Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 155-155)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { واختار موسى قومه } الآية . قال : كان الله أمره أن يختار من قومه سبعين رجلاً فاختار سبعين رجلاً فبرز بهم ، فكان ليدعو ربكم فيما دعوا الله أن قالوا : اللهمَّ اعطنا ما لم تعطه أحداً بعدنا ، فكره الله ذلك من دعائهم ، فأخذتهم الرجفة قال موسى { لو شئت أهلكتهم من قبل … إن هي إلا فتنتك } يقول : إن هو إلا عذابك تصيب به من تشاء وتصرفه عمن تشاء . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن نوف الحميري قال : لما اختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقات ربه قال الله لموسى : أجعل لكم الأرض مسجداً وطهوراً ، واجعل السكينة معكم في بيوتكم ، واجعلكم تقرأون التوراة من ظهور قلوبكم فيقرأها الرجل منكم والمرأة ، والحر والعبد ، والصغير والكبير ، فقال : موسى : إن الله قد جعل لكم الأرض مسجداً وطهوراً . قالوا : لا نريد أن نصلي إلا في الكنائس . قال : ويجعل السكينة معكم في بيوتكم . قالوا : لا نريد إلا كما كانت في التابوت . قال : ويجعلكم تقرأون التوراة عن ظهور قلوبكم ، فيقرأها الرجل منكم والمرأة ، والحر والعبد ، والصغير والكبير . قالوا : لا نريد أن نقرأها إلا نظراً . قال الله { فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة } إلى قوله { المفلحون } قال موسى : أتيتك بوفد قومي فجعلت وفادتهم لغيرهم اجعلني نبي هذه الأمة . قال : إن نبيهم منهم . قال : اجعلني من هذه الأمة . قال : إنك لن تدركهم . قال : رب أتيتك بوفد قومي فجعلت وفادتهم لغيرهم . قال : فأوحى الله إليه { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } [ الأعراف : 159 ] قال : فرضي موسى . قال نوف : ألا تحمدون رباً شهد غيبتكم ، وأخذ لكم بسمعكم ، وجعل وفادة غيركم لكم ؟ . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن نوف البكالي . أن موسى لما اختار من قومه سبعين رجلاً قال لهم : فِدوا الى الله وسلوه فكانت لموسى مسألة ولهم مسألة ، فلما انتهى إلى الطور المكان الذي وعده الله به قال لهم موسى : سلوا الله . قالوا { أرنا الله جهرة } [ النساء : 153 ] قال : ويحكم … ! تسألون الله هذا مرتين ؟ قال : هي مسألتنا أرنا الله جهرة فأخذتهم الرجفة فصعقوا ، فقال موسى : أي رب جئتك سبعين من خيار بني إسرائيل ، فأرجع إليهم وليس معي منهم أحد ، فكيف أصنع ببني إسرائيل ، أليس يقتلونني ؟ فقيل له : سل مسألتك : قال : أي رب إني أسألك أن تبعثهم . فبعثهم الله فذهبت مسألتهم ومسألته ، وجعلت تلك الدعوة لهذه الأمة . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي سعيد الرقاشي في قوله { واختار موسى قومه سبعين رجلاً } قال : كانوا قد جاوزوا الثلاثين ولم يبلغوا الأربعين ، وذلك أن من جاوز الثلاثين فقد ذهب جهله وصباه ، ومن بلغ الأربعين لم يفقد من عقله شيئاً . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله { واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا } قال : لتمام الموعد . وفي قوله { فلما أخذتهم الرجفة } قال : ماتوا ثم أحياهم . وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي العالية في قوله { إن هي إلا فتنتك } قال : بليتك . وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { إن هي إلا فتنتك } قال : مشيئتك . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال : قال موسى : يا رب إن هذا السامري أمرهم أن يتخذوا العجل أرأيت الروح من نفحها فيه ؟ قال الرب : أنا . قال : رب فأنت إذاً أضللتهم . وأخرج ابن أبي حاتم عن راشد بن سعد . أن موسى لما أتى ربه لموعده قال : يا موسى ، إن قومك افتتنوا من بعدك . قال : يا رب وكيف يفتنون وقد أنجيتهم من فرعون ، ونجيتهم من البحر ، وأنعمت عليهم ؟ قال : يا موسى إنهم اتخذوا من بعدك عجلاً جسداً له خوار . قال : يا رب فمن جعل فيه الروح ؟ قال : أنا . قال : فأنت أضللتهم يا رب . قال : يا موسى ، يا رأس النبيين ، يا أبا الحكماء ، إني رأيت ذلك في قلوبهم فيسرته لهم . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي عمر العدني في مسنده وابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : إن السبعين الذين اختارهم موسى من قومه إنما أخذتهم الرجفة لأنهم لم يرضوا بالعجل ، ولم ينهوا عنه . وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة قال : ذكر لنا أن أولئك السبعين كانوا يلبسون ثياب الطهرة ثياب يغزله وينسجه العذارى ، ثم يتبرزون صبيحة ليلة المطر إلى البرية فيدعون الله فيها ، فوالله ما سأل القوم يومئذ شيئاً إلا أعطاه الله هذه الأمة . وأخرج أبو الشيخ عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن . أن السبعين الذين اختار موسى من قومه كانوا يعرفون بخضاب السواد .