Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 156-157)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس في قوله { واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة } قال : فلم يعطها موسى { قال عذابي أصيب به من أشاء } إلى قوله { المفلحون } . وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله { واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة } قال : فكتب الرحمة يومئذ لهذه الأمة . وأخرج أبو الشيخ عن ابن جرير { واكتب لها في هذه الدنيا حسنه } قال : مغفرة . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق عن ابن عباس في قوله { إنا هدنا إليك } قال : تبنا إليك . وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير في قوله { إنا هدنا إليك } قال : تبنا . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي وجزة السعدي وكان من أعلم الناس بالعربية قال : لا والله لا أعلمها في كلام أحد من العرب { هدنا } قيل : فكيف قال : هدنا بكسر الهاء ؟ يقول : ملنا . وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن وقتادة في قوله { ورحمتي وسعت كل شيء } قالا : وسعت في الدنيا البر والفاجر ، وهي يوم القيامة للذين اتقوا خاصة . وأخرج أبو الشيخ عن عطاء في قوله { ورحمتي وسعت كل شيء } قال : رحمته في الدنيا على خلقه كلهم يتقلبون فيها . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سماك بن الفضل . أنه ذكر عنده أي شيء أعظم ، فذكروا السموات والأرض وهو ساكت فقالوا : ما تقول يا أبا الفضل ؟ فقال : ما من شيء أعظم من رحمته ، قال الله تعالى { ورحمتي وسعت كل شيء } . وأخرج أحمد وأبو داود عن جندب بن عبد الله البجلي قال : جاء أعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها ، ثم صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم نادى : اللهمَّ ارحمني ومحمداً ولا تشرك في رحمتنا أحداً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لقد حظرت رحمة واسعة ، أن الله خلق مائة رحمة ، فأنزل رحمة يتعاطف بها الخلق جنّها وإنسها وبهائمها ، وعنده تسعة وتسعون " . وأخرج أحمد ومسلم عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن لله مائة رحمة ، فمنها رحمة يتراحم بها الخلق ، وبها تعطف الوحوش على أولادها ، وأخر تسع وتسعون إلى يوم القيامة " . وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان موقوفاً وابن مردويه عن سلمان قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم " أن الله خلق مائة رحمة يوم خلق السموات والأرض ، كل رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض ، فأهبط منها رحمة إلى الأرض ، فيها تراحم الخلائق ، وبها تعطف الوالدة على ولدها ، وبها يشرب الطير والوحوش من الماء ، وبها تعيش الخلائق ، فإذا كان يوم القيامة انتزعها من خلقه ثم أفاضها على المتقين ، وزاد تسعاً وتسعين رحمة ، ثم قرأ { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون } " . وأخرج الطبراني عن حذيفة بن اليمان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الفاجر في دينه ، الأحمق في معيشته ، والذي نفسي بيده ليدخلن الجنة الذي قد محشته النار بذنبه ، والذي نفسي بيده ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه " . وأخرج أحمد وعبد بن حميد في مسنده وأبو يعلى وابن خزيمة وابن حبان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " افتخرت الجنة والنار ، فقالت النار : يا رب ، يدخلني الجبابرة والملوك والأشراف . وقالت الجنة : يا رب ، يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين . فقال الله للنار : أنت عذابي أصيب بك من أشاء ، وقال للجنة : أنت رحمتي وسعت كل شيء ، ولكل واحدة منكما ملؤها " . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي بكر الهذلي قال : لما نزلت { ورحمتي وسعت كل شيء } قال إبليس : يا رب ، وأنا من الشيء . فنزلت { فسأكتبها للذين يتقون … } الآية . فنزعها الله من إبليس . وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال : لما نزلت { ورحمتي وسعت كل شيء } قال : إبليس : وأنا من الشيء . فنسخها الله ، فأنزل { فسأكتبها للذين يتقون } إلى آخر الآية . وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج قال : لما نزلت { ورحمتي وسعت كل شيء } قال : إبليس : أنا من كل شيء . قال الله { فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة } قالت يهود : فنحن نتقي ونؤتي الزكاة . قال الله { الذين يتبعون الرسول النبي الأمي } فعزلها الله عن إبليس وعن اليهود ، وجعلها لأمة محمد صلى الله عليه وسلم . وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة نحوه . وأخرج البيهقي في الشعب عن سفيان بن عيينة قال : لما نزلت هذه الآية { ورحمتي وسعت كل شيء } مد إبليس عنقه فقال : أنا من الشيء . فنزلت { فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون } فمدت اليهود والنصارى أعناقها فقالوا : نحن نؤمن بالتوراة والإِنجيل ، ونؤدي الزكاة . فاختلسها الله من إبليس واليهود والنصارى ، فجعلها لهذه الأمة خاصة فقال { الذين يتبعون … } الآية . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبزار في مسنده وابن مردويه عن ابن عباس قال : سأل موسى ربه مسألة فأعطاها محمداً صلى الله عليه وسلم . قوله { واختار موسى قومه } إلى قوله { فسأكتبها للذين يتقون } فأعطى محمداً صلى الله عليه وسلم كل شيء . سأل موسى ربه في هذه الآية . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { فسأكتبها للذين يتقون } قال : كتبها الله لهذه الأمة . وأخرج الحاكم عن ابن عباس قال : دعا موسى فبعث الله سبعين ، فجعل دعاءه حين دعاه آمن بمحمد ، واتبعه قوله { فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين ، … فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين يتبعون محمداً } . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله { فسأكتبها للذين يتقون } قال يتقون الشرك . وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير { فسأكتبها للذين يتقون } قال : أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقال موسى : يا ليتني أخرت في أمة محمد . فقالت اليهود لموسى : أيخلق ربك خلقاً ثم يعذبهم ؟ فأوحى الله إليه : يا موسى ازرع . قال : قد زرعت . قال : أحصد . قال : قد حصدت . قال : دس . قال : قد دست . قال : ذر . قال : قد ذريت . قال : فما بقي ؟ قال : ما بقي شيء فيه خير . قال : كذلك لا أعذب من خلقي إلا من لا خير فيه . وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه . أنه سئل عن أبي بكر وعمر فقال : إنهما من السبعين الذين سألهم موسى بن عمران فاخراً حتى أعطيهما محمداً صلى الله عليه وسلم . قال : وتلا هذه الآية { واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا … } الآية . وأخرج ابن مردويه عن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا كان يوم الجمعة نزل جبريل عليه السلام إلى المسجد الحرام ، فركز لواءه بالمسجد الحرام وغدا بسائر الملائكة إلى المساجد التي يجمع فيها يوم الجمعة ، فركزوا ألويتهم وراياتهم بأبواب المساجد ، ثم نشروا قراطيس من فضة وأقلاماً من ذهب ، ثم كتبوا الأول فالأول من بكَّر إلى الجمعة ، فإذا بلغ من في المسجد سبعين رجلاً قد بكروا طووا القراطيس ، فكان أولئك السبعون كالذين اختارهم موسى من قومه ، والذين اختارهم موسى من قومه كانوا أنبياء " . وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا راح منا إلى الجمعة سبعون رجلاً كانوا كسبعين موسى الذين وفدوا إلى ربهم أو أفضل " . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي في قوله { النبي الأمي } قال : كان لا يكتب ولا يقرأ . وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { الرسول النبي الأمي } قال : هو نبيكم صلى الله عليه وسلم كان أمياً لا يكتب . وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال " خرج علينا رسول الله صلى عليه وسلم يوماً كالمودع فقال : أنا محمد النبي الأمي ، أنا محمد النبي الأمي ، أنا محمد النبي الأمي ، ولا نبي بعدي ، أوتيت فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه ، وعلمت خزنة النار وحملة العرش ، فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم ، فإذا ذهب بي فعليكم كتاب الله ، أحلوا حلاله وحرِّموا حرامه " . وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن مردويه عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب ، وان الشهر كذا وكذا ، وضرب بيده ست مرات وقبض واحدة " . وأخرج أبو الشيخ من طريق مجالد . قال حدثني عون بن عبد الله بن عتبة عن أبيه قال : ما مات النبي صلى الله عليه وسلم حتى قرأ وكتب ، فذكرت هذا الحديث للشعبي فقال : صدق ، سمعت أصحابنا يقولون ذلك . قوله تعالى : { الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإِنجيل } . أخرج ابن سعد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإِنجيل } قال : يجدون نعته وأمره ونبوّته مكتوباً عندهم . وأخرج ابن سعد عن قتادة قال : بلغنا أن نعت رسول الله صلى عليه وسلم في بعض الكتب محمد رسول الله ليس بفظ ولا غليظ ولا صخوب في الأسواق ، ولا يجزى بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح ، أمته الحمادون على كل حال . وأخرج ابن سعد وأحمد عن رجل من الأعراب قال : جلبت حلوية إلى المدينة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما فرغت من بيعتي قلت : لألقين هذا الرجل ولأسمعن منه . فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشيان ، فتبعتهما حتى أتيا على رجل من اليهود ناشر التوراة يقرؤها يعزي بها نفسه عن ابن له في الموت كأحسن الفتيان وأجمله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنشدك بالذي أنزل التوراة ، هل تجدني في كتابك ذا صفتي ومخرجي ؟ فقال برأسه هكذا ؛ أي لا . فقال ابنه : أي والذي أنزل التوراة إن لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . فقال : أقيموا اليهودي عن أخيكم ، ثم ولي كفنه والصلاة عليه " . وأخرج ابن سعد والبخاري وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن عطاء بن يسار قال : لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً } [ الأحزاب : 45 ] وحرزاً للأميين ، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا : لا إله إلا الله . ويفتح به أعينا عمياً ، وآذاناً صماً ، وقلوباً غلفاً . وأخرج ابن سعد والدارمي في مسنده والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن عبد الله بن سلام قال : صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة { يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً } [ الأحزاب : 45 ] وحرزاً للأميين ، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا : لا إله إلا الله . ويفتح به أعينا عمياً ، وآذاناً صماً ، وقلوباً غلفا . وأخرج الدارمي عن كعب قال : في السطر الأول : محمد رسول الله عبدي المختار ، لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ، مولده بمكة وهجرته بطيبة وملكه بالشام . وفي السطر الثاني : محمد رسوله الله أمته الحمادون ، يحمدون الله في السراء والضراء ، يحمدون الله في كل منزلة ويكبرونه على كل شرف ، رعاة الشمس يصلون الصلاة إذا جاء وقتها ولو كانوا على رأس كناسة ، ويأتزرون على أوساطهم ، ويوضئون أطرافهم ، وأصواتهم بالليل في جوّ السماء كأصوات النحل . وأخرج ابن سعد والدارمي وابن عساكر عن أبي فروة عن ابن عباس . إنه سأل كعب الأحبار كيف قد نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ، فقال كعب : نجده محمد بن عبد الله ، يولد بمكة ويهاجر إلى طابة ، ويكون ملكه بالشام ، وليس بفحاش ولا سخاب في الأسواق ، ولا يكافىء بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ، أمته الحمادون يحمدون الله في كل سراء ، ويكبرون الله على كل نجد ، ويوضئون أطرافهم ، ويأتزرون في أوساطهم ، يصفون في صلاتهم كما يصفون في قتالهم ، دويهم في مساجدهم كدوي النحل ، يسمع مناديهم في جوّ السماء . وأخرج أبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن أم الدرداء قالت : قلت لكعب : كيف تجدون صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ؟ قال : نجده موصوفاً فيها محمد رسول الله اسمه المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، وأعطى المفاتيح ليبصر الله به أعيناً عوراً ، ويسمع به آذاناً صماً ، ويقيم به السنة معوجة حتى يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يعين المظلوم ويمنعه من أن يستضعف . وأخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة وأبو نعيم في الدلائل عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " صفتي أحمد المتوكل مولده بمكة ومهاجره إلى طيبة ، ليس بفظ ولا غليظ ، يجزي بالحسنة الحسنة ولا يكافىء بالسيئة ، أمته الحمادون يأتزرون على أنصافهم ، ويوضئون أطرافهم ، أناجيلهم في صدورهم ، يصفون للصلاة كما يصفون للقتال ، قربانهم الذي يتقربون به إلى دمائهم ، رهبان بالليل ليوث بالنهار " . وأخرج أبو نعيم عن كعب قال : إن أبي كان من أعلم الناس بما أنزل الله على موسى ، وكان لم يدخر عني شيئاً مما كان يعلم ، فلما حضره الموت دعاني فقال لي : يا بني ، إنك قد علمت أني لم أدخر عنك شيئاً مما كنت أعلمه ، إلا أني قد حبست عنك ورقتين فيهما : نبي يبعث قد أظل زمانه فكرهت أن أخبرك بذلك ، فلا آمن عليك أن يخرج بعض هؤلاء الكذابين فتطيعه ، وقد جعلتهما في هذه الكوة التي ترى وطينت عليهما ، فلا تعرضن لهما ولا تنظرن فيهما حينك هذا ، فإن الله إن يرد بك خيراً ويخرج ذلك النبي تتبعه ، ثم أنه مات فدفناه فلم يكن شيء أحب إليّ من أن أنظر في الورقتين ، ففتحت الكوة ثم استخرجت الورقتين ؟ فإذا فيهما : محمد رسول الله خاتم النبيين لا نبي بعده ، مولده بمكة ومهاجره بطيبة ، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ويجزي بالسيئة الحسنة ويعفو ويصفح ، وأمته الحمادون الذين يحمدون الله على كل حال ، تذلل ألسنتهم بالتكبير وينصر نبيهم على كل من ناوأه ، يغسلون فروجهم ويأتزرون على أوساطهم ، أناجيلهم في صدروهم وتراحمهم بينهم تراحم بني الأم ، وهم أول من يدخل الجنة يوم القيامة من الأمم . فمكث ما شاء الله ثم بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة ، فأخرت حتى استثبت ، ثم بلغني أنه توفي وأن خليفته قد قام مقامه ، وجاءتنا جنوده فقلت : لا أدخل في هذا الدين حتى أنظر سيرتهم وأعمالهم ، فلم أزل أدافع ذلك وأؤخره لأستثبت حتى قدمت علينا عمال عمر بن الخطاب ، فلما رأيت وفاءهم بالعهد وما صنع الله لهم على الأعداء علمت أنهم هم الذين كنت أنتظر ، فوالله إني لذات ليلة فوق سطحي ، فإذا رجل من المسلمين يتلو قول الله { يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نطمس وجوهاً … } [ النساء : 47 ] الآية . فلما سمعت هذه الآية خشيت أن لا أصبح حتى يحول وجهي في قفاي ، فما كان شيء أحب إليّ من الصباح فغدوت على المسلمين . وأخرج الحاكم والبيهقي في الدلائل عن علي بن أبي طالب " أن يهودياً كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم دنانير ، فتقاضى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له : ما عندي ما أعطيك . قال : فإني لا أفارقك يا محمد حتى تعطيني . قال : إذن أجلس معك يا محمد فجلس معه فصلى النبي صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر والمغرب والعشاء والغداة ، وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتهددون اليهودي ويتوعدونه ، فقالوا : يا رسول الله ، يهودي يحبسك ؟ قال : منعني ربي أن أظلم معاهداً ولا غيره ، فلما ترحل النهار أسلم اليهودي وقال : شطر مالي في سبيل الله ، أما ولله ما فعلت الذي فعلت بك إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة : محمد بن عبد الله مولده بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام ، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا متزين بالفحشاء ولا قوّال للخنا " . وأخرج ابن سعد عن الزهري . " أن يهودياً قال : ما كان بقي شيء من نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة إلا رأيته إلا الحلم ، وإني أسلفته ثلاثين ديناراً في ثمر إلى أجل معلوم ، فتركته حتى إذا بقي من الأجل يوم أتيته فقلت : يا محمد ، اقضني حقي فإنكم معاشر بني عبد المطلب مطل . فقال عمر : يا يهودي الخبيث ، أما والله لولا مكانه لضربت الذي فيه عيناك ، فقال رسول الله صلى عليه وسلم " غفر الله لك يا أبا حفص ، نحن كنا إلى غير هذا منك أحوج إلى أن تكون أمرتني بقضاء ما عليّ ، وهو إلى أن تكون أعنته على قضاء حقه أحوج فلم يزده جهلي عليه إلا حلماً . قال : يا يهودي ، إنما يحل حقك غداً ، ثم قال : يا أبا حفص ، أذهب به إلى الحائط الذي كان سأل أوّل يوم ، فإن رضيه فاعطه كذا وكذا صاعاً وزده لما قلت له كذا وكذا صاعاً وزده ، فإن لم يرض فاعط ذلك من حائط كذا وكذا ، فأتى بي الحائط فرضي تمره فأعطاه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أمره من الزيادة ، فلما قبض اليهودي تمره قال : أشهد أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله ، وأنه والله ما حملني على ما رأيتني صنعت يا عمر إلا أني قد كنت رأيت في رسول الله صفته في التوراة كلها إلا الحلم ، فاختبرت حلمه اليوم فوجدته على ما وصف في التوراة ، وإني أشهدك أن هذا التمر وشطر مالي في فقراء المسلمين . فقال عمر : فقلت : أو بعضهم ؟ فقال : أو بعضهم . قال : وأسلم أهل بيت اليهودي كلهم إلا شيخ كان بان مائة سنة فعسا على الكفر " " . وأخرج ابن سعد عن كثيِّر بن مرة قال : إن الله يقول : لقد جاءكم رسول ليس بوهن ولا كسل ، يفتح أعيناً كانت عمياً ، ويسمع آذاناً كانت صماً ، ويختن قلوباً كانت غلفاً ، ويقيم سنة كانت عوجاء ، حتى يقال : لا إله إلا الله . وأخرج ابن سعد عن أبي هريرة قال : " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المدارس فقال " أخرجوا إليَّ أعلمكم فقالوا : عبد الله بن صوريا . فخلا به رسول الله صلى عليه وسلم ، فناشده بدينه وبما أنعم به عليهم ، وأطعمهم من المن والسلوى ، وظللهم به من الغمام ، أتعلم أني رسول الله ؟ قال : اللهمَّ نعم ، وإن القوم ليعرفون ما أعرف ، وإن صفتك ونعتك المبين في التوراة ولكنهم حسدوك . قال : فما يمنعك أنت ؟ قال : أكره خلاف قومي ، وعسى أن يتبعوك ويسلموا فأسلم " " . وأخرج الطبراني وأبو نعيم والبيهقي عن الفلتان بن عاصم قال : " كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " أتقرأ التوراة ؟ قال : نعم قال : والإِنجيل ؟ قال : نعم . فناشده هل تجدني في التوراة والإِنجيل ؟ قال : نجد نعتاً مثل نعتك ومثل هيئتك ومخرجك ، وكنا نرجو أن تكون منا ، فلما خرجت تخوَّفنا أن تكون هو أنت ، فنظرنا فإذا ليس أنت هو . قال : ولم ذاك ؟ قال : إن معه من أمته سبعين ألفاً ليس عليهم حساب ولا عذاب ، وإنما معك نفر يسير . قال : والذي نفسي بيده لأنا هو ، إنهم لأمتي وأنهم لأكثر من سبعين ألفاً وسبعين ألفاً " " . وأخرج ابن سعد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بعثت قريش النظر بن الحارث ، وعقبة بن أبي معيط ، وغيرهما إلى يهود يثرب وقالوا لهم : سلوهم عن محمد صلى الله عليه وسلم ، فقدموا المدينة فقالوا : أتيناكم لأمر حدث فينا ، منا غلام يتيم يقول قولاً عظيماً ، يزعم أنه رسول الرحمن قالوا : صفوا لنا نعته . فوصفوا لهم قالوا : فمن تبعه منكم ؟ قالوا : سفلتنا . فضحك حبر منهم فقال : هذا النبي الذي نجد نعته ونجد قومه أشد الناس له عداوة . وأخرج أبو نعيم في الحلية عن وهب قال : كان في بني إسرائيل رجل عصى الله تعالى مائتي سنة ، ثم مات فأخذوه فألقوه على مزبلة ، فأوحى الله إلى موسى عليه السلام : أن أخرج فصلِّ عليه قال : يا رب ، بنو إسرائيل شهدوا أنه عصاك مائتي سنة ، فأوحى الله إليه : هكذا كان لأنه كان كلما نشر التوراة ، ونظر إلى اسم محمد صلى الله عليه وسلم قبَّله وضعه على عينيه وصلى عليه ، فشكرت له ذلك وغفرت ذنوبه وزوّجته سبعين حوراء . وأخرج ابن سعد والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن النبي صلى الله عليه وسلم مكتوب في الإِنجيل لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة مثلها ، ولكن يعفو ويصفح . وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال " قدم الجارود بن عبد الله على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وقال : والذي بعثك بالحق لقد وجدت وصفك في الإِنجيل ولقد بشَّر بك ابن البتول " . وأخرج ابن سعد وابن عساكر من طريق موسى بن يعقوب الربعي عن سهل مولى خيثمة قال : قرأت في الإِنجيل نعت محمد صلى الله عليه وسلم : إنه لا قصير ولا طويل أبيض ذو طمرين ، بين كتفيه خاتم ، يكثر الاحتباء ولا يقبل الصدقة ، ويركب الحمار والبعير ، ويحتلب الشاة ويلبس قميصاً مرقوعاً ، ومن فعل ذلك فقد برىء من الكبر ، وهو يفعل ذلك وهو من ذرية اسمعيل عليه السلام . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الدلائل عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال : أوحى الله تعالى إلى شعيب " إني باعث نبياً أمياً أفتح به آذاناً صماً ، وقلوباً غلفاً ، وأعيناً عمياً ، مولده بمكة ومهاجره بطيبة وملكه بالشام ، عبدي المتوكل المصطفى المرفوع الحبيب المتحبب المختار ، لا يجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح رحيماً بالمؤمنين ، يبكي للبهيمة المثقلة ويبكي لليتيم في حجر الأرملة ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا متزين بالفحش ، ولا قوّال للخنا ، يمر إلى جنب السراج لم يطفئه من سكينته ، ولو يمشي على القصب الرعراع يعني اليابس لم يسمع من تحت قدميه ، أبعثه مبشراً ونذيراً ، أسدده لكل جميل وأهب له كل خلق كريم ، أجعل السكينة لباسه ، والبرَّ شعاره ، والمغفرة والمعروف حليته ، والحق شريعته ، والهدى إمامه ، والإِسلام ملته ، وأحمد اسمه ، أهدي به من بعد الضلالة ، وأعلم به بعد الجهالة ، وأرفع به بعد الخمالة ، وأسمي به بعد النكرة ، وأكثر به بعد القلة ، وأغنى به بعد العيلة ، وأجمع به بعد الفرقة ، وأؤلف به بين قلوب ، وأهواء متشتتة وأمم مختلفة ، وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس ، آمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر ، وتوحيداً لي وإيماناً بي وإخلاصاً لي وتصديقاً لما جاءت به رسلي ، وهم رعاة الشمس . طوبى لتلك القلوب والوجوه والأرواح التي أخلصت لي ، أُلهمهم التسبيح والتكبير والتمجيد والتوحيد في مساجدهم ومجالسهم ومضاجعهم ومنقلبهم ومثواهم ، ويصفُّون في مساجدهم كما تصف الملائكة حول عرشي ، هم أوليائي وأنصاري ، أنتقم بهم من أعدائي عبدة الأوثان ، يصلون لي قياماً وقعوداً وسجوداً ، ويخرجون من ديارهم وأموالهم ابتغاء مرضاتي ألوفاً ، ويقاتلون في سبيلي صفوفاً وزحوفاً ، اختم بكتبهم الكتب ، وشريعتهم الشرائع ، وبدينهم الأديان ، من أدركهم فلم يؤمن بكتابهم ويدخل في دينهم وشريعتهم فليس مني وهو مني بريء ، واجعلهم أفضل الأمم ، واجعلهم أمة وسطاء شهداء على الناس ، إذا عضبوا هللوني ، وإذا قبضوا كبَّروني ، وإذا تنازعوا سبَّحوني ، يطهرون الوجوه والأطراف ، ويشدون الثياب إلى الأنصاف ، ويهللون على التلال والأشراف ، قربانهم دماؤهم ، وأناجيلهم صدورهم ، رهبان بالليل ليوث بالنهار ، مناديهم في جو السماء ، لهم دوي كدوي النحل ، طوبى لمن كان معهم وعلى دينهم ومناهجهم وشريعتهم ، ذلك فضلي أوتيه من أشاء وأنا ذو الفضل العظيم " . وأخرج البيهقي في الدلائل عن وهب بن منبه قال : إن الله أوحى في الزبور " يا داود إنه سيأتي من بعدك نبي اسمه أحمد ومحمد صادقاً نبياً لا أغضب عليه أبداً ولا يعصيني أبداً ، وقد غفرت له أن يعصيني ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأمته مرحومة أعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء ، وافترضت عليهم الفرائض التي افترضت على الأنبياء والرسل ، حتى يأتوني يوم القيامة ونورهم مثل نور الأنبياء ، وذلك أني افترضت عليهم أن يتطهروا لي لكل صلاة كما افترضت على الأنبياء قبلهم ، وأمرتهم بالغسل من الجنابة كما أمرت الأنبياء قبلهم ، وأمرتهم بالحج كما أمرت الأنبياء قبلهم ، وأمرتهم بالجهاد كما أمرت الرسل قبلهم ، يا داود إني فضَّلت محمداً وأمته على الأمم ، أعطيتهم ست خصال لم أعطها غيرهم من الأمم ، لا أؤاخذهم بالخطأ والنسيان ، وكل ذنب ركبوه على غير عمد إذا استغفروني منه غفرته ، وما قدموا لآخرتهم من شيء طيبة به أنفسهم عجلته لهم أضعافاً مضاعفة ، ولهم عندي أضعاف مضاعفة وأفضل من ذلك ، وأعطيتهم على المصائب في البلايا إذا صبروا وقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، الصلاة والرحمة والهدى إلى جنات النعيم ، فإن دعوني استجبت لهم ، فإما أن يروه عاجلاً وإما أن أصرف عنهم سوءاً وإما أن أؤخره لهم في الآخرة ، يا داود من لقيني من أمة محمد يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي صادقاً بها فهو معي في جنتي وكرامتي ، ومن لقيني وقد كذب محمداً وكذب بما جاء به واستهزأ بكتابي صببت عليه في قبره العذاب صباً ، وضربت الملائكة وجهه ودبره عند منشره من قبره ، ثم أدخله في الدرك الأسفل من النار " . وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن عبدالله بن عمرو قال : أجد في الكتب أن هذه الأمة تحب ذكر الله كما تحب الحمامة وكرها ، ولهم أسرع إلى ذكر الله من الإِبل إلى وردها يوم ظمئها . قوله تعالى : { ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث } الآية . أخرج الطبراني عن حبيب بن سليمان بن سمرة عن أبيه عن جده " أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رجل من الأعراب يستفتيه عن الرجل ، ما الذي يحل له والذي يحرم عليه في ماله ونسكه وماشيته وعنزه وفرعه من نتاج إبله وغنمه ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحلَّ لك الطيبات وحرم عليك الخبائث إلا أن تفتقر إلى طعام فتأكل منه حتى تستغني عنه . قال : ما فقري الذي آكل ذلك إذا بلغته ؟ أمْ ما غناي الذي يغنيني عنه ؟ قال : إذا كنت ترجو نتاجاً فتبلغ بلحوم ماشيتك إلى نتاجك ، أو كنت ترجو عشاء تصيبه مدركاً فتبلغ إليه بلحوم ماشيتك ، وإذا كنت لا ترجو من ذلك شيئاً فاطعم أهلك ما بدا لك حتى تستغني عنه . قال الأعرابي : وما عشائي الذي أدعه إذا وجدته ؟ قال : إذا رويت أهلك غبوقاً من اللبن فاجتنب ما حرم عليك من الطعام ، وأما مالك فإنه ميسور كله ليس منه حرام غير أن في نتاجك من إبلك فرعاً ، وفي نتاجك من غنمك فرعاً تغذوه ماشيتك ، حتى تستغني ، ثم إن شئت فاطعمه أهلك وإن شئت تصدَّق بلحمه ، وأمره أن يعقر من الغنم في كل مائة عشراً " . وأخرج ابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن جريج في قوله { ويحل لهم الطيبات } قال : الحلال { ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم } قال : التثقيل الذي كان في دينهم . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله { ويحرم عليهم الخبائث } قال : كلحم الخنزير والربا وما كانوا يستحلون من المحرمات من المآكل التي حرَّمها الله . وفي قوله { ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم } قال : هو ما كان أخذ الله عليهم من الميثاق فيما حرم عليهم . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { ويضع عنهم إصرهم } قال : عهدهم ومواثيقهم في تحريم ما أحلَّ الله لهم . وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدي { ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم } يقول : يضع عنهم عهودهم ومواثيقهم التي أخذت عليهم في التوراة والإِنجيل . وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { ويضع عنهم إصرهم } قال : التشديد في العبادة ، كان أحدهم يذنب الذنب فيكتب على باب داره : إن توبتك أن تخرج أنت وأهلك ومالك إلى العدو فلا ترجع حتى يأتي الموت على آخركم . وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله { ويضع عنهم إصرهم } قال : ما غلظ على بني إسرائيل من قرض البول من جلودهم إذا أصابهم ونحوه . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب في قوله { والأغلال التي كانت عليهم } قال : الشدائد التي كانت عليهم . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله { ويضع عنه إصرهم والأغلال التي كانت عليهم } قال : تشديد شدد على القوم ، فجاء محمد صلى الله عليه وسلم بالتجاوز عنهم . وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير { ويضع عنهم إصرهم } قال : ما غلظوا على أنفسهم من قطع أثر البول ، وتتبع العروق في اللحم وشبهه . وأخرج ابن جرير عن مجاهد { ويضع عنهم إصرهم } قال : عهدهم . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { عزروه } يعني عَظَّموه وَوَقَّروه . وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله { وعزَّروه ونصروه } قال : بالسيف . وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { وعزَّروه } يقول : نصروه . قال : فأما نصره وتعزيزه وقد سبقتم به ، ولكن خيركم من آمن واتبع النور الذي أنزل معه . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاده { وعزَّروه } قال : شددوا أمره وأعانوا رسوله ونصروه . وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ { وعزروه } مثقلة .