ، ثم صعد المنبر فقال : " صدق الله ، قال : { إنما أموالكم وأولادكم فتنة } إني لما نظرت إلى هذين الغلامين يمشيان ويعثران لم أصبر أن قطعت كلامي ونزلت إليهما " " . وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو يخطب الناس على المنبر خرج الحسين بن علي رضي الله عنه فوطىء في ثوب كان عليه فسقط ، فبكى ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المنبر ، فلما رأى الناس أسرعوا إلى الحسين رضي الله عنه يتعاطونه ، يعطيه بعضهم بعضاً حتى وقع في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " قاتل الله الشيطان ، إن الولد لفتنة ، والذي نفسي بيده ما دريت أني نزلت عن منبري " " . وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه قال : " سمع النبي صلى الله عليه وسلم بكاء حسن أو حسين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الولد فتنة ، لقد قمت إليه وما أعقل " والله تعالى أعلم . قوله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } . أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال : لما نزلت { اتقوا الله حق تقاته } [ آل عمران : 102 ] اشتد على القوم العمل فقاموا حتى ورمت عراقيبهم وتقرحت جباههم ، فأنزل الله تحفيفاً على المسلمين { فاتقوا الله ما استطعتم } فنسخت الآية الأولى . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الربيع بن أنس { فاتقوا الله ما استطعتم } قال : جهدكم . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة { فاتقوا الله ما استطعتم } قال : هي رخصة من الله ، كان الله قد أنزل في سورة آل عمران { اتقوا الله حق تقاته } [ آل عمران : 102 ] وحق تقاته أن يطاع فلا يعصى ، ثم خفف عن عباده ، فأنزل الرخصة { فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا } قال : السمع والطاعة فيما استطعت يا ابن آدم عليها ، بايع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على السمع والطاعة فيما استطاعوا . وأخرج ابن سعد وأحمد وأبو داود عن الحكم بن حزن الكلفي قال : وفدنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلبثنا أياماً شهدنا فيها الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام متوكئاً على قوس ، فحمد الله ، وأثنى عليه كلمات طيبات خفيفات مباركات ، ثم قال : " أيها الناس إنكم لن تطيقوا كل ما أمرتم به فسددوا وابشروا " . وأخرج عبد بن حميد عن عطاء رضي الله عنه { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } قال : في النفقة . وأخرج عبد بن حميد عن حبيب بن شهاب العنبري أنه سمع أخاه يقول : لقيت ابن عمر يوم عرفة ، فأردت أن أقتدي من سيرته ، وأسمع من قوله ، فسمعته أكثر ما يقول : اللهم إني أعوذ بك من الشح الفاحش ، حتى أفاض ، ثم بات بجمع ، فسمعته أيضاً يقول ذلك ، فلما أردت أن أفارقه قلت يا عبدالله : إني أردت أن أقتدي بسيرتك فسمعتك أكثر ما تقول أن تعوذ من الشح الفاحش قال : وما أبغي أفضل من أن أكون من المفلحين ؟ قال الله : { ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون } . قوله تعالى : { إن تقرضوا الله } الآية . أخرج الحاكم وصححه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله استقرضت عبدي فأبى أن يقرضني ، وشتمني عبدي ، وهو لا يدري ، يقول وادهراه وادهراه ، وأنا الدهر " ثم تلا أبو هريرة { إن تقرضوا الله قرضاً حسناً يضاعفه لكم } . وأخرج عبد بن حميد عن أبي حيان عن أبيه عن شيخ لهم أنه كان يقول إذا سمع السائل يقول : من يقرض الله قرضاً حسناً ، قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر هذا القرض الحسن .