Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 20-50)

Tafsir: ad-Durr al-manṯūr fī at-tafsīr bi-l-maʾṯūr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { ألم نخلقكم من ماء مهين } يعني بالمهين الضعيف . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله : { من ماء مهين } قال : ضعيف في قرار مكين . وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج { فقدرنا فنعم القادرون } قال : فملكنا فنعم المالكون . وأخرج ابن جرير عن الضحاك { فقدرنا فنعم القادرون } قال : فخلقنا فنعم المالكون . وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عليّ عن ابن عباس { كفاتاً } قال : كنا . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد { ألم نجعل الأرض كفاتاً } قال : تكفتهم أمواتاً وتكف إذا هم أحياء . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة في المصنف وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه عن ابن مسعود أنه أخذ قملة فدفنها في المسجد ، ثم قرأ { ألم نجعل الأرض كفاتاً أحياء وأمواتاً } . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد { كفاتاً } قال : تكفت الميت ولا يرى منه شيء ، وقوله : { أحياء } الرجل في بيته لا يرى من عمله شيء . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس { رواسي } جبالاً شامخات مشرفات { فراتاً } عذباً { بشرر كالقصر } قال : كالقصر العظيم { جمالات صفر } قال : قطع النحاس . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد { ظل ذي ثلاث شعب } دخان جهنم . وأخرج عبد الرزاق عن الكلبي في قوله : { ظل ذي ثلاث شعب } قال : هو كقوله : { ناراً أحاط بهم سرادقها } [ الكهف : 29 ] والسرادق الدخان ، دخان النار ، فأحاط بهم سرادقها ، ثم تفرق فكان ثلاث شعب ، شعبة ههنا ، وشعبة ههنا ، وشعبة ههنا . وأخرج ابن جرير عن قتادة مثله . وأخرج عبد الرزاق والفريابي والبخاري وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والحاكم من طريق عبد الرحمن بن عابس قال : سمعت ابن عباس يسأل عن قوله : { إنها ترمي بشرر كالقصر } قال : كنا نرفع الخشب بقصر ثلاثة أذرع أو أقل ، فنرفعه للشتاء فنسميه القصر . قال : وسمعته يسأل عن قوله تعالى : { جمالات صفر } قال : حبال السفن يجمع بعضها إلى بعض حتى تكون كأوساط الرجال . وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قرأها { كالقصر } بفتح القاف والصاد . قال : قصر النخل يعني الأعناق ، وكان يقرأ { جمالات } بضم الجيم . وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس { كالقصر } قال : كجذور الشجر . وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : كانت العرب تقول في الجاهلية : اقصروا لنا الحطب ، فيقطع على قدر الذراع والذراعين . وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط عن ابن مسعود في قوله : { ترمي بشرر كالقصر } قال : إنها ليست كالشجر والجبال ، ولكنها مثل المدائن والحصون . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : { كالقصر } قال : هو القصر { كأنه جملات صفر } قال : الإِبل . وأخرج ابن الأنباري في كتاب الأضداد عن الحسن في قوله : { كأنه جمالات صفر } قال : الصفر السود ، وفي قوله : { جمالات صفر } قال : هو الجسر ، وفي لفظ قال : الجبال . وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله : { كالقصر } قال : مثل قصر النخلة . وأخرج ابن جرير عن الضحاك في الآية ، قال : القصر أصول الشجر العظام كأنها أجواز الإِبل الصفر . قال ابن جرير : وسط كل شيء جوزة . وأخرج ابن جرير عن هارون قال : قرأها الحسن { القصر } بجزم الصاد ، وقال : هو الجزل من الخشب . وأخرج ابن جرير عن الحسن { كأنه جمالات صفر } قال : كالنوق السود . وأخرج ابن جرير من طريق علي عن ابن عباس { كأنه جمالات صفر } يقول : قطع النحاس . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله : { كالقصر } قال : حزم الشجر وقطع النخل { كأنه جمالات صفر } قال : جبال الجسور . وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة { كالقصر } قال : أصول الشجر وأصول النخل { كأنه جمالات صفر } قال : كأنه نوق سود . وأخرج عبد حميد عن عكرمة أنه كان يقرأ { كالقصر } قال : كقطعة النخلة الجادرة { كأنه جمالات صفر } قال : القلوص . وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن الصامت قال : قلت لعبدالله بن عمرو بن العاص أرأيت قول الله : { هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون } قال : إن يوم القيامة يوم له حالات وتارات في حال لا ينطقون ، وفي حال ينطقون ، وفي حال يعتذرون ، لا أحدثكم إلا ما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان يوم القيامة ينزل الجبار في ظلل من الغمام ، وكل أمة جاثية في ثلاث حجب مسيرة كل حجاب خمسون ألف سنة ، حجاب من نور ، وحجاب بن ظلمة ، وحجاب من ماء ، لا يرى لذلك فيأمر بذلك الماء فيعود في تلك الظلمة ، ولا تسمع نفس ذلك القول إلا ذهبت فعند ذلك لا ينطقون " . وأخرج الحاكم وصححه من طريق عكرمة قال : سأل نافع بن الأزرق ابن عباس عن قوله تعالى : { هذا يوم لا ينطقون } و { فلا تسمع إلا همساً } [ طه : 108 ] و { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } [ الصافات : 27 ] و { هاؤم اقرءوا كتابيه } [ الحاقة : 19 ] فما هذا ؟ قال : ويحك هل سألت عن هذا أحداً قبلي ؟ قال : لا . قال : إنك لو كنت سألت هلكت ، أليس قال الله تعالى : { وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون } [ الحج : 47 ] قال : بلى . قال : وإن لكل مقدار يوم من الأيام لوناً من الألوان . وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة أنه سئل عن قوله : { يوم كان مقداره خمسين ألف سنة } قال : ألا أخبركم بأشد مما تسألون عنه ؟ قال ابن عباس ، وذكر { لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان } [ الرحمن : 39 ] { فوربك لنسألنهم أجمعين } [ الحجر : 92 ] و { هذا يوم لا ينطقون } قال ابن عباس : إنها أيام كثيرة في يوم واحد فيصنع الله فيها ما يشاء ، فمنها يوم لا ينطقون ، ومنها يوم عبوساً قمطريراً . وأخرج عبد بن حميد عن أبي الضحى أن نافع بن الأزرق وعطية أتيا ابن عباس فقالا : يا ابن عباس أخبرنا عن قول الله : { هذا يوم لا ينطقون } وقوله : { ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } [ الزمر : 31 ] وقوله : { والله ربنا ما كنا مشركين } [ الأنعام : 6 ] وقوله : { ولا يكتمون الله حديثاً } [ النساء : 42 ] قال : ويحك يا ابن الأزرق إنه يوم طويل وفيه مواقف تأتي عليهم : ساعة لا ينطقون ، ثم يؤذن لهم فيختصمون ، ثم يمكثون ما شاء الله يحلفون ويجهدون ، فإذا فعلوا ذلك ختم الله على أفواههم ويأمر جوارحهم فتشهد على أعمالهم بما صنعوا ، ثم تنطق ألسنتهم فيشهدون على أنفسهم بما صنعوا . قال : ذلك قوله : { ولا يكتمون الله حديثاً } . وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي عبد الله الجدلي قال : أتيت بيت المقدس فإذا عبادة بن الصامت ، وعبدالله بن عمرو ، وكعب الأحبار يتحدثون في بيت المقدس فقال عبادة : إذا كان يوم القيامة جمع الناس في صعيد واحد فينفذهم البصر ويسمعهم الداعي ويقول الله { هذا يوم لا ينطقون } { هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فإن كان لكم كيد فكيدون } اليوم لا ينجو مني جبار ولا شيطان مريد ، فقال عبدالله بن عمرو : إنا نجد في الكتاب أنه يخرج يومئذ عنق من النار فينطلق معنقاً حتى إذا كان بين ظهراني الناس قال : يا أيها الناس إني بعثت إلى ثلاثة أنا أعرف بهم من الوالد بولده ومن الأخ بأخيه ، لا يغنيهم مني وزر ، ولا تخفيهم مني خافية : الذي يجعل مع الله إلهاً آخر ، وكل جبار عنيد ، وكل شيطان مريد . قال : فينطوي عليهم فيقذفهم في النار قبل الحساب بأربعين . إما قال يوماً وإما عاماً . قال : ويهرع قوم إلى الجنة فتقول لهم الملائكة : قفوا للحساب . فيقولون : والله ما كانت لنا أموال ، وما كنا بعمال . فيقول الله : صدق عبادي أنا أحق من أوفى بعهده ادخلوا الجنة . فيدخلون قبل الحساب بأربعين . إما قال يوماً وإما عاماً . وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة في قوله : { كلوا واشربوا هنيئاً } أي : لا موت . وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله : { كلوا وتمتعوا قليلاً } قال : عنى بذلك أهل الكفر . وأخرج عبد حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : { وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون } قال : نزلت في ثقيف . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد { وإذا قيل لهم اركعوا } قال : صلوا . وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة { وإذا قيل لهم اركعوا } قال : عليكم بإحسان الركوع فإن الصلاة من الله بمكان . قال : وذكر لنا أن حذيفة رأى رجلاً يصلي ولا يركع كأنه بعير نافر . قال : لو مات هذا ما مات على شيء من سنة الإِسلام . قال : وحدثنا أن ابن مسعود رأى رجلاً يصلي ولا يركع وآخر يجر إزاره ، فضحك ، قالوا : ما يضحكك يا ابن مسعود ؟ قال : أضحكني رجلان أحدهما لا ينظر الله إليه ، والآخر لا يقبل الله صلاته . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون } يقول : يدعون يوم القيامة إلى السجود فلا يستطيعون السجود من أجل أنهم لم يكونوا يسجدون لله في الدنيا والله أعلم .