Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 159-162)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : قال موسى : يا رب ، أجد أمة انجيلهم في قلوبهم ؟ قال : تلك أمة تكون بعدك أمة أحمد . قال : يا رب ، أجد أمة يصلون الخمس تكون كفارة لما بينهن ؟ قال : تلك أمة تكون بعدك أمة أحمد . قال : يا رب أجد أمة يعطون صدقات أموالهم ثم ترجع فيهم فيأكلون ؟ قال : تلك أمة تكون بعدك أمة أحمد . قال : يا رب ، اجعلني من أمة أحمد . فأنزل الله كهيئة المرضية لموسى { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } . وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي ليلى الكندي قال : قرأ عبدالله بن مسعود " ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون " فقال رجل : ما أحب إني منهم . فقال عبدالله : لم ما يزيد صالحوكم على أن يكونوا مثلهم ؟ وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قوله { ومن قوم موسى أمة } الآية . قال : بلغني أن بني إسرائيل لما قتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثني عشر سبطاً ، تبرأ سبط منهم مما صنعوا واعتذروا وسألوا الله أن يفرق بينهم وبينهم ، ففتح الله له نفقاً في الأرض فساروا فيه حتى خرجوا من وراء الصين ، فهم هنالك حنفاء مستقبلين يستقبلون قبلتنا . قال ابن جريج : قال ابن عباس : فذلك قوله { وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً } [ الإِسراء : 104 ] ووعد الآخرة عيسى ابن مريم . قال ابن عباس : ساروا في السرب سنة ونصفاً . وأخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب قال : افترقت بنو إسرائيل بعد موسى إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة ، وافترقت النصارى بعد عيسى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة ، وتفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة ، فأما اليهود فإن الله يقول { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } وأما النصارى فإن الله يقول { منهم أمة مقتصدة } [ المائدة : 66 ] فهذه التي تنجو ، وأما نحن فيقول { وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } [ الأعراف : 181 ] فهذه التي تنجو من هذه الأمة . وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل قال : إن مما فضل الله به محمداً صلى الله عليه وسلم أنه عاين ليلة المعراج قوم موسى الذين من وراء الصين ، وذلك أن بني إسرائيل حين عملوا بالمعاصي وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس ، دعوا ربهم وهم بالأرض المقدسة فقالوا : اللهمَّ أخرجنا من بين أظهرهم ، فاستجاب لهم فجعل لهم سرباً في الأرض فدخلوا فيه ، وجعل معهم نهراً يجري وجعل لهم مصباحاً من نور بين أيديهم ، فساروا فيه سنة ونصفاً وذلك من بيت المقدس إلى مجلسهم الذي هم فيه ، فأخرجهم الله إلى أرض تجتمع فيها الهوام والبهائم والسباع مختلطين بها ، ليس فيها ذنوب ولا معاص ، فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ومعه جبريل ، فآمنوا به وصدقوه وعلَّمهم الصلاة وقالوا : إن موسى قد بشَّرهم به . وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } قال : بينكم وبينهم نهر من سهل ، يعني من رمل يجري . وأخرج ابن أبي حاتم عن صفوان بن عمرو قال : هم الذين قال الله { ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق } يعني سبطان من أسباط بني إسرائيل يوم الملحمة العظمى ينصرون الإِسلام وأهله . وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال : إن لله عباداً من وراء الأندلس كما بيننا وبين الأندلس لا يرون أن الله عصاه مخلوق ، رضراضهم الدر والياقوت وجبالهم الذهب والفضة ، لا يزرعون ولا يحصدون ولا يعملون عملاً ، لهم شجر على أبوابهم لها أوراق عراض هي لبوسهم ، ولهم شجر على أبوابهم لها ثمر ، فمنها يأكلون . قوله تعالى : { فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً } . أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله { فانبجست } قال : فانفجرت . وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله عزَّ وجلَّ { فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً } قال : أجرى الله من الصخرة اثنتي عشرة عيناً ، لكل سبط عين يشربون منها . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال نعم . أما سمعت بشر بن أبي حازم يقول :